أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - لماذا بالَغ أولياء التلامذة في شيطنة الأساتذة؟ (Pamphlet)














المزيد.....

لماذا بالَغ أولياء التلامذة في شيطنة الأساتذة؟ (Pamphlet)


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 19 - 18:21
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بعد المساندة والفرحة وإشعال الشموع لزملائي الأساتذة المضرِبين، حان وقتُ العتاب والتحليل والحساب. بعد العاطفة يأتي العقل. بعد نقد الغير وجبَ نقد الذات. بعد تحميل المسؤولية للوزارة والإعلام والأولياء، علينا نحن الأساتذة مراجعة أخطائنا وتحمل مسؤولياتنا والمبادرة في إصلاحها.
لماذا بالَغ أولياء التلامذة في شيطنة الأساتذة؟
لأن الأساتذة المقاولين، أساتذة الدروس الخاصة خارج المؤسسات التربوية، وما أكثرهم، جعلوا الأولياء ينزفون من جيوبهم، غنيّهم ومتوسّطهم وفقيرهم، وقايضوهم على مستقبل أولادهم بالغالي والنفيس. وهل في استطاعة أي ولي أن يبخل على مستقبل ابنه مهما كان دخله المادي، يقتطعُ من قُوتِه إن لزم الأمر، يدفع وهو فرحانٌ بابنه وفي نفس الوقت كاظمٌ غيظه وحانقٌ أشدّ الحنقِ على الأستاذ المقاول الأناني الجشع الطمّاع. وهل يوجد وليٌّ واحدٌ لم يمرّ تحت مقصلة هؤلاء الروباسبياريون؟
جل مواد التدريس دخلت في مجال السلعنة والبيع والشراء والعرض والطلب، سوق الدروس الخاصة، سوق الربح السهل الحرام والمشط، سوق على شكل مدارس خاصة في الشقق والڤ---اراجات، مدارس تُدرِّس دون وسائل إيضاح ومدرّسون يدوسون على البيداغوجيا دوسًا ويحشون الأدمغة حشوًا، حشوٌ لا طائل معرفي من ورائه، مدارس دون ترخيص، سوق موازية معفية من الضرائب. سوقٌ تضم الأستاذ العادي واليساري والقومي والإسلامي، وحدة وطنية في الانتهازية. والمفارقة الكبرى أن هؤلاء الأساتذة المقاولون أنفسهم هم مَن يدّعون الدفاع عن التعليم العمومي وهم أولُ مَعاوِلِ هَدْمِه.
هل يستقيم أن يكون حاميها حراميها؟
جل المواد سُلعِنت ما عدى التربية المدنية والإسلامية والتصوير الفني والموسيقى، أي ما عدى القانون والقِيم والأخلاق والفنون. وهل نحتاجُ لفنونٍ أو قانونٍ أو قِيمٍ أو أخلاقٍ في عالَمٍ يُخرَقُ فيه القانون وتَنعدمُ داخله القِيم وتنتفي فيه الأخلاق؟ عالَمٌ خالٍ من الجمالِ. عالمٌ قبيحٌ على قدر قُبحِ المتورّطينَ فيه.
هؤلاء الأساتذة المقاولون، وما أكثرهم، لا يستحون، لا يشبعون، وإلى ربهم أو ماركِسِهم لا يرجعون. أفقرُ مقاولِ فيهم في أفقرِ حيٍّ يكسب ألف دينار في الشهر فوق مرتبه، أما الثعابين الكبار منهم فهم متمترسون في الأحياء المتوسطة والراقية حيث يتراوح "المصوارُ" الشهري للواحدِ فيهم -خارج مرتبه- بين أربعة آلاف وثمانية آلاف دينار على أقل تقدير. لنفرض جدلاً أن متوسط مرتب الأستاذ يساوي ألف دينار، فهم يطالبون بالشهرية رقم 13، وهم في الواقع يحصلون- على حساب أبنائنا الأبرياء- على الشهرية رقم 24 للأستاذ برتبة سرجان "أوتِيدْ" (12من الدولة + 12 من الأولياء)، والشهرية رقم 60 للأستاذ برتبة كولونال "أوتِيدْ" (12+48) والشهرية رقم 108 (12+96) للأستاذ برتبة جنرال "أوتِيدْ"، رُتَبٌ عسكرية للأساتذة المرتزقة الذين يشنون حربًا ضروسًا ضد نشر المعرفة وتكافئ الفرص بالنسبة لكل التلامذة دون تمييز طبقي. أخص باللعنة منهم أباطرة الرياضيات والفيزياء، والله لا يستحقون صفة مربّي، فمربّي خيول أشرف منهم وأكثر رحمة بخيوله من رحمتهم هُمْ بتلامذتهم.
شططٌ، سرقةٌ، جشعٌ، نهبٌ، عبثٌ، كُفرٌ اجتماعي ما بعده كُفرُ!

