أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - ماذا بعد سقطة حزب ميرتس؟















المزيد.....

ماذا بعد سقطة حزب ميرتس؟


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 06:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا بعد سقطة حزب ميرتس ؟
سيتوجه الاسرائيليون، في الثاني من آذار المقبل، إلى صناديق الاقتراع لينتخبوا ممثليهم في الكنيست؛ وذلك على أمل أن تُمكّن النتائج، هذه المرة، أحد الحزبين الكبيرين، حزب الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو، أو حزب كاحول لافان برئاسة بيني غانتس، من تشكيل الحكومة القادمة؛ وهي المهمة التي لم تنجز بعد معركتين انتخابيتين متتاليتين.
من المؤكد أننا سنواجه، نحن المواطنين العرب في اسرائيل، خلال الفترة التي ستسبق يوم المعركة، نفس القضايا التي أشغلت منصاتنا، وسنتعرض مجددًا إلى معظم المشاهد التي رافقت تداعيات الجولتين السابقتين.
ستمارس قطاعات معروفة بيننا عاداتها العلنية في تكرار آيات اليأس الموروث بثقة "نبوية" لا تكلّ؛ وفي المقابل، سيسير إخوتهم نحو ذلك الكرمل "الذي فينا" ليحاولوا، مرة أخرى، رغم رحلتهم الصعبة، أن يمسكوا بضفائره الخضراء ويربّوا، من أجل أبنائنا، على سفوحه المتعبة، بعض الأمل.
كلنا نلاحظ سرعة وخطورة التغييرات الحاصلة داخل المجتمع اليهودي؛ لكن الكثيرين، رغم ذلك، يتصرفون، للأسف، وكأنهم، وحدهم، ورثة وعد السماء الذي لا يقهر؛ أو الممسكين، من عهد عاد، برماح الدهر التي لا تكسر .
لم يتغيّر الكثير على الخرائط السياسية في هذا العام، بل حافظت المعسكرات الناشطة بيننا على مواقعها وعلى جنودها؛ فالداعون للمشاركة في الانتخابات سيحاولون اقناع الناس بصحة نداءاتهم وبسلامة رؤاهم، وسيكون برهانهم على ذلك أنهم أفشلوا، في الواقع، محاولات نتنياهو لبناء واحدة من أخطر الحكومات التي كنا سنواجه نيرانها الحارقة؛ بينما سيدّعي، في المقابل، المنادون بمقاطعة الانتخابات، بعدم وجود فرق بين يمين ويمين، وبينهم وبين ما يسمى باليسار، فكلهم في الصهيونية همّ وبلاء. لقد شهدنا، رغم المراوحة السياسية في الوسطين اليهودي والعربي بشكل عام، تطورين خطيرين يصحّ اعتبارهما مؤشرين قاطعين مقلقين على حقيقة وصولنا إلى نهاية المنزلق الخطير الذي وصفنا ملامحه خلال تكوّنها في السنوات الماضية:
أولهما مطالبة حزب الليكود بشطب ترشيح النائبة العربية من حزب التجمع، هبة يزبك ، بحجة دعمها للارهاب؛ وهي وإن لا تعتبر سابقة، إلا أن احتمالات نجاحها هذه المرة تبقى مفتوحة على جميع الجهات؛ وثانيهما اندماج حزب "ميرتس" مع حزبي "العمل وجيشر" في قائمة واحدة، بعد أن تآمروا على "دفش" ترشيح أبرز ناشطيه، النائب العربي عيساوي فريج، الى مقعد مهزوز في العشرة الثانية، مما شكّل صفعة مدويًة لجميع من راهن مثلي، رغم مواقف هذا الحزب السلبية في الماضي، على احتمالات ضمه كحليف لبعض نضالاتنا المستقبلية.
