أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الأنبا شنودة وأحداث الإسكندرية الأخيرة-2















المزيد.....

الأنبا شنودة وأحداث الإسكندرية الأخيرة-2


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد وصلتني بعض الرسائل المؤيدة لمقالي الأول تحت هذا العنوان، كما وصلتني بعض الرسائل المعارضة بسبب الحساسية الدينية المفرطة. لذلك أكتب هذه الرسالة لكل متباطئ في إدراك المحنة التي يعيشها 10 ملايين من الأقباط (على الأقل) تحت الإرهاب البابوي في عصر من أظلم عصور التاريخ.

صدرت مجلة الكرازة التي يرأس تحريرها البابا في أول عدد لها بعد أحداث الإسكندرية (العددان 13-14 بتاريخ 21 إبريل 2006). ولعلها المجلة الوحيدة في مصر التي لم تذكر أي إشارة لا بالتصريح ولا بالتلميح عن أحداث الإسكندرية!!! فلا يوجد فيها مثلا تعزية لشعب الإسكندرية التي هي إبروشية البابا وهو المسئول الأول بل الوحيد عنها!!! لم يحاول أن يظهر أي شكل من أشكال المجاملة أو حتى التعاطف الشكلي مع الشعب المسكين، فلم يعد الشعب له أي اعتبار أو وجود في حسابات البابا إلا بالقدر الذي به يظهر تسلطه وقسوته وإرهابه المحموم!!!

الشعب هو المسئول الأول عما وصل إليه الكهنوت من تجبر وما وصل إليه هذا الشعب من المهانة في هذا العصر الأسود
!!!

من المعروف أن البابا يحرص على مراجعة كل كلمة في مجلة الكرازة بنفسه. البابا المشغول والمنشغل عن شعبه يجد الوقت الكافي للمجلة بينما لا يجد الوقت للرعاية. فالمجلة هي وسيلته التي ابتكرها للتغطية الإعلامية على كل ما يحدث في الكنيسة من أخطاء وشرور تطورت إلى جرم في حق هذا الشعب المسكين. إن كل كلمة في المجلة مدروسة لتخدم أغراض البابا السياسية لذلك يلزم أن نقرأ العدد الأخير لنحاول أن نستشف ما بين السطور وما يريد البابا أن يقوله لشعب مغلوب على أمره.

المقال الافتتاحي يحمل عنوانا بهيجا " فرح ملبورن لعودة الأنبا سوريال". ليت الشعب القبطي المسكين يلاحظ أنه في كل مرة كانت هناك كارثة في الكنيسة تتصدر مجلة الكرازة عناوينها بالفرح والبهجة. ما هي الحكمة في ذلك؟!!! ما هي أهمية عودة الأنبا سوريال للشعب المكلوم؟!!! معظم الناس لا يعرفون ولا يهمهم أن يعرفوا لماذا وكيف غادر الأنبا سوريال ملبورن. لو عرف الشعب أن هذا الأنبا قد غادر ملبورن بسبب فضيحة مالية كبرى وتورط أدي إلى ضياع المدارس القبطية التي أقامها الشعب بأمواله. وقد ترتب على هذا أن الأجهزة المحاسبية الحكومية قد طلبت القبض على الأسقف بسبب الفساد المالي الذي أدى للخراب، فهرب لمصر على متن أول طائرة رتبها له أولاد الحلال!!!! عندما غادر الأنبا سوريال أستراليا كان الخبر مكتوما، وحتى هذه اللحظة لا يعرف أحد كل الحقائق وكيف تم تسوية الأمور المالية من دم الشعب. لهذا الغرض سافر بعض الأساقفة (منهم الأنبا بيشوي) لتسوية الأمور مع الحكومة الأسترالية بعدها عاد الأنبا سوريال ليمارس فساده، أبهذا يفرح الشعب أم يكتئب؟!!! ما الهدف من الإعلان عن الفرح الغامر بهذه الفضيحة إلا للتغطية الإعلامية على فضيحة أخرى وهي تقاعس البابا عن قيامه بالدور المنوط به في أحداث الإسكندرية؟!!!

