أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - خطيئة الإخوان المسلمين في فلسطين















المزيد.....

خطيئة الإخوان المسلمين في فلسطين


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 21:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثيرة هي التساؤلات والمواضيع التي يكتنفها الغموض حول كل ما جرى ويجري منذ ظهور المجمع الإسلامي 1973 في غزة بترخيص من الاحتلال ، والسياسة المناوئه التي انتهجها تجاه منظمة التحرير الفلسطينية ،ثم ظهور (حركة المقاومة الإسلامية –حماس) بداية الانتفاضة الأولى 1987 ،إلى الانقسام والانقلاب على السلطة الفلسطينية 2007 ،ونهج حركة حماس ومفاوضاتها حول الهدنة مع إسرائيل بمعزل عن منظمة التحرير ،وعلاقاتها المتميزة مع قطر وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين ،وموقفها في المواجهة الأخيرة بين حركة الجهاد وإسرائيل وصيرورة أهداف (المقاومة) فقط الدفاع عن سلطة حماس في غزة ،وأخيراً كل الإجراءات والمشاريع على الأرض لتكريس كيان في غزة بمعزل عن منظمة التحرير والسلطة الوطنية ،كالمستشفى الميداني الأمريكي والحديث عن المناطق الصناعية الخمسة وميناء عائم ومطار وتسهيلات لعمل قطاع غزة في إسرائيل .
هذه التساؤلات ستكون مفهومة إذا وضِعت في سياق أن حركة حماس منذ تأسيسها تتصرف باعتبارها امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين ،فالدور الذي تقوم به حركة حماس في فلسطين امتداد لدور الإخوان المسلمين على مستوى العالم العربي كمشروع إسلامي يسعى لتأسيس دولة الخلافة على أية بقعة أرض تسيطر عليها وهو في ذلك وبالضرورة يتموقع كحالة معارضة وصدامية مع الدولة الوطنية والمشروع القومي العربي والقوى التحررية والتقدمية ،وفي كثير من الأحيان يلتقي هذا المشروع مع المصالح الغربية والامبريالية ومع الدور التخريبي للجماعات الإسلاموية التي صنعها الغرب وعاثت فساداً ودماراً في العالم العربي في مهمة تدمير الدولة الوطنية بهويتها وثقافتها وجغرافيتها .
فشلت جماعة الإخوان المسلمين طوال ثمانية عقود وعبر العالمين العربي والإسلامي في تأسيس إقليم-قاعدة أو دولة لتكون منطلقاً لدولة الخلافة المزعومة التي تشمل العالم (الأستاذية) ،باستثناء الوضع الملتبس للسلطة القائمة في تركيا ،ونظام البشير في السودان الذي ثار عليه الشعب أخيرا ، ومرحلة حكم محمد مرسي في مصر ،فوجدت حركة الإخوان في قطاع غزة الذي لا تريده إسرائيل وفصلته عن الضفة كما لا تريده مصر ،وجدت فيه مبتغاها المنشود لتُقيم عليه إمارة إخوانية بتشجيع أو باستدراج خبيث من واشنطن في سياق سياسة (الفوضى الخلاقة) التي تزامن طرحها مع موافقة حماس على المشاركة في السلطة من بوابة الانتخابات 2004 .
هذا لا يعني أن كل المنتمين لحركة حماس ومؤيديها عبر العالم مشاركون في هذا المخطط ،فكثير منهم انتموا لحماس وأيدوها من منطلق وطني ولأنها رفعت شعار تحرير فلسطين وعدم الاعتراف بإسرائيل ،وبالتالي غير مدركين للعبة السياسية الدموية التي تجري في قطاع غزة وحوله ،كما أن حياتهم المعيشية أصبحت أسيرة ما توفره جماعة الإخوان وسلطة حماس ومن يدعم مشروع الانفصال من أموال .
