أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - حكايا... وأشكال... تابع للزمن الرديء...















المزيد.....

حكايا... وأشكال... تابع للزمن الرديء...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6460 - 2020 / 1 / 9 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حــكــايــا.. وأشــكــال...
تــابــع... للزمن الرديء...

ما هو شعورك عندما تقابل ببلاد الغربة التي استقريت بها من سنين طويلة.. بمواطن من بلدك.. يعيش بنفس البلد الذي اخترته.. من سنوات دون أن تعرف أنه يعيش بها أيضا مع عائلته... وله كتابات تحت العادية على الفيسبوك... يصنف أكلات سورية.. كطباخ شهير.. علما ألا علاقة له لا بالطبخ ولا بالنفخ.. منذ بدايات فتوته وشبابه ورجولته وبدايات شيخوخته.. إنما هو من تجار السياسة المحلية هناك.. وأصحاب العلاقات التي تفتح الطرقات المسدودة والثروة... ولكن مع تغيرات البوصلة.. والعواصف التي اجتاحت البلد.. ككثير من المنتفعين.. غادر الباخرة والوطن... والتجأ لـفـرنـسـا التي آوت عديدا من أصحاب الحقائب المحملة بالدولارات والأورويات.. بلا أي سـؤال.. حيث تكاثرت شراء الفيللات بالمدن السياحية الفرنسية.. وسيارات المرسيدس الفخمة.. بلا حساب.. وعلب السيجار الكوبية.. وخاصة الويسكي الفاخر ذي العشرين سنة من التعتيق...
حاولت الاتصال به عدة مرات.. احتراما لذكرى علاقة عائلتينا هناك.. وخاصة من ذكريات الفتوة والشباب..على صفحته الفيسبوكية.. ومن ثم حصلت على رقم هاتفه.. من صديق أعتق منه بنفس المدينة.. وتمكنت من محادثته شخصيا أكثر من نصف ساعة.. بعدها اقتنعت أنني لن أهتف إليه أية مرة ثانية... لأننا لسنا متفقين على أي شـيء... ولا حتى على الطقس هناك أو هنا... ولا على وصفات وتشكيلات الطبخات السورية.. والتي تأكدت أنه ينسخها من مجلات مصرية أو لبنانية عن الطبخ... وحافظ رغم مغادرته للبلد على علاقات أمنت له حماية تجاراته المختلفة هناك.. وأن البيوت العديدة التي يملكها.. محمية مضمونة.. مؤمنة محمية مضمونة.. بحياده وصمته.. وعدم تدخله.. حتى بالطقس.. وخاصة بأخبار ما يعانيه البشر العاديون وتحت العاديين والفقراء والمرضى.. وكل من لم يتمكنوا من مغادرة مدنهم وقراهم.. بسبب إمكانياتهم الهزيلة... لأن أسعار الفيزات أيام الحرب.. وما زالت أغلى التجارات المنتشرة في سوريا.. وشركات الوسائط التي زرعتها السفارات الأوروبية في دمشق.. قبل انسحابها كليا من سوريا.. وبعدها في بيروت.. أصبحت تنتفخ وتنتفخ.. فاقت وسبقت جميع التجارات المشروعة وغير المشروعة... وكم نعرف خلال السنوات العشرة الماضية.. قصص الذين ماتوا على قوارب مطاطية.. كانت تنقل الهاربين الفقراء والمتوسطين.. بأسعار مافياوية مخفضة وغير مخفضة.. سببت بالموت المحتم للآلاف والآلاف منهم... أما صديقنا فقد دخل فرنسا بفيزا فرنسية أو أوروبية.. وكان بإمكانه الحصول على فيزا أمريكية كعديد من التجار السياسيين السوريين.. لقاء خدمات معروفة أو غير معروفة.. لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية.. قبل الأزمة وبداية الأزمة...
لهذا السبب سميت هذا الإنسان.. سهولة وعادة مشرقية معفنة.. والتي تسمي كائنا من كان "يا أستاذ أو Professeur" ويا صديقي.. رغم أنه لا تربطك به أية صداقة.. فقط لأنه من بلدك أو حارتك.. أيام الشباب... عادات وتقاليد وكلمات رياء.. تحدثت عنها وانتقدتها عشرات وعشرات المرات بكتاباتي...
لهذا السبب بعد مكالمة هاتفية.. مرة أولى.. ومنه مرة ثانية.. هذا الإنسان (لست أدري إن كانت تصح هذه التسمية)... والذي لا يمكن أن تربطني يه أية صداقة.. لأنه لا تربطني بتحاليله المطبخية أو الذكرياتية.. أو بعض عدد من الكلمات والتحاليل السياسية المحدودة القليلة النادرة الفكر والكلمات .. شعرت آنيا أنه لا يربطني بـه أي شـيء.. أي شـيء...
