أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن عجمي - ثورة السوبر حداثة في مواجهة ديكتاتورية السوبر تخلّف















المزيد.....

ثورة السوبر حداثة في مواجهة ديكتاتورية السوبر تخلّف


حسن عجمي

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 23:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


السبيل الوحيد للتحرّر من الأنظمة الديكتاتورية يكمن في مواجهتها بآليات السوبر حداثة. الثورة الحقيقية هي ثورة السوبر حداثة التي تنتصر على السوبر تخلّف من خلال مقاتلة مُحدَّدية المعتقدات والسلوكيات السوبر متخلّفة بفضل مبادىء السوبر حداثة التي تُحرِّرنا مما هو مُحدَّد مُسبَقاً. لا مُحدَّدية الثورات السوبرحداثوية كفيلة بتحريرنا من مُحدَّدية العقائد و الأيديولوجيات التي تسجن الشعوب وتغتالها.

ثورة الحرية السوبر حداثوية

تعتبر السوبر حداثة أنَّ اللامُحدَّد يحكم الكون ولكن رغم لا مُحدَّدية الكون من الممكن معرفته. فمن غير المُحدَّد إن كان الكون يتكوّن من ذرات و جُسيمات مادية (كما يقول العديد من الفيزيائيين) أم أنه يتكوّن من معلومات مجرّدة غير مادية (كما يقول الفيزيائي جون ويلر) أم أنه يتشكّل من بناءات و معادلات رياضية مجرّدة (كما يصرّ الفيزيائي ماكس تغمارك). لذلك ننجح في وصف الكون وتفسيره على أنه مادي يتكوّن من ذرات مادية كما ننجح أيضاً في وصفه وتفسيره على أنه مثالي يتشكّل من معلومات أو معادلات رياضية مجرّدة غير مادية. فإن كان الكون مُحدَّداً ما تمكّنت حينئذٍ النظريات العلمية المتنوّعة من النجاح في وصف الكون وتفسيره رغم اختلافها. هكذا تنجح السوبر حداثة القائلة بلا مُحدَّدية الكون في تفسير نجاح النظريات العلمية رغم الاختلاف فيما بينها ما يضمن امتلاكنا للمعرفة رغم أنَّ الكون غير مُحدَّد ما هو و مما يتكوّن تماماً كما تنجح في التوحيد بين المادية والمثالية فتحلّ الإشكال الفلسفي بينهما وتكتسب هذه الفضيلة المعرفية الكبرى.

من المنطلق نفسه تؤكِّد السوبر حداثة على أنَّ الثورة الحقيقية هي الثورة غير المُحدَّدة ما يجعل هذه الثورة تحتوي على مشاريع فكرية وسلوكية متعدّدة و متنوّعة ما يضمن بدوره حرية كل مواطن و ثوريّ في صياغة مشروعه السياسي والاقتصادي فيكفل نجاح الثورة في التعبير عن التنوّع الثقافي و نجاح تأقلمها مع المتغيرات السياسية والاجتماعية فيضمن انتصارها بفضل لا مُحدَّديتها. هكذا رغم لا مُحدَّدية الثورة السوبر حداثوية تضمن هذه الثورة حرية كل مواطن و ثوريّ وتنجح في التعبير عن الاختلاف الفكري والسلوكي بين المواطنين فتغدو ثورة الحرية بالفعل.

مثلٌ على لا مُحدَّدية الثورة هو لا مُحدَّدية قادة الثورة اللبنانية والعراقية والجزائرية سنة 2019 و لا مُحدَّدية عقائدها و أيديولوجياتها. وبذلك هي ثورة سوبر حداثوية قادرة على النجاح وتحقيق الحرية الحقة بفضل لا مُحدَّديتها. فالثورة المُحدَّدة ثورة ميتة بقيود ما حُدِّدت به وقاتلة للحريات من جراء مُحدَّديتها بعقائد مُعيَّنة تقصي وتغتال بطبيعتها العقائد المختلفة عنها فتقتل إمكانية التطوّر الكامنة في قبول الآخر والتفاعل معه. لذلك الثورة الناجحة في البقاء والناجحة في ضمان الحرية والتطوّر هي الثورة السوبر حداثوية اللامُحدَّدة بمشاريع وأفكار وسلوكيات مُحدَّدة مُسبَقاً. من هنا الثورة السوبر حداثوية ثورة الحرية والتطوّر المستمرة لكونها تضمن التنوّع والاختلاف من جراء لامُحدَّديتها.

