أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - الحمائم والصقور مابين البنادق والفنادق ...؟














المزيد.....

الحمائم والصقور مابين البنادق والفنادق ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالعنا الأستاذ شاكر النابلسي بمقاله الرائع حماس البنادق وحماس الفنادق منذ أيام وبالحق كان مقالاً رائعاً وشاملاً وبالأخص حول الخطاب السياسي لحماس البنادق والتي استلمت الحكم في غزة نتيجة انتخابات ديمقراطية وتطويرها لذلك الخطاب باتجاه الواقعية ..؟ وسرد باتجاه العقلانية لمسيرة ملحمة الحمائم والصقور مابين التشدد واللين ومابين العقلانية والحماس الغريزي في واقع معارض ورافض للتشدد وعدم الاعتراف بوجود إسرائيل ..
وهكذا تجد حماس نفسها وفي أوج حماسها واندفاعها العقائدي انها قد أمسكت بزمام السلطة السياسية في ليلة وضحاها ولتنقلب من حزب معارض مشاكس رافض إلى سلطة مقيدة ضمن الأصول والقانون الخاص والعام وبالذات الدولي منها ، وبمواجهة معارضة عنيدة وحازمة وذات خبرة سياسية في أصول الحكم ومندرجاته والواقع العالمي ونواميسه .. فحمائم حماس البنادق في الميدان وصقورها الفنادقة خارج الملعب ، والذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء، ومن يأكل العصا من جسده ليس كالذي يعدّها ، وبذلك كانت تصاريح وردود فعل الحمائم تتصف بالهدوء والروية ووزن الكلمة قبل نطقها لأنهم في صلب المعركة وهم الذين يصطلون بنارها وبعكس الصقور الذين هم الآن بدور المتفرج والمنظّر وشتّان مابين التنظير والتطبيق ويثور زعماء التنظير ويرفعون أيديهم ويزعقون بملء حناجرهم باللا واللا
رفض متكرر .. ولكن هل حساب ( الكرايا يطابق حساب السرايا ) فالمعارضة شيء ومسؤولية الحكم شيء آخر ، أن تكون حراً في إصدار قرارك بدون رقيب أو حسيب خلاف أن تكون ملتزماً لتفقد الكثير من حريتك ، هناك نظرية فصفاضة وبالمقابل بحرالواقع المنذر بالعواصف وحتى بالتسونامي ، وكل خطوة يجب حسابها بكثير من الحذر والتروي ، انها ليست عملية جهادية ، فجّرنا أنفسنا والباقي على ألخالق .. !
وأول ماتفاجأت به حماس الحمائم المندفعة الفرحة ، بخزانة فارغة وخاوية من المال بل ومدينة أيضاً وجل موظفيها لم يتقاضوا رواتبهم لشهرين ، وتبدأ حملة شبه التسول .. بالله عليكم ماهذه الدولة التي لاتملك رواتب موظفيها ويريد منها الصقور أن تجابه وتقاوم وتشرع ولا تعترف بأحد ... والأشقاء العرب هم الملجأ والرجاء وهم الذين أرهقهم الفلسطينيون أكثر من نصف قرن بطلباتهم التي لاتنتهي وهم يغدقون المال وغير المال ، ويفاجأ الحمائم والصقور أن الأشقاء العرب هذه المرّة محكومون بالنظام العالمي ولسان حالهم يقول : زمان أول تحول ياحماس ، ولن نستطيع أن ندعمك هكذا علناً وكما تريد ، وهناك قوي يردع العالم ، وعليك أن تتنازل عن بعض كبريائك وتعترف بإسرائيل ، وكأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه ...؟
إلاّ الاعتراف بدولة اسرائيل ، انه خنجر موجه إلى الصميم ، لا للاعتراف بدولة إسرائيل العدو الأزلي .. وتزداد الضغوط والخزانة خاوية ، وحتى المصارف والبنوك لم تستطع التمويل والتحويل خشية من المهيمن العالمي ، وتنازل بسيط .. يمكن الاتفاق على هدنة طويلة مع اسرائيل ، ولكن العالم مصرّ يجب الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف المسلح كخطوة أولى لبدء المفاوضات كخارطة الطريق ، ومازال الصقور على مدارج الملعب يثورون ويلوحون بأعلام الرفض واللاءات ، والحمائم تستطلي بنيران نعمة السلطة .. والتي لم تنعم بفجرٍ منيرٍ منذ تسلمت السلطة وليزداد