خاتمة: أصبح المعلم اليومَ تاجراً جشعًا ولم يعد رسولا... فكيف تطلبُ إذن من الولي أن يقومَ له ويوفّه التبجيلا؟

ملاحظة: أستثني طبعًا من هذا الغضبِ الكشكاري، الأساتذة الرسُلُ وهم كثرُ، الأساتذة الصامدون ضد الإغراءات المادية وأساتذة "أوتِيدْ" المكتفين بـ"المصوار" القليل (12 تلميذ مقسّمين على ثلاث مجموعة، على شرط أن يكونوا من غير تلامذتهم المباشرين وبترخيصِ من المندوبية الجهوية للتعليم).
أكون لئيمًا لو لم أستثن أيضًا أساتذة "أوتِيدْ" الذين في قلوبهم شيءُ من الرحمة، أعني بهم الأساتذة الذين لا يأخذون مقابل على أولاد الفقراء وأولاد الزملاء وأنا واحد من هؤلاء الأخيرين.
وليس صدفةً أن من بين عديد الزملاء الأصدقاء والأحباب، لم أجد إلا أستاذًا واحدًا أحدًا، أستاذًا متعفّفًا، مدرّسُ فيزياء كفءٌ بمعهد المنزه وقاطن بحمام الشط، اسمه لطفي الجلاصي، لا يعطي دروسًا خاصة خارج معهده، يستحق منّا جميعًا تحية إكبارٍ وتقديرٍ على صموده الأسطوري ضد الإغراءات المادية رغم أنه العائل الوحيد لعائلته.

إمضائي
"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 27 أفريل 2018.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلوكيات بيداغوجية بسيطة ساعدتني كثيرا في التدريس
- نبذة مقتضبة حول حياة ماريا مونتيسوري، رائدة البيداغوجيا العل ...
- هل أنتَ مَعَ أو ضِدَّ حَثِّ الأطفالِ على المطالعة بمقابِلٍ م ...
- حَوَّاءُ هيَ الأصْلُ وليسَ آدَمُ!: تأويلٌ من تأويلات محمد عب ...
- العلم يقول: ممكن الآن تجنيب ابنك وراثة مرض وراثي، لكن الأغني ...
- مقارنة طريفة بين الأستاذ المباشر والأستاذ غير المباشر (الأست ...
- تَوْصِيفٌ عِلْمِيٌّ ل-النفس الأمّارَة بالسوء-؟
- نَعِيبُ زَمانَنا والعَيبُ فِينا!
- أكبرُ سَقْطةٍ أخلاقيةٍ مهنيةٍ (Déontologique)، ممكن يقع فيها ...
- كليات العلوم التونسية، لماذا لم تنتج لنا علماء!
- كيف يرى الشيخ راشد الغنوشي دورَ علماء الإسلام (مثقفيه) في ال ...
- أحلى صداقة وأدومِها وأصفاها، هي الصداقة الناتجة عن الزمالة ع ...
- أزمة التعليم الخاص في تونس: علاقة المؤسسة التربوية بتلاميذها ...
- موقفان متناقضان من فكرة مأسسة الدين: الشيخ، ضد، والبرادوكسال ...
- أحداثٌ وَقعت لِي أو لبعض زملائي أثناء ممارسة مهنة التدريس
- يبدو لي -ولستُ مختصًّا في المَجالَين- أن هذا الكلام أسفله (ا ...
- الشيخ راشد الغنوشي يَكِيلُ فِكرِيًّا بِمِكيالَين: يَرفعُ حجت ...
- سؤالٌ فلسفيٌّ أطرحُه على الشيخ راشد الغنوشي الموالِي للسلطة ...
- حول التربية الجنسية في المؤسسات التعليمية التونسية؟
- مقولات في علم -تخلّق المُخ البشري- (L’épigenèse cérébrale)


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - لماذا بالَغ أولياء التلامذة في شيطنة الأساتذة؟ (Pamphlet)