أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - رسالة مفتوحة : الوطن تحت الخطر الداهم ، وفي الدرجة الحرجة .















المزيد.....

رسالة مفتوحة : الوطن تحت الخطر الداهم ، وفي الدرجة الحرجة .


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السبب الذي دفعني الى كتابة هذه الرسالة السريعة والمفتوحة ، هو كل ما أراه وأسمعه وأقدره ، بصدد مصير الناس في بلادي الممزقة ومستقبلهم ، بلادي المدفوعة حثيثاً نحو الهاوية ونحو الكارثة النهائية ، والمجرورة من شعرها الأشعث وثيابها الرثة لهوة سحقية بلا قرار . فالوضع يتفاقم بسرعة جنونية فائقة ، حسب مخطط الاحتلال والجماعات الأخرى لتخريب كل شيء ، وقتل الأمل في نفوس الناس ، وربما ستفلت الأمور من المحتل نفسة في لحظة خاصة ( هناك تجارب كثيرة في التاريخ ) ، تنقلب فيها المعادلات وتخرج عن المسارات المرسومة لها ، عندها يحزم المحتل حقائبة للهروب الكبير ، وقد حقق ما أراده ، وهو تدمير بلادنا !!
لقد هالني مارأيت وما سمعت في الساعات الأخيرة من تخريب وقتل جماعي شامل ومجاني ، في بغداد والبصرة والرمادي وبعقوبة ومدينة الثورة وحديثة ، وسط عجز وتفرج الجميع ، بسبب غياب الدولة ومؤسساتها ، وبسبب غياب المشروع الوطني المستقل ، وسيطرة قوات الاحتلال على كل مفاصل الحياة وتفاصيلها ، وتحكمها بكل شيء ، وتقريرها لكل شاردة وواردة ، خاصة الملف الأمني والنفطي ، الى جانب الميليشيات وفرق الموت والعصابات السياسية والطائفية التي تلبس لبوس الدين ، ولوبي الفساد و العصابات الاجرامية العادية واللصوص وقطاع الطرق والمخابرات الخارجية التي تسرح وتمرح دون رقيب ، في ساحة سهلة ومليئة بالأحداث والأهداف الدسمة ، فيما تختفي القيادات المؤيدة للاحتلال وفرق الكومبارس ، وتقبع في ( المزرعة ) الخضراء ، وما يسمى ب ( البرلمان ) ومقرات الأحزاب المحصنة ، وراء جدران كونكريتية وجواجز وحراسات أمريكية مشددة ، وتطل مذعورة من شاشات التلفزيزن والمؤتمرات الصحفية المتواترة والفارغة ، و( الكسلات والقبوليات ) فقط ، تتلهى ( بمسابح يدوية ثمينة ) لتبرير بطالتها وسذاجتها ، يديرها المدعو خليل زاده ، صاحب الحل والربط ، والحاكم الفعلي للبلاد والعباد .
القتل العام يتسع بسرعة مخيفة ، والأرقام تتكاثر بشكل جنوني ، وثلاجات حفظ الموتي في بغداد والمدن الأخرى لاتتسع للجثث المجهولة المتدفقة من أحواض الرستمية ( أحواض الأسيد الجماعية !! ) ومكبات الزبالة وأطراف المدن والشوارع الرئيسية والخلفية ، ومن كل حدب وصوب . القتل أصبح علنياً وسهلاً ويشمل الجميع ، ولم يسلم منه أحد ، في البيوت أو الشوارع والأسواق ومكاتب العمل والجوامع والكنائس ، ليلاً ونهاراً ، حيث لم يعد هناك مكاناً آمناً ، وقد شمل الرياضيون والصحفيون والأطباء والعلماء والطلبة في جميع مراحلهم والنساء والأطفال والحلاقون والخبازون ورجال الدين والشعراء وضباط الجيش السابق والطياريون وأساتذة الجامعات وباعة البسطات وعمال البناء وباعة الكحول أولاً .. قتل منظم ومخطط وعشوائي .. اليوم سمعت خبر عجيب عن سيارة إرهابية ( مجهولة جداً !! ) قامت برمي ثلاث رؤوس مقطوعة في أحد شوارع مدينة بعقوبة أمام الناس ، وسارت بسلام وأمان الى ( جهتها المجهولة جداً ) من دون أن يعترضها أحد ، كذلك شاهدت فليماً لمسلحين يقتحمون ملعباً رياضياً ، ربما لتطبيق فروض من الشريعة ومنع السراويل القصيرة التي تشكف عورات الرجال للجمهور ، وقاموا بإطلاق النارعلى الجمهور مباشرةً ، في مشهد مرعب ، وقتلوا أحدهم وسط ذعر عارم ، وجرحوا عدداً آخراً !!
العمليات العسكرية والارهابية ضد المدنيين تتصاعد ، والمفخخات تتكاثر وتتناسل بشكل جنوني منفلت ، الى جانب التطهير العرقي والطائفي في أكثر من مدينة ومكان ، بينما البصرة تسقط وسط الفوضى العارمة والتنازعات الفئوية الحقيرة بقيادة أمراء الظلام والانحطاط ، والتي تبدو فيها الأيادي الايرانية واضحة ، الى جانب قوات الاحتلال البريطانية التي تدير اللعبة ، بما فيها تهريب النفط والحشيش من والى دول الجوار ( من هي دول الجوار ؟؟ ) ، ليعاد تصديرالنفط إلينا من جديد وبأسعار خيالية !! بينما الناس تطحنهم الأزمات الخانقة في كل شيء ، وتتبدد كل الوعود بالأمن وتحسين الخدمات الأولية ، وتتحول الى أكاذيب مكررة وممجوجة ، كما تبخرت وعود البلدان المانحة ، الى جانب قصة إعادة الإعمار الميتة .
بغداد والبصرة والموصل والرمادي وبعقوبة مدن خارج ( القانون ) وبعيدة عن يد الاحتلال ، إذن عن أي سلطة يتحدثون ؟؟ الى جانب التخريب الاقتصادي والثقافي المنظم والمقصود ، كل هذه التحولات الشاملة ، العسكرية والارهابية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية الجارية في مجتمعنا خطيرة للغاية ، ويمكن لها أن تتحول الى حالة نوعية مدمرة لايصلح معها العلاج السهل على الأقل ، وربما تتحول الى ظواهر تاريخية ثابتة ، وهذا ما يسعى له المحتل وأطراف داخلية متحالفة معه لفرض مصالحها الضيقة ونموذجها البائس ، ضد وطن يظم ويطعم الجميع ، الى جانب القوى الخارجية المعروفة في نواياها وأهدافها وثاراتها الدفينة .
لقد أصبحت الأوضاع خطيرة ، بسبب تهديدها لمستقبل الوطن ولوجوده ، ولم تعد مشكلة إحتلال يمكن مقاومته وإخراجة ، أو إرهاب يمكن إيقافة ، أو طائفية يمكن معالجتها بالموقف الوطني وبالوحدة الوطنية . اليوم اصبح وجود الوطن برمته مهدد ، بسبب إستمرار تنفيذ المخطط من قبل المحتل وجميع الأطراف المعادية للوطن في الداخل والخارج ، تلك هي المصيبة ..علينا أن ندق أجراس الإنذار في هذه اللحظة الحرجة وقبل فوات الآوان ، وعلى جميع الوطنيين المعارضين للاحتلال ، التحرك والعمل الجاد والسريع ، وتجاوز الخلافات الفكرية والسياسية القديمة ، وإستعادة المبادرة ، والعودة الى الناس ، وتخليصهم من الأوهام الطائفية ، والتوجة نحو هدف واحد محدد ، وهو إنقاذ الوطن ، إنها لحظة خاصة وجارحة في عمر ومصير ومستقبل الوطن ، علينا أن لانتركه لمصيره المنتظر من قبل أعداءه ، وعلينا أن لا نصمت ، وأن لا نتفرج على الكارثة وهي تقع أمام أعيننا وعلينا .
إن إطلاق المبادرات السياسية والاعلامية والثقافية والجماهيرية ، هو عمل ضروري لكشف حجم المخطط المعادي لنا ، وكشف حجم الخراب والكارثة الجارية على أرض وطننا .. الصمت والإنتظار نوع من أنواع التواطؤ مع المشروع القاتل ، ولايزال الحل بيد الوطنيين العراقيين ومشروعهم الوطني المستقل .
هذه ليست صورة شخصية ، سوداوية ومتشائمة ، إنما هي جزء من الواقع الحقيقي الذي يعيشه شعبنا الصابر ، وربما هي أقل مما يجري على الارض ، أو ما يخطط له لاحقاً ، دون أن ننسى محنة آلاف الأبرياء في السجون والمعتقلات السرية والعلنية ، الرسمية وغير الرسمية ، الى جانب آلاف المشردين والنازحين في طول البلاد وعرضها .
طبعاً أنني أعرف وأقدر طاقات وقدرات شعبنا الخلاقة والعظيمة ، وهو يواجة المحنة النوعية الجديدة ، بعد إن عاش وتجاوز محنة الفاشية وأهوالها دون ان ينكسر .. لكنني أرى إننا في الحالة اولدرجة الحرجة من الصراع الدامي والمعقد ، وإن الأمور لاتسير دائماً لصالح الشعوب ، وربما تكون اللحظة القادمة هي اللحظة الأخيرة ، والوقت لايسير لصالحنا دائماً ، والوطن يقف مكبلاً وظهره الى الجدار ، وقد يسقط الوطن والجدار والجميع .