النظام السياسي السوبر حداثوي هو الأفضل لأنه غير مُحدَّد. فبما أنه نظام سياسي غير مُحدَّد , إذن يتحرّر من أية أيديولوجيا سياسية أو اقتصادية أو ثقافية ما يضمن الحرية للجميع في التفكير والتصرّف كما يرونه مناسباً و صحيحاً. فإن كان النظام السياسي مُحدَّداً فحينها سوف يسجن مواطنيه بعقيدة سياسية مُحدَّدة سلفاً ما يقضي على حرية التفكير والتصرّف فيؤدي إلى سيطرة الديكتاتورية. من هنا لا مُحدَّدية النظام السوبر حداثوي هي الكفيلة بضمان الحرية.

كما أنَّ لا مُحدَّدية النظام السوبر حداثوي تضمن نجاح هذا النظام في التأقلم مع الظروف المختلفة و حلّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بفاعلية أكبر بفضل أنه نظام غير مسجون بعقائد أيديولوجية مُحدَّدة. مثل ذلك أنه في زمن الانهيار الاقتصادي من السهل أن يتحوّل النظام السوبر حداثوي اللامُحدَّد إلى اعتماد مبدأ إعادة توزيع الثروة في المجتمع من خلال مثلاً إنشاء مؤسسات تهدف إلى إفادة الأقل حظاً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. أما حين يكون الاقتصاد مزدهراً فلا تتدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية بل تعتمد السوق الرأسمالي الحُرّ. هكذا يتحوّل النظام السوبر حداثوي من اشتراكي إلى رأسمالي والعكس على ضوء تغيّر الظروف الاقتصادية والاجتماعية فلا يتحدَّد بأيديولوجيا سياسية واجتماعية واقتصادية معيّنة دون أخرى. وينجح النظام السوبر حداثوي في عملية التحوّل المستمرة بين أيديولوجيات مختلفة و متنوّعة لإفادة المجتمع والمواطنين لأنه نظام سوبرحداثوي غير مُحدَّد. هكذا لا مُحدَّدية النظام السوبر حداثوي ضمانة نجاحه.

بما أنَّ النظام السوبر حداثوي غير مسجون بعقائد مُحدَّدة , إذن يضمن هذا النظام الخلاص من الديكتاتورية والطائفية والتعصب لعقائد أيديولوجية أو مذهبية معيّنة ما يسمح بسيادة الحرية والسلام ضمن المجتمعات العربية. لا عدالة ولا حرية بوجود التعصب والطائفية والحروب. أما السوبر حداثة فهي ضمانة سيادة العدالة والحرية والسلام من خلال تحريرنا من الطائفية والتعصب بفضل لامُحدَّدية نظامها السياسي تماماً كما أنها ضمانة التحرّر من الأنظمة الديكتاتورية القائمة على التعصب الأيديولوجي أو العقائدي. فحين لا يمتلك النظام عقيدة مُحدَّدة فلن يتعصب لعقيدة معيّنة دون أخرى ما يُحتِّم نشوء السلام والحرية والمساواة. من هنا لا تنتصر الثورات العربية سوى بتحوّلها جمعاء إلى ثورات سوبر حداثوية غير مسجونة بعقائد مُحدَّدة سلفاً. لا حرية بلا ثورة سوبر حداثوية و لا حياة بلا حرية.

توحيد السلطات بأيدي المواطنين

الثورة الحقيقية تُطوِّر الإنسان والمجتمع. وأفضل تطوّر هو التحوّل من حُكم السياسيين إلى حُكم المواطن. و يَسُود حُكم المواطن متى توحّدت السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية في أيدي المواطنين بالإضافة إلى تواجدها بشكل منفصل عن بعضها في مؤسسات الدولة. فولاية المواطن هي حُكم المواطن من خلال توحيد السلطات المختلفة في سلطة واحدة ألا و هي سلطة المواطن و اعتبارها السلطة العُليا في الدولة والمجتمع. الثورة السوبر حداثوية هي ثورة توحيد السلطات بأيدي المواطنين و ثورة سيادة ولاية المواطن.

