أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - المشرق العربي .... ثورة في الوعي














المزيد.....

المشرق العربي .... ثورة في الوعي


أحمد الهدهد

الحوار المتمدن-العدد: 6453 - 2020 / 1 / 2 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدث كبير هذا الذي تمخض عنه الحراك الشعبي في المشرق العربي المنكوب منذ فترة طويلة. الان بعد الحرب الاهلية في لبنان وما يشبهها في العراق بعد اسقاط النظام السابق وبالوسط ما حدث لسوريا والذي كان ثورة وتحول الى حرب أهلية ذات بعد طائفي. التعافي اخذ وقتا طويلا جدا من الشعوب للعودة الى حراك مدني واسع يتجاوز الطائفية، التي اريد للشعب ان لا يخرج الا بها، بالعكس ما حدث ان الشعب خرج ضد الطائفية الفاسدة كشعب مدني وطني يطالب بمطالب ديمقراطية.
شعبيا ولد جيل جديد غير منقسم ايدولوجيا عادة تتبلور لدى شبابه الهوية الوطنية شباب ليس لديهم حساسيات او مظلومية تاريخية، جمهور تحركه القيم الأخلاقية والثقافية، هذا يشكل أهمية كبيرة للمستقبل للبناء عليه مع عفوية التي قد تشكل مشكلة حقيقية قد تؤدي الى شعوبية ترفض أي قيادة او أي نخب ولا تؤدي الى ديمقراطية وطنية. الامر الأكثر إيجابية انهم لا ينقسمون خلف شعارات او ايدولوجيات او قناعات قيمية أخلاقية او غيرها، وهذا رقي عالي يمثل خطوة للتطور.
أن المنتفضين في المشرق العربي، أمام تحدي إنتاج قيادتهم وتنظيماتهم وممثليهم، ذلك أن هذه الحركات الكبرى يجب ألا تنزلق نحو الشعبوية في رفض أي قيادة أو أي تنظيم، لأنها حراكها في هذه الحالة سينتهي، وتنتهي تضحياتها، لتعود الأحزاب المنظمة الموجودة فعلاً وتستلم مقاليد الأمور.
كما إنّ على هذه الحركات الشعبية الكبرى أن تبدأ في التفاوض مع السلطة، وحين لا تحمل الثورة قيادات وتستبدل أنظمةً بأخرى، نكون أمام ثورات إصلاحية، لا تريد أن تحكم، بل تضغط على السلطة لدفعها إلى إجراء إصلاحات حقيقية، بالتالي عليها أن تدخل في حوار مع السلطة من اجل إجراء تغيير تدريجي.
عندما ربط المحتجين في لبنان والعراق بين الفساد والنظام الطائفي، وهذا يدلّ على وعي لدى هؤلاء، وهو بمثابة ثورة في الوعي، رأى أنه قد ينتج عنها حركات غير طائفية قد تختلف على عناوين، لكن لا علاقة لها بالطائفية، "لكنّ ذلك مشروط بنظام انتخابي جديد، لأن الشكل الحالي لا يسمح لقوى ديمقراطية بالوصول إلى البرلمان". من هنا من الممكن اعتبار تسمية الانتفاضتين في العراق ولبنان بالثورة، أمر جائز لأن ما يحصل هو "ثورة في الوعي".

إن ابراز حقيقة كون غالبية المتظاهرين العراقيين هم من الطائفة الشيعية "مهم في سياق تأكيد لاطائفية ما يجري"، كون الجمهور الأساسي للمتظاهرين تعرّفه السلطة على أنه "جمهورها"، فهذا يعني أن هؤلاء باتوا يرفضون استمرار الطائفية التي تحرمهم من خيرات بلدهم الغني جداً بموارده الطبيعية.

ان الحراك الجماهيري الشبابي يعد اكتشافاً للهوية الوطنية في العراق ولبنان، وهذا إعلان بالغ الأهمية لناحية تكوين الثقافة السياسية في البلدين، تُرجم في العراق بشعار "نريد وطناً"، وهو ما قد يعني عملياً "نريد دولة".

