أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - كلمة أمازيغ














المزيد.....

كلمة أمازيغ


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 13 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من العجائب ان شعب البربر طيلة عشرات القرون ، لم يطلق على نفسه أسماء ، بل سُميّ من طرف باقي الشعوب .
وفرنسا المدركة للطعم ، هي من استعملت وصف البربر ، عندما أصدرت الظهير الفرنسي / المسمى بربري ، للتميز بين العرب وبين البربر ، هادفة من وراء ذلك الى تمسيح البربر ، وفصل الجبال عن السهول ، هادفة الى برمجة النعرة الاثنية الطائفية البغيضة ، لترسيخ الانقسام بين وحدة الشعب ، ووحدة الأرض ، فهي كانت ترمي من وراء ذلك ، الى الدفع بالتدافع العرقي الى أقصاه ، لإشعال الحرب الاهلية التي تنتهي بالتأسيس لجمهورية بربرية ، في الجبال البربرية وبالسهول ، وفصل كل هذا عن المدينة التي يتركز فيها العرب .
لقد ارتكب كل المتدخلين في النزعة البربرية خطأً لا يغتفر ، عندما واكبوا النعت الذي اطلقته فرنسا على البربر ، عندما أصدرت ظهيرا عنصريا ، وسمته بتسمية الظهير ( البربري ) في حين ان هؤلاء ، وبالتحالف مع الشعب المغربي ، لعبوا دورا خطيرا عند التصدي للظهير الفرنسي ( البربري ) الذي خطط لتقسيم المغرب ، وتقسيم الشعب لإضعاف من جهة ، ثورة البربر التي كانت شاعله بالجبال ، وبالسهول المتاخمة للجبال ، ومن جهة لإضعاف مقاومة الشعب المغربي الذي كان يناضل ، لبناء الدولة الديمقراطية المنفتحة على العرب والبرابرة بعد الاستقلال .
لقد فشل الظهير الفرنسي ( البربري ) ، ورغم ذلك ففرنسا لم تستسلم لفشلها ، بل ظلت كدولة استعمارية ، تراهن على الاثنيات ، والعرق لخدمة المشروع ، والمخطط الاستعماري الذي هو التقسيم .
فالشعب البربري طيلة عشرات القرون ، لم يطلق على نفسه أسماء بل سُمي من طرف باقي الشعوب ،ومن طرف دعاة " سايكس بيكو " الذين يحاولون استغلال النعرة الاثنية ، لإضعاف الجميع .
عندما كنت بدورة تدريبية كطالب بالمدرسة الوطنية للإدارة ، بمعهد الإدارة العمومية بباريس في سنة 1986 ، كان اول شيء سألتني عنه احدى المسؤولات بالمعهد : " هل انت عربي ام بربري " ؟ ، وبما انني فهمت قصد السؤال ، والغاية منه اجبتها " انا بربري " ، وبدون مقدمات بدأت تفسر تاريخ العرب ، وتاريخ البربر على هواها ، وختمت تدخلها قائلة " يجب طرد العرب من ارضكم " ، قلت لها كيف ؟ بالسلاح كما يطرد اللبنانيون الفلسطينيين من لبنان ، أي انها كانت تشير الى الحرب الاهلية اللبنانية .
وعندما يُكوّن فقط ثلاثة اشخاص في فرنسا جمعية بربرية تحصل في حينه على الاعتراف ، وتصبح تتوصل بالمساعدات المالية المختلفة ،والآن يوجد بفرنسا اكثر أربعة الاف جمعية بربرية معترف بها ، والغاية من ذلك ليس ثقافي ، بل عنصري .
واسألوا كيف يجتمع " علم " راية البربر المُسمى كذبا بالعلم الامازيغي ، وهو من صنع فرنسي في سنة 1971 ، والعلم الإسرائيلي ، واسألوا عن المساعدات التي تقدمها الدول الغربية ، وإسرائيل ، وامريكا الى هذه الجمعيات ، والغاية الحقيقية من كل ذلك .
واسألوا لماذا تشجع إسرائيل زيارات كل العاملين في المشروع الطائفي التقسيمي الى إسرائيل ، وتتكفل بكل ما يخص سفرهم ، ولماذا تركز على التمايز بين العنصر العروبي ، وبين العنصر البربري .
ان ما يسمى بالأمازيغ ، ليس هم من سموا نفسهم بها ، بل العجم هم من فعل ذلك ، والكل يتذكر ما درسوه لنا منذ ستين سنة " سكان المغرب الاصليون هو بنو مازيغ " ، والمقصود بالاصطلاح امازيغ الاطلس المتوسط ، لان برابرة سوس جاؤوا من اليمن .