بالصفحة الثانية من المجلة أخبار من أهميتها القصوى قطع البابا وصف الأفراح الغامرة بعودة الأنبا سوريال والتي شغلت الصفحات التالية من المجلة حتى توضع ثلاثة أخبار. الأخبار الثلاث التي رأى الأنبا شنودة أن يضعها بكل حرص في الصفحة الثانية من المجلة لها دلالاتها ومعناها. الخبر الأول عنوانه "في المؤتمر الإسلامي السنوي" مع صورة للبابا في موقع الصدارة وهو يحضر المؤتمر الإسلامي. الخبر الثاني مع المستشار القضائي والديني لحاكم أبو ظبي مع صورة للبابا والخبر الثالث مع مفتي القدس والديار الفلسطينية!!! أنا لست متعصب ولا مبغض للوحدة الوطنية ولست معارضا في أن يحضر للبابا مثل هذه اللقاءات الرسمية، ولكن ما هو غير مقبول ولا معقول، في هذه الظروف الصعبة والكنيسة تذبح بيد الإسلام السياسي، وبينما البابا يمنع نشر أي خبر عن معاناة شعبه، أن ينشر هذه الصور في هذا الموقع الهام من المجلة وكأنه يقول لشعبه موتوا بغيظكم!!!! البابا الذي لا يقف مع شعبه ويتركهم في الملمات يعرض صورته في المؤتمر الإسلامي بلا خجل في أهم موقع بالمجلة التي يرأس تحريرها!!! صحيح إلي اختشوا ماتوا!!!

إن البابا ليس وحده هو المسئول عما وصل إليه من بلادة واستهتار بحقوق الشعب لكن الشعب القبطي كله مسئول عما وصلنا إليه من حال. لو كان هناك وعي لما وجد هذا الرجل الفرصة لإذلال هذا الشعب لهذه الدرجة المهينة. صحيح إن البابا يستغل فرصة التعصب الديني ليذل هذا الشعب وصحيح إن البابا رجل سياسي إرهابي يزرع رجاله في كل مكان بين الإكليروس والشعب، وينشر الفتن والضغائن والرعب. لكن أكثر ما يشجع البابا على الفساد هو جهل هذا الشعب بحقوقه. صحيح أن البابا نفسه هو السبب الرئيسي فيما وصل إليه الشعب خاصة الشباب من وانغلاق وضيق أفق، بتعاليمه الدينية اللانغلاقية المسيسة والمسممة، هذا لا يمنع أن يكون الشعب نفسه مسئولا عن جهله. طبعا ليس الجميع ولكن اليوم هناك أغلبية منغلقة من الشعب مما بسيئ إلينا جميعا.

قال لي واحد معاتبا أنت لا تعرف الضغوط الحكومية على البابا. وللرد على ذلك أقول
1- الواقع يقول غير ذلك في هذه المرة على الأقل، فقد طالعتنا الأخبار بعكس ذلك تماما حيث قالت أن "مسئولين في رئاسة الجمهورية أجروا اتصالات بالبابا مساء يوم الجمعة لمطالبته بالتدخل لتهدئه الأمور، لكن البابا طلب من معاونيه إبلاغ مسئولي الرئاسة بأنه في خلوة للتعبد ولا يريد التدخل في مثل هذه الأمور!!! فالمسئولين الحكوميين الذين يعرفون البابا تماما هم الذين طلبوا منه التدخل -طبعا لجانب السلطة- والبابا المختبئ في الدير من شعبه رفض حتى لا يكون أمره مفضوحا.
2- لو كانت هناك ضغوط حكومية قادرة أن تمنع البابا من القيام بصميم عمله معنى ذلك إما أن هذا البابا من الضعف بحيث أنه لا يستطيع مواجهة المسئولين أو متواطئ مع الحكومة وفي كلا الحالتين فهو لا يصلح للقيام بمهام عمله كبطريرك للكنيسة ويلزمه أن يتركه موقعه لمن هو قادر على الرعاية.
3- إذا كان البابا بهذا الضعف فلماذا يهمَّش دور المثقف القبطي على الصعيد الكنسي والمجتمعي ويحارب كل من له رأي حر. لقد أصدر البابا قرارا بوقف كاهن لمجرد أنه ظهر في الصورة خلف أيمن نور مرشح الرئاسة المنافس لحسني مبارك. لماذا يعوق البابا المثقف القبطي من القيام بدوره ويضع نفسه كممثل وحيد أوحد لأكثر من عشرة ملايين قبطي. هذا الموقف لم يتخذه بطريرك من قبل بل كان التعاون بين البطريرك والمثقف ورجل السياسة القبطي له أثر كبير في عمل الدولة حساب للأقباط. الدولة لا تعمل أي حساب للأقباط ولم تقوم بأي تحقيق في كل ما ارتكب من جرائم ضد الأقباط وهذا لم يحدث في أي عصر سابق.

