أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود كمال بكو - حزب المستقبل حلّة جديدة للإسلام السياسي في تركيا














المزيد.....

حزب المستقبل حلّة جديدة للإسلام السياسي في تركيا


محمود كمال بكو

الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجمعة الثالثة عشر من ديسمبر- كانون الأول الجاري أعلن أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي الأسبق من فندق بيلكنت غرب العاصمة التركية أنقرة عن ولادة حزب المستقبل، يُعد الحزب الناشئ مرحلة جديدة ومكمّلة لمسيرة حزب الفضيلة الإسلامي؛ الذي تم حلّه بقرار من المحكمة الدستورية التركية العليا 22 حزيران – يونيو 2001 متهمة إيّاه آنذاك بالراديكالية الدينية المخالفة للمبادئ الأساسية لدستور البلاد، الأمر الذي دفع بالشخصيات البارزة من حزب الفضيلة الإسلامي حينذاك للإسراع في إيجاد اسم جديد يرثُ تركة حزبهم المنحل؛ فوقع اختيارهم على تسمية "العدالة والتنمية" والتي تمّت إطلاقها فيما بعد رسمياًّ على الحزب الوريث فور إعلان تأسسيه 14 يونيو – اب 2001.
ضمّت قائمة مؤسسي حزب العدالة والتنمية الرئيس التركي السابق عبد الله غول، إلى جانب رجب طيب أردوغان، بالإضافة إلى أحمد داوود أوغلو وعلي باباجان وثلّة من رجالات الأعمال وبعض من الزعامات القبلية والإثنية والدينية ولا سيّما الكردية منها، أمثال ذو الفقار إيزول وبنالي يلدرم.

بوادر التصدّع داخل هيكلية حزب العدالة والتنمية
رغم إقرار حزب العدالة والتنمية بأنه يواجه أزمة حقيقة متمثلة بتراجع شديد لشعبية الحزب، خاصة بعد أن مُني الحزب بهزيمة نكراء في انتخابات البلدية الأخيرة مارس - آذار 2019 والتي نتجت عنها خسارته لكبرى البلديات التركية بما فيها بلدية اسطنبول معقله الرئيسي وحاضنته الشعبية أمام حزب الشعب الجمهوري المعارض، بالإضافة إلى شبح الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تتفاقم في البلاد منذ مطلع عام 2018 وتسبّبت بتراجع كبير لقيمة العملة المحلية التركية " الليرة " أمام العملات الأجنبية وارتفاع قياسي لنسبة البطالة إلى نحو 14.2 من مجموع القوة التركية العاملة؛ إلا أنّ أسباب تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية ودوافع استقالة قرابة 900 ألف عضو من أعضائه بين شهري يونيو- حزيران وسبتمبر– كانون الثاني الماضيين، تختلف إختلافاً جوهرياً من فئة لأخرى، حيث يعزو القياديين المؤسسين للحزب من بينهم عبدالله غول وعلي باباجان وأحمد داود أوغلو أسباب استقالتهم إلى احتكار رجب طيب أردوغان رئيس الحزب والدولة للقرار وتقلّص هامش الحريات وغياب الحوار حول القضايا المصيرية داخل أروقة الحزب واستبعاد المعارضين له من دائرة الحكم واستبدالهم بالمقربين منه أو بالذين يدينون له بالطاعة المطلقة؛ خاصة بعد دخول التعديلات الدستورية حيّز التنفيذ في أبريل – نيسان 2017 والتي اقتضت بانتقال تركيا من نظام برلماني الى نظام رئاسي شديد المركزية.
بينما تشكّل الأزمة الاقتصادية وتفشي البطالة أسباب جوهرية لتفرّق القاعدة الشعبية للحزب وإقدام أعضائها على الاستقالة شبه الجماعية، حيث تعتقد هذه الفئة بان تدابير الحكومة الاقتصادية وسياستها الخارجية ولا سيّما سياسة فتح حدود البلاد أمام اللاجئين السوريين والسماح لهم بالعمل قد أثّرت سلباً على سوق العمل وفاقمت من سوء الأوضاع المعيشية في البلاد.
رغم استماتة الإعلام التركي الموالي للحكومة على تصوير الأزمة الاقتصادية على أنها مؤامرة خارجية تستهدف الشعب التركي إلا أنّ ذلك لم يُوقف من تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية في سائر أنحاء تركيا.
كوردياَ يُعد السبب الرئيسي لتراجع أغلبية الكورد عن تأييد حزب العدالة والتنمية إلى قيام الجيش التركي في مارس – اذار 2018 باحتلال منطقة عفرين بمؤازرة الجهاديين من الفصائل المعارضة السورية الموالية له، وما رافقت ذلك من عمليات قتل وتهجير استهدفت أبناء منطقة عفرين ذات الأغلبية الكوردية، كذلك قيام الجيش التركي بعملية عسكرية مماثلة في شمال – شرق سورية "روجافا "، حيث لم تنجح الماكينة الإعلامية التركية ولا حملاتها الأمنية في كسب تأييد الكورد في تركيا أو أن تبقيهم على الحياد من عدوان الدولة التركية على الكورد في سوريا.

رأب الصدع
ليس من قبيل الصدفة المحضة أن يقع اختيار أحمد داود أوغلو على المكان ذاته الذي أعلن منه تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001 وهو فندق بيلكنت غرب العاصمة التركية أنقرة الذي أُعلن منه أيضاً تأسيس حزبه، حيث يُتوقع أن يصبح حزب المستقبل رسمياً في أسرع وقت ممكن بعد المصادقة على طلب تسجيله في الوزارة الداخلية التي يهيمن عليها حزب العدالة والتنمية؛ لأن أمام الحزب ومؤسسه أحمد داود أوغلو مهندس السياسة الخارجية التركية وصاحب نظرية صفر مشاكل مع المحيط التركي مهمّات جمّة ولعلّ العامل الزمني هو الأهم في مهمته لتأطير جماهير حزب العدالة والتنمية المتسرّبة منه في الحزب الجديد قبل أن ينهي علي باباجان وزير الاقتصاد التركي السابق من مشاورته مع شخصيات سياسية واقتصادية تركية في إطار تحضيراته لتشكيل حزب جديد مع مطلع هذه السنة، خاصة أن الرجل يحظى بشعبية واسعة في أوساط الفئة الشابة من أعضاء حزب العدالة والتنمية.
من هنا يمكن فهم غض بصر أردوغان والوسائل الإعلامية التركية الموالية له عن أحمد داود أوغلو، كذلك تركهم له هامش ضيق يمارس من خلالها بروباغندا لبناء ثقة بينه وبين رفاقه السابقين من أعضاء حزب العدالة والتنمية المستقيلين.
إذ أن الأمر برمته لا تعدو أن تكون مجرد توزيع للأدوار بين أردوغان وأوغلو لرأب الصدع بين حزب العدالة والتنمية واعضائه المستقيلين من خلال حزب رديف أطلقوا عليه تسمية حزب المستقبل، لأن هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية العامة 2023 دون وجود حزب بديل يستحوذ على أصوات الناخب التركي ويضمن اغلبية برلمانية للحليفين ستكون بمثابة نهاية حتمية وانتحار سياسي لأردوغان وأوغلو معاً.

 



#محمود_كمال_بكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود كمال بكو - حزب المستقبل حلّة جديدة للإسلام السياسي في تركيا