لم يكن خطأ حركة حماس أنها مارست المقاومة المسلحة أو الجهاد ،فالمقاومة حق لكل شعب خاضع للاحتلال وسيأتي يوم لن يكون فيه أمام الشعب إلا العودة للمقاومة بكل أشكالها ،وبالتالي ليس مطلوب أن تستمر حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى في نهج المقاومة المسلحة إلى ما لا نهاية ،ولكن كان على حركة حماس عدم تحويل الشعب الفلسطيني لحقل تجارب لمشاريع وأجندة خارجية ،كما أن الخلل يكمن في أن حماس مارست المقاومة بدون استراتيجية وطنية وفي سياق مناكفة منظمة التحرير ،والأسوأ من ذلك أن حركة حماس وظفت المقاومة المسلحة لخدمة مشروعها الإخواني الذي يهدف لإقامة كيان في قطاع غزة ليكون إقليم /قاعدة للإخوان المسلمين ،وكل الشهداء والجرحى والخراب الذي أصاب قطاع غزة خلال المواجهات والحروب في غزة وعليها كان لتحقيق هذا الهدف ،والآن وبعد أن أصبح كيان غزة الإخواني شبه ناجز بدعم إسرائيلي وأمريكي فوظيفة المقاومة انتهت بالنسبة لحركة حماس وهذا ما يفسر المفاوضات حول الهدنة طويلة الأمد .
كما لم يكن خطأ حركة حماس أنها ترفض الاعتراف بإسرائيل وترفض نهج المفاوضات معها فهذا موقف إيجابي من حيث المبدأ ،بل لأنها حاولت من خلال هذا الرفض أن تؤسِس مشروعاً بديلاً لمنظمة التحرير وللمشروع الوطني ،وبالرغم من انكشاف خطأ صيغة الاعتراف المتبادل بين المنظمة وإسرائيل وهناك مطالبات بالتراجع عنه إلا أن حركة حماس تسعى من خلال وسطاء لإيجاد صيغة توافقية للاعتراف بإسرائيل بشروط أو التعايش معها ، ،بل إن حماس اليوم تقبل بدويلة في قطاع غزة ،وإلا ماذا تعني الهدنة أو التهدئة التي تجري مفاوضات بشأنها بمعزل عن السلطة والمنظمة ،والحديث عن ميناء ومطار وتسهيلات إسرائيلية أخرى ،وماذا يعني انتقال المقاومة إلى (استراتيجية المقاومة الدفاعية) وعن أي شيء ستدافع ؟ !! .
أيضاً دأبت حركة حماس ومن يواليها من الأحزاب على التنديد بالتنسيق الأمني بين أجهزة السلطة وإسرائيل وأن هذا التنسيق يصب في خدمة أمن إسرائيل ويضيِّق الخناق على المقاومة ،كما تعتبر حركة حماس أن سبب توقف عملياتها الاستشهادية أو الحربية في الضفة والقدس سببه التنسيق الأمني ،ولكن ،على كل من يرفض ويندد بالتنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل ،وهو تنسيق مُدان ومرفوض بالفعل ،أن يرفض ويُندد بالهدنة بين حماس وإسرائيل لأن الهدنة أو التهدئة تعتبر تنسيقاً أمنياً بجدارة ،وزعم حماس أنها وافقت على التهدئة ووقف مسيرات العودة كإجراء اضطراري لتسهيل الحياة على المواطنين في القطاع وحتى تحمي أرواح المواطنين من البطش الإسرائيلي هي نفسها الأسباب التي قالت بها حركة فتح والسلطة كتبرير للتنسيق الأمني ،مع أن إسرائيل حتى الآن فرضت معادلة هدوء مقابل هدوء دون أن يتم رفع الحصار أو تخفيفه وتبخرت كل الوعود بهذا الشأن .
حتى وإن كانت حركة حماس تنسق أمنيا ًبطريقة غير مباشرة لأنها لا تعترف بإسرائيل رسمياً إلا أن نتائج أو مخرجات التنسيق والهدنة واحدة وهي وقف المقاومة ،ووقف المقاومة مع استمرار الاحتلال والاستيطان وتهويد المقدسات الإسلامية معناه الخضوع والاستسلام لواقع الاحتلال ،وإعلان فشل لكل من يقولون بالمقاومة والتحرير ،وكانت المواجهة الأخيرة الناتجة عن اغتيال بهاء أبو العطا كاشفة لكل فصائل المقاومة وخصوصاً حركة حماس .
بعد تراجع مشروع الإخوان المسلمين عالميا وخصوصا بعد إنهاء حكمهم في مصر الذي استمر حوالي العام فإن الشعب الفلسطيني يدفع الثمن وحركة حماس تتخبط بعد أن فشلت مراهنتها على الإخوان وعلى الإسلاموية السياسية بشكل عام .
