عنه ..قالوا..أكسير الحياة

شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:22
المحور: الادب والفن
    

قبل أن تقع .. هذا عقار غير قابل للتمليك
==============

القلب له أحكام هكذا قالوا.. وسبحان مقلب القلوب.. وأنا قلبى دليلى. وقالوا هذا قلبه فندق .. وقالوا أيضا ً القلب يعشق واحد والعين لها ألف..وقالوا البعيد عن العين بعيد عن القلب .ووو..وهكذا نرى التمايز والتباين بين المأثورات والأقوال فى مسألة القلوب . ولكن مع ذلك نجد من عاش يسلم قلبه ومفتاحه لخازن واحد ولا يستطيع الغير الإقتراب من هذه الوحدة السكنية ، وهناك أيضا ً من جعل قلبه سكن عام يؤجره لمن يدق الباب ، وقيل عن هذا الشخص بالتجربة هذا إنسان خاسر لحياته وصحته وقلبه أيضا ً . وأيضا ً قيل أن من يؤثر قلبه لحبيب واحد أيضا ً هو من الغافلين عن متع الدنيا فى لوعة الحب وقيل عنه أيضاً ،أنه بذلك يعرض قلبه للضمور العاطفى . فالعضو ينمو بالإستعمال ويضمر بالإهمال ، ولذلك كان على هذا المحب المحتكر من حبيبته أن يفكر بالتغيير من وقت لآخر ليدفع بدماء الحب إلى قلبه ويعيش فى شباب دائم مع مشاعر الحب الفياضة..وعندما يسكن الحب القلوب يغير منها الكثير ..فيصير قلب المحب تواق للحياة وفى حالة تفاعل مع الآخر بالعطاء أى بإختصار يعدل من ميكانيزم أداء الفؤاد دافعاً به للأمام بكل شىء..فيكفى أن تعيش حالة الحب لتجد رغبتك فى الحياة تزداد..فالحب يجعل المرء فى حالة وميض مستمر.. فالحب الحقيقى هو ما يفعل ذلك ..فالشباب يدوم بعض الوقت والجمال له عمره الإفتراضى وبعده يزول ولكن الحب جوهرة ذو فص نادر دائم البريق وحتى إن تنازل عنه البعض يوماً يظل على بريقه إلى أن يكون من نصيب محب آخر..فالحب لا نبحث عنه حولنا ولكن يجب أن يكون قلبنا هو المصدر الأول والرئيسى ..فإن كنت تحمل الحب بداخلك للناس أحبك الناس..ولكن لا تكن كثير الحب لنفسك وإلا زاد كره الناس لك..فإجعل من حياتك قنديل زيته الحب فيضىء الأمل بعمرك كله..وقد سمعت أحد المحبين يوماً يقول إنى كرهت من أحب لدرجة الموت..وبعد ذلك إتضح لى أنه يحبها لدرجة الموت ..هكذا بعض المحبين يخفون ما يشعرون به تجاه من أحببوا وبالتالى يخسروا ربما حب العمر كله بصمتهم وتجاهلهم هذا لمن يخفق له القلب..وعندما نقول أن الحب إنتهى فإنه أبداً لم يكن يحمل سمة الحب الحقيقى ..فالحب الحقيقى حتى وإن أصابه بعض الروتين والملل وسيطرت عليه حالة ضبابية لبعض الوقت..إلا أنه يظل بين المحبين دائم النماء ولا يعرف الذبول..فإن كان شجار فيكون من بعد الخصام العتاب فيمسح جمال العتاب ما علق بالحب من غشاوة كرذاذ الندى يمضى سريعاً ويجعل الكون أكثر بهاء وندواة وجمال..هكذا العتاب والصلح بين المحبين بعد الخصام ..وعن الحب كتب الكاتب الكبير ((توفيق الحكيم بإحدى قصصه قائلاً..إن الحب شديد النهم يأكل كل شىء حتى نفسه حتى أنه لا يقنع أبداً ولا يعرف نهاية ولا حداً كما أن الحب لا يرضى ولا يطمئن لأنه لو فعل ذلك نام وهو كالقلب إذا نام مات....)) آترون ميكانيزم الحب وما يريده منا وما يجب أن نفهمه عليه..وهكذا نجد أن الحب والمحب هما الإثنان قيل عنهما الكثير الكثير..والحب له قيمة كبرى بحياتنا فهو إن لم يكن شعور فهو أسلوب حياة يدل على التحضر أو التخلف فى التعامل مع الناس..فهو من أوليات المبادىء الحياتية ..يلمسها الطفل والوليد منذ ولادته يشعر بالحب مع ضمة أمه له بصدرها باللحظات الآولى لمولده..وللحب الكثير من الوجوه ..حب الوطن والحبيب والأم والخير والجمال والحياة والعمل.. إلخ والحب عطاء حساب مفتوح لا يقبل الغلق.. بل يحب الرصيد المتزايد من المودة والألفة بين الناس..الحب مشاعروتسامح وتعاون ..وللحب درجات كما أن للكره درجات..فأحياناً يتأرجح فهرنهيت الحب ما بين الحماس والشوق واللهفة أو الحب البارد.. الله لا يصيبكم بمثله..فالحب البارد مصطنع معدوم الإحساس تحركه مصالح مادية وغير خاضع لقانون المشاعر ..ولا نغفل هنا ايضاً عامل هام وهو دور التربية والبيئة فى تنمية الشعور بالحب لكل ما يحيط بنا..فالتربية ببيئة محبة تعيش يومها على الحب فيما بينهم يعمق الإحساس بالحب بالكبر ويشب الصغير على أبجديات الحب ..ومشاعر الحب ربما تحركها مبادىء إنسانية عند البعض ولكنها غالباً ما تتحرك بدقات القلوب وخفقانه عند الكثير من الناس..والحب يصنع المعجزات بالناس..فما دفع الفنان بيتر تشايكوفسكى صاحب موسيقى باليه بحيرة البجع الشهيرة للتقدم بعالم الموسيقى سوى إعجاب وحب سيدة مجهولة له ولفنه.. من بعد موهبته طبعاً.. والتى كانت تدعمه مالياً ومعنوياً لمدة تزيد على العشر سنوات دونما يعرفها أو يتقابلا ولو لمرة واحدة..بل ظلت هذه العلاقة بالمراسلة فقط..وظل بتألقه إلى أن منح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة كمبريدج..هنا الحب لعب دور رائع بحياة الفنان كان مصدره سيدة محبة للموسيقى ولفنه..وهنا الحب كان مجرد من أى مصلحة مما جعله نوع فريد من الحب ونموذج للعطاء فى الحب دون أدنى هدف من المحب..فالحب ليس حب حبيب لحبيبة فقط..وبنت وولد ..ولكن (الحب) كلمة من حرفين فيهما وبهما الحياة تقوم وتبنى وبهما أيضاً يكون الوصول للآخرة ذلك إن أحببت الخير لمن حولك وأحببت تسديد ما عليك من واجبات نحو الله سبحانه وتعالى وأقمت حدوده بل وساعدت الغير على ذلك..فليكن قاموسك كله من حرفين هما.. الحاء والباء..وستجد بقية الحروف تتوالى عليك وتتابع لتصنع لك قاموس خاص مداده وحروفه من حب الآخرين لك..وتحيتى

#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات