أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد علي زاده - إيران: الاحتجاجات بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية تفضح أزمة النظام















المزيد.....

إيران: الاحتجاجات بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية تفضح أزمة النظام


حميد علي زاده

الحوار المتمدن-العدد: 6465 - 2020 / 1 / 15 - 09:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



تسبب اعتراف السلطات الإيرانية بتورطها في إسقاط طائرة أوكرانية في اندلاع موجة من السخط في جميع أنحاء إيران وأدى إلى احتجاجات في عدة مدن. النظام، الذي تقوى شيئا ما بعد عملية اغتيال قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة، صار الآن يشعر مرة أخرى بضغط الجماهير.


بالأمس، وبعد أيام من الإنكار، اضطر النظام الإيراني إلى الاعتراف بأنه في الواقع مسؤول عن إسقاط طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، الرحلة 752. كانت الطائرة المتجهة إلى كييف تقل، إضافة إلى طاقمها، 176 راكبا معظمهم إيرانيون.

وعلى الفور أدى ذلك الإعلان إلى اندلاع موجة غضب وسخط وحزن. ظهرت مقاطع فيديو وصور لعشرات من الاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن من غير الواضح بالضبط كم عدد تلك الاحتجاجات. أكدت التقارير الواردة من طهران أن جامعة العلامة طباطبائي للعلوم الاجتماعية وجامعة أمير كبير للتكنولوجيا وجامعة شريف شهدت احتجاجات ضمت مئات الطلاب. قامت شرطة مكافحة الشغب بالتدخل بعنف ضد الاحتجاجات، لكنها لم تنجح في قمعها. ووردت أخبار عن اندلاع احتجاجات أخرى في كل من رشت وساري وأصفهان ومشهد وشيراز وبابل وحامدان وكرمانشاه وأوروميه. وكان العديد منها بقيادة طلاب جامعيين، وذلك لأن الكثير ممن كانوا على متن الطائرة هم من الشباب الذين يدرسون في الخارج.

ورغم أن الاحتجاجات كانت صغيرة نسبيا، فإنها كانت شديدة الراديكالية والسخط. ومن بين الشعارات التي رفعت كان هناك: “كذابون، كذابون!” و”خامنئي قاتل وزعامته باطلة ولاغية!”.

“قائدنا الاحمق هو سبب عارنا!”، “أيها الأوغاد، أيها الأوغاد، أعيدوا لنا الطلاب! (في اشارة إلى الطلاب الذين قتلوا عندما أسقطت الطائرة)”، “لا نريد حكومة إسلامية”، “الموت للديكتاتور”. وكتب على أحد اللافتات في جامعة طهران: “ليس لديكم حق في ارتكاب خطأ بشري”، كانت هذه كلمات خامنئي نفسه بعد أن أسقطت الولايات المتحدة طائرة ركاب إيرانية في عام 1988 -“عن طريق الخطأ” كما ادعت-، مما أسفر عن مقتل 290 شخصا آنذاك. وفي أماكن أخرى، نظم الناس مواكب جنائزية للقتلى وغنوا الأغاني الثورية وهاجموا النظام بشعارات راديكالية للغاية مثل “الموت للديكتاتور!”.

كما استقال مذيعان تلفزيونيان بارزان، إحداهما قالت إنها لم تعد “قادرة على الاستمرار في القيام بذلك”. كما انسحب العديد من صانعي الأفلام من مهرجان فجر السينمائي المرتقب، وانتقل عدد كبير من السياسيين إلى الهجوم على الحكومة والحرس الثوري وحتى آية الله خامنئي نفسه.

قال مهدي كروبي، وهو ليبرالي وأحد قادة الحركة الخضراء لعام 2009، من إقامته الجبرية في منزله إن خامنئي إما مجرم لكونه تستر على عملية إطلاق النار على الطائرة، أو أنه غير كفء لعدم علمه بحدوث ذلك. وأضاف إنه على أي حال غير جدير بمنصبه.

جاء التحطم بعد ساعات من إطلاق إيران لصواريخ على قواعد عسكرية أمريكية في العراق ردا على مقتل القائد الإيراني قاسم سليماني. في البداية أخرج النظام عدة تفسيرات حول ما أدى إلى هذه المأساة. وقد ادعى المسؤولون أنهم أخطأوا في اعتبار الطائرة صاروخا باليستيا، وأن الطائرة قامت بمناورات مشبوهة، وما إلى ذلك. لكن كل هذه الادعاءات ثبت أنها كاذبة. وهذه الأكاذيب المتواصلة هي بالضبط ما يشكل القوة الدافعة للحركة. حيث أنها تفضح إفلاس النظام من جهة وتبين من جهة أخرى طبيعته الدموية الباردة.

“قتلتنا موجودون هنا!”

قبل بضعة أيام فقط كان المزاج السائد في جميع أنحاء البلاد، بعد مقتل قاسم سليماني وعملية الانتقام اللاحقة التي قامت بها إيران، هو التحدي ضد الولايات المتحدة والنشوة الوطنية. تم عرض جثة سليماني في جميع أنحاء إيران في مواكب حشدت مئات الآلاف، إن لم نقل الملايين.

