أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامى لبيب - رحمة الله عليك يا صدام













المزيد.....

رحمة الله عليك يا صدام


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6457 - 2020 / 1 / 6 - 19:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لماذا نحن متخلفون (75) .

- نقول رحمة الله على فلان إمتناناً وتقديراً وإحتراماً لسيرته الطيبة ونهجه وسلوكه وما قدمه من أعمال طيبة فى حياته .. فهل يحق لنا أن نقول رحمة الله على صدام حسين بالرغم من سيرته الديكتاتورية الفظة ونهجه الإقصائى لكل القوى المناوئة له ولكن يبقى لهذا الرجل أنه حرص على تقديم نموذج لعراق موحد .
- يأتى الترحم على صدام حسين من المقارنة بين حال العراق كوطن فى عهده وبين العراق المهلهل حالياً , ليعلن المشهد الحالى عن إنتماء شيعة العراق للمشروع الإيرانى وإعلانهم دوماً عن الولاء التام لنظام ومرجعية الفقيه الإيرانى قبل أى إنتماء وولاء .
- المشهد المثير للإهتمام والتعجب هو إعلان الحشد الشعبى الشيعى وحزب الله العراقى وكافة الأحزاب الموالية لإيران عن نيتها الإنتقام من الولايات المتحدة رداً على قتلها قاسم سليمانى رئيس الحرس الثورى الإيرانى .
- لا تحفظ على ممارسة القوى السياسية النضال والمقاومة ضد المستعمر الأمريكى ولكن تحت أى راية تكون المقاومة ..هل تحت راية عراقية وطنية أم بدافع العمالة أو قل الإنتماء والدفاع عن إيران .
- يزداد تعجبنا عندما نتذكر العراق أيام الحرب الإيرانية العراقية والتى إستمرت لثمانى سنوات من القتال الشرس .. فبالرغم من تحفظنا على هذه الحرب التى إستهلكت وإستنزفت العراق وإيران خدمة للمخططات الأمريكية فى المنطقة , إلا أننا نتوقف امام الدولة والجيش العراقى فى هذه الفترة فقد توحدت كل الجهود لمقاومة إيران فأين كان دور المكون الشيعى فى هذه الفترة .. أين كان الدور الشيعى الموالى لإيران حالياً فى ذلك الزمن .. لماذا لم يعزف ويتمرد شيعة العراق عن الإنخراط فى تلك الحرب الضروس .. لماذا لم نرى دعماً أو تأييداً لإيران .. لماذا لم نرى دوراً مناهضاً لصدام حسين بحكم أنه يقاتل المرجعية الشيعية وولاية الفقيه .
- هناك فرق هائل بين عراق صدام حسين وعراق اليوم .. عراق صدام حسين لم نرى فيه أى مظهر من مظاهر الشرذمة والتناحر الطائفى فلم نسمع عن التناحر السنى الشيعى بل لم ندرك أصلاً أن هناك مكون شيعى وسنى حاضر بقوة , بينما عراق اليوم يطل علينا بطائفيته وتناحره وولاءه لمرجعياته المذهبية .. عراق اليوم به مكون شيعى قوى ومؤثر وعلى عداء بالمكون السنى ويدين بالولاء لإيران , وهناك مكون سنى على عداء مع الشيعة ولا يجد غضاضة فى أن يكون الظهير الشعبى للداوعش .
- لم نسمع فى عصر صدام حسين عن أى تناحر طائفى بين السنه والشيعة , فلم نشهد تفجيرات للحسينيات والجوامع بينما عراق اليوم حافل بكل مشاهد القتل الطائفى .. عراق صدام حسين كان موحداً بكل مكوناته الشيعى والسنى ليخوض حرباً طويلة مع إيران ثم مغامرة عسكرية فى الكويت ثم التصدى لهجمة أمريكية شرسة فلم نسمع عن بروز طوائف أو تمردها , بينما عراق اليوم متعدد الإنتماءات والولاءات إلا من العراق .