ما يسمى باللغة البربرية ليس بلغة ، بل هي لهجة للتخاطب وللمواصلات ، وليست لها قواعد نحوية بمثل الغربية ، والفرنسية ، والإسبانية ، والألمانية ، والانجليزية .
ان لهجة سوس تسمى تشلحيت ، ولهجة الريف تسمى تريفيت ، ولهجة الاطلس المتوسط تسمى تمزيغت .. ان النطق بين اللهجات ليس واحدا ، بل هناك اختلاف في النطق ، كما ان هناك اختلاف في العادات ، والتقاليد ، والاصل .الأصل هم البربر ، والتفاصيل هم القبائل شلوح ، ريافة ، امازيغ .
ان سبب ومرد هذه الانتفاضة العنصرية المحتضنة من قبل الدول الغربية ، وإسرائيل ، وامريكا اليوم ، هو الثورة على الدونية ، والحگرة التي عانوا منها من طرف العروبيين ، الذين كانوا بدورهم يتصرفون مع البرابرة تصرفا عنصريا ، وتحقيريا .
مثلا فكلمة شلوح في المعتقد العروبي ، تعني أصحاب الدكانين الصغيرة ، وكانوا يشبهونهم بالقردة .
وكلمة ريفي في المعتقد العروبي ، كانت تعني الغدر ، ويقولون " دير الريفي قدامك ، لا تديرو موراك " ، أي ان الريقي يجب ان يكون دائما امامك لا وراءك ، لأنه يتصف بالغدر .
واما كلمة امازيغي في المعتقد العروبي ، فتعني " البورديل " ، " وانعدام الشرف " والتعاطي بكثرة لفاحشة الزنى . والخطورة فحتى رْيافة العنصريين ، انخرطوا يروجون لهذه الأكاذيب ، لإضفاء نوع من الرجولة على قبائلهم ،وهي أكاذيب كثّروا منها اثناء فشل حراك الريف التقسيمي الانفصالي ، حين يرددون " شلوح العز / أي ريافة ، وشلوح الخنز / أي الاطلس المتوسط " .
ان كلمة امازيغ لم تطلق بشكل رسمي ، الاّ سنة 1971 ، من طرف الاكاديمية الامازيغية في باريس ، التي كان أسسها نشطاء البربر ، ومن بينهم الجزائري محمد ارگون ، قبل ان ينسحب منها لإدراكه دعم الصهيوني Jacques Benêt للأكاديمية ، من اجل تطوير مشروع قومي ، استئصالي ، عنصري ضد وحدة البلدان المغاربية من منطلق فرق تسود .
والسؤال . ان كانت اللهجة البربرية لغة ، لماذا لا يكتبون بها ، ولماذا يكتبون باللغة العربية التي يعادونها ظاهريا ،ويحبونها باطنيا ونفسيا .... لماذا تكتبون باللغة العربية ، وتتركون لهجتكم ( لغتكم ) ؟
انها ازمة الذات ، وأزمة الحقيقية ، وانه التناقض بين الأنا انا ، وبين الأنا غير انا . انه تعبير ناطق عن سكزوفرينيا باطولوجية .
ان ما يسمى براية او علم تمازيغت ، لا علاقة له بالشعب البربري اطلاقا ، لكنه من صنع الفرنسي الصهيوني Jacques Benêt .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفس المسرح // Le même théâtre
- المغرب -- اسبانيا // Maroc -- Espagne
- الحكومة الاسبانية
- ايران - امريكا // Iran - SA
- تعطيل تنفيذ احكام ( القضاء ) في حق الاملاك العامة للدولة
- قصيدة شعرية / المغرب المنسي .
- الرئيس دونالد ترامب
- فخ المشكل الليبي : هل ستسقط فيه تركيا ، ام هو فخ منصوب لمصر ...
- هل ستندلع حرب نظامية بين امريكا وايران ؟
- كيف استطاعت الولايات المتحدة الامريكية من الوصول الى قاسم سل ...
- الجنرال قاسم سليمان
- الحوار المتمدن // Ahewar.org
- مقاومة / معارضة // Résistance / opposition
- إنتقاد الملك // Le critique du Roi
- القادم أخطر و أصعب .
- الإنتفاضة الشعبية
- نفس المحاربين // Les mêmes gladiateurs // Le polisario
- المغرب يتسول // Le Maroc se mendicité
- الوضع القانوني لتفاريتي // La situation juridique du Tifarit ...
- الجزائر تطرد المغاربة // LAlgérie extrade les Marocains


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - كلمة أمازيغ