أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاح - عندما أرحل....؟!














المزيد.....

عندما أرحل....؟!


توفيق الحاح

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 17:22
المحور: كتابات ساخرة
    



كلنا راحلون ... أنا وانتم ونحن وهم ... السابقون من قبلنا والقادمون ..
كلنا راحلون..وفي الرحيل تتساوى أمام التراب وظلمة القبر.. الرؤوس والمقامات والمشاعر والتناقضات الحب والكراهية .. الغنى والفقر .. الوعظ والنميمة .. والبطولة والجريمة.. الوطن والخيانة .. الايمان والكفر .. فكلنا ذاهبون في طريق الغيب يجتهد فيه المؤمنون ويجدف فيه الدجالون وتجار الدين المخوفون المزايدون بروايات واسرائيليات لم يؤيدها نص ولم يسندها منطق!
قبل أن ارحل ... أعدكم ان أرحل ببساطة وصمت كما أتيت .. لن أزعج أحدا بمرض او وجع.. ولن انتظر دمعة شفقة من حبيب أو بسمة صدقة من بعيد او قريب.... فما عشته علمني ان هذه الدنيا بكل ما فيها كانت زائفة وأداء واجب !..
ربما كانت امي الإنسان الوحيد الذي أصدقني مشاعره ..كانت دموعها أثقل على قلبي من جبل أحد وعندما فارقتني ببطء وانا أقترب من الخمسين شعرت بوحشة اليتم الذي لم احس به في غياب ابي الذي غادرنا فجأة وأنا في الثلاثين لكنه ترك حزنا عميقا مقيما في عيني ونبرة صوتي واشعاري !
عندما ارحل ... لا اريد صياحا ولا نواحا ...حتى ولو كان نابعا من حزن فالصمت في الحزن أبلغ... ولم الحزن ويافطات الفصائل والنمارق ؟! وهذه سنه الحياة فكما فارق الاجداد والاباء والاصحاب.. نفارق..!
عندما ارحل ... لا اريد مأتما ولا بيت عزاء لاتمرا و قهوة ولا وعظا من معزين منافقين يؤدون طقوسا ويتصنعون الحزن ثم سرعان ما يندمجون في نكات وضحكات والتراب لم يجف بعد على من رحل !
عندما ارحل ... لا اريد من احد مهما كان صادقا ان يؤبنني ويرثيني وخاصة أولئك الذين استعدوني وآالموني وجرحوني في حياتي يسارعون للظهور في المشهد عند مماتي.. ثم ماذا ينفع التأبين والرثاء في دار الفناء وقد ضن علي قومي وانا بينهم بالتكريم والتقدير الذي استحق ؟!
عندما ارحل ... لا أريد ان تسمعوا من اجل سكينة روحي قرآنا يطغى عليه صوت الهمت و اللث والهبش والنبش في سيرة فلان وعلان .. بل اسمعوا ما كنت أحب أن اسمع من فيروز صباحا وام كلثوم عصرا و حليم ليلا .. سيجدني ويحس بي من احبني بصدق فقط . في كل الاغاني الحزينة .. وكل اغنية لها ذكريات ... اينعت في وجودي و ماتت بموتي
عندما ارحل ... لا اريد من احد ان يقول كان الراحل ملاكا وخلوقا وعظيما .. بل يقول كان بشرا وخطاء ومقاتلا عنيدا... كان صعلوكا صريحا سليطا ساخرا يعشق وطنه ..الانسان كائنا من كان عنده ..موقف
لا يهزه ظلم ولا يلويه قهر ..! ومن لم يقل ذلك سيكذبه ما أ تركته خلفي من شعر ونثر!
عندما أرحل ... لا اريد منكم ان تتبعوني أو تصلوا علي او تدعوا لي.. فالله لا واسطة بيني وبينه ..هو اعلم بي منكم وأرفق .. وأقرب لي منكم وأشفق وحضوري بين يديه واستسلامي له... يغيني عن البشر !

اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن أمتك... اغفر لي كما غفرت للخطائين من قبلي وانا منهم..
ارحمني كما رحمت الخيام الذي قال فيك ( ان لم اكن اخلصت في طاعتك ..فانني اطمع في رحمتك)!



#توفيق_الحاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحبك ياااوطن..!
- غريب في بيتي...!
- الاخوان..والعم حمدان..!
- شهريار.. جلبهار.. والحمار..!
- ليش..نحبوووو الجزاير..؟!
- روزنامة..!
- تحليل سياسي..أم تحليل بول ..!
- بحبك يا أفشل أب...!
- حمار مثقف..!
- كشف حساب..!
- الشعر,.!
- محظوظ 100%
- ..نصف الموقف أكثر..!
- 2019
- باص سياحي..!
- زهايمر..!
- أخي جاوز الظالمون المدى..!
- من يومك..يازبيبة!
- أبو عثمان..!
- المخ العربي..!


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاح - عندما أرحل....؟!