فشلت حركة حماس في اختبار الجدارة الوطنية ،ولم يتوقف الأمر على فشل مشروعهم للمقاومة المسلحة أو الجهاد لتحرير فلسطين كما كانوا يقولون بل إنهم فشلوا حتى في المقاومة السلمية ،فمسيرات العودة ورفع الحصار على حدود غزة تآكلت تدريجياً وأخيرا تم المساومة عليها مقابل المال ! ،كما فشلت حركة حماس في تأمين المتطلبات الحياتية للمواطنين بحيث باتت تستجدي المال من أي كان وبأي ثمن حتى لا ينفرط عقد منتسبيها ومؤيديها ،والأدهى من ذلك أن إسرائيل وظفت حماس كأداة للانقسام وفصل غزة عن الضفة ،والمسؤولية الكبرى عن كل ذلك تتحملها جماعة الإخوان المسلمين ومن يواليهم ويتبعهم ،الذين نزعوا قطاع غزة عن سياقه الوطني وحملوه أكثر من قدرته على التحمل .
فهل ستقوم جماعة الإخوان بمراجعة لسياساتها تجاه فلسطين وتعترف بخطئها وتعتذر للشعب الفلسطيني وخصوصا لأهالي قطاع غزة ؟وهل ستقوم قيادة حماس الحالية بالبناء على المراجعة النسبية كما وردت على لسان خالد مشعل في سبتمبر 2016 وفي وثيقتها الجديدة التي طرحتها في فاتح مايو 2017 ؟أم أن المخطط متواصل وحسابات الإسلاموية السياسية أهم وأقوى من الحسابات الوطنية وما أفسده الإخوان المسلمين لن تصلحه انتخابات أو نوايا حسنة عند بعض قيادات حماس ؟ إن لم تحدث هكذا مراجعة فلا قيمة لأي انتخابات عامة أو لحوارات مصالحة ؟ .
وأخيرا سنسمع من يتهمنا بالتحيز للطرف الثاني ،المنظمة والسلطة وحركة فتح ،ونقول لهؤلاء إن أخطاء هؤلاء لا تبرر خطيئة حركة حماس وخصوصاً أن قطاعاً كبيراً من الشعب راهن على حركة حماس وخصوصاً في انتخابات يناير 2006 لتصحح مسار السلطة ،إلا أن حركة حماس وقعت وأوقعت الشعب في أوضاع أكثر سوءاً مما كان موجوداً قبل الانتخابات وقبل سيطرتها على القطاع ،ولأن في الوطن متسع للجميع ولأن الوطن يحتاج للجميع نأمل أن تتدارك .حركة حماس الأمر قبل فوات الأوان .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستنجح الجنائية الدولية فيما فشلت فيه الأمم المتحدة ؟
- عقدة الانتخابات الفلسطينية لا تكمن فقط في الممانعة الإسرائيل ...
- تآمر العرب على بعضهم أخطر من تآمر الأباعد عليهم
- دور مصر المركزي في إنجاح أو إسقاط مخطط دولة غزة
- النظام السياسي الفلسطيني ،من الأزمة إلى الانهيار
- أفول نظرية القيادة الكاريزمية
- استشهاد أبو دياك وتراجيديا الأسر والشهادة
- حركة فتح وتحدي الانتخابات العامة
- شرعنة الاستيطان شرعنة للاحتلال وانقلاب على الشرعية الدولية
- غزة لا تحتمل كل هذا العبث المميت باسم المقاومة
- في ذكرى وفاة أبو عمار ،من يجرؤ على الكلام ؟
- الانتخابات والمصالحة والدوران في حلقة مفرغة
- لا قيمة لانتخابات إن لم تُجدِّد الطبقة السياسية
- السيبرانية السياسية :علم السياسة في زمن الثورة المعلوماتية
- مقاربة سسيوتاريخية للحراك الشعبي في لبنان
- الانتخابات وحدها لا تكفي
- الانتخابات الفلسطينية :الشعب يريدها والأحزاب تتهرب منها
- حول المسألة الانتخابية في فلسطين
- الوجه الآخر لتركيا
- ما بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - خطيئة الإخوان المسلمين في فلسطين