أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - ايران : ملابسات وظروف الهجوم على قاعدتين أمريكيتين بالعراق















المزيد.....

ايران : ملابسات وظروف الهجوم على قاعدتين أمريكيتين بالعراق


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا زالت ايران منذ الثورة بقيادة خميني الى اليوم فزاعة دولية واقليمية لخدمة المصالح الاستراتيجية الصهيوأمريكية عالميا واقليميا. وحتّى ما قامت به من هجومها الأخير ليلة البارحة 7جانفي2020 بالصواريخ على قاعدتين أمريكيتين بالعراق لا يُخرجها عن كونها مجرّد فزاعة امريكية.
فالتذرّع الايراني بالانتقام لمقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس وقيامها باطلاق مجموعة من الصواريخ على قواعد أمريكية ليس الّا مجرّد مسرحية لم تحسن كلّ من ايران والولايات المتحدة الامريكية اخراجها ، وهي عملية جاءت بموافقة الطرفين لتحقيق مجموعة من الاهداف .
عن كونها مسرحية سيئة الاخراج فذلك أنّ الحكومة العراقية قالت بأنّ ايران أعلمتها بالعملية قبل انطلاقها وهي حذّرت أميركا منها قبل وقوعها.وهو يعني انّ الامريكان على علم مسبق بها وقد تحضّروا لها للتقليل من الخسائر ، وهذا ما حصل على الأغلب فالصواريخ لم تحدث خسائر في صفوف الجيش الامريكي .
ثانيا ما جاء في التصريح الايراني من أنّ ايران لا تهدف من وراء هجومها احداث خسائر للأمريكان بقدر ما هو رسالة لهم.
ثالثا مختلف التصريحات الايرانية والامريكية من أن الطرفين لا يريدان تصعيد المواقف ولا جرّ المنطقة لحرب جديدة.
أما التذرع الايراني بالانتقام لمقتل قاسم سليماني فهي ذريعة ضعيفة وذلك أنّ
التخلص من شخصية باتت تمتلك الكثير من المعلومات عن العلاقة الامريكية الايرانية في موضوع صناعة الارهاب والسيطرة على المنطقة باتت ضرورة وخاصة أنها معلومات تضرّ الطرفين وبالاخص ايران ودورها لصالح أميركا في العراق ولبنان واليمن وأفغانستان.
أمّا الأهداف المحقّقة للطرفين الايراني والامريكي من وارء العملية فهي :
اولا : ايران ومن خلال هذه العملية استطاعت امتصاص غضب الشعب الايراني المتعاطف مع سليماني واقناعهم باستمرار نهج المقاومة .
ثانيا : استرجاع الثقة التي فقد السلطة الايرانية جزء كبير منها بعد تدخلها في سوريا والعراق واليمن وغيرها .
وبالنسبة للأمريكيين فمن خلال هذا الهجوم قد يستطيع الرئيس الامريكي استرجاع بعض ثقة الناخبين خاصة بعداجراءات محاكمته من الديمقراطيين.
نجحت الادارة الامريكية باقناع الحلفاء وخاصة اوروبا ودول المنطقة بان التهديد الايراني والارهاب مازال مستمرا بما يفرض عليهم الاستمرار وراء أميركا في خدمة أهدافها .
حيث جاءت تلك الأحداث التصعيدية ومسوغاتها في مرحلة وصول السياسة الأمريكية في تحقيق مشاريعها السياسية الاستراتيجية الراهنة في هيكلة دول ما يسمى تاريخيا بالهلال الخصيب وما يجاوره إلى مراحلها الأخيرة، حيث أصبحت كلاًّ من العراق وسوريا ولبنان مهيئة للهيكلة الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والجغرافية بحسب الرؤية الاستراتيجية الأمريكية، ومن هنا اقتضى الأمر اختلاق الولايات المتحدة الأمريكية لأحداث تصعيدية في هذه الرقعة الجغرافية لتظهر الهيبة الأمريكية عالميا واقليميا، ولتثبت لحلفائها الدوليين والمحليين جاهزية قوة الردع الأمريكية اللاّزمة للمحافظة على الأمن والاستقرار في مناطق النفوذ الاستعماري الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وحفظ الأمن والسلم العالميين بالقضاء على قادة الإرهاب والمخططين له، وشل الأعمال الإرهابية والحد من تداعياتها، وزيادة في هذا التصعيد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال تعزيزات عسكرية قوامها ثلاثة آلاف جندي أمريكي إلى الشرق الأوسط، ونصحت مواطنيها بمغادرة العراق، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بقتل قياديين في هيأة الحشد الشعبي وعلى رأسهم نائب رئيس الهيئة أبو مهدي المهندس، في نفس الغارة التي قتل فيها قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذي يوصف بأنه أقوى شخصية في الجمهورية الإسلامية بعد خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، ويعد العقل المدبر للأنشطة الايرانية في الشرق الأوسط فيما يتعلق بأمور الحرب والسلام اللازمين لتصدير الثورة الايرانية، ومن هنا كان هو مهندس الحرب في سوريا لصالح بشار ضد الثورة الشعبية السورية عليه، وهو كذلك الذي وراء تركيز النفوذ الإيراني في العراق، والذي يكمن وراء كل هذه البروباغندات السياسية والعسكرية وما يلازمها من مناورات عسكرية تصعيدية وما حصل في سياقاتها من أحداث دولية تفاهمية استجلبت فيها الصين وروسيا لمشاركة إيران في مناورات عسكرية مشتركة في خليج عمان، وما حصل من ثورة شعبية في العراق تطالب بتحرير العراق من الوجود والنفوذ الإيراني، وتشكيل حكومة خالية من الوسط السياسي الراهن الذي يمثل النفوذ والوجود الإيراني في العراق، وكذلك خالية من الطيف الطائفي، إلى جانب ما ترتب على ذلك من تطورات أدت إلى اقتحام السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد، وإلى استهداف القاعدة الأمريكيةk1 وقتل مقاول عسكري تابع لها، ففي خضم هذه الأحداث جاء مقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وآخرين بتوجيه من ترامب مباشرة، الذي أعلن بأن قتل سليماني لمنع الحرب وليس إشعالها، وقال أيضا: "إن عهد الإرهاب الذي ينتمي إليه سليماني انتهى في أعقاب مقتل سليماني، وكذلك صدر عن البنتاغون القول بأن مقتل سليماني في هجوم يوم الجمعة ٢٠٢٠/١/٣م على طريق المطار في بغداد بهدف ردع هجمات إيرانية مستقبلية، إذن قتل سليماني لا يحدث بسببه حرب بين أمريكا وإيران، وإنما هو قد يؤول إلى التهدئة والوصول إلى تفاهمات واتفاقات وتوافقات دولية وإقليمية.
فايران وأميركا لا تريدان حربا ، وانما هي أعمال جزئية اقتضتها المرحلة النهائية من مشروع اميركا في المنطقة .
لذلك فعلى الأغلب مستقبلا أنّ ما ستسفر عنه الأحداث مستقبلا على إثر مقتل سليماني وتأزيم المنطقة عسكريا وسياسيا هو دفع إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية حول تجديد الاتفاق النووي معها و وفق شروطها التي تحول دون تمكين إيران من تصنيع قنبلة نووية، وكذلك ستسفر هذه الأحداث عن سير الولايات المتحدة الأمريكية في هيكلة كل من العراق وسوريا ولبنان هيكلة شعبية بتوافق شعبي على نظام تشاركي فدرالي لكل مكونات الشعب في هذه البلدان هيكلة خالية من التمحورات العرقية والطائفية في دولة مدنية فدرالية، إلى جانب حصر النفوذ الإيراني ضمن حدود الدولة الإيرانية ودمج المليشيات الإيرانية في سوريا والعراق ولبنان في المؤسسات العسكرية في الدول التي تتواجد فيها بعيداً عن النفوذ الإيراني الذي كانت تمارسه، وكذلك قد يستغل هذا الحدث في تغيير نظام الحكم الإيراني الحالي، بحسب ما يُؤمِّله جون بولتون مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي في عهد ترامب في تعليقه على مقتل سليماني: "آمل بأن تكون خطوة أولى لتغيير النظام في طهران، وإلى جانب ذلك فإن الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على استثمار تلك الاحداث في الحملة الانتخابية المقبلة لصالح الجمهوريين ضد الديمقراطيين ولمصلحة انتخاب ترامب لدورة رئاسية ثانية.
وفي الاخير ، نذكّر انّ مسرحية هذا الهجوم الايراني بالصواريخ على قاعدتين للجيش الامريكي هو مثل مسرحية اختطاف الرهائن الامريكيين في ايران في نوفمبر 1979



