أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء ثابت السراي - قراءة في اختيار العراق ساحة للرد الايراني














المزيد.....

قراءة في اختيار العراق ساحة للرد الايراني


ضياء ثابت السراي

الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن مستبعدا في سياق التهديدات المتبادلة عقب حادثة الاغتيال أن يأتي الرد الإيراني على أميركا في احدى الساحات المحتملة والتي تضم قواعدا عسكرية أميركية، لكن ما أثار الجدل هو لماذا تحديدا تم الرد الإيراني في الساحة العراقية. وهنا لابد من الإشارة إلى مستوى الذكاء في الرد وان لم يكن متناسبا مع كم التهديدات التي أطلقها النظام الإيراني، فالعراق كان المكان الذي اختارته أميركا لتصفي حساباتها مع إيران باغتيال سليماني، وعليه فان اختيار أي مكان أخر لتنفيذ الانتقام الإيراني كان ليكون بمثابة فتح جبهة إضافية على إيران هي بغنى عنها في الوقت الحالي. وليس هذا فقط بل إن الهدف الأبرز لإيران هو إخلاء الساحة العراقية من الوجود الأميركي العسكري وهذا الرد الايراني سيعزز القرار البرلماني المتخذ عراقيا لإنهاء التواجد العسكري الأميركي فيه، وعندها يكون ثمن الفعل الأميركي بقتل سليماني باهظا وخسارة أميركية كبيرة. إن ضرب القواعد العسكرية الأميركية في العراق سيدفع كل دول التحالف لسحب ما تبقى من جنودها وسيضيف عبا إلى ترامب وحكومته وضغوطا أميركية لسحب قواتهم والا ستكون قواعدهم محطة استراحة للصواريخ الإيرانية. وتبعا للعقلية الإيرانية فان هذا الانتقام يحمل في طياته اشارات كثيرة اولها للمكون السني والكردي في العراق حيث عارض كل منهما قرار انهاء التواجد العسكري الاميركي في العراق وابديا مواقف صريحة ليس اخرها تصريح برزاني بالامس وعرضه السخي بفتح اراضي اقليم كردستان للقوات العسكرية الاميركية! ومن المؤشرات الاخرى للرد الايراني في الساحة العراقية انه حمل رسائل كثيرة من بينها رسالة قوية الى الدول المحيطة بايران وابرزها دول الخليج لتضغط على اميركا بعدم استخدام قواعدها والا ستكون محطة انتقام الصواريخ الايرانية التالية، مما سيزعزع اقتصاداتها وكافة قطاعتها الحيوية. ورسالة اخرى تضمنها الرد هي ان استهداف الساحة العراقية يمثل ردا بالمثل اذا ما اعترضت اميركا على خرق سيادة العراق فهي قد خرقتها اصلا باستهداف سليماني وبذلك افقدت اميركا حق التحاجج في اروقة الامم المتحدة.
بالنسبة لحكومة العراق فهي لاتملك حق الصمت عن هذا الرد، حيث ستفقد حقها دوليا اذا ما صمتت عن الرد الايراني الذي طال اراضي العراق وبمقدورها ان تقاضي الطرفين دوليا وتحمل اميركا ثمنا كبيرا كتعويضات عن الفعلين، فدوليا المتسبب يتحمل كلفة خرقه سيادة بلد ما ويتحمل عقبات مايلي فعله الاول، لذا فكلا البلدين يتحمل المسؤولية وبنسب معينة والعراق لايملك حق التغاضي عن هذا الفعل لانه سيكون مستباحا من قبل الجميع واولهم تركيا التي بالاصل تنتهك سيادة العراق منذ عام 2003 وحتى الان وبشكل مستمر عبر طلعات جوية او تواجد عسكرها في اراض عراقية بحجة قمع حزب العمال الكردستاني.
هل سيكون الانتقام محددا ام انه بداية الحرب المفتوحة بين الطرفين، هذا هو السؤال الاهم ولا شك ان الطرفين يقيمان المواقف ويعيدان رسم خططهم للساحة العراقية وكيفية التعامل مع متغيرات الاحداث، فايران لن تقتنع بان اميركا راقبت سليماني منذ انطلاق رحلته من لبنان لسوريا والا كان بمقدورها اسقاط الطائرة فوق الاجواء السورية او العراقية فتضيع القصة حالها حال عشرات قصص الطائرات التي اسقطت لاسباب الاغتيال السياسي، ولو كانت اميركا تعلم ان سليماني قد انطلق من سوريا وتعرف الرحلة ورقمها وتوقيتها لكانت هيات لوسيلة اغتيال مختلفة تجنبها وتجنب العالم هذا السيناريو. لكن المعلومات وصلت لاميركا اثناء دخول سليماني مطار بغداد وهذا الامر الذي يفسر مكان الاغتيال الذي يبعد عن مهبط الطائرة حوالي 5 كم تقريبا اي انه كان قريبا جدا من اخر بوابة تفتيش لطريق مطار بغداد الدولي. هذا يكفي لانطلاق حملة تصفيات محلية لكل من يشتبه بضلوعه في التعاون مع اميركا، على الجانب الاخر ستقوم الخلايا المستترة التابعة لاميركا محليا في العراق بحملة تصفيات وتغذية معلومات لجهاز المخابرات الاميركي لتصفية كل من يوالي ايران اضافة الى قادة الفصائل المسلحة في العراق.
وما بين الرد الايراني المعلن لحفظ هيبتها واثبات قدرتها وتهديدات اميركا ومظاهر استعراض قوتها فان الحرب الناعمة فعليا قد بادات منذ لحظة اغتيال سليماني، وهذا ما اعلنه كلا الطرفين بتغيير قواعد الاشتباك وكسر الخطوط الحمراء عبر عمليات نوعية قد لا تتوقف الا باتفاق سياسي بينهما وهذا مستبعد على اقل تقدير في المستقبل القريب.
وبانتظار التقييم الاميركي وكلمة ترامب المؤجلة فان الردود الاميركية ستكون باتجاهين اذا ما قررت الرد وتنفيذ تهديدات ترامب السابقة، الاتجاه الاول سيكون مباشرا لقواعد عسكرية ايرانية والاتجاه الثاني سيكون لاذرع ايران وفي هذا المورد يعد العراق مرشحا ابرز لهذا الرد سيما وانه يحوي الكثير منها.



