أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأسعد بنرحومة - وكر الضباع














المزيد.....

وكر الضباع


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 15:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ملفّات كثيرة وخطيرة باتت اليوم مفتوحة أمام الشعب،ووضوحها فاق وضوح القمر،وهي ملفّات تفضح وكر الضباع التي تحكم في تونس، وكر مليء بالمؤامرات والفساد والدسائس، وضباعه كثر ومتنوّعون، ومتورّطون حتى النخاع في الفساد والفوضى وصناعة الارهاب وفنّ القتل اغتيالا أو تسميما أو تفجيرا...
ضباع تنهب الشعب وتقتله منذ عهد حكم بورقيبة وبعده بن علي الى اليوم ، بل هؤلاء كانوا زعماء الضباع المتنوعة من سياسيين ورجال أعمال واعلاميين ونقابيين وغيرهم...
فمن ملفات الاغتيال كاغتيال عبد الفتاح بن عمر وفوزي بن مراد والكاهنة حسين ومحمد الزواري وغيرهم ، الى ملفّات القتل والارهاب كاغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي ولطفي نقض ، أما دورهم في فنّ صناعة الارهاب وفرق الموت فحدث وحرج ، لعلّ هذه الصناعة انطلقت ماكيناتهما منذ اطلاق الرصاصة الأولى من جبل الشعانبي في 2013 المتزامنة مع زيارة قائد القوات الامريكية في افريقيا حينها ، لتستمر الى عمليات أخرى جمعت بين الجريمة والمسرحية ، الجريمة كقتل جنودنا ورجال الأمن بالكيد والخيانات ، والمسرحية كالهجوم على منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو في قفصة ، او عملية باردو او عملية نزل أمبريال في سوسة أو عملية المنيهلة أو مسرحية محاولة اغتيال النائب رضا شرف الدين أوعمليات الطويرف وجندوبة والقصرين ونابل وغيرها .
أما الفساد فهو كثير ، فمن فساد الحكم الذي طال الرئاسة والحكومة والبرلمان ، وخروج أسماء شخصيات نافذة قُرنت أسماؤها بهذا الملف وجمعت بين مستشارين رئاسة ووزراء ونواب وتعلقت بهم شبهات الفساد والارهاب والرشوة حتى تعددت مطالب رفع الحصانة عنهم ،وحتى الرئيس لم يسلم منه ومنه فساد تدخله في القضاء واطلاق سراح المجرمين والصمت على انتهازية الاقارب والاهل والأصهار في نهب الدولة وتخريبها.
كثر هم من تكلموا ، وكثر من حاولوا نزع الأدران عن الحقيقة ، فمنهم من قتل وتمّ اغتياله كما حصل مع عبد الفتاح بن عمر او مع فوزي بن مراد أو مع وكيل الشرطة الذي حقق في قضايا العربي نصرة وغيرهم.ومنهم من تمّ ترهيبه كما حصل مع المحامي شريف الجبالي ....
الحقيقة ظهرت للعيان ، والملفات مفتوحة ، وهي واضحة ظاهرة بشكل جليّ حتى للبسطاء ، وأصبح يدركها العامي والفلاح والبناء كما يدركها الخبير والمختص ، وجميعها موضوعها واحد وهو :
مراكز الحكم تصنع الجريمة ، والارهاب مشروعها السياسي ، وشركاؤها هي وسط سندها ومرتكزها الذي يحميها من رجال الثروة والاعلام والنقابة.
تونس يحكمها قطيع رهيب من الضباع ، ضباع انتشرت وتوزعت بين الحكم والسياسة والاعلام والثروة والنقابة ، وعندما بدأت تتكشّف جرائمهم صنعوا هيئات لحماية الجريمة وتحصين المجرم ...
يمكننا أن نسأل : لماذا رغم تعدّد القضايا والتحقيقات التي كشفت تورط هؤلاء في مستنقع الفساد والجريمة والارهاب وحوّلت الشعب لقطيع من الأغنام تُذبح وتُسلخ جلودها على موائدهم ، لماذا بقي الشعب صامتا ؟ ولماذا استمرّ في الاستماع لهم؟
والجواب : الشعب مسكين مغلوب على أمره مستسلم ، يعيش الواقعية المقيتة خالي من أي فكر ، أوهموه أنّ التغيير طريقه واحد وهو الانتخابات ، فصدقهم ، وصار الشعب نفسه يصنع جلّاديه وقتلته الجدد مع كلّ انتخابات جديدة. وجاؤوا له برئيس أعطى صورة لهم عن النزاهة والاستقامة فقبلوه حتى تحوّل الشعب لعاشق للأصنام والدّمى ..
عرفت الأستاذ قيس السعيد ، واليوم عرفه الشعب ،وعلّق آمالا كبيرة عليه ، ومازال ، واليوم أجد نفسي أمام مشهد آخر ، صورة عن النزاهة والالتزام والانضباط ، أحبها الشعب وانتظر منها الكثير ، هي صورة الرئيس المنقذ التي تجسدت في السيد قيس السعيد ، لكن لا أراها كما يراها شعبي ، أراها فقط تمّ اختيارها عمدا والمجيء بها للحكم ، فقط ، لأهداف محددة تقتضيها المرحلة في المشهد التونسي ، أما تلك الشعارات والوعود البراقة التي رافقت حملته الانتخابية فهي أيضا من مقتضيات هذه المرحلة لا غير....
ولهذا نحن لا نصدّق أنّ ما حدث في جانفي 2011 ثورة، لأنّ خلوّ الفكر لا يأتي بثورة.



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة النهضة بين سنديان التنازل ومطرقة التآمر
- ايران : ملابسات وظروف الهجوم على قاعدتين أمريكيتين بالعراق
- في تونس :الاتحاد العام للشغل وحقيقة الحملة ضدّه
- الدماغ والمعلومات : كيف يختزن الدماغ المعلومات ؟
- نصيحة لليسار التونسي خصوصا ولليسار عموما
- شعب يصنع جلّاديه بيديه ... الى متى ؟
- من أجل أن لا نصبح شعبا من الطراطير
- الجزائر : ماذا بين الانتخابات والحراك الشعبي؟
- الرئيس التونسي السعيّد : الثورة،الدولة،الارهاب،التطبيع ...وب ...
- حتى لا تكون جهود محاربة الفساد صناعة للفساد
- - الأمازيغية- في تونس من الفلكلور الثقافي الى الحراك المشبوه
- لماذا يصنعون من الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة فوق المساء ...
- اسألي القمر عنّي ...
- الموجة الثانية من الربيع العربي : الجزائر مثالا
- لماذا نلوم الجيوش في كلّ مرّة؟
- فاجعة حريق نوتردام:ماذا بيننا وبينهم؟
- السياسي والأنثى
- شعوب تتحرّك وعملاء يقرّرون لها مصيرها لصالح نفس العدو
- 14جانفي2011: ثورة أم تأسيس للفساد
- بريكست : التداعيات الخطيرة لانسحاب بريطانيا من الاتّحاد


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأسعد بنرحومة - وكر الضباع