أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الهدهد - إيران وسياسات حظر الاختلاط بين الجنسين














المزيد.....

إيران وسياسات حظر الاختلاط بين الجنسين


أحمد الهدهد

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 06:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تلعب الانتخابات الرئاسية في إيران دورا كبيرا في رسم سياسة الحكومة في التعاطي مع العديد من القضايا الاجتماعية التي تهم المجتمع. لذا يكون هنالك قدر كبير من الخوف بشأن ما ستترجم إليه نتائج أي انتخابات، خاصة فيما يتعلق بالفضاء الثقافي والحريات المدنية والأعراف العامة وغيرها من القضايا المماثلة. بالنسبة للعائلة الإيرانية بشكل خاص، ذات التوجه الإسلامي أو العلماني على حد سواء، كيف سيتم التعامل مع القواعد العملية للحجاب وطبيعة التنشئة الاجتماعية بين الذكور والإناث في الأماكن العامة. لكن ما يمكن إن يعتبر أكثر إثارة للقلق هو الاضطرار لتطبيق قواعد الحجاب حتى في المنازل الخاصة حتى تصبح عادة.
في العديد من الأحيان، كانت تثار الشكوك حول فكرة إن الحجاب يمثل مجرد تحكم في الرغبة الجنسية بين الجنسين. باعتباره وسيلة للتأكد من أن الرجال البالغين لا تتطلع إلى النساء غير المحرمات بشهوة. تفترض مثل هذه الحجة وجود علاقة جنسية متباينة "طبيعية، فطرية" - وهو أمر لم يفترضه الفكر الإسلامي الكلاسيكي. علاوة على ذلك، بغض النظر عن المقصود من طرف أي مؤسسة أو ممارسة يومية للقيام بها، فقد تكون آثاره الثقافية العامة مختلفة تمامًا. إذا حولنا بنان تفكيرنا بعيدًا عن التأثيرات المستهدفة بالحجاب، فما الآثار الثقافية التي قد يولدها الحجاب وما قد تخبرنا عن الطرق التي يمكن بها للثقافة اليومية في إيران أن تشكله من أنماط النشاط الجنسي؟
استمرارا مع هذه الفكرة، التأمل في الممارسات اليومية للحجاب - بمعنى النمط الذي يتبع من اجل تغطية ما يجب عدم النظر أليه من قبل الجنس الآخر. بعبارات عامة، ما تتعلمه الإناث الشابات، كممارسة يومية، أن فئات معينة من الذكور لا ينبغي أن تكون قادرة على النظر إليها بالطريقة نفسها المسموح بها للإناث المشابهات، فإن تأثير هذه التكرار المنتظم في الأداء هو بمثابة تحريض على تغاير الجنس؛ يبدو الأمر كما لو أنه يتم إخبار المرء مرارًا وتكرارًا بمن الذي قد نرغب به (وبالتالي يجب أن نتحكم بذلك) ومن من المفترض أن نتحاشى الرغبة به.