رغم الغضب على هذه الخطوة، إلا أنني لم أفهم أين المنطق عند من فرحوا لانحراف حزب "ميرتس" وزغردوا بعد جنوحه يميناً ؟ ما الفائدة السياسية من وراء إدعاء وتباهي هؤلاء بصحة "نبوءتهم" وتحققها، حسب رأيهم، وثبوت استحالة وجود أي جسم صهيوني "ايجابي" وحليف لنضالاتنا ومطالبنا نحن العرب في اسرائيل؟
يوجد في السياسة فرق بين خيبة الأمل الحقيقية والضرورية والمبررة احيانًا، وبين الاعتداد بديمومة حالة العجز، والتنبوء بحتمية الفشل؛ فسياسة بدون بصيص أمل تعادل، في حالتنا، سياقة قطيع، قد يكون من الغزلان، نحو العدم.
ايماننا بضرورة خلق حلفاء من بين اليهود لنضالاتنا المحقة، هو واجب ومسؤولية نضالية كبرى، وعلينا ألا نتخلى عنه حتى إذا ذقنا طعم الخيبة وراء الخيبة وشعرنا بأن هذه المهمة، بسبب الواقع السياسي المستفز داخل المجتمع اليهودي، صارت عسيرة وأعز "من بيض الأنوق".
قد لا تؤمّن لنا الانتخابات المقبلة انجازًا وازنًا، وقد نعدم وسائل التصدي الكامل لسياسات الحكومة المقبلة، لكنّ ذلك لن يجرنا لنرضى باغواءات المستحيل؛ فعلى من يصفق لاشتداد الظلمة في فضاءاتنا أن يهدينا إلى دروب النجاة؛ وعلى من يفرح لانسداد فسحات الأمل أمامنا أن يأخذنا نحو طاقات الياسمين؛ لأن الايمان وحده، بأن الغد قد يكون أحلى، شيء جميل، لكنه سيبقى مجرد شطحات جدة ساذجة وضرب من العبث.
لقد رفضت في الماضي نداءات مقاطعة الانتخابات؛ وأرفض اليوم، بعد خطوة حزب ميرتس، تعليلات من ينادي بها؛ فاستكانة أي مجموعة سكانية تناضل من اجل بقائها ونيل حقوقها، لحاضر عاقر لا يطرح حلولًا، وقبولهم ذلك الحاضر كواقع أجازته تجارب الشعوب، هو بمثابة استسلام المهزوم لضحكة النرد، أو اللهو على موسيقى هتافات ثوري ساهِمٍ عن مقصلة تسقط بصمت على عنقه.
قد نفشل، بالانتخابات فقط، في مواجهة فرق الذئاب الجائعة؛ لكننا، من المؤكد، لن ننجو من أنيابها بالصراخ ولا بانتظار "ظهر الغيب" أو بالتمني وبالدعاء فحسب؛ فالأيام، مذ وعت الخليقة، دول، "والدهر قلّب والليالي حبلى" ولكل دولة سماء ولكل دهر فارس وحاكم وجنود.
لم أفرح لأن حزب ميرتس قد تعرّى تمامًا وأظهر للعالم كامل قبحه،؛ بل زادتني سقطته همًا وهمّة ؛فأنا، عندما أشعر بالنيران تأكل أحضاني، أحاول أن أطفئها واخوتي؛ وإذا لم ننجح أسعى لأجد من يساعدنا قبل أن نهلك.
لا تخفي أحزاب اليمين برامجها السامة تجاهنا، نحن المواطنين العرب في اسرائيل، وهي بذلك لا تبقي أمامنا هوامش للمزايدات وللمناورات، ولذلك أدعو كل من يسترسل بوصف وحشية هذه الاحزاب ومآربها، أن يُفهمنا من سيمنع كتائبها/دواسرها من تنفيذ ما جاء في برامجهم الانتخابية المعلنة؟ وكيف يمكن، اذا تخلينا عن ساحة البرلمان وما تتيحه لنا من هوامش نضالية مواطنية ضيقة، أن نواجه، ونحن على ألف ملة ورأي، مخلوقات نهمة وهي قريبة من إحكام سيطرتها المطلقة على الغابة وفرض قوانينها؟
لقد صرخنا، قبل خمسة عقود بأن "الفاشية لن تمر " فمرّت ولم يبق في حناجرنا سوى الرماد و" بنات الجبال" والأسى.
