أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - لماذا سوريا ليست عربية؟













المزيد.....

لماذا سوريا ليست عربية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 19 - 22:50
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يدّعي المستعربون، ومؤيدو الاحتلال العربي الإسلامي، لسوريا، وغيرها من دول المنطقة، ومن في حكمهم، وفي محاولة مفضوحة لتزوير وتزييف تاريخ المنطقة وطمس تراثها، بأن سوريا عربية، أباً عن جد، وكانت تسكنها قبائل عربية من فجر التاريخ، ثم استكمل الغزو العربي والإسلامي عملية التعريب وتصويب التاريخ وإعادة الحق إلى مستحقيه، هكذا.
وعلى رداءة وشناعة وقباحة وفظاعة هذا التجديف فإنه يحمل كمـّاً هائلاّ من الدجل و"التخبيص" والكذب والتزوير، بذات القدر مما يحمله من إرث ونقـّس عنصري فاشي، يدحضه أولاً وجود أسماء وألقاب مدن وقرى وأماكن باللغات الآرامية واليونانية والآشورية والسيريانية وغيرها، ومنها –أي اللغات- مما لازال محكياً حتى الآن، والأهم وجود طقوس ومناسبات، ونحن بصددها الآن، وأعياد ما زال يـُحتفى بهذا بسوريا رغم التاريخ الطويل من مرارة وفظاعة ودناءة وبشاعة الاحتلال الظلامي القرشي الغاشم البليد.
ويعود بعضها لآلاف السنوات للوراء، تحتفل بعض الشعوب والإثنيات والأعراق والمناطق السورية سنوياً، وفصلياً، وموسمياً ببعض الأعياد والمناسبات، وتحيي بعض الطقوس شبه المحرّمة والممنوعة رسمياً، عند نظام البعث، وعند من يحملون بدواخلهم بما تسمى بالثقافة العربية والإسلامية، وهي، ومن هذه الأعياد على سبيل الذكر: الغطاس، والبربارة، والقوزللي، والزهورية، والنيروز وسواها من المناسبات الشعبية غير المرتبطة بثقافة الغزاة المستمرة من 1400 عام.
هذه الأعياد لا يعرفها من يسمون بـ"العرب"، وهم جحافل القبائل وميليشيات الحفاة السباة الرعاة الجياع الذين زحفوا على سوريا واحتلوها بالثلث الأول من القرن السابع الميلادي، بل يحرمونها ويذهب بعض غلاتهم حد تكفير كل من يحتفل بها، وهذا دليل أنه كان هناك ثقافات حية، وشعوب وأمم ولغات غير ما تسمى بـ"العربية" التي أتت لاحقاً وادعت ملكية وحيازة هذه الأرض والشعوب.
إن استمرار تلك الأعياد يؤكد، وبما لا يدع مجالاً لأي شك، بأن حملات التطهير الثقافي، واللغوي، وعلى اتساعية وشمولية وشراسة مدياتها وإرهابها لم تفلح في طمس تلكم الثقافات واللفات والطقوس التي بقيت رغم تتابع حملات التطهير ضدها، وبقاؤها ليس دليل تسامح "الغزاة" مع أصحابها كما يدّعون، بل بسبب تجذرها بالأرض وارتباطها الوجودي والعضوي بالسكان الأصليين المرتبطة بحياتهم أصلاً، وفلسفة عيشهم، ولأنه كانت تمارس أبشع أنواع الممارسات العنصرية بحقهم لإجبارهم على ترك ثقافتهم، إذ كانوا يوصمون بـ"أهل الذمة"، ويجبرون على دفع الجزية، وهي ضريبة دينة "خوة"، باهظة كانت تفرض عليهم مقابل الإبقاء على ثقافتهم وطقوسهم تلك، التي كانت تتعرض للسخرية، والهزء، والقمع، وتمارس بكثير من الأحيان بالخفاء، ووراء الستار خوفاً من جبروت الطاغوت الغازي المحتل، ولا شك بالمقابل، أن أولئك الآباء والأجداد كانوا على درجة عالية من الوفاء والشجاعة والبسالة والإخلاص إذ تحملوا كل الأعباء وكابدوا صنوف الإرهاب ولم يتخلوا عن ثقافتهم ولغتهم وممارستهم وحقهم بالحياة.
فما هو، إذن، سر هذه الأعياد والمناسبات التي لا تزال تقام، رغم فرض تعتيم فاشي غير أخلاقي وغير حيادي عليها، من قبل نظام البعث العروبي، ومن قبله أنظمة الخلافة والاستبداد الديني العربي الإسلامي المعروف بعنجهيته وصلفه وغروره وفاشيته ووقاحته التي لا تتسامح مع أي فكر وثقافة وتربط بين المعارضة السياسية والمعارضة الثقافية والفكرية والدينية والإلحاد؟ ومن أين تستحضر شعوب وأعراق وطوائف وقوميات سكانية تعيش اليوم في سوريا، حالياً، كل هذه الطقوس والمناسبات، الجماعية والجمعية المتوارثة، أباً عن جد، وجيلاً بعد جيل، لولا أنها كانت فعلاً قائمة وموجودة قبل الاحتلال الظلامي الباغي المشؤوم وتلتزم وتحرص على إحيائها رغم التعتيم الرسمي القائم عليها من قبل أنظمة وسلطات الاحتلال العربي الإسلامي؟
كل هذه دلائل حية وملموسة، على أنه كانت على هذه الأرض الطيبة شعوب أخرى، وثقافات، ولغات وأمم وحضارات كانت تعيش على هذه الأرض قبل أن يأتي عليها الجراد الصحراوي، وستبقى دائماً ما دانت الحياة ولن تفلح في اقتلاعها، ومعهما فعلت، سلطات البغي والطغيان والقمع والاحتلال.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم اللغة العربية: يوم عار أسود
- سقا الله أيام المخابرات المحترمة التي كانت تأتيك وتشحطك ب-نص ...
- هل تعلم ما هي أعلى وظيفة بأمريكا؟
- القباقيبي ومجزرة التحضيري: خرافة التعليم المجاني
- اضحكوا مع إعلام بعثستان...
- لماذا لا -تدحشون- أيضاً اسم الخليفة أردوغان بأناشيدكم اللا و ...
- في جذور الكارثة وتفكك الدولة والانفجار البعثستاني (3)
- إلى وليد المعلم: كما تدين تدان
- لماذا سوريا ليست دولة(4): وزير التعليم العالي وسياسات القهر ...
- أين الشعب السوري باللجنة غير الدستورية؟
- لماذا سوريا ليست دولة(3): المضحك الظريف في فنون التوزير والت ...
- لماذا سوريا ليست دولة(2): انعدام الطبقة الوسطى؟
- عار وزارة الثقافة ومؤسسة السينما
- لصوص هذا الزمان
- *خرافة التوحيد والله الواحد الأحد(2)
- سوريا: لماذا التبني الرسمي لإسلام سيدتين؟
- لماذا سوريا ليست دولة ؟
- خرافة التوحيد: البشرية بين إله وإله
- حكومات ووزراء العار
- السعودية نحو مزيد من الانفتاح والانقلاب على التراث


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - لماذا سوريا ليست عربية؟