أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - بطولات كاذبة















المزيد.....

بطولات كاذبة


صادق جبار حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6461 - 2020 / 1 / 10 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما اشبه اليوم بالامس ، فعندما كان نظام البعث بزعامة صدام حسين يتعرض الى ضغوط كبيرة سواء داخلية او خارجية ، وعندما تيقن تماما بان أمريكا قررت ازاحته والتخلص منه ، قرر ضرب إسرائيل ليكسب ود المتعاطفين مع هذه القضيه ولأثبات للداخل بانه ما يزال يملك القوة لكي يهاجم اعدائه، فأطلق العراق 39 صاروخ نوع سكود بأوامر من صدام حسين لتضرب اهداف داخل إسرائيل بدأت الضربات فجر يوم 18 / 1 / 1991 وتوقف القصف بتاريخ 25 / 2 / 1991 •
والجميع يعلم بان قرار صدام كان لغرض منه أستقطاب مشاعر العرب وتجييش الشارع العربي لصالحه
فلعب على وتر قضية العرب الاولى وهي فلسطين ، بعد ان عجزعن رد الضربات التي كانت القوات الامريكية توجها له بعد غزوه الكويت لتجبره على الخروج منها ، فحاول اللعب على وتر العروبة والإسلام مرة أخرى بذكاء وحنكة سياسية ، فاطلق تلك 39 صاروخ على إسرائيل لكي يبين أن المعركة هي معركة بين العرب وإسرائيل أو بين المسلمين واليهود وأي رد إسرائيلي يعني تفتيت التحالف والغاء شرعيته ولكن الولايات المتحدة أفشلت المخطط عندما طلبت من إسرائيل عدم الرد على ذلك الهجوم •
لكن ماذا جنى العراق من ذلك التصرف الصبياني ؟
فرض حصار أقتصادي قاسي جدا كان ضحيته الشعب العراقي
انكسار الجيش العراقي بشكل كامل وتكبده خسائر فادحه
تدمير الاقتصاد العراقي والبنى التحتية بالكامل
تغير المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية العراقية بسبب الظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد بسبب الحصار والحرب التي وان كانت غير معلنه الا انها كانت تلوح بالافق •
واليوم ايران ترتكب ذات الخطأ القاتل الذي اقترفه صدام عام 1991، وذلك بضربها القواعد العسكرية الامريكية وهي تحاول بفعلها هذا كسب تاييد الشعوب التي تعتبر أمريكا الشيطان الأكبر وانها سبب ما تعانيه الشعوب المغلوبة ، والغرض الحقيقي وراء تلك الضربات هو حفظ ماء الوجه واسكات الشارع الإيراني المطالب بالثائر لمقتل الجنرال قاسم سليماني القائد في الحرس الثوري لايراني في غارة شنها الطيران الأمريكي عقب مغادرته مطار بغداد بعد عودته قادم من سوريا •
ومثلما كشفت الأيام بان هجمات صدام كانت مجرد تمثيل ، كذلك سوف تثبت الايام أيضا حقيقة غرض ايران من قصف القواعد الامريكية ، فما اشبه سيناريو صدام بسيناريو روحاني ، فلم تشهد الأعراف العسكرية مطلقا والتاريخ العسكري ، سيناريو تمثيلي كالذي حدث عندما قصف صدام حسين إسرائيل والان ايران عندما قصفت القواعد الامريكية ، فقد صرح الاثنان قبل قيامهم بتوجيه ضربة الى خصمه وانه عازم على استهدافه ، فمتى يقوم العدو باخبار عدوه بانه سوف يضربه ؟
فصدام الذي يتغنى به معظم العرب ويتحدون بعضهم بعض بأن يكملوا الصاروخ الاربعين قد ظهر عدة مرات على شاشة التلفزيون وهو يهدد انه سيحرق نصف اسرائيل بالكيمياوي ، الامر الذي كان بمثابة رسالة الى إسرائيل بان تأخذ جميع احتياطاتها واستعدادتها ، وقبل اشهر من تاريخ الضربة الصاروخية وزعت الحكومة الإسرائيلية على مواطنيها الاقنعة الواقية وهيئت لهم اماكن للاختباء ، فهل الذي يريد توجية ضربة ساحقة يفاجيء بها الخصم يعلن عنها قبل اشهر ومن على شاشات التلفزيون لياخذ العدو حذره ؟
كذلك فعل الايرانيون فقد كشفوا وصرحوا من خلال جميع وسائل الاعلام بان القيادة الإيرانية بانهم سوف ياخذون الثار لجنرالهم ، واخبروا الجانب الأمريكي بانهم سوف يوجهون ضربة صاروخية على قواعدهم في العراق ، وهذا ما أكده رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بان ايران اخبرته بانها سوف تضرب القواعد الامريكية •
وقال البيان الصادر عن المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، " تلقينا رسالة شفوية رسمية من قبل الجمهورية الاسلامية في ايران بان الرد الإيراني على اغتيال الشهيد قاسم سليماني قد بدأ أو سيبدأ بعد قليل وان الضربة ستقتصر على أماكن تواجد الجيش الامريكي في العراق " •
