أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - حكومة البيجيدي أكبر عائق أمام التنمية.














المزيد.....

حكومة البيجيدي أكبر عائق أمام التنمية.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6455 - 2020 / 1 / 4 - 18:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أجمع الفاعلون السياسيون على فشل النموذج التنموي دون مناقشة أسباب الفشل . والمفروض في لجنة النموذج التنموي أن تخصص حيزا من أنشطتها لمناقشة عوامل الفشل. فمهما كان النموذج التنموي طموحا وواقعيا فإن أساس نجاحه أو فشله يتمثل في الحكومة التي تتولى تنفيذ برامجه . فهل تتوفر في حكومة البيجيدي شروط إنجاح النموذج التنموي مثل الكفاءة ، الحكامة ، ربط المسؤولية بالمحاسبة ، نهج الديمقراطية التشاركية ؟
أثبتت تجربة البيجيدي على رأس الحكومة في الولايتين الأولى والثانية فشلها في إدارة الشأن العام وتدبير شؤون الدولة ، مما جعلها (=الحكومة) أحد أهم أسباب فشل النموذج التنموي؛ وإذا استمرت فستفشل النموذج الجديد لأسباب ذاتية تتعلق بافتقار الحزب إلى كفاءات ولاستراتيجية واضحة ومتكاملة لإدارة الشأن العام واستثمار الطاقات البشرية والموارد الطبيعية وترشيد النفقات وتطبيق مبدأ التشارك . أما الأسباب الموضوعية فلم تزدها الحكومة إلا تعقيدا بدل تذليلا . ويمكن التركيز على الأسباب الذاتية لفشل البيجيدي على رأس الحكومة كالتالي:
1ــ افتقاره إلى الكفاءات المطلوبة لقيادة الدولة بعمق فكري وبُعد إستراتيجي يتجاوز الذاتية والحزبية والخلفية الإيديولوجية . فأطره الحزبية تغلب عليها المشيخة الدينية بدل الخبرة العلمية والكفاءة المهنية . وظهر جليا من أولى القرارات التي اتخذتها رئاسة الحكومة في عهد بنكيران وتهم "أسلمة" الإعلام العمومي بث وإذاعة الأذان وخطب الجمعة وبرامج دينية يقدمها ويشرف عليها متطرفون (بنحمزة نموذجا) ، تشجيع الإذاعات الخاصة على نشر العقائد الإخوانية والسلفية الوهابية والسماح بانتشار الرقاة رغم ما يرتكبونه من جرائم أخلاقية ، تحريم ومنع المهرجانات الفنية الخ.
2 ــ البيجيدي أقصى كل مكونات المجتمع السياسية والمدنية والنقابية والهيئات النسائية وانفرد بالقرارات في القضايا المصيرية التي تهم الشعب . إذ صارت اللقاءات الحوارية مع هذه المكونات صورية لا يأخذ الحزب بما تقدمه الهيئات من اقتراحات . وسبق لرئيس الحكومة السابق بنكيران أن صرح في تحد سافر للنقابات التي هددت بالاحتجاج ضد مشروع إصلاح نظام التقاعد بأنه لن يتراجع عن قراره حتى وإن احتجت النقابات ضده بشعب الصين . وكذلك كان ، بحيث انفرد بنكيران بتنفيذ قراره . نفس الأمر تكرر مع وزيرة الأسرة التي لم تأخذ باقتراحات الهيئات النسائية والحقوقية فيما يتعلق بقانون العنف/التحرش ضد النساء وكذا هيئة المناصفة .
3 ــ تعطيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة الذي ينص عليه الدستور ، الأمر الذي عطل عملية مراقبة وتتبع مراحل إنجاز المشاريع التي برمجتها الحكومة مما وفر كل أسباب الاحتجاجات الاجتماعية في عدة مناطق ومدن مغربية ( احتجاجات الريف ، زاغورة ، سيدي إفني الخ) .وجاء التدخل الملكي بإعفاء عدد من الوزراء على خلفية تعطل المشاريع المبرمجة ليثبت فشل الحكومة الذي يترتب عنه فشل البرامج التنموية . فالحكومة التي تفشل في إنجاح برامج قطاعية لن تفلح في إنجاح أي برنامج تنموي يهم حاضر ومستقبل الوطن.
