أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان العريدي - من ديوان المسافر لمعين بسيسو-نافذة الكهف-















المزيد.....

من ديوان المسافر لمعين بسيسو-نافذة الكهف-


عدنان العريدي

الحوار المتمدن-العدد: 6465 - 2020 / 1 / 15 - 21:47
المحور: الادب والفن
    


قصائد المسافر وهي: نافذة الكهف،على شكل مبتدأ مضاف إليه الكهف وتم حذف الخبر، فالنافذة تشكل عملية إطلالة على الكهف الذي أضيف له النافذة والإضافة أتت مسوغا للبداية بالنكرة الرمزية، لتشكل مثابة نقلة من حالة إلى حالة، لأن النافذة عبارة عن إطلالة على الضوء، ونجد الشاعر جعلها تطل على الكهف الرامز للعديد من نقائض النافذة وطبائعها المطلة على الحياة، وكل هذا أتى من خلال إدراك الشاعر لقيمة العنوان وأهميته للولوج في القصيدة.
القصيدة:
"في مكان ينهار فيه الجناح وتسوق الزمان فيه الرياح"
حينما لا يكون للطائر جناح، نجد الطائر نقيضا لطبيعته، تسوقه الرياح نحو غموض القدر ، تجري رياحه بما لا تشهي سفنه... ويمكن إدراك ذلك من خلال تخيل لواقعين يعيشهما، واقعه في كبد السماء طليقا متكبرا، وواقعه على الأرض مكسور الجناح ذليلا مهان."
حينما تأتي الرياح وتقتلع جناحي طائر تلقيه في مكان العزلة وحيدا يكابد سكرات الموت،وإن لم يكن بميت.
"ويفوح النسيان ألهثه الموت كأفعى قد ألهثتها جراح"

تماما مثل أفعى سدد لجسدها طعنات قاتلة وإن لم تمت في حينه تبقى تعاني من الجراح.
ورغم البعد الرمزي ما بين الأفعى والطير المتناقض والمتداخل معا فالطير قد يخطف الأفعى والأفعى قد تأكل أفراخ الطير وقد تلسعه، إلا أنه لا بد من وجود سبب ما يعلل لمثل هذه الصورة الشعرية لدى الشاعر من خلال الرمزية المتناقضة والمتداخلة في آن، والذي يمكن تعليله من خلال مخاطبة البعد الإنساني لدى الجاني المالك لأسباب القوة، بعكس الطائر المجرد من أسباب القوة، بدليل ذكر عنصر الزمان الذي لن يدوم على حال، فلا القوي يبقى قويا ولا الضعيف يبقى ضعيفا.
"ويخاف السكون منه كطفل علقت فيه الأشباح".

هذا الوضع الساكن للكهف الباعث للتكهنات، يشيه وداعة طفل لا يدرك التكهنات بمدى خطورة ما يحيط به أخطار.
"كوكب ترصد النهاية عيناه ولا شاطئ ولا ملاح"

عندما يرى الإنسان نفسه غارقا في الظلم بلا معين مع وجود إمكانيات من يرفع الظلم ويعينه على دفع العدوان عنه وعن بلاده يكون كمن يرى نجما بعيدا لكن مجرد توهم وفي النهاية لا نجني سوى عناء الشباك بلا أسماك.
"ليس فيه من الحياة سوى الليل ضريرا يقوده مصباح".

ليبقى الليل مسيطرا على واقع نعيشه، فنغرق في ظلام كضرير لا يفيده النور ولو امتشق مصباح.
"وصحار من العواصف تلتف عليها من اللظى أدواح".

هذه البلاد التي التقت عليه الإرادات الدولية من كل الاتجاهات فصبت عليه نيرانها.
"وسماء من الخرائب تجتاح سماء نجومها أرواح".

هذه البلاد التي أثكلتها الحرب فدمرت قراها وهجرت أهلها وتركتها خربا ومساكن للجن.
"صور من براعم الموت فاحت في عيون دموعها أقداح".
هذه المشاهد للشهداء المكنات "ببراعم الموت" كناية عن بناة المستقبل وعماده، ملقاة في الشوارع وقد انتشرت من خلالها رائحة الموت والبكاء الذي ملأ البلاد.
"دموعها أقداح" كناية عن كثرة الدموع وشدة الألم، فشبه الدمع وقد عبء في كاسات.