ففي العراق ، يجب الحذّر من أن حلّ الحكومة وإجراء انتخابات جديدة وفق النظام الانتخابي الحالي، بعد كل ما قدمه العراقيون، سيكون بمثابة إهدار للتضحيات، لأن القوى الطائفية ستعود، لذلك فالأولوية بالنسبة لشباب الانتفاضات اليوم، هي أن يفرزوا حركاتهم وأحزابهم. وفي سبيل الخروج من النظام الطائفي، ليس مستحيلاً الولوج بطرق تدريجية بحسب رأي بشارة، مثل تقسيم البرلمان إلى قسمين، أو إلى مجلسين، مثلاً، قسم تنتخبه المحافظات، وقسم آخر ينتخب قُطرياً.

أنّ "النفوذ الإيراني في العراق لا يزال موجوداً"، ولم يكن ليكون ذلك النفوذ حاصل الا بفضل أميركا ما بعد الاحتلال، "لكن شرعية تدخلها ونفوذها في العراق ضُربت" في الانتفاضة الحالية، وما يثير الدهشة هو حديث بعض المسؤولين الإيرانيين عن رفضهم التدخل في الشؤون الخارجية للدول، "وكأن لدى بعض المسؤولين الإيرانيين شعوراً بأحقية فرض الوصاية من قبلهم"، وهو ما قابله العراقيون برسالة رفض لكل الوصايات.


وعن تعريف ما يحصل في لبنان، بين ثورة وحراك وانتفاضة، بالإمكان القول إنه ليس ثورة بالمعنى الضيق للمصطلح بمعنى أن الحراك لا يطرح نفسه ليستلم الحكم وإرساء نظام آخر، ولأن النظام في لبنان تعددي طائفي يستحيل قلبه في انتفاضة، لأن هذا مسار يستغرق وقتاً، بل إن ما يحصل هو "انتفاضة ثورية ضد الطائفية غير مسبوقة في هذا البلد منذ ستينيات القرن التاسع عشر". ممكن وصفه بأنه "حدث كبير وعظيم، لأن اللبنانيين والعراقيين كذّبوا الأسطورة التي كانت تفيد بأنه في حال خرج الشعب في حراك عريض، فإنه سينقسم إلى طوائف".

عند مفارقة أن ما يحصل في لبنان "ليس ثورة ضد حزب الله، لكن المثير أن حزب الله تعاطى معها وكأنها ثورة ضده"، اذ أن حزب الله استثمر إنجازاته ضد إسرائيل لتعميق نفوذه داخل الدولة اللبنانية ووظائفها ووزاراتها، لأن التمويل الإيراني ربما يكون قد انخفض.

وختاما ممكن القول إن حزب الله أصبح حزب سلطة، لا حزب معارضة، لذلك هو يرى أن الحراك موجه ضده، وهو الحزب الذي انتقل من حزب مذهبي متشدد، إلى حزب طائفي. كذلك أن أحد الأمور التي أكدتها الانتفاضة الحالية، أن جنوب لبنان هو لبناني ويريد هوية وطنية لبنانية، وهو ما يعتبره أي زعيم طائفي تهديداً لقدرته على إحكام قبضته على أبناء طائفته. كما ان العراقيين يرفضون استغلال بلدهم كفناء خلفي لإيران , اذ ان أي عراقي يرفض الوصاية على بلده المستقل صاحب السيادة .



#أحمد_الهدهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب أراد وطن لكن لم يرحمهم الجلاد
- تأثير الاسلام السياسي الشيعي على العالم العربي وخارجه
- النساء وتفاقم عواقب العنف الأسري
- الأنوثة والتمرد.... اولى الصرخات المعبرة عن الحركة النسوية
- الصحافة العراقية...... الاعدام بالطريقة الصينية
- الصحفية افراح شوقي ...... عواقب الحبر الجريء
- البصرة وما بعدها
- العنف ضد المرأة بين القانون و التشريع
- الاسلام السياسي والسعي لبناء عش العنكبوت
- المال ..... والعلاقات الزوجية
- النظرية النسوية في العلاقات الدولية
- تقاطع عدم المساواة بين الجنسين والتمييز العنصري
- قد يختلف الارباب لكن العبيد دائما هم القرابين
- التدافع والصراع السياسي
- المرأة في الدول الاسلامية والتوجهات السياسية
- الليبرالية النسوية ( المساواة بين الجنسين )
- قطيع الوطن لا يعرف اين تكمن سعادته
- نضال المرأة لاكتساب الحقوق داخل المجتمع الليبرالي
- التناوب على البلادة والغباوة
- المجتمعات العربية ومرحلة تفكيك الانظمة الشمولية التسلطية


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - المشرق العربي .... ثورة في الوعي