أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي البدري - هل حلت الليالي الباردة بالمشروع الإيراني؟














المزيد.....

هل حلت الليالي الباردة بالمشروع الإيراني؟


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 6466 - 2020 / 1 / 16 - 15:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ السنوات الأولى لوصول الخميني إلى سدة الحكم، راهنت إيران على التمدد في الجسد العربي عن طريق التنظيمات المليشياوية، التي لا أحد يستطيع إنكار أنها صادفت هوى وإستعداداً لقبولها وفرضها، على الدول العربية، من قبل بعض الشيعة العرب.
ومع نهاية الحرب العراقية الإيرانية، تفرغت إيران لهوايتها المفضلة في تصدير عقدتها الايديولوجية إلى الخارج، بزرع مليشيا لها في كل بلد عربي، إستطاعت إختراقه، تحت دعوى الوصاية على المذهب الشيعي، وإنقاذ الشيعة العرب من هيمنة الحكومات السنية فيها وإضطهادها لهم، والتي نجحت فيها نجاحاً تحسد عليه فعلاً.
وعندما تهيأت الظروف المناسبة، بحلول ضعف بعض البلدان العربية، إستخدمت إيران هذا السلاح الفتاك، وقد أثبت نجاحه في نخر كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهو يتحين الفرصة المناسبة في دول الخليج، بالقطع، في ظل غياب الرادع الدولي للتمدد الإيراني، لحين وصول، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى السلطة، وتنبهه إلى فداحة التمدد الإيراني من جهة، وهيمنة إيران على العراق كلياً، من جهة ثانية.
ورغم أن عملية تسليم العراق إلى إيران، قد كانت خطأً أمريكياً بإمتياز، إلا أن ثمن هذا الخطأ دفعه العراق لوحده، طوال السنوات الستة عشر الماضية، ومازال يدفعه إلى هذه اللحظة، بعد ثورة العراق ضد الهيمنة الإيرانية، في الأول من اكتوبر/ تشرين أول الماضي، المستمرة منذ ثلاثة أشهر، والتي تصر إيران على قمعها إلى هذه اللحظة، عن طريق مليشياتها، التي صارت أكثر من عدد مؤسسات الدولة العراقية ذاتها، بل وتفوق قوتها قوة الجيش والشرطة معاً.
وبتشابه إزمتي العراق ولبنان، في صراع هذين الشعبين ضد هيمنة المليشيات الإيرانية على نظاميهما الحاكمين، والذي أظهر ويظهر الوجه البشع للتمدد الإيراني وتغوله في هذين البلدين، تكشفت للعالم حجم مأساة ترك إيران في فرض نفسها كقوة إقليمية، لا تريد أطماعها أن تقف عند حد، وهو ما تنبه إليه الرئيس ترامب، مؤخراً، وعالجه بالمزيد من العقوبات الإقتصادية الثقيلة، الأمر الذي أجبر إيران على المزيد من الهروب إلى الأمام، على أمل إبقاء هيمنتها على طريق (حريرها الأسود)، الممتد من العراق إلى البحر المتوسط.
وإذا كانت مليشيا إيران في لبنان (حزب الله) قد فرضت رئيس وزارء على دولة لبنان (حسّان دياب)، قبل بضعة أيام، وبرغم معارضة الشعب اللبناني، إلا إن مليشيات إيران في العراق، مازالت تصارع الشعب العراقي على فرض رئيس الوزراء الذي إختاره الولي الفقيه إلى هذه اللحظة.
ولكن، وبرغم حجم السطوة الإيرانية الظاهرة على العراق وسوريا ولبنان واليمن، إلا أن النظرة المتفحصة فيها، والقراءة العميقة لحيثيات فعلها، تظهر أن هيمنة إيران قد بدأت بالتراجع، مع مليشياتها، بسبب تكشف حقائق النوايا الإيرانية، للشعبين العراقي واللبناني، كدائرة للأثر المباشر، وللعالم، وأمريكا على وجه الخصوص، بعد إتضاح الرؤية لها حول حجم وأهداف التمدد الإقليمي لإيران، وسعة سطوته على القرار السياسي، في العراق ولبنان وسوريا.