لن أتكلم عن الأنبا كيرلس وقوته لأن الكل يعرفها ولكن ماذا فعل البابا الأنبا يوساب عند حرق كنيسة السويس. لقد أصدر تصريحا غاية في القوة مما أجبر الملك على أن يقدم اعتذارا رسميا وقد أذيع بيان اعتذاره في الإذاعة بصوته إلى جانب نشره في جميع الجرائد. ووعد الملك فيه بإعادة بناء الكنيسة على نقفات الدولة. وقام الأنبا يوساب بالرد على الملك رافضا اعتذار الملك ورافضا التعويضات المقدمة مطالبا أولا عمل تحقيق عادل وموافاة الكنيسة بنتائج التحقيق وموفاة الكنيسة بالنتاج. في ذلك الزمان كان يوجد للأقباط بطريرك ولم يكن عاجب الأقباط خاصة لأستاذ نظير جيد !!!

رسالة أخرى تقول عندما تكلم البابا قبلا " فاعتبرنا هذا خطأ "مثلا حادثة وفاء قسطنطين" وعندما سكت نلومه.

موقف البابا كان التهرب ولم يمكنه من الهرب تماما مثل كل مرة بسبب جنازة المرحوم سعيد سنبل وحضور المسئولين الحكوميين الجنازة بينما الشباب كان معتصم في فناء الكاتدرائية. وعند أول فرصة هرب البابا إلى الدير وترك الأساقفة يتحدثون نيابة عنه. كان موقف البابا من حادثة وفاء غاية في السوء فهرب إلى الدير تاركا الشباب الثائر ليواجه مصيره مع البوليس. البابا لم يصدر أي تصريح ولم يقف لتهدئة الشباب بل ترك الأمر للأساقفة الذين تخبطوا وأدلوا بتصريحات متعارضة وغير دقيقة مما ضاعف المشكلة وأعطي الفرصة للإرهاب الإسلامي لشن حملاته ضد الحكومة والأقباط، لدرجة أن الإرهابيين اتهموا الحكومة بالتحيز للأقباط!!!

البابا لا يهمه من الدين إلا ما يمنحه له من قوة فعالة مؤثرة على الأفراد والجماعات. وقدرة على تخدير شعب مغلوب على أمره فعلي الأقباط الخضوع له حتى يلقوا الكارثة التي تتقدمهم لمصير مأسوي.

يجب أن تعرف يا أنبا شنودة أن هناك شعب اسمه الأقباط يئن ويتوجع لوجودك فوق أنفاسه كل هذا الزمان الذي طال دون رعاية مع انتشار كل صور الفساد والجهل والتجهيل الذي يتم تحت إشراف أساقفتك المختارين ورجالك المنتشرون في كل موقع يشيعون الإرهاب والتعتيم وإغلاق العقول.



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنبا شنودة وأحداث الإسكندرية الأخيرة
- نشاط الجماعة المحظورة في مصر علامة حكم يتهاوى
- لا تدينوا لكي لا تدانوا
- (1) -التعصب الديني في مصر
- ماذا حصد الأقباط من موقف البابا شنودة من انتخابات الرئاسة
- الشعب القبطي يتمزق بين شقي حجر الرحى -الدولة والكنيسة- 2
- الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- أكتوبر؛ ختاما لحرب الست سنوات -الفصل الأول
- الإرهاب والقهر والتكفير والفساد في الكنيسة القبطية
- الشعب القبطي يتمزق بين شقي حجر الرحى الدولة و الكنيسة
- البابا شنودة وانتخابات الرئاسة
- انغلاق العقل القبطي في عصر البابا شنودة
- حول الأزمة الدينية في مصر : الخلل الذي كشفته وفاء


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الأنبا شنودة وأحداث الإسكندرية الأخيرة-2