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة : مذبحة مدينة حديثة من منظور وطني وقانوني وإنساني
- كلمة : بلير والنفاق السياسي بين المزرعة الخضراء والبيت الأبي ...
- عن الحرب والحب . أو كيف نرتق الجرح ؟؟
- رسائل واستغاثات من الوطن ، وقضية أخرى .
- حكمت السبتي : صوت مغسول بالماء وممزوج بالحنين والطقوس الجنوب ...
- كلمة : هل سقط الاحتلال ؟؟
- تنوية وتصحيح وإعتذار - عن الشهيد منتصر
- كلمة : الاتجاه الرئيسي للوضع السياسي في بلادنا وتعمق مأزق ال ...
- بشتآشان : مكان خالد في الذاكرة الوطنية
- حال المدن العربية البائسة كإنعكاس للوضع العربي المتردي
- تهنئة وتحية وسلام الى محسن الخفاجي
- رسالة جوابية الى الأخ والصديق حسقيل قوجمان .. الستالينية باع ...
- دفاعاً عن حياة وحرية الدكتور أحمد الموسوي
- في ذكرى تأسيس الحركة الشيوعية العراقية .. بعض التجارب والدرو ...
- خففوا ولا تحضروا ، لعنة الشعوب والحياة والتاريخ عليكم .
- ما تحت الرماد أشد إشتعالاً !!
- .منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت
- كلمة : أهمية كشف ملفات وإتصالات وعلاقات الجميع
- عزة تحترق ......... بغداد تحترق .
- رسالة من بعيد الى شهيد جميل آخر


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناصري - رسالة مفتوحة : الوطن تحت الخطر الداهم ، وفي الدرجة الحرجة .