ما لا تريد أن تراه إيران وتعيد النظر فيه، وهو السبب الرئيس في نبذ مشروعها، هو أن مشروعها مشروع قوة همجية لم يقدم غير البؤس وصنوف البطش والقتل، للطائفة الشيعية العربية، التي غزتها وغزت بلدانها، تحت مسمى حمايتهم وحماية المذهب، وبالتالي طالبتهم بطاعة عمياء للولي الفقيه، ليس فقط مقابل لا شيء وحسب، بل وأيضا مقابل إذلال دولهم والتحكم فيها ونهب ثرواتها وسيادتها، وتحويلها لمجرد تابع لعمامة الولي الفقيه.
وفي هذه اللحظة الحرجة من تاريخ العراق ولبنان، كساحتي صراع لمليشيات إيران الفاعلة الآن وبأقصى قوتها في البلدين، نرى أن إيران تبذل كل جهودها ضد شعبيّ البلدين وإرادتهما، من أجل إبقائهما تحت هيمنتها، وهو ما إتضح بفرض حزب الله لرئيس وزراء على لبنان، يرفضه الشعب، وكثف من تظاهرات التعبير عن رفضه، منذ لحظة إعلان إسمه، وما تقوم به الآن في العراق من تهديدات ومماطلات، وممارسات الإرغام بالقوة، على الرئيس العراقي وعلى القوى السياسية غير الموالية لها، وعلى المتظاهرين العراقيين، من أجل تعيين رئيس وزراء موالٍ لها، وبكل وقاحة وعنجهية.
رفض الشعبين العراقي واللبناني للهيمنة الإيرانية، يدلل على خطل فكرة معممي إيران، ومنذ الخميني طبعاً، في إستثمار طاقات وثروات الشعب الإيراني في مشروع التحول إلى قوة إقليمية، لأنه جاء على حساب إيران ومستقبل شعبها، وهذا ما أظهرته هشاشة الإقتصاد الإيراني أمام أثر العقوبات الإقتصادية الدولية، التي طوحت بقيمة العملة الإيرانية، بين يوم وليلة، وحولت الطبقتين، المتوسطة والفقيرة من الشعب، إلى مجاميع متسولين، وهو ما قاد الشعب الإيراني إلى الإنتفاض على قادته المعممين، خلال شهر نوفمبر المنصرم، لأن مشروع هيمنتهم الإقليمي لم يورث الشعب غير إقتصاد هش وتفقير غير مبرر.
ما لا تريد إيران إدراكه، وفي هذه اللحظة العصيبة من تأريخ إزماتها الداخلية، والتي أوصلت إقتصادها إلى حضيض بلا قرار، إضافة إلى أزمات إجتماعية داخلية، لم تعد قادرة على تغطية أثرها، هو أن مرحلة رهانها على التبعية المذهبية قد إنتهت، بعد تكشف حقيقة نواياها لأتباع هذا المذهب في كل من العراق ولبنان، وبالدليل الملموس، لأن حقيقة حماية المذهب والطائفة لم تكن في حسابات إيران سوى عملية هيمنة وتسلط سياسي وإقتصادي، وبقوة سلاح المليشيات، وهو الوجه البشع للإستعمار القديم، والذي لم يجن منه لبنان والعراق، غير فساد السلطة والفساد المالي وتمييع السيادة الوطنية وتحويل كلا البلدين إلى جرمين صغيرين يدوران في فلك إيران وعمامة وليها الخرف.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبالُ تقفُ وحدها انتظاراً لكلمةِ الله
- ربما بسبب الحرب... وربما بسبب زرقة الركب
- نادي الأحزاب العراقية المغلق
- برهم صالح على الكرسي الهزاز
- مسؤولية أمريكا تجاه العراق وتظاهراته
- وقاحة سياسية
- عنق الزجاجة العراقية ما بعد عبد المهدي
- أحزاب السلطة وسقوط الغطاء الطائفي
- هكذا تزاحمنا وأرقنا... وتعبنا وقوفاً، على شفتي الكلام
- هل تشبه الحياة خورياً؟
- إرهاب الدولة وسياسة تعطيل الخيارات
- تخمين عبر زجاجة دافئة
- بنطال حزن قصير الأكمام
- تهمة رسمية جداً
- تطويع السينما لأغراض شخصية جداً
- في سبيل مشروع نقدي عربي.. القواعد والمنطلقات الثقافية وإ ...
- معركة خاسرة لأسباب موضوعية
- لأنه لا يؤمن بالمكان، الغجري لا يسقط مثلي
- طقوس رحيمة
- شياء... قد تبدو إلى جانب وجهكِ


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي البدري - هل حلت الليالي الباردة بالمشروع الإيراني؟