أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - على بلاطة














المزيد.....

على بلاطة


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


على بلاطة..!!‏
قبل أيام شاهدت وسمعت ماقاله غازي عبد القادر ‏الحسيني في برنامج "زيارة خاصة" عن الملابسات ‏التاريخية العارية التي أدت الى استشهاد والده في ‏معركة القسطل وبالتالي فتحت الباب على مصراعيه ‏لنكبة شعب بكامله على أيدي أهليه قبل معاديه..!!‏

لم أدهش للتفجيرات الذهنية التي زلزل بها الحسيني ‏الابن قواعد التاريخ المدرسي الذي حشا ه كتبة ‏السلاطين حشوا في أدمغة السذج أمثالنا ولكني ازددت ‏حزنا من مقوله تتأكد كل يوم ومفادها أننا نحن العرب قوم ‏تقودنا طبله وتفرقنا عصا وأننا مبتلون غالبا بقيادات تقاد ‏وتحرك من خارج وتخدم أولا وأخيرا مصالح الاسياد حتى ‏ولو كان فيها نكبة العباد..!!‏

ولعل أكبر مثال في قصتنا مافعله طه الهاشمي قائد ‏جيش الانقاذ مع الشهيد الحسيني عندما طلب منه ‏الاخير عشرين مدفعا رشاشا وخمسة مدافع هاون فقط ‏لمنع تقدم اليهود نحو القدس "عروس عروبتنا..!!" فما كان ‏من الهاشمي الا أن نفخ في الهواء وقال خذ ياحسيني ‏‏..هذا ماتريد..؟!! ولما احتد الحسيني هدهده الهاشمي ‏وقال له اطمئن ليحتلوها نحن سنطردهم في ساعات..لا ‏تقلق!!‏
الى هذه الدرجة كان الاستهتار بجسامة الموقف ‏والسخرية من المقاوم الفلسطيني من قبل قادة كرتونيين ‏متواطئين وضعوا كلهم تقريبا تحت امرة قيادة بريطانية ‏تلبي في النهاية رغبات وطموحات صهيونية..!!‏
من يصدق مثلا أن شكري القوتلي بطل الوحدة مع عبد ‏الناصر كان متواطئا ..؟!!‏
ومن يصدق ان القائد الحقيقي للجيوش العربية في حينه ‏كان جنرالا انجليزيا أكثر اخلاصا لاسرائيل من بن جوريون ‏نفسه ..؟!! ‏

هكذا على بلاطة وبالمفتشر وبدون كذب وتزويق وضحك ‏على العقول الغضة التي لم تعش المأساة..ليس هذا من ‏عندياتي وانما من كتب و مذكرات حقيقية موثقة لم تعبث ‏بها يد مدلسة أوخائنة كتبها من رافقو ا الشهيد عن قرب ‏في رحلته نحو الخلود وحيدا منكسرا من خذلان عشيرته ‏تاركا لهم التغني ببطولاته ووطنيته

نعم لقد بيعت المقاومة قبل وبعد الحسيني على أيد ‏عربية أحيانا وأيد فلسطينية أحيانا أخرى ومن لاتعجبه ‏هذه الحقيقة عليه ان يسترجع من الذاكرة الاسماء ‏الكبيرة التى باعت نفسها للشيطان قبل أن يفكر في ‏المزايدة على عروبتي واسلامي..فالانتماء للعروبة ‏والاسلام شيء وتشخيص المرض باسمه وحقيقته شىء ‏أخر..!!‏

نعم لقد قتلوا القتيل ومشوا بكل الخشوع في جنازته
وما حدث في قصة الحسيني حدث ويحدث في كثير من ‏القصص التي أشربناها ونشربها نقية ثم نكتشف ‏الحقيقة ذاتها أنهم يبيعون لنا دائما تاريخا كاذبا وملفقا..!! ‏
ولا أستغرب ان يحدث مثل هذا وأكثر من قيادات كانت ‏تفطر مع المخابرات البريطانية وتتغذى مع المخابرات ‏الفرنسية وتتعشى مع قادة الهاجناه فعبد الله مغرم ‏بجولدا ويخشى فاروق وفاروق يعتبر فلسطين المنهوبة ‏كاحدى عشيقاته لابد وأن تستسلم له وترقد في أحضانه ‏بغمزة عين ..!! أما اسماعيل صفوت قائد الجيوش العربية ‏فقدأضاع مافي جيبه من نقود في حلبة قمار شوارعيه ‏قبل ان يكتشف المارة رتبته ومن لايصدق أعيده الى العم ‏هيكل ليحدثه بما هو أدهى وأمر..!!‏