انخفاض دخل الفرد الفلسطيني إلى 30 0/0وتراجع اقتصادي إلى 27 0/0وفقر إلى 50 0/0 وبين حنا ومانا ضاعت لحانا ، والذي يزيد الطين بلّة تدخل الرئيس الفلسطيني والمنتخب أيضاً ليلغي قرارات لحماس ، ويكاد الشارع الفلسطيني يقتتل ، وزج حماس حمائما وصقوراً في لعبة السياسة وهم غير مؤهلين سوى لاجتهادات دينيه تحت رقيب واحد هو الله ، التي تختلف عن الاجتهادات السياسية تحت مراقبة وسمع العالم ، ومشكلة المشاكل أن الحكومة محاصرة دخولاً وخروجاً وتحركاً من قبل إسرائيل ، بالإضافة إلى مورد مالي شهري كبير من عائدات الجمارك تجبيها وتقدمها إسرائيل للسلطة ، والسباحة ضد التيار قد تنجح في المراحل الأولى ، ولكنها بالنتيجة ترهق وتزهق الروح ان استمر العناد غير العقلاني
والحرب خدعة واعقل وتوكل ، وكن سياسياً قبل أن تكون عقائدياً .. في السياسة لف ودوران وكذب وتضليل وتلوُن وتلوين ، وهل بقدرة حماس الحمائم والصقور إجادة اللعبة السياسية والخروج من قمقم العقائدية ، وينصح الأستاذ شاكر النابلسي
.. على إسرائيل والعرب المعتدلين أن يستغلوا هذا الانفراج السياسي الذي تهمس به حماس البنادق في الداخل همساً وتلوح به من بعيد تلويحاً خجولاً ومتردداً ولا تصرح به علناً وبالخط العريض ، فالخط العريض الحماسي يحتاج لكي تقرأه العامة من الناس إلى وقت طويل ... وعلى الدول العربية أن تكف عن استقبال مجموعة حماس الفنادق وهم صقور حماس ، وأن تلتزم بحماس الحكومة فقط وهم حمائم حماس المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني ... وعلى إسرائيل أن تكف عن اعتبار حكومة حماس مجموعة من الإرهابيين وتعتبر أن حماس خارج السلطة هي غير حماس داخل السلطة ... وتساعد حماس على أن تستمر في اتخاذ المزيد من خطوات الاعتدال وذلك بتمكينها من إقناع شعبها على ضرورة الاعتدال
.. وأن تستجيب لهمس الرأي العام الاسرائيلي الذي يقول بأن حماس هي مفتاح السلام الحقيقي في المنطقة ، بعد أن تمّ تجريب كل المفاتيح الصدأة الأخرى
وبالنتيجة نأمل أن تستفيد حماس الحمائم من تجربتها السلطوية واصطدامها بالواقع العملي المخالف للنظرية والتنظير العقائدي ، وليتعظ صقور حماس من تجارب شعوب سابقة وأن يتقنوا اللعبة السياسية التي تجتاح العالم المتمدن الذي يملك كل شيء ، والحماسيون لايملكون سوى التنظير .. والا يضغطوا على حماس الداخل ويتركوا لهم مزيداً من الحرية .. لعل وعسى .. والأمل خير من التشاؤم واللاأمل ...؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواء الرجل الميت ، مجموعة قصصية لطلال شاهين
- البلالفة والمناتفة
- الارهابيون يحاولون النيل من المفكر عبد الكريم سليمان .؟
- ضرورة تنظيم الأسرة في حياتنا المعاصرة ...؟
- طَبَقِيَة الطبقة العاملة والواقع العملي لتغييرات مجدية
- تنامي الظاهرة الطظية في مصر بعد طظ المرشد العام....؟
- حقوق المرأة مابين الترابي والقرضاوي والتلويح بالبطاقة الحمرا ...
- اللص والسكير
- صراع الحضارات أم سقوط الهة أم توكل قدري
- جمالية العجيلي في أبطاله
- كسوف الشمس أم كسوف العقل والحريات
- الرواية عالم واسع والروائي يتناول ركناً حياً من واقع اجتماعي ...
- أيتها النساء عليكن النضال ضد النساء
- هذا لم يحدث في سوربة ..؟
- لن ينالوا من أفكارك النبيلة ..؟
- رسالة إلى الأخ السيد حسن آل مهدي
- لما كانت المرأة نصف المجتمع ، فمن يمثل هذا النصف سياسياً وتش ...
- التسونامي
- الحضارة والديموقراطية
- قيود الابداع والرمز ...؟


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - الحمائم والصقور مابين البنادق والفنادق ...؟