ويستمر شاعر الثورة في عملية تصويرية تمتد ظلالها وفق قواعد التصوير الفني البديع في صور فنية راقية تكاد تؤرخ لما حل في بلادنا من دمار وخراب نتيجة احتلال فلسطين عام ثمانية وأربعين، من خلال نافذة عاشت المأساة وعاصرت أحداثها، فسطر التاريخ من خلال لوحة فنية، أرخت لما حل في البلاد من خراب وتشريد وتقتيل.

"ليس تدري آفاقها من شذاها أين يهوى المجداف والإصباح".

لقد اختلط الحابل بالنابل، أغلقت أبواب المستقبل ولا تعلم أين تقودك،فمن شدة العتمة لا تدري أين سقط مجداف القارب وأين سيرسو.
"وهي ما أورق الفراغ دلاء وهي ما أجدب السكون رماح"
ما أجمل هذه الكنايات في التعبير والصور التي تفيض حياة! وهنا احتملت الكنايات معنيين. الأول:حينما تلقي دلوك في بئر فلا يورق سوى الفراغ وما يخترق السكون سوى صوت الرماح.والثاني: أن الفراغ ليس له أن يعبئ الدلاء، وأن هذا الجدب سببه قلة الرماح.
"أنا في النهر صورة كسرتها يد أعمى خياله لمّاح"
ويكمن جمال التصوير هنا من خلال التشبيه الجدلي، من خلال العلاقة ما بين صورة الشاعر والأعمى الذي لا يرى نصائحه، فيستعيض عنها بالخيال فلا يقيم لها وزنا.أو أن الشاعر يشبه نفسه بصورة انعكست في النهر، حتى جاء الأعمى ليغير هذه الصورة، أو أنه كان في البلاد يعيش بخير حتى جاء الأعمى الذي لا يقيم وزنا للحياة فألقى حجرا في الماء لتنكسر الصورة والنهر والماء من أهم رموز التواصل في الحياة،وهذا الأكثر ترجيحا لما يليه من معنى.
"فتماسكت عالقا بظلاّ لي وهي تطفو كأنها ألواح".
فالشاعر بقي متمسكا بأسباب الحياة بمثابة طوق نجاة أو كالغريق في ظل الأمواج العاتية، متعلقا ببقايا سفينته وما بقي منها من خشب.
"وتلفتّ والرجاء غراب ضلّ , واليأس طائر صدّاح".
نجد الشاعر كثيرا ما يتكئ على الموروث والتراث في شعره، فمعلوم مدلول الغراب في التراث.
فرغم الأمل والتمسك به، إلا أني التفت فإذا الأمل خراب بسب الغراب الذي قادني للضلالة واليأس والعويل يتبعني في كل مكان.
"والمصبّ العملاق أعور كالشمس قد اجتاح رأسه مجتاح".
والمصب:هو منتهى النهر ومسقطه، قد تم التلاعب فيه، ليتم حرفه عن مكانه الطبيعي،بقوة غاشمة.
وهنا، نجد إشارة إلى القوى الدولية، التي حرفت الحقيقة وحولتها إلى باطل.

" وحرام على المصبّ ابتلاعي وأنا منه جدول فوّاح".
وهنا نجد في هذا البيت زيادة في المعنى الكاشف عن ما غم عليه في البيت السابق.
فلسطين جزء من المنظومة الدولية لا يجوز على المنظومة إجازة ابتلاعها من أجل آخرين حيث شبهها بالجدول الطيب الرائحة.

" فنيت قوتي ومات خريري ودعاني هديره الصيّاح".
" فتلعثمت ثمّ ناديت لبّيك وجدّفت والهوى فضّاح".
"وإذا النّهر والرّياح دموع في مآقيه والخرير نوّاح".
"نفضته أعماقه وتغشّى ضفتيه من الضباب وشاح".
"فجرى عاصفا وحوّل مجراه شتاء مزلزل وكفاح".

هذا الجدول الذي أصبح ضعيفا لا صوت له يئن من هول قراراتكم المجحفة، وهنا يتم الإشارة لمرحلة ما بعد القرارات التي أبقت شعبنا مصمما على الكفاح والنضال بعد أن كان آمنا تحولت حياته لنضال مستمر.



#عدنان_العريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام منهارة عاشقة الخريف
- فارس المنابر
- عاشقة الخريف عقول فارغة جيوب مليئة
- عاشقة الخريف حينما تهز الأم السرير
- عاشقة الخريف حينما يبكي الرجال
- عاشقة الخريف
- جدلسة المعاني عند معين بسيسو
- لا حزنا أو حسرة
- لا تصالح
- أرى ما أرى
- العشق في زمن الشهادة


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان العريدي - من ديوان المسافر لمعين بسيسو-نافذة الكهف-