ان من يقرأ التاريخ العربي والاسلامي بعيون مفتوحة ‏يكتشف بسهولة كم هو مخجل ومكتظ بالقذارات ‏والخيانات..بعيدا عن التشدق بالشعارات العروبية المدوية ‏والامجادالعتيقة المشكوك في صحة أغلبها تلك التي ‏أرضعناها وبعيدا عن نظرية المؤامرة والتخوين فمنذ فتنة ‏عثمان التي باعه فيها معاوية بن ابي سفيان سعيا ‏للخلافة مرورا بالتحكيم في صفين وبيع الاندلس وانطلاقا ‏الى خازوق الحجاز المسمى الحسين بن على ثم بيع ‏فلسطين فالنكبة فالنكسة والحبل على الجرار وتاريخ ‏العرب والمسلمين ينز قيحا فاسدا كريها يعبر عن سيادة ‏شهوة الحكم والتسلط وتغلغل ثقافة الكراهية والحقد ‏على هشيم متراكم من الصراعات الانانيةمما يجعل الفتن ‏قابلة للاشتعال في أيه لحظة..!! ولننظر الى مانعيشه ‏الآن فالبعض يريد أن ينسخ البعض الاخر وزيد يطخ على ‏عمر بشطارة وقسوة أكبر من طخه على العدو الاول ‏والاخير..!!‏

لقد أصبح المسلمون والعرب وهم أعظم أمة أخرجت ‏للناس للاسف في عصرنا هذا كشعر الابط.. أمة ‏مستهلكة ومستهلكة ومستكينة وتابعة وآيلة للسقوط ‏ولاتنفع معها كل محاولات الانعاش ..فهي باتت مكروهة ‏بامتياز ..عاجزة بجدارة..عالمها شهوة تنحصر مابين فرج ‏وبطن..وتاريخها يختصر في كلمتين تفريط وتباكي..!!‏
حتى انتصارصلاح الدين في حطين وهو درة مفاخرنا فرط ‏به الملك العادل وضيعه من بعده الملك الكامل..!!وكم تكرر ‏مثل هذا الضياع في عصرنا الحديث..!! ‏
ومن يفتش في أيامها تتملكه الصدمة الكاملة ويأخذه ‏العجب العجاب فكم دماء سفكت وقبور نبشت وكم من ‏حجاج حز رقابا حان قطافها باسم الله والدين زورا وافتراء..‏
ومن ينظر في أحوالها يرى امتدادا طبيعيا للتفسخ ‏والهوان والارتهان بارادات خارجية والتناحر حتى بين ‏أبناءالاسرة الواحدة كما يحدث الآن في غزة "الفتساوية ‏‏"والعراق المذبوح على الطريقة الامريكية..والمطبوخ على ‏الطريقة الايرانية!! ‏

ان هذه الحقيقة الموجعة رغم اللحظات القليلة المضيئة ‏في تاريخنا المظلم تتطلب من مثقفينا ومؤرخينا اعادة ‏كتابة التاريخ من جديد بشكل موضوعي وموثق بعيدا عن ‏العواطف والتخديرات على الاقل انصافا للامانة الفكرية ‏واتقاء لله في أجيالنا القادمة ..!!‏



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..!!كوع في الممنوع.
- !!..سوق للمقاومة
- ياعيب الشوم..!!
- لأ
- 345
- أرجوك..يامشعل..!!
- لاتفتيح..ولاتحميس..
- صورة بالألوان..مع هنية..!!
- ساخرا..لازلت بيننا
- أمريكا..مرت من هنا
- خمسة شوربة..!!
- انفلونزا اسلامكو أراب..!!
- ياعم هنية..الحالة صومالية..!!
- أكثر زعرنة.. وأقل حكمة..!!
- الحرب الآن..!!
- كل عام وأنت ..امرأة !!
- ..!!هل نحن حقا.. مسلمون
- محكمة..آخر زمن..!!
- وجهان للتطرف..!!
- الطاسة ضايعة..!!


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - على بلاطة