لكن التستر الوقح على عملية إطلاق النار على الطائرة الأوكرانية قلب هذه المشاعر عند العديد من الفئات، وحوّلها إلى نقيضها. الناس غاضبون من محاولة التستر أكثر من أي شيء آخر لأن الهدف منه كان الاستمرار في المسرحية ومواصلة نشر الشوفينية بين صفوف الشعب. وعلاوة على إطلاق النار على الطائرة، كان عشرات الأشخاص قد ماتوا في تدافع أثناء موكب جنازة سليماني في كرمان، الشيء الذي خلق مرة أخرى شعورا قويا بأن النظام يضحي بحياة الناس من أجل الدعاية الرجعية.

استمر النظام الإيراني لسنوات طويلة يستغل هجمات الإمبريالية الأمريكية لتحويل انتباه الشعب وحشده وراءه. لكن هذه الاستراتيجية صارت خلال السنوات الأخيرة تبدو أقل فأقل فعالية. بدأ الكثير من الناس يعتبرون أن إيران تستفز الولايات المتحدة بشكل متعمد من أجل صرف انتباه الجماهير عن البؤس اليومي الذي تعاني منه في ظل الجمهورية الإسلامية. وقد كانت هذه الديماغوجية هدفا للعديد من الشعارات خلال الاحتجاجات التي شهدتها السنوات القليلة الماضية. وتكررت إحدى تلك الشعارات في احتجاجات يوم أمس: “يقولون إنها أمريكا، لكن [قتلتنا] موجودون هنا!”.

وبالطبع يحاول الغرب من جهته استغلال المأساة لمصلحته الخاصة. لقد قام كل من دونالد ترامب ومايك بومبيو ببعث رسائل تضامن إلى المحتجين. واتهم رضا بهلوي، نجل الشاه الراحل الذي تدعمه الولايات المتحدة الآن، خامنئي بأنه مسؤول بشكل شخصي عن المأساة. لكن هذه التصريحات تنضح بالنفاق. لقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية على إيران، تصل إلى درجة حصار حقيقي على البلد. أدى ذلك إلى إغراق الاقتصاد في أزمة عميقة وانخفاض مستويات المعيشة بشكل كبير. إنهم يستخدمون الأزمة للضغط على النظام من أجل خدمة مصالحهم الضيقة، والتي تتعارض بشكل كامل مع مصالح الشعب الإيراني.

الشعب الايراني يفهم هذا الأمر. وقد أصدرت مجموعة من طلاب جامعة الأمير الكبير بيانا قويا قالوا فيه:

«في السنوات الماضية، لم يتسبب وجود الولايات المتحدة في الشرق الأوسط سوى في الفوضى والاضطرابات. إن موقفنا تجاه هذه القوة المعتدية قد حددناه مسبقا. لكننا في الوقت نفسه ندرك جيدا أن المغامرة الأمريكية في المنطقة يجب ألا تكون وسيلة لتبرير القمع الداخلي. وبما أن عبارة “الأمن القومي” صارت منتشرة في هذه الأيام، فقد حان الوقت لكي نسأل: عن أمن أي من فئات أو طبقات أو شرائح المجتمع يدور الحديث؟».

تلخص هذه الكلمات كل تجربة الشعب الإيراني ونحن ندعمها بالكامل. إن هذه الحركة، ورغم أنها ما تزال تضم أقلية من الفئات الأكثر طليعية في المجتمع، هي استباق للانفجارات القوية التي ستشهدها الفترة المقبلة. بعد الاحتجاجات الجماهيرية في نوفمبر الماضي، استخدم النظام مقتل سليماني لتحقيق الاستقرار لنفسه. لكن هذا لن يحل شيئا على المدى البعيد. إن أزمة النظام نهائية وستندلع حركة جديدة عاجلا أم آجلا وسترسل موجات صدمات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

حميد علي زاده
12 يناير 2020



#حميد_علي_زاده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران: اغتيال قاسم سليماني – لا للعدوان الإمبريالي الأمريكي
- الثورة في لبنان: فليسقط النظام الفاسد!
- من أجل مقاومة ثورية ضد الهجوم التركي على شمال سوريا!
- الهجمات على منشأة النفط السعودية وتغير المشهد في الشرق الأوس ...
- السودان: لا للتسوية الفاسدة! نعم لإكمال الثورة!
- مصر: وفاة مرسي، نهاية عدو طبقي على يد عدو طبقي آخر
- السودان: الثورة المضادة تنتقل إلى الهجوم
- السودان: الثورة المضادة ترفع رأسها، فلنحول الإضراب العام إلى ...
- -المجتمع الدولي- يتحد خلف تركيا لسحق الكورد في عفرين
- لا شرف بين اللصوص: تحالف العدوان السعودي على اليمن ينهار
- كل الدعم لكورد سوريا ضد الغزو التركي!
- إيران: النظام يهتز تحت وقع حركة جماهيرية جديدة
- : إعلان ترامب حول القدس يفضح الوجه الحقيقي للرأسمالية
- جميع القوى تتكالب ضد كورد العراق
- أزمة الروهينجا والوجه الحقيقي لليبرالية
- ماذا وراء أزمة قطر؟
- هجوم ترامب على سوريا: النفاق النتن
- اعتداء برلين - حصاد العواصف
- سقوط حلب ونفاق الإمبريالية
- الإمبريالية الغربية تغض النظر عن الأحداث في اليمن


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد علي زاده - إيران: الاحتجاجات بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية تفضح أزمة النظام