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تونس :الاتحاد العام للشغل وحقيقة الحملة ضدّه
- الدماغ والمعلومات : كيف يختزن الدماغ المعلومات ؟
- نصيحة لليسار التونسي خصوصا ولليسار عموما
- شعب يصنع جلّاديه بيديه ... الى متى ؟
- من أجل أن لا نصبح شعبا من الطراطير
- الجزائر : ماذا بين الانتخابات والحراك الشعبي؟
- الرئيس التونسي السعيّد : الثورة،الدولة،الارهاب،التطبيع ...وب ...
- حتى لا تكون جهود محاربة الفساد صناعة للفساد
- - الأمازيغية- في تونس من الفلكلور الثقافي الى الحراك المشبوه
- لماذا يصنعون من الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة فوق المساء ...
- اسألي القمر عنّي ...
- الموجة الثانية من الربيع العربي : الجزائر مثالا
- لماذا نلوم الجيوش في كلّ مرّة؟
- فاجعة حريق نوتردام:ماذا بيننا وبينهم؟
- السياسي والأنثى
- شعوب تتحرّك وعملاء يقرّرون لها مصيرها لصالح نفس العدو
- 14جانفي2011: ثورة أم تأسيس للفساد
- بريكست : التداعيات الخطيرة لانسحاب بريطانيا من الاتّحاد
- النظام الرأسمالي : عقيدة باطلة ورعاية مفقودة
- الربيع العربي في دوّامة الاستراتيجية الأمريكيّة للمنطقة


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - ايران : ملابسات وظروف الهجوم على قاعدتين أمريكيتين بالعراق