أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - أمريكا وايران .. زوبعة في فنجان














المزيد.....

أمريكا وايران .. زوبعة في فنجان


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 6462 - 2020 / 1 / 11 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان لاغتيال الجنرال سليماني وأبو مهدي المهندس صداه الكبير في كل من ايران والعراق ، فمثل هذه الجريمة ليست الاولى في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية . حتى الرؤساء الافذاذ لم ينجوا من عمليات الاغتيال وأشهرهم ابراهام لينكولن وجون كيندي ، كذلك العديد من المصلحين والثوار في أمريكا أمثال مارتن لوثر كينغ ومالكولم اكس ، وخارج امريكا اغتالت المخابرات الامريكية الثائر البوليفي جيفارا عدا من أغتيل بانقلابات عسكرية مثل الزعيم عبد الكريم قاسم في العراق عام 63 .
لم تكن الاغتيالات وسيلة شريفة في التخلص من الخصوم لذلك تعد من الجرائم المدانة في جميع أنحاء العالم ، واللجوء الى الاغتيال يعد وسيلة فاشلة في التخلص من المخالفين للرأي مهما كان الاختلاف حقا أو باطلا .
في السنوات الاخيرة أعلنت أمريكا بصراحة عن أربعة اغتيالات في الشرق الاوسط اولها اغتيال الزرقاوي في العراق وثانيها اغتيال اسامة بن لادن في الباكستان وثالثها اغتيال أبو بكر البغدادي في سوريا وأخيرا اغتيال سليماني والمهندس في بغداد.
أشعل الاغتيال الاخير لسليماني وأبي مهدي المهندس موجة عارمة من الاحتجاج في ايران ووعدت بالرد على هذه الجريمة بقوة وتعهدت بالانتقام لمقتل سليماني ورفاقه ونظمت تظاهرة كبيرة وتشـيـيعا حافلا استمر عدة أيام اختتمتها بعملية قصف صاروخي لقاعدة عين الاسد في الرمادي وقاعدة حرير في أربيل .
كانت تصريحات القادة الايرانيين حادة وعالية النبرة ، هددوا بالويل والثبور والانتقام المؤلم والقاسي ، فتوجس الناس شرا وضربوا أخماسا باسداس ، منهم من تصور ان الضربة ستكون في الخليج وآخرون ذهبوا بعيدا فتصوروها ستكون في اسرائيل ، والبعض بالغ في التصور فاعتقد انها ستكون في السعودية أو في البحر لتضرب البوارج الامريكية التي ابتعدت الف كيلومتر لتكون في منأى عن الصواريخ الايرانية .
وما أن انطلقت الصواريخ الايرانية لتضرب قاعدة عين الاسد في الرمادي وقاعدة حرير في أربيل سارع ترامب الى القول : كل شيء على مايرام ، وذهب لينام واعدا العالم بخطاب صباح اليوم التالي .
من جديد دخل الناس في حيص بيص وضربوا الاخماس في الاسداس عن طبيعة الرد الامريكي الذي سيأتي في الغد على لسان الرئيس ترامب صاحب العجب العجاب من التغريدات والتويترات ، خاصة وان أمريكا أعلنت انتقال طائرات بي 52 الى قاعدة دييغو غارسيا استعدادا للهجوم على ايران ، فطار معها صواب العقلاء على ضفتي ساحل المحيط الهندي ، كما طار النوم من عيون المواطنين الذين ظلوا يرقبون السماوات السبع رافعين أيديهم بالدعاء عسى الله أن يجنبهم شـر البلاء .
فاجأ ترامب الناس في أمريكا والعالم صباح اليوم التالي ليعلن إن الرد سيكون اقتصاديا ولن يرد عسكريا لان الضربة الايرانية لم تذهب بارواح الامريكان ولم تؤذي بشرا أو حيوان وكان الله يحب المحسنين.
وهكذا لم تكن تهديدات أمريكا وايران سوى زوبعة في فنجان فالحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه .
والسؤال المحير هو لماذا كل هذه الفرقعات الايرانية والهوسات الترامبية في العلن وما هو اتفاق الجنتلمان بين أمريكا وايران ؟
لا يكاد الامر يخفى على اللبيب ، فان ترامب يحاول الوصول الى بـرّ الانتخابات الامريكية بقارب سالم لا أثـر فيه للتصدعات العسكرية ولا يحمل فيه جثامين الجنود الامريكان الى ذويهم كما حدث في حروب أمريكا السابقة وعلى الاخص التجارب المريرة في حروب فيتنام وافغانستان .
كذلك ايران لا تريد اختبار أسلحة ترامب الفتاكة التي لا تخشى في الله لومة لائم .
وهكذا سار الطرفان بحذر شديد على حبال أعصاب المواطنين في كلا البلدين واختتما الاحداث بنهاية سعيدة
اسعدت المشاهدين بهذا الفيلم الهوليودي الطويل الذي طوى شاشة العرض بسرعة خاطفة كي يحتفل الناس بهذه النهاية السعيدة وينام الامريكان على أحلام ترامب الوردية في تحقيق الرفاهية من خلال فرص العمل التي وفرها من أموال الخليج وينتظر الجواب الايراني في الجلوس الى مائدة المفاوضات التي باتت ممهدة على شرط تقديم التنازلات المطلوبة والتي لم يبق أمام ايران الا الاستجابة لها وربما بالتدريج المريح على وزن التقسيط الامريكي المريح .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق، ايران و امريكا... مثلث الصراع الدامي
- حكومة الفساد أسيرة المنطقة الخضراء
- انتفاضة تشرين .. النفط هنا وهناك
- قبل أن يقع الفاس برأس الحكومة والناس
- على الحكومة تسليم مفاتيح بيت المال فورا
- الاعتراف الناقص لهادي العامري
- اخرجوا من الخضراء وعودوا الى بيوتكم
- ايران والعراق .. على أهلها جنت براقش
- من أجل تحقيق الاهداف المنشودة للانتفاضة
- تمخضت الحكومة فولدت فأرا
- انتفاضة الفقراء وحصون الخضراء
- الاحتجاج المعلق على مسمار جحا
- مصير الاحزاب الحاكمة المظلم
- التظاهرات والعنف ببغداد
- الحكومة أمام طريق مسدود
- ملاحظات مينورسكي على الكتابة الكردية بالالفباء اللاتينية
- ملعب كربلاء .. سقوط ورقة التين
- عزيز السماوي شاعر القصيدة العنقودية
- قصيدة شعر تموزية على وزن المجرشة ... من أوراق الشاعر الراحل ...
- 10 دقائق هزت امريكا


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - أمريكا وايران .. زوبعة في فنجان