كيف إستطاع صدام حسين أن يحافظ على وحدة الإنتماء للعراق ؟
فى الحقيقة هناك عوامل أدت إلى ظهور عراق الحقبة الصدامية بهذا التماسك :
-قد يقول البعض أنها القوى القاهرة الباطشة التى إتبعها صدام للحفاظ على وحدة العراق ووأد وسحق أى فتنة وتناحر طائفى لتذوب كل مكونات المجتمع العراقى فى الوطن الواحد وهنا نتوقف أمام هذا المغزى , فأهلا بالبطش طالما سيحول دون التشرذم والإنشقاق والتناحر , كما يضاف توقف آخر يتسم بالقسوة فى أننا شعوب تحترم القوة الغاشمة وترضخ لها وتنصهر داخلها .
- أرى السبب الحقيقى للتشرذم والتناحر الطائفى وتعدد الولاءات الطائفية يرجع لمخطط أمريكى يبغى تقسيم وتفتيت العراق لتقوم أجهزة المخابرات والدراسات الإستراتجية الأمريكية بدراسة دقيقة للمجتمع العراقى بثقافته وأيدلوجيته وسلوكه , لتسمح أمريكا أو قل تخلق مناخ لإعلان كل طائفة عن نفسها ثم تترك الأمور تعمل بقوتها الذاتية , أى أن المخطط الأمريكى بعد دراسته للمجتمع العراقى والثقافة الإسلامية الرافضة والمقصية للآخر حتى لو كان مذهبياً تفتح المجال لحضور الطائفية السياسية والإجتماعية .. أمريكا لم تقم بدور التحريض وإثارة الفتنة بين السنه والشيعة بل فتحت الباب فقط لتعبير كل مكون عن نفسه تحت يافطة الديمقراطية وحرية التعبير لتترك الأمور تعمل ذاتياً بيد العراقيين أنفسهم فى تصعيد النعرات والإحتقان الطائفي .
- تحليلى هذا غير غائب عن وعى الفكر المثقف العراقى أو حتى القوى العراقية الطائفية فى الساحة التى تلعن أمريكا .. لنتوقف هنا أمام سؤال شديد الحرج وهو لماذا إندفعت الطوائف فى العراق لتحقيق آمال وأمنيات السياسة الأمريكية .. فلتأمل وتتوسم أمريكا كما تريد , فما الذى يمنعنا من إحباط أمنياتها بالتمسك بوحدة العراق ولفظ الإحتقان والتناحر الطائفى .
- يظهر فى الأفق مخطط يرمى لمزيد من تفتيت العراق والمنطقة بإعلاء نغمة الطائفية فهاهى أمريكا تقوم بعمل إرهابي بإغتيال قاسم سليمانى لتتورط قوى شيعية محلية فى العراق ولبنان واليمن بالإعلان عن عزمها الرد على هذا الإغتيال لتنجر العراق لحرب ضروس بالوكالة .
- نحن أمام خطة لإجهاض الحراك الثورى العراقى الذى أعلن عن ثورته تجاه الفساد والخصصة الطائفية لذلك وعى المرابضين فى الشارع لهذا المنحى الخطير .
- بالرغم من شرف وأهمية مقاومة الغطرسة الإمبريالية الأمريكية فالأمور لابد أن تخضع لحسابات دقيقة كما يجب أن يكون مشروع المقاومة فى إطار الوطن وليس عنتريات طائفية تورط وتستنزف .
- الولاءات والإنتماءات الدينية الطائفية أقبح وأسوأ أشكال الإنتماء والولاء فهى ترسخ الشرنقة والتشرذم أولاً , ليصاحبها إعلاء للطائفية على باقى الطوائف وعلى الوطن , لنشهد إحتقان طائفى من جهة ومسارات وتحيزات غريبة شاذة , فنجد المكون الشيعى ينحاز لإيران معلياً إياه على الوطن , كما وجدنا المكون السنى إنحاز وإنخرط وصار ظهير شعبى للدواعش نكاية فى نفوذ وهيمنة المكون الشيعى .
- لا حل للأزمة العراقية سوى بوأد أى إنتماء طائفى وعزل كافة القوى والأحزاب السياسية الطائفية عن العمل والحراك والتأثير , فلا ولاء ولا إنتماء إلا لوطن واحد يظلل على كافة القوى والمكونات فيه , فلا إعلاء لإنتماء وولاء لطائفة ليكون كل الولاء لعراق موحد .
- للأسف يتخاذل الدور اليسارى فى ظل هوس المجتمع العراقى بمعارك الأحزاب والقوى الطائفية بالرغم من أهمية وضرورة حضور اليسار , لذا فليركز الخطاب اليسارى على مدنية وعلمانية الدولة وأهمية الولاء لمشروع وطنى عراقى واحد فوق أى إعتبارات طائفية , وأتصور أن بارقة الأمل حاضرة من خلال حراك الجماهير فى الشارع .. فى الختام هل يحق لنا القول برحمة الله عليك ياصدام .

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل إشكالية التردى بمناهضة الإسلام السياسى المؤدلج
- الحب بين فعل كيمياء الهرمونات ووهم الوجدان
- تأملات فى الحب والجنس - جزء أول
- فوقوا بقى..الأديان بشرية الفكر والخيال والتهافت
- تأملات وخواطر فى الحالة الفكرية والثقافية والنفسية لمجتمعاتن ...
- إشكاليات الإنتفاضات العربية..العلمانية واليسار هما الحل
- تتمة 400 حجة تُفند وجود إله - وهم المنطق
- فكر فيها -400 حجة تُفند وجود إله -من369إلى390
- الدين عندما يُفقدنا المصداقية والمعنى والإنسانية
- فوقوا بقى – الشذوذ والسذاجة والتهافت فى النص الدينى
- تأملاتى وخواطرى ووجدانى .
- العزف على خيبة شعب..ماذا يحدث فى مصر
- المختصر المفيد فى أسباب التخلف العتيد
- ألف باء نقد .. تأملات وأسئلة شكوكية
- ثقافة قالوا وقاللولي - لماذا نحن متخلفون
- الإله والإباحية
- تأملات فى أوهام الإنسان العتيدة
- -الهول- وثقافة القهر والكراهية .. مفيش فايدة
- تأملات فى أنا فهمت الآن
- أنا فهمت الآن الخلل الذى أنتج الخرافة والميتافزيقا


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامى لبيب - رحمة الله عليك يا صدام