أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء ثابت السراي - هل سيتحول العراق الى ساحة حرب اميركية ايرانية














المزيد.....

هل سيتحول العراق الى ساحة حرب اميركية ايرانية


ضياء ثابت السراي

الحوار المتمدن-العدد: 6456 - 2020 / 1 / 5 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل سيتحول العراق الى ساحة صراع بالوساطة بين اميركا وايران؟ سؤال مهم جدا يُطرح اليوم من قبل الجميع حول مستقبل العراق في ظل تداعيات مشهد اغتيال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، ومما لا شك فيه ان ايران هي الجهة التي بيدها اشعال الفتيل واطلاق الحرب وبيدها ايضا منع الانزلاق الى حرب واسعة بين طرفين يملك احدهما عامل تميز كبير في مستوى التسليح والقدرات، فيما يملك الاخر قدرة الضرب من اماكن عدة لبنك مصالح امريكي وعالمي واسع وبيده اشعال اسعار السوق العالمي وقطع امدادات الطاقة عن خصومه وحلفائهم.
ان العقلية الايرانية ليست بمستوى التهور والغباء الذي قد يدفعها الى الانتحار عبر الرد المباشر والذهاب الى المواجهة العسكرية المعلنة وفي ساحتها اي في ايران، ويقينا ان النظام الايراني يقف اليوم امام موازنة معقدة جدا مابين كبرياء مكسور بقتل ابرز واقوى قادته والذي دوخ المخابرات الدولية وأرَق زعماء الانظمة العربية وتحديدا الخليجية بالاضافة الى اسرائيل، وبين المنافع القومية الايرانية التي تحققت مع انطلاق صواريخ المسيرة الاميركية لتقتل سليماني، وهي بطبيعة الحال منافع جمة اولها انهيار الزخم الدولي الاميركي المُمارس على النظام الايراني لوقف مشاريعه النووية، فلن يستطيع لا ترامب ولا غيره من زعماء الدول الاوربية اليوم من مطالبة ايران بالعودة لمفاوضات وقف مشاريعها النووية وكذلك الامر باتجاه الضغط الاقتصادي القاتل عبر عقوبات اميركا التي ارهقت ايران شعبا وحكومة فهذه الاداة انهارت اليوم تقريبا وقد تستثمرها ايران في وساطات التهدئة لتحصل على تنازلات من هذا القبيل. ولا ننسى ايضا ان هذه الحادثة قد تدفع الى اخراج اميركا من العراق وهو حلم ايراني قد يتحقق سيما وان المتخاصمين من شيعة العراق قد وحدتهم الى حد ما عملية اغتيال سليماني والمهندس وانارت لهم الزاوية المظلمة المتمثلة بان اميركا قد تفتك بهم ان اقتضت مصالحها وهي بطبيعة الحال حليف مصيري مع خصمهم المذهبي وان ساندتهم منذ 2003 الى الان فهو لايعدو كونه اسناد تكتيكي الغاية منه حصر نفوذ ايران وهذا مطلب لم ينجح بطبيعة الحال.
لن تنسى ايران ثأر سليماني ابدا وهذه طبيعة الشخصية الفارسية فهي وان صبرت لكنها لا تنسى ثارها ابدا، وهو امر يعلمه المعسكر الاميركي الغربي جيدا، ولعل السيناريو الابرز هو استثمار جريمة اغتيال سليماني والمهندس بافضل وجه ممكن مع ترتيب اوراق الانتقام عبر الحرب بالوساطة في ساحات هي بالاصل مشتعلة كالعراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وافغانستان ومناطق اخرى تشكل تهديدا كبيرا لمصالح اميركا، وهنالك ساحات اخرى ستستثمر فيها ايران قوتها لتحقيق الانتقام تتمثل في مصالح اميركا في الخليج العربي ودوله، وبناء على تصريحات ابرز قادة ايران السياسيين والعسكريين يمكن القول انهم لن يذهبوا باتجاه التصعيد العسكري مع اميركا في الوقت الحالي.
لكننا لا نستطيع القول بان الساحة العراقية ستكون امنة او مستقرة مع كثرة الخصوم المنتفعين من تصعيد المشهد بين اميركا وايران وحلفاء كل منهما في العراق، اذ سيلجا خصوم الشيعة في العراق الى استخدام ما بحوزتهم من وسائل استفزاز لاميركا عبر عمليات نوعية تنسب الى الفصائل المسلحة العراقية والمرتبطة بعلاقات سياسية وعسكرية مع ايران او مايطلق عليهم الموالين لايران، وان لم يقوم هؤلاء اي الفصائل الشيعية المسلحة بهذه العمليات كاطلاق صواريخ على القواعد العسكرية المشتركة مع الاميركان. وهي حجة جاهزة تتمناها اميركا لتقوم بتسديد ضربات ضد معسكرات الحشد وقادة الفصائل تلك او مناطق نفوذهم ومخازن اعتدتهم. ومع ادراك اميركي كامل لمشهد الساحة العراقية لما بعد تنفيذ عملية اغتيال الجنرال سليماني وانهم مجبرون على اخلاء العراق من وجودهم المدني وتحديدا العسكري، فقد يتخذون قرارهم بتقوية الفصائل السنية المسلحة وفتح المجال للمتطرفين كداعش وغيرهم ليندفعوا نحو الوسط والجنوب ويتولوا مهمة تصفية خصومهم من الفصائل الشيعية وهذا ايضا خيار متاح لاميركا لتحرق الساحة العراقية بصراع سني شيعي بين الجماعات المسلحة لدى الطرفين وهي تتفرج وتقدم الاسناد عبر طائرتها المسيرة او غير المسيرة لتوجه ضربات كمية ونوعية ضد ما تصفهم بالاذرع الايرانية.
وبكل تاكيد فان اميركا تعلم ان المكون الشيعي اذا ما اتفق داخل البرلمان فانه سيحقق اجماعا كفيلا بانهاء اتفاقية الاطار الاستراتيجي الاميركية العراقية التي ستجعلها خارج العراق او على اقل تقدير بعيدة عن مركز العمليات التي تريده قريبا من عدوتها ايران، وبلا ادنى شك فان اميركا لديها خطتها البديلة اذا ما حصل واقر قانونا يلغي الاتفاقية المبرمة بين الطرفين فستشعل الساحة العراقية عبر اذرعها، وما بين اذرع ايران واذرع اميركا فان الجنوب والوسط سيكون محطة الدمار المقبلة. وهنا لابد ان يتحرك قادة الوسط والجنوب في العراق نحو تحالفات بديلة تعطيهم حصانة من المخطط الاميركي او الانتقام الايراني، والصين هي الورقة الرابحة اذا ما احسن العراق استغلالها مع التعويل على الشريك الاوربي الذي يبحث عن مُنقذٍ من ازمة الغاز والطاقة التي تخنقه وكذلك روسيا قادرة على لعب دورا مميز وكبير في العراق ولا ننسى بريطانيا التي تنظر للعراق نظرة تاريخية مقترنة بطموحها الاستعماري السابق واملها بالبقاء ضمن اللاعبين الكبار.



