أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح العبيدي - نهاية عقد ..بداية عهد!














المزيد.....

نهاية عقد ..بداية عهد!


ناجح العبيدي
اقتصادي وإعلامي مقيم في برلين

(Nagih Al-obaid)


الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 17:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفل فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي وهادي العامري رئيس كتلة "البناء" وقادة ميليشيات شيعية أخرى بطريقتهم الخاصة بنهاية عام 2019 وبداية العقد الثاني من الألفية الثالثة. لم يرفعوا نخب العام الجديد 2020، وإنما كانت علائم "النصر" بادية عليهم وهم يحتلفون بإحراق الحواجز المقامة أمام السفارة الأمريكية وسط المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد. لكن من خلال السماح لأتباع الحشد الشعبي وأنصار كتائب حزب الله العراقي بدخول المنطقة شديدة التحصين ومحاولة اقتحام السفارة قرع قادة "البيت" الشيعي الأجراس لإنهاء مرحلة ما بعد 2003 وبدء عهد جديد في العراق.
لم يقتصر دعم الولايات المتحدة الأمريكية للزعماء الشيعة على الإطاحة بحكم الطاغية صدام حسين في ربيع 2003 وإنهاء قمع غير مسبوق تعرضت له الأكثرية الشيعية إلى جانب الكورد فحسب. واشنطن ساعدت أيضا في تنظيم أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ العراق، ومهدت بالتالي لمجيء حكم جديد ذي غالبية شيعية. في الوقت نفسه توصلت الإدارة الأمريكية في ظل بوش الإبن وأوباما إلى اتفاق ضمني مع إيران على تقاسم النفوذ في بلاد الرافدين.
غير أن الهجوم على مجمع السفارة الأمريكية في آخر يوم من العام الماضي يعني عمليا تفكك عرى التحالف الشيعي-الأمريكي في العراق الذي دام بهذا الشكل أو ذاك طيلة 16 عاما، وكذلك تغيير قواعد اللعبة تماما مع طهران فيما يخص الساحة العراقية. صحيح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ فور وصوله البيت الأبيض بسياسة ممارسة أقصى ضغط على نظام ولاية الفقيه في إيران وأذرعه السياسية والعسكرية في المنطقة، إلّا أن الطرفين حافظا على تفاهماتهما بهذا القدر أو ذاك في العراق خلال محاربة إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش. كما حافظت واشنطن على شعرة معاوية في علاقتها بالإسلام السياسي الشيعي العراقي وواصلت دعمها المالي والعسكري القوي للحكومة العراقية والذي تكثف أكثر أثناء رئاسة حيدر العبادي بعد 2014. لكن الآن تغيّرت قواعد المعادلة.
بعد استهداف قواعد كتائب حزب الله العراقي والرد "الشيعي" عليها أصبح من المؤكد أن إدارة ترامب ستراجع سياسيتها إزاء العراق. صحيح أن الضربة الأمريكية تبدو غير مدروسة تماما ووفرت فرصة لإيران وحلفائها لتسجيل نصر سياسي ومعنوي، لكن التقييم النهائي للأحداث يتطلب انتظار الأيام والأسابيع القادمة، سيما وأن محاصرة السفارة في بغداد ذكّر الرأي العام الأمريكي باقتحام مقر البعثة الدبلوماسية الأمريكية في ظهران واختطاف طاقمها قبل 4 عقود من قبل أنصار راديكاليين للخيميني، وما عناه ذلك من إذلال للقوة العظمي. وكل ذلك يأتي مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى خلال أقل من عام وطموحات ترامب بالفوز مجددا. ومن دون شك أن الرئيس الأمريكي يجد نفسه مضطرا لإعادة حساباته وضبط بوصلة مواقفه تجاه الصراعات المحتدمة في العراق.
من المؤكد أن قيادات الأحزاب الكردية العراقية سترى في تفاقم التوتر الأمريكي-الشيعي العراقي فرصة سانحة لإظهار "ولائها" التقليدي لحليفها الأمريكي ولتعزيز استقلالية أربيل عن بغداد. من جهة أخرى توفر هذه التطورات للأحزاب والقوى السنية العراقية بمختلف توجهاتها أرضية مناسبة لترميم وتحسين علاقتها مع إدارة ترامب.
غير أنه يصعب القول أيضا بإن "البيت" الشيعي العراقي سيتخذ موقفا موحدا. فقد أثبت وصول أتباع الحشد الشعبي إلى محيط السفارة الأمريكية بسهولة والموقف الضعيف والمتخاذل للقوات الأمنية، بل وحتى ترحيبها بـ"المحتجين" مدى هيمنة ميليشيات الحشد الشعبي على مقاليد السلطة في الدولة العراقية. من المرجح أن هذا الوضع سيؤدي إلى إصطفاف جديد داخل "البيت" الشيعي الهش أصلا. فمن الواضح أن مقتدي الصدر وحيدر العبادي ، زعيمي الكتلة الأولى والثالثة في البرلمان العراقي سيشعران بالقلق من تغير موازين القوى لصالح قوى معروفة بأنها تملك علاقة أقوى بإيران وتحظى بدعمها.
أما السؤال الأكبر فيتعلق بتأثيرات الغارات الجوية ضد ميليشيات حزب الله العراقي ومحاولة اقتحام السفارة الأمريكية على موجة الاحتجاجات المستمرة من 3 أشهر وعلى موقف إدارة ترامب منها. فهل تنجح القوى الموالية لطهران في سحب البساط من تحت الحراك الشعبي المطالب برحيل الطبقة السياسية وتحجيم النفوذ الإيراني في العراق، أم أن التطورات الأخيرة ستساهم في فرز المواقف في الشارع العراقي وتعزيز الأمل برسم ملامح عهد جديد في عشرينيات القرن الواحد والعشرين.



#ناجح_العبيدي (هاشتاغ)       Nagih_Al-obaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمقى ينتصرون دائما!
- الحلبوسي وجائزة نوبل للاقتصاد!
- العراقيون بين واقع البطالة وحلم التعيين!
- دين الغرب الجديد وأنبياؤه وشهداؤه
- ابن خلدون والمعادلة الصعبة بين الدولة والاقتصاد
- الثورات العربية وأوهام التغيير
- مارشالات وعرفاء
- سعر الإنسان لدينا ولديهم؟
- هل سيتعلم المسلمون من نيوزيلندا؟
- الجيش العراقي ’’الباسل’’
- خاشقجي وتروتسكي وما بينهما
- من هو الرابح الأكبر من من وراء اختفاء خاشقجي؟
- الانفجار السكاني: أم القنابل
- الليرة والدينار وأوهام الطغاة
- وما تحالفوا ولكن شُبّه لهم!
- ذكرى ثورة تموز: ليس بالنزاهة يتميّز السياسي
- صحوة الموت للبرلمان العراقي
- الانتخابات العراقية: العتبة الانتخابية وكثرة الطباخين
- مقتدى الصدر وإغراءات السلطة الكاريزمية
- مصر: هل يُصلح الاقتصاد ما يُفسده السيسي؟


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح العبيدي - نهاية عقد ..بداية عهد!