كبرنا على حلم أبائنا بعرى "الناصر والبنا وعفلق" فكذبت وعودهم وصدق ابن الشام، نزار، لأننا هنا، في الشرق "نبيع الشعارات للاغبياء، ونحشو الجماهير تينًا وقشًا ، ونتركهم يلوكون الهواء". نُكبنا وانتكسنا فتعلّمنا تراتيل السياط فصرنا الى انفسنا أقرب. صمدنا واشتد عودنا فخافت إسرائيل ودسّت أسافينها في عظامنا حتى بنَت الفاشية أعشاشها على خرائب أحلامنا وجثمت كالطود على صدورنا المقروحة.
ستبقى مهمة ايجاد الحلفاء بين اليهود صعبة لكن سيكون صمودنا بدونهم أصعب.
مع ذلك، فانا لا انكر حق من رفع شعاراته، قبل سبعين عامًا، أن يرفعها، رغم تقلب الحقب، اليوم؛ ولا انكر عليه ايمانه بأن ما حصل لنا كان مجرد غفوة دهر عابرة، وما اسرائيل الا كمثل غمامة صيف عابرة؛ ولا انكر على من يؤمن وينتظر أن ترسل السماء، في ليلة قمراء، حجارتها، لتغدو بعدها "تل ابيب تلة من رماد" وليصير شعبها رذاذًا للعدم، كما جاء في النشيد!
أقول عجبي! فلهم ما شاؤوا ولاسرائيل الرعونة وشهوة البطش؛ ويبقى واجبنا، نحن ابناء الخوف على مستقبل ملتبس، أن نؤمّن حياة أولادنا كما أمّن أباؤنا بقاءنا في الوطن؛ فمن يعجز عن تدبير شؤونه في الغابة لن يسمع ضجيج الوحش ولا بكاء سقوط الشجر.
لسنا بحاجة الى مراجعة تاريخ سبعة عقود، بل يكفي أن نرى ما حصل خلال عقدين من الزمن لندرك كيف تحولت زمر المأفونين العنصريين وغلاة الدعاة اليمينيين من شخصيات غير مرغوب بها، على المستويين الرسمي والشعبي، والمرفوضة بعرف القانون وتعريفاته، إلى قادة يتصدرون واجهات الأحزاب وزعماء تتحكم في رقاب السلطة وتنتظر لحظة سقوط القمر .
عندما طالبوا شطب ترشيح النائبة السابقة حنين زعبي، راهنت، في حينه، على ان المحكمة العليا الاسرائيلية ستمنع شطبها، وكتبت "عندما يكون العدل ورطة" في اشارة الى التناقض العميق بين شعارات حزب التجمع وبين لجوء قادته الى المحكمة الاسرائيلية لطلب عدلها؛ أما اليوم، فأنا لا أستطيع، في حالة النائبة هبة يزيك، أن أراهن على نفس النتيجة؛ ففي هذه السنوات القليلة صار العدل في القدس أقرب إلى حكمة الدم؛ ذلك الذي شهدته اوروبا بعد سقوط برلين في أنياب برلمان متوحش احتلته قطعان من الشياطين العابثة في انتخابات برلمانية "حرة".



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية للاحمدين، قطامش وزهران
- العرب في اسرائيل والمقاطعة المستحيلة
- العرب في اسرائيل ولعنة التطبيع
- خدوش على صفحة هوية ملتبسة
- جامعة بير زيت، تبدد الحلم
- التعليم العربي: بين برج بابل وبرج بيزا
- سامي ابو دياك، وموت أمنية فلسطينية
- القدس مدينة الحجارة الباكية
- مواطنون بين صاروخين
- خيمة الاصرار والامل
- انتهت معركة -المطّلع- وبقيت القدس عليلة
- لنصلي من أجل لبنان وفلسطين
- بسام الشكعه..العظماء لا يموتون
- ليل هبة البارد والطويل
- خوف ورياء وقتل
- العرب في اسرائيل بين نارين
- خلاصات أولية من معركة لم تحسم
- الانتخابات في اسرائيل، يوم الحسم، نداء الواجب
- انتخابات الكنيست، خطاب العقل
- القائمة المشتركة، خطاب التفاؤل


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - ماذا بعد سقطة حزب ميرتس؟