كذلك أكدت قناة "سي إن إن" و" صحيفة "الإندبندنت " أن واشنطن كانت تعرف مسبقا بالضربات الإيرانية وكانت قواتها في العراق متأهبة لمثل هذه الضربة ، وأكدت بعض المصادرأن القوات الأمريكية نقلت جنوداً ومعدات من مواقع إلى أخرى داخل "عين الأسد" في غرب الأنبار، قبيل الهجوم الإيراني بساعات كما تعمدت طهران استهداف المساحات الفارغة في القواعد الأمريكية التي قصفتها •
والذي يثبت بان الضربات الإيرانية مجرد تمثيلية كما كانت ضربات صدام حسين في الماضي وانها ليست الا لأغراض سياسية وليس اعمال عسكرية وهي التصريحات التي اطلقها الجانبين حول تلك الضربات ،
فقد جاء الرد الأمريكي غير متوقع لدى العديد ، فكان خطاب الرئيس الأمريكي حول الضربات الإيرانية
هادئ وخالٍ من أي تهديد كما يحدث في مثل هكذا مواقف ، فلم يشر الى أي استعمال للقوة ضد ايران بل اكتفى بتطمين الامريكان بعدم سقوط ضحايا في صفوف القوات الامريكية حيث قال " أن القوات الأمريكية أو العراقية لم تتكبد أي خسائر بشرية في القصف الصاروخي الإيراني على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق "
وأشارت إلى عدم رغبةِ في تصعيد الأزمة مع إيران " لم يصب أمريكيون في هجوم الليلة الماضية الذي شنه النظام الإيراني لم نتعرض لأي خسائر"
وأضاف "ومع ذلك فإن امتلاكنا لهذا العتاد والجيش العظيم لا يعني بالضرورة استخدامه ، لا نرغب في استخدامه ، القوة الأمريكية العسكرية والاقتصادية هي أفضل رادع" •
واغلب المتتبعين للاحداث يعتقدون بان الرد الأمريكي ليس بذاك المستوى الذي يتوقعونه من اعظم دولة عسكريا واقتصاديا وتملك من القدرة على سحق الجيش الايراني ، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما ، فامريكا وان لم ترد على الهجوم بهجوم اخر وتدخل في حرب لا تعرف نتائجها خصوصا وان ايران لها العديد من الاذرع والانصار في العراق وسوريا ولبنان فعند وقوع تحرك عسكري ، فعلى أمريكا ان تواجه هؤلاء أولا وهي في غنى عن كل ذلك ، وهنا سوف تلجاء الى الأسلوب الاخر وهو الذي لايقل تدمير عن الحرب العسكرية وهو سلاح الاقتصاد ، ذلك السلاح الذي ذاق مرارته العراق وعرف ماذا يعني حصار اقتصاديا وعزلة دولية ، لقد أشار الرئيس لامريكي في خطابة صراحته الى لجوئه لهذا الاسلوب الذي هو أصلا مفروض على ايران منذ سنوات ، عندما قال
" القوة الأمريكية العسكرية والاقتصادية هي أفضل رادع " وامريكا في هذا الوقت لن تستعمل القوة العسكرية حتى لو حدثت بعض المصادمات كما حدث قبل أيام لكن لن يصل الى حرب مفتوحة ، على الأقل في الأمد القريب ، فتهديدات ايران وتصريحاتها ما هي الا لاثبات قوتها فقط •
لكن من المتضرر من هذه الادعاء بالقدره والقوة ، انه الشعب أولا واخراً ، فالشعب العراقي هو الذي عانى طوال سنوات الحصار ولان ذات السيناريو يعاد لكن الضحية هذه المرة هو الشعب الإيراني الذي هو يعاني أصلا من عقوبات انهكت اقتصاده وجعلته على حافة الانهيار ، وما ادعاء ايران بعدم تاثرها بالعقوبات الاقتصادية الا لدفع الانظار عنها والتظاهر بالقوة •
فاي مسرحية تلك واي لعبة يضحكون بها على شعوبهم والشعوب المتعاطفة مع قضايا أصبحت مجرد شعارات يتاجرون بها ، فهل يصدق العرب وشعوب المنطقة مسرحية ايران ، كما صدقوا مسرحية صدام حسين من قبل واعتبروه رمز العروبة ، فيجعلون من ايران الملاك الذي يواجه الشيطان الأكبر أمريكا كما تصفها ، ام يشعروا بمعانات الشعب الإيراني كما عانى الشعب العراقي بتبعات العنترة الفارغة والبطولات الكاذبة ؟



#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتل الحاكم الفعلي للعراق
- داعش بين اغلفة الكتب
- السيستاني القدسية الزائفة 4
- السيستاني القدسية الزائفة 3
- السيستاني القدسية الزائفه 2
- السيستاني القدسية الزائفة 1
- ايران العدو آم الصديق للعراق
- أنصاف الاله


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - بطولات كاذبة