مثلٌ على توحيد السلطات في يد المواطن هو التالي: يُصوِّت المواطنون على التشريعات ومبادىء الدستور وتفاصيله فلا يُعمَل بأي تشريع أو دستور بلا أن يكون قد صَوَّتَ الشعب عليه. هكذا يتحكّم المواطنون بشرائع الدولة فيحق لهم بأن يقترحوا شرائع معينة و أن يُصوِّتوا لها أو ضدها ما يضمن مشاركة المواطن في السلطة التشريعية. ومثلٌ على مشاركة المواطن في السلطة التنفيذية هو حق المواطن في التصويت على اعلان الحرب أو السِّلم فلا اعلان لحرب أو لسِّلم بلا تصويت المواطن عليه. أما مثلٌ على مشاركة المواطن في السلطة القضائية فهو حق المواطن في الحكم على الفاسدين وسارقي الدولة بأحكام جرمية وأحكام خيانة الوطن ومحاكمتهم بأحكام مُصوَّت عليها من قِبَل الشعب. هكذا تتوحّد السلطات في قرار المواطن ويصبح المواطن مشاركاً فعّالاً في السلطات المختلفة.

الفصل بين السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية ضروري لكي لا يستفرد شخص بالسلطة فيمسي طاغية. لكن وإن وُجِدَ الفصل بين السلطات فهذا لا يلغي إمكانية وجود جماعة من الطغاة يستفردون بالحكم من جراء تحكمهم بالسلطات المنفصلة تماماً كما حَدَثَ ويحدث في لبنان حيث تحكم جماعة من طغاة تتكوّن من طغاة الطوائف المتحكّمة بالسلطات المختلفة. من هنا لا بدّ من توحيد السلطات المختلفة في سلطة واحدة هي سلطة المواطن بحيث تعمل هذه السلطة العُليا المُوحِّدة للسلطات على مراقبة و محاسبة السلطات الأخرى فتمنع تفرّد جماعة معينة من الطغاة بالحكم. عندما تتحد السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية في أيدي المواطنين فحينئذٍ سوف ينجح المواطنون في تقليص استفراد جماعة معينة بالحكم لأنَّ المواطنين حينها يصبحون المصدر الأساسي لأي قرار تشريعي أو تنفيذي أو قضائي و لأي دستور أو ميثاق سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي.

على ضوء هذه الاعتبارات, توحيد السلطات في أيدي المواطنين ضروري لإلغاء أي نظام ديكتاتوري محتمل فضروري لتحقيق الحرية و العدالة تماماً كما الفصل بين السلطات ضروري أيضاً. فبالإضافة إلى فصل السلطات لا بدّ من توحيدها فتنفصل السلطات إلى سلطات تشريعية و تنفيذية و قضائية كما هو الحال في الدولة الحديثة و لكنها تتحد أيضاً في أيدي المواطنين و قراراتهم. بذلك يصبح الوطن قرار المواطن فتتحقق ولاية المواطن. لا وطنٌ حُرّ و مستقل بلا حرية و استقلالية مواطنيه من خلال بناء دولة على ضوء قرارات المواطنين. فالوطن قرارات المواطنين الحُرّة و المستقلة ضمن نظام ولاية المواطن.

تكمن ولاية المواطن في حُكم المواطن بدلاً من حُكم السياسيين و الأحزاب السياسية. وبذلك في نظام ولاية المواطن يصبح المواطن سلطة عُليا تحاسب السلطات الأخرى وتصوغ قوانين الدولة ما يضمن حرية المواطن في عملية بناء وطنه ويضمن استمرارية ثورة المواطنين من خلال محاسبة المواطن المستمرة لسلطات الدولة. هكذا ولاية المواطن هي ولاية الثورة المستمرة. ولاية المواطن ولاية السوبر حداثة و حُكمها لأنها ترتكز على لا مُحدَّدية السلطة من خلال توزيع السلطة المُوحَّدة و المُوحِّدة للسلطات بشكل ٍ متساو ٍ بين المواطنين فتصبح السلطة غير مُحدَّدة (بحضورها وفاعليتها) إن كانت في يد فرد دون آخر أو في يد جماعة دون أخرى.

الثورة على السوبر تخلّف

الثورة الحقيقية هي ثورة التحرّر من السوبر تخلّف. أما السوبر تخلّف فهو تطوير التخلّف من خلال تقديم العِلم على أنه جهل وتقديم الجهل على أنه عِلم ما يُؤسِّس لسيطرة الأنظمة الديكتاتورية ويدعم بقاءها. لذلك الثورة الحقة هي التي تحرِّرنا من السوبر تخلّف والديكتاتورية معاً.