ولكنني لا أندم لأنني التقيته بعد بعض سنوات بعيدة... لأنه ثبت كل معتقداتي.. عن شخصيات البلد الذي غادرته.. وكم سررت أنه لا يوجد ويعيش بنفس البلد التي أعيش به... لأنه صورة ومسطرة.. لكل ما أربأ بالحياة اليومية.. إن كان هنا أو هــنــاك... ومثله مساطر مختلفة هــنــاك و هــنــا.. ديانتها الوحيدة الغنى.. والغنى بجميع الوسائل... ولو احترقت البشرية كلها على الأرض.. وضمائرها؟.. ضمائرها مبرمجة بلا أية مشاعر طبيعية.. كأنها روبويات أو الماكينات التي تعد رزم الدولارات.. بأفلام تهريب وبيع المخدرات...
***************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ وعن جالياتنا العديدة المختلفة...
جالياتنا السورية المختلفة.. جالياتنا العديدة الكريمة المتعددة... منها الذي يعيش هنا من ستين سنة وأكثر.. غالبهم من أصول أرمنية حلبية.. أو من أبناء المهجرين من تركيا والذين عبروا سنة أو سنتين بسوريا.. وقسم هام من اليد العاملة التي هاجرت أولى أيام الوحدة مع مصر.. تجنبا لمشاكلهم وخوفهم من قوانين جمال عبد الناصر التي ضايقت الأرمن والأكراد... ومن بداية السبعينات يد عاملة سورية.. سورية قلبا وقالبا وعادات وتقاليد سورية.. مختلفة.. طلبا للهجرة والعمل.. والمهن الطبية التي كانت تلاقي عملا ثاني يوم وصولها... وخاصة بأوساط المبعوثين... وغالبهم استقر نهائيا.. استقروا وحصلواعلى الجنسية الفرنسية... ولكن غالبهم حافظ على ارتباطاته العائلية.. واهمها بناء أو شراء بيت.. بقريته أو بلد مولده... حتى لا يقطع شــعــرة الاتصال والحنين مع البلد...
غالبيتهم الأكثرية... رغم الحصول على الجنسية الفرنسية.. لا تشترك على الإطلاق بالحياة والأوضاع السياسية أو الاجتماعية المختلفة.. رغم النادر جدا الذي اشتهر بالثقافات الفرنسية والأوروبية.. وحضاراتها وسياساتها... والسوريون هم الوحيدون الذين ليس لهم ممثلين بالمجالس المحلية أو المركزية.. وحتى كل جمعياتهم ورابطاتهم المختلفة.. تتبنى وتحمل دوما اسام حيادية.. حتى تتجنب أي رأي سياسي... لا يوجد أي سبب لعدم ممارسته ...علما أن مئات الجاليات المهجرية المستوردة التي تعيش بفرنسا... منذ عدة قرون... والتي طورت بمشاركاتها الدائمة عديدا من القوانين والعادات والتقاليد والثقافات والفنون.. التي تــمــارس اليوم بفرنسا... أما جالياتنا ورابطاتنا وجمعياتنا المختلفة... تبقى ملتزمة بــحــيــاد عاداتي تقاليدي.. حملوه على ظهورهم.. منذ ولاداتهم وفتوتهم وشبابهم ونضوجهم.. وحتى كهولتهم..
والجدير بالذكر أن مختلف الجاليات المهجرية.. والتي تحمل الجنسية الفرنسية وبطاقة انتخاباتها.. لها ممثلون بالمجالس المحلية والمركزية... ولها أدوارها الداعمة كالانتخابات المركزية.. كمجلس النوالب والشيوخ.. وخاصة الانتخابات الرئاسية... ما عدا السوريين...
من يشاركون منهم بالانتخابات المحلية والمركزية.. والهامة.. كانتخاب رئيس الجمهورية الفرنسية... نادر... نادر جدا... وأعتقد أن من يهتم منهم بالسياسة المحلية.. والسياسة المركزية والأوروبية.. هم الجيل الثالث أو الرابع فقط... وهؤلاء هم الذين آمل منهم.. تغيير عادة الحياد السوري الموروث جيناتيا... والمساهمة بمستقبل فرنسا وتناقضاتها السياسية والاجتماعية المختلفة... نظرا لأنهم ولدوا هنا.. وتعلموا هنا.. ويعملون هنا.. وشكلوا عائلة هنا... ومستقبل أولادهم ـ حتما ـ هنا...
