أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد اللطيف ابراهيم علو - الديمقراطية والعراق المتمدن حلمك يا ابا نزار















المزيد.....

الديمقراطية والعراق المتمدن حلمك يا ابا نزار


عبد اللطيف ابراهيم علو

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 10:50
المحور: حقوق الانسان
    


أبو نزار وبعض أصدقائه يدعونه باسمه ( عبد الأخوة التميمي ) رجل في خريف العمر وربيع الطموح و الأمل أحب الاقتصاد ودرس الاقتصاد وحاضر في الاقتصاد وتابع تطوراته وعرف أهميته في بناء الدول والحضارات , لذلك فهو يعرف مكمن العلل الحقيقي وبالتالي يوصلك إلى أقصر الحلول . لم أعرف هذا الرجل قبل 9/4/2003 إلا ما سمعته عنه في اتحاد أدباء ديالى بأن هذا الرجل ذو المام بالعولمة وكثيرا ما تمت استضافته في الاماسي لهذا الغرض , بعد يوم أو يومين من انهيار النظام التقيت الرجل في مديرية شرطة ديالى لم تكن الشمس رحيمة بنا كان العرق يتصبب منه , وكان في جدال حاد مع الشرطة كما كنت انا , ونحن في ذلك الجدال بل الصياح الذي يقترب من العنف أحيانا , أحسست بأني أقف قرب أحد الشخصيات التي قرات عنها كثيرا واحببتها كثيرا لا اعلم .. ربما يكون زوربا اليوناني .. أو نيتشه أو أحد أصدقائهم, كنت أخشى أن أراه يصاب بالجلطة وهو يهز بيديه ضجرا والموضوع كان حول كيفية الحفاظ على الممتلكات العامة التي سرقت وتم الاستيلاء عليها وإيداعها في مديرية الشرطة فلكل رأيه وكان أبو نزار يحاول ضبط عملية تأمين المواد بحيث لا تسرق ثانية ولكن من قبل الشرطة هذه المرة فيصدق المثل ( حاميها حراميها !!) لا اعلم كيف انتبه إلي وأنا أتحدث مع ظابط الشرطة فسحبني إلى جانب وسألني, من أنت و ماذا تعمل... ( عجب ما متعارفين من قبل ) أخبرته بعملي وربما لأنني اعمل في بغداد ففرصة التقاءنا قليلة, انهال علي بالأسئلة وكأنه عثر على صديق قديم من أولئك الذين قضوا في الزنازين المظلمة. اذكر سألني هل أتقن لغة غير العربية فأجبته بنعم الإنكليزية فرح لذلك وقال بعد تنهيدة طويلة يجب أن نكون معا وسيتغير الكثير نحو الأفضل إنها أعظم فرصة لبناء البلد الذي حلمنا به طويلا, وشعرت بأنني أمام أستاذ كبير علي أني أصغي بانتباه لكل ما يقول, و رحنا نتقابل يوميا وبعد أن سرد لي ما تعرض له ومجموعة من الأستاذة الكبار من أنواع التعذيب والقهر, وكيف كانوا يواجهون الظلم بالأغاني والتصفيق كي لا ينهار الحلم !! شعرت بالمرارة الكبيرة لعدم تعارفنا قبل هذا الوقت.
بدأت رحلة رائعة مع هذا الشاب المتوثب الطموح النشط, الدائب الحركة الذي جاوز الستون عاما !!.
شكلنا مجالس شعبية, تابع هو مع المسئولين في ذلك الوقت إعادة المصارف إلى العمل, تابع معي ومع الآخرين إعادة الخدمات إلى المحافظة عقدنا الندوات العديدة... كنا نتحرك بكل الاتجاهات وعلى كل الأصعدة !! لماذا لا نتحرك وحلم بناء عراق ديمقراطي يعيش فيه الإنسان حرا تحت مظلة القانون, يقول ما يؤمن ويذهب إلى ما يريد بات قاب قوسين أو أدنى, لماذا لا نملا الوطن حبورا وهو وأنا والكثيرون يعلمون الخير الذي يزخر به هذا البلد! الخير والعقل المبدع والروح المتشوقة للبناء والمليئة إنسانية, إذن ماذا بقي غير أن نسال الحوذي بالانطلاق !!.
في كل محطة استراحة كان يحدثني أبي ( ذلك ما أحب أن ادعوه به رغم إن الفارق في العمر بيتا لا يسع هذه التسمية ).
يحدثني عن أهمية أن أبرمج الى جانب تخصصي الفني في الحياة, وقتا لعملنا سوية, وذلك عندما يحس بان تخصصي الذي أحبه كثيرا يأخذ حصة اكبر من الوقت معه, وكنت أحييه بداخلي لما يقدح في من مشاعل اطفات منذ أمد بعيد, وهكذا ورغم انه يضاعف أعمالي إلا إنني اشعر بالسعادة في بذل الجهد معه, بدأت رحلة رائعة في تجمع أسسه هو وجماعته في مطلع التسعينات والذي دفعوا لذلك ثمنا باهظا, وصادف إن تجمعا أخر يحمل نفس الاسم فلماذا لا يدمج التجمعين وخاصة وان الاثنان يحملان نفس المبادئ والتصورات لبناء البلد ! تلك كانت أول صفعة قاسية ومفاجئة يصفعني بها الواقع العراقي !! التقينا عدد كبير من الوجوه المعروفة وغير المعروفة.. عقدنا الندوات في أماكن عديدة.. انضم وبشكل عفوي للتجمع عدد كبير جدا من أبناء المحافظة وفي محافظات أخرى بدا نشاطا رائعا, فالعراقيون يتشوقون إلى الحرية أكثر من أي شئ أخر ذلك لأنهم يفهمون معناها تماما !!