تُنتِج الأنظمةُ الديكتاتورية السوبر تخلّف لكي تبقى وتنتصر فتبني مؤسسات اجتماعية واقتصادية وثقافية تُطوِّر التخلّف و تُقدِّم العِلم على أنه جهل والجهل على أنه عِلم. مثل ذلك ترسيخ فكرة أنَّ الشعب غير واع ٍ بما يكفي لكي يتحوّل النظام إلى ديمقراطي و ينتخب الأفضل للحُكم. و يتمّ تقديم هذه الفكرة على أنها عِلم أساسه أنَّ فقط الشعوب الواعية قادرة على انتخاب الأفضل فتحقيق الديمقراطية والمصلحة العامة ومصلحة البلاد. لكن هذه ليست فكرة علمية بل هي جهل لأنَّ الديمقراطية قائمة في الأساس على التسليم العقلاني بأنه لا يوجد فرد أو مواطن أكثر وعياً من فرد أو مواطن آخر أو أفضل منه ولذا كل المواطنين متساوون ما يؤهِّلهم جميعاً لانتخاب ممثليهم و رؤسائهم و حكوماتهم.

هذا مثلٌ على تقديم الجهل على أنه عِلم و كيفية استخدام ذلك لتدعيم سلطة النظام الديكتاتوري ما يؤكِّد على أنَّ الأنظمة الديكتاتورية لا تنتج التخلّف فقط بل تطوِّره من خلال نشر الجهل والتجهيل وتقديم الجهل على أنه عِلم وتقديم العِلم على أنه جهل. فالعِلم القائم على المساواة بين الناس يُقدَّم في النظام الديكتاتوري على أنه جهل بما أنَّ في الأنظمة الديكتاتورية الأفضلية للأكثر وعياً الذي يُحدِّده الطاغية دون سواه رغم أنه علمياً لا يوجد مَن هو أكثر وعياً لأنَّ كل البشر متساوون وإلا خسروا إنسانيتهم التي يمتلكونها بالضرورة.

هكذا تفضيل وعي على آخر أو عقيدة على أخرى أو جماعة على أخرى أساس قيام النظام الديكتاتوري وهذا ما نجيده في عالَمنا العربي بمشرقه ومغربه لأننا نرفض الآخر المختلف عنا فكرياً وعقائدياً و سلوكياً ما حَتَّمَ نشوء سلطة الطاغية كحلّ جذري لمنع الاقتتال فيما بيننا. أما ماهية الديمقراطية وسيادة الحقوق الإنسانية فكامنة في مبدأ عدم التفضيل كتفضيل أيديولوجيا أو عقيدة على أخرى أو تفضيل سلوك على آخر.

لا حرية ولا حقوق إنسانية مع التفضيل لأنه ينفي و يلغي المساواة بين السلوكيات المتنوّعة والمعتقدات المختلفة الواقعية منها والممكنة التي ينتجها أو قد ينتجها الإنسان و يغتال المبدأ السوبر حداثوي القائل بأنَّ كل السلوكيات والمعتقدات متساوية في مقبوليتها وقيمتها رغم اختلافها بفضل لامُحدَّدية الكون و كلّ ما فيه من حقائق وظواهر وقِيَم ومعارف وسلوكيات. بِلا هذا المبدأ السوبر حداثوي الإنسانوي يستحيل أن توجد الحرية و أن تُحترَم الحقوق الإنسانية. فحين يكون من غير المُحدَّد ما هي القِيَم والمعارف والأيديولوجيات والسلوكيات الأصح والأفضل كما تؤكِّد السوبر حداثة تتساوى حينها كلّ القِيَم والمعتقدات والمعارف والأيديولوجيات والسلوكيات فتتحقق المساواة الحقة بين جميع الأفراد وإن اختلفوا بمعتقداتهم وسلوكياتهم. لذا الثورة السوبر حداثوية هي الكفيلة بالانتصار على ديكتاتورية السوبر تخلّف.