#ضياء_ثابت_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيتحول العراق الى ساحة حرب اميركية ايرانية
- كاس العراق العالمي للصوص
- إن كان #لحيدر_العبادي منجزا فذكرونيه يرحمكم الله!
- نتائج الانتخابات العراقية تمر بدورين: اول وثاني وكلاهما مزور
- كارثة العراق مزدوجة: جفاف العقول الإدارية وجفاف المورد المائ ...
- التنمية المستدامة ومستقبل العراق
- منظمات نسوية بعيدة عن المراة ... ودعم حكومي قاصر
- الاتحاد الاوربي يتبنى الدفاع عن حقوق المراة في العراق
- مسرحية -موت البائع الجوال - وتساؤلات ارثر مللر
- السردية في ظل صراع الذات والهوية
- هروب الاستثمارات من العراق ...قصة مستثمر فر بجلده
- المواقع الملوثة باليورانيوم في العراق
- الغاز الطبيعي العراقي مستقبل ضائع وخيرات منهوبة
- شيخوخة شبكات نقل النفط العراقية تنذر بحرب بيئية عراقية
- اين هي حقوق المراة العراقية؟؟؟
- العراق يتحول الى حوض اعاصير بعد سنوات الجفاف الخمس
- المنظمات النسوية وحقوق المراة العراقية
- الدراسة على النفقة الخاصة ... مأساة الأستاذ الجامعي العراقي
- عطش العراق عطش دجلة والفرات
- هل سيعاني اهل العراق 250 عام بسبب الاميركان؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء ثابت السراي - قراءة في اختيار العراق ساحة للرد الايراني