أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - نيموس و اقصى اليسار و قرية ماكندو!














المزيد.....

نيموس و اقصى اليسار و قرية ماكندو!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6456 - 2020 / 1 / 5 - 04:13
المحور: سيرة ذاتية
    


قبل اريعة اعوام بالضبط رحل صديقنا (اقصى اليسار ) . و كنت قد تعرفت عليه من خلال صديقة مشتركة اسمها انيموس .و على ايه حال كلاهما كانا يستعملان اسماء مستعارة كما درجت عليه الحاله فى غرف الدردشة مع بدايات عصر النت .كان اقصى اليسار امريكى مقيم فى الارجنتين كما كانت انيموس امريكيه مقيمة فى المكسيك .و كان شيوعيا يسير طريق تشى غيفارا و ثوار امريكا اللاتينية فى العصور الماضية .فى مرحلة من مراحل الثورية كانت اسماء مثل سيمون بولفار محرر امريكا اللاتينية و زاباتا احد ابرز ثوار المكسيك تتردد ا فى حواراتنا و احاديثنا .و كنا نجد اشخاصا مثل تشى غيفارا و كاسترو امتدادا لهذا الرعيل .لكن الشخصيه التراجيدية فى امريكا اللاتينية كانت فى نظرى سيلفاددور اليندى لم يكن الرجل ثوريا مثل الاخرين .لكنه كان رجل مبادىء .لم يغادر قصر الرياسة بعد انقلاب بينوشيه و حمل بندقيه و مات و هو يدافع عن القصر الجمهورى لا مونيدا رمز الشرعيه .

اطلعتني انيموس على موقعه و كان من اهم المواقع التى قراتها فى الدفاع عن قضايا العالم الثالث .بل انه كان مهتما بموسيقى و اغان من العالم الثالث لانه كان يهتم بابراز ثقافة العالم الثالث .كان الرجل منحاز لقضيا شعوب العالم باخلاص قلما رايته .كانت فكرة الثورة و الخلاص من الامبريالية خبزه اليومى .و قد استفدت كثيرا من تحليلاته و دراساته .

و قد اجرى معى مقابلتين او ثلاثة كانت حول فلسطين و حول الربيع العريى .كما نشر لى العديد من المقالات .و كان يهتم بكفاح فلسطين و يضع اخبار فلسطين فى مقدمة الاخبار .كان لديه اضطلاع واسع حول القضية الفلسطينة من جوانبها المتعددة .و كان يؤكد لى دوما ان المشروع الصهيونى لا مستقبل له .

انيموسكانت معادية لللامبرياليه .كانت شيوعيه بالفطره و لكن لم يكن عندها اضطلاع نظرى واسع حول الشيوعيه. و كانت تؤيد فلسطين بكل قوة و حراره .. كانت امراه طيبه تعيش مع زوجها الامريكى ايضا فى قرية فى المكسيك .و اخبرتنى انها تفكر فى كتابة نوع من مذكرات و بالفعل شجعتها على ذلك .و قد استغرق الامر حوالى ثلاثة سنوات عندما صدر كتاب فنجان قهوة الذى ارسلته لى فى البريد . . كان كتابا رائعا يتحدث عن حياة الناس فى تلك القرى المكسيكيه .كانت قصص الكتاب بسيطة و لغة قريبه جدا من اللغة المحكية المتداوله يوميا .

قرات الكتاب بنهم .و الطريف انها منحت اسماء شلتنا من الاصدقاء اسماء لابطال الرواية,
و لعلها ارادت بهذا ان تعبر عن حبها للاصدقاء الذين تتقارب معهم فى الفكر .

و قد كان لنا صديقة سويدية ايضا من يحملون فكرا معاديا لللامبريالية .و مرة ذهبت وزرت الصديقة السويديه و ارسلنا لامينوس صورة لنا و كانت فرحة جدا للقاءنا .

قلت لصديقتنا السويدية ما رايك ان نذهب للمكسيك نبقى بعض الوقت فى قرية انيموس .و كانت الفكرة ان تبقى هى بعض الوقت ثم تسافر لترى بلدان اخرى فى امريكا اللاتيبنية بينما انعزل انا لاتفرغ للكتابة .
رحبت انيموس بالفكرة و قلت لها كل ما هو مطلوب ان تساعدنا فى ايجاد شقة نستاجرها فى القريه و اضافت ايضا انها ستجد لنا فتاه تنظف البيت و تطهو الطعام .
كانت فكرة رائعة حقا .

و عندما ارسلت لى انيموس بعض صور القرية ذهب تفكيرى الى قرية ماكوندو القرية التى نسجها خيال غارسيا ماركيز . كانت شخصيات الرواية عالقة فى ذهني .من شخصيه مؤسس القرية اركاديو الى شخصيه ارسولا الساحرة المراة التى كانت ربما اكثر رقة من ان تعيش فى هذا العالم .ثم شخصية العجرى ميلكيلدس حيث اكتشف الغجر القرية التى كانت تعيش عالمها حيث بدات تتغير على وقع الزمن الحديث .

بل صرت اتخيل نفسى جالسا اكتب فى تلك الاجواء المشابه لاجواء قرية ماكندو !كان حلما جميلا عشت عليه بعض الوقت ثم تبخر .
توفي اقصى اليسار و ارسلت من خلال انيموس رساله تعزية الى عائلته .و بعد ذلك حصلت احداثا كان بعضها غير واضح لى .عرفت ان انيموس حاولت الانتحار و قد كتبت لى رسالة اشبه بالوداع لكنها ظهرت مرة ثانية حيث تحدثت معها مرة او مرتين ثم اختفت نهائيا .اتصلت بى صديقتنا السويدية تسالنى ما العمل لمعرفة ما حصل لها.
قلت لها ربما يوجد عنوان لشركة النشر على كتابها الذى ضاع منى فى مكان ما فى البيت .لكنها قالت انه لا يوجد لان الامر كما يبدو كان طباعة محلية .

ايا كان الامر مضت انيموس كما مضى اقصى اليسار من قبل .و باتت انيموس فى تفكيرى مثل شخصيات ماركيز التى ضاعت فى ذلك العالم البعيد !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى انثروبولوجيا راس السنة
- عن افاق المستقبل
- بعض من احاديث نهاية العام !
- حديث الخميس
- يوم اخر !
- حول الصراع الازلى بين المثقف و القبيله السياسيه!
- جولة فى التاريخ!
- لا تستطيع ان تكون صاحب دكان ان كنت لا تبتسم !
- نوستولوجيا ام ان شبح كارل ماركس يعود الى الظهور!
- من نظرية المرعى العام الى اشكالية دفع السيارة !
- مسوؤلية بريطانيا فى جريمة قتل بين 8 الى عشرة مليون ايرانى فى ...
- مواقف فى الحياة
- حديث الخميس جاء الفرج !
- لا للثورة نعم للصلاح التدريجى
- اذا الليل اضنانى بسطت يد الهوا!
- اسرائيل تطالب ب 150 مليار دولار من الدول العربية !
- كلام فى زمن ما بعد خراب مالطا !
- العقل الجمعى او الذات الجمعية للمجتمعات!
- الربيع العربى الثانى على الابواب !
- معلم يقتل تلاميذه !


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - نيموس و اقصى اليسار و قرية ماكندو!