#ضياء_ثابت_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاس العراق العالمي للصوص
- إن كان #لحيدر_العبادي منجزا فذكرونيه يرحمكم الله!
- نتائج الانتخابات العراقية تمر بدورين: اول وثاني وكلاهما مزور
- كارثة العراق مزدوجة: جفاف العقول الإدارية وجفاف المورد المائ ...
- التنمية المستدامة ومستقبل العراق
- منظمات نسوية بعيدة عن المراة ... ودعم حكومي قاصر
- الاتحاد الاوربي يتبنى الدفاع عن حقوق المراة في العراق
- مسرحية -موت البائع الجوال - وتساؤلات ارثر مللر
- السردية في ظل صراع الذات والهوية
- هروب الاستثمارات من العراق ...قصة مستثمر فر بجلده
- المواقع الملوثة باليورانيوم في العراق
- الغاز الطبيعي العراقي مستقبل ضائع وخيرات منهوبة
- شيخوخة شبكات نقل النفط العراقية تنذر بحرب بيئية عراقية
- اين هي حقوق المراة العراقية؟؟؟
- العراق يتحول الى حوض اعاصير بعد سنوات الجفاف الخمس
- المنظمات النسوية وحقوق المراة العراقية
- الدراسة على النفقة الخاصة ... مأساة الأستاذ الجامعي العراقي
- عطش العراق عطش دجلة والفرات
- هل سيعاني اهل العراق 250 عام بسبب الاميركان؟
- اسرار شارع الرشيد بين العهد العثماني وبريطانيا 2010


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء ثابت السراي - هل سيتحول العراق الى ساحة حرب اميركية ايرانية