في المجتمعات الثقافية ذات الفصل الجنسي، ينظم الفضاء الاجتماعي بشدة، عن طريق اللوائح الثقافية والدينية والقانونية الأخرى للممارسات الجنسية المشروعة وغير المشروعة، إلى أن الرجال والنساء يرغبون في بعضهم البعض. لذا فان هذه اللوائح تتحكم في مشاعر الرغبة من خلال توليد الرغبة. الوصاية الثقافية الضمنية - أنت لا تريد / لن ترغب في واحد من مثل نوعك - تعمل بطرق عكسية، يصبح الفرد محكوما من خلال وصاية أخرى؛ تلك التي نشير إليها عادة باسم الرغبة المحرمة.
تشكل قواعد الحجاب معادلة بين الرجال والنساء ذوي القربى (أولئك الذين لا توجد إمكانية لأقامه أي جنس معهم بصورة شرعية) وجميع النساء (أو جميع الرجال). قد ينظر الرجال إلى جميع الرجال، بغض النظر عن أي خصوصية أخرى. كذلك لا تحتاج النساء إلى ممارسة قواعد الحجاب تحت أعين نساء أخريات أو رجال من المحارم - ما يجعلهم مجتمعين ضمن فئة واحدة هي وصاية الرغبة: أنت لا تريد / لن ترغب (بهؤلاء الناس).
عندما أدلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتصريحه سيء السمعة أثناء ظهوره في جامعة كولومبيا في سبتمبر / أيلول 2007 قائلًا: "في إيران، ليس لدينا مثليون جنسياً مثل بلدكم"، ضحك العالم اجمع على سخافة هذا الادعاء.
في "السياسة الجنسية في إيران الحديثة" ، شهد الوضع بالنسبة للمثليين جنسياً في ظل نظام أحمدي تعسفا شديدا : إذ بينما تتطلب الشريعة الإسلامية الاعتراف الفعلي للمتهمين أو أربعة من الشهود الذين شهدوا الحادثة ، بحث السلطات فقط عن أدلة طبية على العلاقات الجنسية المثلية ، وعند العثور على مثل هذه الأدلة ، فإنها تصدر حكم الإعدام ، ولأن إعدام الرجال بتهمة المثلية الجنسية يثير غضبًا دوليًا ، فقد مالت الدولة إلى مضاعفة هذه الاتهامات بإضافة اتهامات أخرى ، مثل الاغتصاب والاعتداء الجنسي على الأطفال: أدى الاستخدام المستمر لهذه الأساليب إلى تقويض وضع مجتمع المثليين في إيران وتخفيف تعاطف الرأي العام معهم ، وفي الوقت نفسه ، يعتقد الكثير من الإيرانيين أن الاعتداء الجنسي على الأطفال منتشر في مدينتي قم ومشد الدينية ، بما في ذلك في المدارس الدينية ، حيث الزواج المؤقت والدعارة من الممارسات الشائعة أيضًا.
كذلك يرجع للأذهان ما تسبب به النظام من مشكلة كبيرة خلال الحرب مع العراق، إذ زادت الحرب بين إيران والعراق (1980-1988) من مساحات مثلي الجنس: سواء بالنسبة للذكور الذين قاتلوا على الحدود وبالنسبة للنساء الذين تجمعوا في أماكن مثل المساجد الداخلية لدعم بعضهم البعض ودعم الجهد الحربي. علاوة على ذلك، في الفضاء الاستثنائي الذي تم إنشاؤه كنتيجة للحرب، الأدب الديني كان ذو آثار واضحة على الحالة الإنسانية الجنسية. لذلك على الرغم من أن أسلوب الحياة العلني للمثليين أصبح مجرماً ولم يتم التسامح معه، فقد تم الترويج للمثلية العسكرية الدينية. تجلت في أشكال مختلفة، مثل أغاني ساحة المعركة، والشعر، والنصوص الأدبية.
التناقضات هي العنوان الأكبر والأكثر تعبيرًا عن الحياة في إيران، هذا لأن إيران تلزم مواطنيها بالتشدد في مظاهرهم وأسلوب حياتهم وتفرض عليهم قيودًا تبدأ بالجلد وتنتهي بالإعدام، فالقوانين الإيرانية عادة ما يتم إصدارها عن رجال الدين الذين استولوا على الحكم عام 1979، قبل أن يتم إزالة الشاه من السلطة بسبب الثورة الإسلامية الإيرانية.
ومع ذلك من التناقض أن نعرف أن خلف سياسات حظر الاختلاط بين الجنسين وفرض الحجاب على الفتيات من سن التاسعة، أن تكون إيران من إحدى أكثر الدول فعلاً للمحرمات الممنوعة دينيًا وقانونيًا في البلاد، هذا إن الإيرانيين لم يتخلوا عن رغبتهم في الاندماج بالثقافة الغربية والاستمتاع بها حتى لو وراء الأبواب المغلقة أو من فوق القانون، فهناك انفصال واضح بين الشباب والحكومة الإيرانية، وبين ما يرغب الشعب بمعاصرته وما تمنعه السلطات بشكل صارم.



#أحمد_الهدهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا جبل الجليد الأسود
- نافذه على التراث الجنسي في إيران
- نضال النساء من أجل الشخصية في إيران
- فساد النظام الطائفي ... ما من أحد بريء
- لن يبكيك الجميع ... سليماني
- سليماني التصعيد الأكبر بين أمريكا وإيران
- المشرق العربي .... ثورة في الوعي
- الشباب أراد وطن لكن لم يرحمهم الجلاد
- تأثير الاسلام السياسي الشيعي على العالم العربي وخارجه
- النساء وتفاقم عواقب العنف الأسري
- الأنوثة والتمرد.... اولى الصرخات المعبرة عن الحركة النسوية
- الصحافة العراقية...... الاعدام بالطريقة الصينية
- الصحفية افراح شوقي ...... عواقب الحبر الجريء
- البصرة وما بعدها
- العنف ضد المرأة بين القانون و التشريع
- الاسلام السياسي والسعي لبناء عش العنكبوت
- المال ..... والعلاقات الزوجية
- النظرية النسوية في العلاقات الدولية
- تقاطع عدم المساواة بين الجنسين والتمييز العنصري
- قد يختلف الارباب لكن العبيد دائما هم القرابين


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الهدهد - إيران وسياسات حظر الاختلاط بين الجنسين