لم أسمع واحدا.. ولم أقرأ كلمة واحدة هنا.. من كبار وجهاء هذه الجالية المزدهرة.. وحتى من مؤسسي رابطاتها العديدة المختلفة.. كلمة واحدة عن الإضرابات التي تدوم بفرنسا لأسباب معيشية واجتماعية وحقوقية من خمسة أسابيع بفرنسا.. لم أر واحدا منهم أيام مذبحة شارلي هيبدو الفرنسية مشاركا بمظاهرات Je suis Charlie والاعتراض على مذبحة الباتاكلان Bataclan... وسوبر Super Cacher التي قام بها إرهابيون إسلاميون من خمسة سنوات... بالعاصمة الفرنسية باريس... والتي تسببت بمئات الضحايا والجرحى والمعاقين.. والتي تظاهر ضدها ملايين البشر.. بالعالم كله... ما عدا جالياتنا وجمعياتنا (الحيادية)... كأن هذه الجرائم وقعت بالمريخ... وليس بالبلد الذي آواهم.. وحضنهم.. وأعطاهم كل حمايات وضمانات قوانينه.. فاتحا لأولادهم كل أبواب المدارس والمعاهد والجامعات... وكل إمكانيات الوصول لجميع المهن... وخاصة أوكسيجين الحريات العامة الطبيعية الإنسانية...
إني أستغرب.. وأعترض على هذا الحياد الجيناتي.. والذي لفتت انتباهي إليه منذ ستة وخمسين سنة.. من أختياري هذا البلد.. بلد القوانين والتسهيلات.. بلد التناقضات Les Paradoxes والذي لا أغيره لــقــاء أيــة جــنــة... وكانت كتاباتي دوما للمشاركة والانخراط بالحياة اليومية الفرنسية.. كجميع المواطنين الفرنسيين... مما جلب لي العديد من الانتقادات المكركبة... دون أن أتراجع...
حاولت العديد من الدراسات الاجتماعية والبسيكولوجية... عن غياب اشتراك جالياتنا المتعددة وحتى المثقفة منها... لماذا لا تشارك بالنشاط السياسي لهذا البلد... وخاصة أن غالب غالبياتهم وعائلاتهم.. لن تعود بأي يوم من المستقبل المجهول.. لقراهم أو المدن التي ولدوا بها بسوريا.. سوى كسواح أو زوار... فلم أجد سوى العامل الحيادي الموروث جيناتيا.. من هناك.. وهذا خطأ مرضي جذوري.. يجب التخلص منه.. حتى نبني مستقبلا أمينا أكيدا لأولادنا وأولاد أولادنا... وواجب إجتماعي تجاه البلد والوطن الذي فتح لنا صدره وأبوابه... وخاصة بأوقات عصيبة صعبة مؤلمة.. وأسباب اقتصادية ضيقة... دفعت غالبنا لاختيار الهجرة الأبدية...
ــ آخر صورة مريعة من هذا الزمن الرديء
آخر حدث مرعب.. رديء.. مخيف... حيث يضغط دونالد ترامب على زر بمكتبه.. دون استشارة إنسان عاقل.. معتمدا على من يطبل له من محيطه الخطير المعتوه.. ويغتال الجنرال الإيراني قاسم سليماني.. مع ثقته الكاملة على أنه سوف يخرج كل دبابير الإرهاب من أوكارها.. مثيرا كل الأحقاد المدفونة.. بصدور من يؤمنون أن الثأر ضرورة شرائعية... والسن بكل الحنك.. والعين.. بكل عيون العشيرة المعادية.. وأن حروبا بلا هوادة سوف تتفجر كالأعاصير ضد سفارات أمريكا ومصالح أمريكا بالعالم كله... هذا ما يرغبه هذا الرئيس المهزوز قلبا وفكرا.. بلا أي عقل... لأن مصيره ببلده.. بعد كل الفضائح التي تهدده بالمنع Impeachment... حروب جديدة وآلاف وآلاف الضحايا بالعالم... قد تثبت مؤخرته المهددة... على كرسي الرئاسة... وإعادة انتخابه...
ترامب... ترامب خلاصة قصة من هذا الزمن الرديء........
بـــالانـــتـــظـــار...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن الرديء...
- رد على معايدة... وهوامش حدثية هامة...
- رقابة الذات.. أو Auto Censure
- وزير الخارجية الأمريكي... وداء الغباء...
- هذه السنة... حزينة مكركبة...
- سؤال مخنوق.. سلفا...وجواب يائس أكثر...
- بلاك روك Black Rock
- صبيانيات... رهيبة...
- فرنسا؟... فرنسا تغلي...
- تحية ومجد للشاعر أشرف فياض...
- هنا وهناك...-بقة بحصة إضافية...-
- ما زلنا أحياء... وهامش عريض...
- عودة ضرورية.. لنداء الحوار...
- ذكريات... سادومازوخية...
- على مسؤوليتي... استجابة لنداء الحوار المتمدن...
- درس آكاديمي لمحاربة الفساد
- إذا أردت أن تطاع... فاطلب المستطاع...
- ردي لرسالة من اللاذقية...
- أشارك؟؟؟... أو لا أشارك؟؟؟...
- مرض وشيخوخة الحرية...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - حكايا... وأشكال... تابع للزمن الرديء...