بما أنَّ النظام الديكتاتوري يصوغ التخلّف و يُطوِّره , إذن الحلّ الوحيد للتحرّر من السوبر تخلّف كامن في الخلاص من الأنظمة الديكتاتورية. والخطوة الأولى نحو الخلاص من السوبر تخلّف والانتقال من نظام ديكتاتوري إلى ديمقراطي كامنة في قبول العِلم والمشاركة في بنائه. بذلك التحوّل إلى الديمقراطية لا يحدث سوى عن طريق ثورات سلمية كثورة إنتاج العلوم فالسلام سبيل التطوّر وتحقيق الديمقراطيات و سبيل احترام الحقوق الإنسانية. من هنا ثورة التحرّر من السوبر تخلّف والأنظمة الديكتاتورية هي ثورة السلام.

العِلم خالٍ من اليقينيات وبذلك بقبوله والمشاركة في إنتاجه نتحرّر من تعصبنا لمعتقدات معيّنة دون أخرى ما يؤدي إلى قبول الآخر فنشوء الديمقراطية الحقيقية بحقوقها الإنسانية العالمية فالديمقراطية أساسها قبول الآخر فالمساواة بين الجميع. فلا ديمقراطية ولا حقوق إنسانية (كحق كل فرد في أن يكون حُرّاً فيما يعتقد ويتصرّف) بلا علوم وتفكير علمي و بلا مشاركة في بناء العلوم لأنَّ العِلم قائم على رفض اليقينيات المُؤسِّسة للأنظمة الديكتاتورية من جراء رفض مالك اليقينيات للآخرين. لا يقينيات في العِلم فالنظريات العلمية تُستبدَل بشكل مستمر بنظريات علمية أخرى كاستبدال نظرية النسبية لأينشتاين بنظرية نيوتن العلمية. بذلك المجتمع القائم على اليقينيات الرافضة بطبيعتها للمعتقدات المختلفة عنها هو مجتمع غير عِلمي و غير ديمقراطي. فلا عِلم بلا ديمقراطية تماماً كما لا ديمقراطية بلا عِلم.

تسجننا ديكتاتورية السوبر تخلّف بمُحدَّدية العقائد والمعتقدات والسلوكيات بينما تُحرِّرنا ثورة السوبر حداثة بِلامُحدَّدية العقائد والسلوكيات والمساواة بين كلّ العقائد والنماذج الفكرية والسلوكية من جراء لامُحدَّدية الكون السوبر حداثوي وحقائقه. بذلك الثورة السوبر حداثوية هي السبيل الوحيد الذي يكفل الخلاص من سوبر تخلّفنا والتحرّر من الأنظمة الديكتاتورية المبنية على العقائد المُحدَّدة سلفاً. لا حرية بِمُحدَّدية الفكر والسلوك فاللامُحدَّد سيد الكون والحرية.

السوبر تخلّف يُؤسِّس للفِتَن والصراعات والحروب لأنه يعتمد على رفض العِلم ما يُحتِّم التعصب لليقينيات فرفض الآخر. لذلك الأنظمة الديكتاتورية المُنتِجة للسوبر تخلّف مصدر الفِتَن والحروب. لا سلام مع الطاغية و لا حياة مع الطغاة. لكن السوبر حداثة تناقض السوبر تخلّف. هكذا ثورة السوبر حداثة هي ثورة السلام القائم على قبول كل العقائد والمعتقدات والسلوكيات والمساواة فيما بينها. لا حياة بلا سلام و لا سلام بلا حرية و مساواة.



#حسن_عجمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام وأنتم بألف ثورة
- هل الكون مادي أم مثالي؟
- هل الله سوبر حداثوي؟
- ولاية المواطن سيادة الثورة
- بنية العقل وفشل الثورات وسُبُل نجاحها
- الثورة على الله
- الثورة على اليقينيات
- كلما ازداد اليقين قَلَّت المعرفة
- العِلم سبيل السلام و الحرية
- العدالة كسلام
- المعارف السوبر مستقبلية
- المعرفة قرار إنسانوي
- المعرفة قرار عقلاني
- العلوم السوبر مستقبلية
- الحقيقة فن استنتاج المعاني
- الحياة فن إضفاء المعاني
- المعاني السوبر حداثوية
- العلوم السوبر حداثوية
- جدل الثورات الفلسفية
- المجاز فن المعاني الصادقة


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن عجمي - ثورة السوبر حداثة في مواجهة ديكتاتورية السوبر تخلّف