4 ــ تنامي مستويات الفساد الإداري والرشوة والتهرب الضريبي بسبب غلبة الحزبي على الوطني وتراخي الحكومة في تطبيق القانون وربط المسؤولية بالمحاسبة . بل إن رئيس الحكومة السابق بنكيران شجع على نهب المال العام حين اتخذ قرار "عفا الله عما سلف" ضدا على القانون والدستور . فالتهرب الضريبي وحده يفوّت على خزينة الدولة 2.5 مليار دولار حسب ما ورد في تقرير لمنظمة "أوكسفام المغرب" عن سنة 2018 . كل هذه العوامل تعطل جهود التنمية وتوسع من الفوارق الاجتماعية والمجالية . وعوض أن تحزم الحكومة أمرها في التصدي للفساد الإداري والاقتصادي الذي أثقل كاهل الدولة والشعب ، نجدها تلجأ إلى الاستدانة الخارجة لتغطية العجز في الميزانية .وطبيعي حين لا توجه القروض إلى الاستثمار العمومي وخلق فرص التشغيل ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة أو إلى تطبيق الإصلاحات الهيكلية حتى يشعر المواطنون بتحسن مستواهم المعيشي ، فإن العجز سيتفاقم وستتفاقم معه المديونية العامة (المديونية تمثل 92% من الناتج الداخلي الخام). رغم كل الديون وحذف الوظائف لجأت الحكومة إلى بيع المستشفيات لتغطية عجز الميزانية .
فأي تصور للنموذج التنموي قدمه حزب العدالة للجنة بنموسى وهو الذي يقود الحكومة لثماني سنوات أجهز خلالها على كل الآمال في التنمية المستدامة وعجّل بفشل النموذج التنموي ؟ كيف سيقنع اللجنة بوجاهة تصوره الذي يجعل أهم مداخل النموذج التنموي "الحكامة" والقضاء على "الريع" بكل أشكاله والاعتماد على الكفاءة ؟ ملفات عديدة أنجها قضاة إدريس جطو عن النهب والتبذير والاختلالات الخطيرة التي تعرفها كل القطاعات الحكومية لم تقدمها الحكومة إلى القضاء وتطبيق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة . فمن لا يحرص على حماية المال العام لن يجتهد في تنميته ، ومن لا يكترث بمشاكل ومطالب المواطنين لن يوفر لهم الأمن والأمان والكرامة في وطنهم . ولعل رغبة فئات واسعة من المواطنين (ما يقرب من الربع) في الهجرة والفرار من وطن لم يعد يسعهم ويوفر لهم ظروف العيش الكريم ، دليل ساطع على كون حكومة فشلت في خلق شروط التنمية ستفشل حتما في إنجاح النموذج التنموي .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة إلى تحالف ديمقراطي لإنقاذ البلاد من قبضة الإسلاميين.
- الإرهاب الناشئ في تندوف .
- تآمرُ الإخوان على أمن الأمة والوطن .
- لهطة بنكيران وتعفف ماكرون .
- أرواح الشهداء ولعنة القتلة .
- بنكيران ورقصة الطائر المذبوح .
- رسائل الملك إلى رئيس الحكومة والأحزاب .
- فَعَلْتها يا بنشعبون !! .
- البيجيدي ومسلسل الإجهاز على الحقوق والحريات .
- لماذا أخفت موصلي جهود حزبها في مناهضة حقوق النساء ؟
- رسالة إلى أعضاء المجلس العلمي الأعلى.
- التوحيد والإصلاح ومحاولة فرض الرقابة على المؤسسات الدستورية.
- الفساد ثابت في صفوف حزبكم يا رئيس الحكومة.
- أعداء الوطن مصالحهم شتى وعداؤهم واحد للشعب.
- البيجيدي وبرنامج ال-تمكين- من النساء لا لهن.
- حكومة الكوارث لن تحمي منها.
- ازدواجية مواقف الريسوني من العلاقات الرضائية.
- قُتِل زعيم الإرهابيين ولم تُقتَل عقائد الإرهاب .
- مدونة الأسرة تقر بالعلاقات الجنسية في فترة الخطوبة.
- لما العقرة يعقر الدين والدستور.


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - حكومة البيجيدي أكبر عائق أمام التنمية.