بدأنا نجوب القرى..قرية قرية نجوب الاقضية والنواحي ومراكز المدن وكم كان رائعا فرح الناس وهم يستمعون الى أحاديثنا المبشرة بعهد الخير والنور وحرية الفكر والمعتقد والرأي وبالحياة الكريمة, التي سترفع من مكانة العراقي أينما ذهب !
لم نكن نتحسس من أي جهة فنحنن كتاب مفتوح سهل التعابير واضح, نريد بلدا حضاريا يساهم في بناء الحضارة الإنسانية ومستعدون للحوار مع أي جهة لنصل إلى إيمان مشترك هل في ذلك عيب ؟! أو أذى لطرف ما !!
كثيرا ما سألنا أنفسنا هل من مصلحة أميركا أن تصدق في شعاراتها وتساعدنا في بناء هذا النموذج الحضاري أم إن لها برنامجا أخر, وعلى الفور يأتي الجواب الذي يستطيع كل سوي استنتاجه, وهو إن مصلحة أميركا تقتضي وجود استقرار وهدوء وتجنب أي توتر وخاصة قرب مصادر الطاقة و ذلك لأنها تقود عجلة الحضارة بكل دعاماتها ( الاقتصادية, السياسية, العلمية, الاجتماعية ) فمن مصلحتها المنافسة مع الغير في جو من الهدوء وسبقها في كل المجالات ضمانا لكسبها جولات اللعب !!.
إذا هل من المعقول أن تلجا الولايات المتحدة إلى قانون الغاب الذي برهن على احتقار البشرية له وعلى قصر عمره وعلى حتمية زوال هذا القانون الطارئ على مبادئ الانسان!! .
كان ذلك التحليل الذي يشعرنا بالارتياح ذلك ان اعظم الخبرات ستشارك في بناء البلد الذي طالما نزف دما طاهرا عزيزا !! .
اختلفت مع ابو نزار حول كيفية التفاهم مع قوى اخرى ذلك لانني احس بان الخطوة التالية تحتاج الى دعم خاص لايتوفر لدينا , فلماذا لانعضد التيارات التي لها نفس المبادئ وربما تمتلك ما لا نمتلك من الدعم المادي ؟!
كنت اريد ان ارى صورة البلد الذي حلمنا به بسرعة وهذا طموح الشباب وحبهم للانى الذي ااغضب الاب وربما كان على حق !
على كل حال قلت لقاءاتنا وخاصة بعد انشغالي بمهام جديدة متنوعة , ولكن بقيت اراقب حركة صاحبي ونشاطاته والتقيه ليشجعني على امر وليضع اصبعه على جرح احيانا , في كل مرة نلتقي اجد لديه اخبار جديدة ولكن ليست مسرة!!
كان اكبر ما يخشاه هو ان تجد ظلامية الافكار اماكن في القيادة وان يجد التطرف طريقا الى طاولات الحوار !
وفي اكثر من مرة كان يشكو من ان الناس الذين ضحوا فعلا والذين هم على استعداد مستمر للتضحية يتم اقصاءهم ليحل محلهم النموذج الذي يخافه ونخافه جميعا ؟!
لا تتشائم يا ابو نزار , ستتحسن الامور ! .. نعم ولكن !
سارت الامور بسرعة , احداث , ضحايا ابرياء , قتل , دستور , انتخابات , اخطاء من كل الاطراف , قنوات فضائية مبرمجة لهدف واضح !!! في كل مرة اسمع ابو نزار احس بانني اودعه للابد فحتما سيقتله الالم غدا او بعد غد ؟!
تم تفجير بيت ابو نزار وحمدا لله سلم مع عائلته التي تعب كثيرا ليصل بهم الى مستوى رائع من الادب والاخلاق والفهم لطموح الاب وحق الوطن , عائلته التي دفعت ثمنا باهظا في الازمان الغابرة عندما كان لايعرف الليل من النهار في زنزانتة !! .
مجددا يدفعون ثمن اخر لايعرفون سببه , سوى انهم حلموا بوطنا امنا مستقرا حرا كريما يتعايش فيه الجميع كاخوان ... .
رحل ابو نزار عن المدينة التي احبها واحب ناسها وله صداقات عميقة مع الكبار والصغار مع النخل والنهر والتراب ... مع الجروح المنتشرة على اديم الوجوه والارض !!
لم اعد اراه كثيرا الا ما احكيه معه عبر النقال , المهم صحتك يا ابو نزار ... نعم ياعزيزي لكن ... لكن ماذا يا ابي ؟!
هل كان حلما اخر يضاف الى احلامك القديمة ذلك الذي قضيناه معا !
ام ترانا نستعجل الامور ؟
او ان النموذج الذي ننشده يستحق تضحيات اكثر!!!!
في اخر اتصال لي معه , احسست بانه اراد ان يقول ,
يا صاحبي ... لم يعد شق الترع وري الارض الزراعية ما بعد السد ما يقلقني انما السد الذي ترقد خلفه ملايين الاطنان من المياه .. السد الذي نظم جريان المياه الطبيعي كل تلك السنوات ... السد نفسه ياصاحبي هو مصدر قلقي ؟!
لا اعلم ربما سمعي الردئ اخطء في فهم العبارات , ام ان ابي اقترب من الخرف !! اام انها صرخة رجل شريف !



#عبد_اللطيف_ابراهيم_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق لاية جهة تنسب هذه الجرائم بمقدساتكم؟؟؟
- انها فلسفة صباح حنش ليتكم اعتبرتم ايها القادة
- تذكروا المحيبس لعبه عراقيه


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد اللطيف ابراهيم علو - الديمقراطية والعراق المتمدن حلمك يا ابا نزار