أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - مقاومة / معارضة // Résistance / opposition















المزيد.....

مقاومة / معارضة // Résistance / opposition


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرا غرد الضابط السابق السيد مصطفى اديب تغريدات لم تكن متوقعة ، ولم تكن عادية ، وهي تدور حول الارتقاء بالنضال من مجرد المعارضة السياسية ، الى المقاومة التي تركها مفتوحة في شقٍ للجانب السياسي ، وفي الشق الاخر دعا الى حمل السلاح في مواجهة النظام القائم في المغرب .
ورغم انها المرة الأولى في تاريخ الصراع بين النظام ، وبين المعارضة ، يخرج ضابط سابق في الجيش ، صراحة بنداء الدعوة الى حمل السلاح ، وهي دعوى ستثير نقاشات ، واستفهامات ، وتساؤلات من قبل المعنيين بالشأن العام المغربي ، فإن الدعوة في حد ذاتها ، خدمت مصطفى اديب من حيث لا يدري ، ولا يحتسب ، لأنها فنّدت ، وكذبت كل الاتهامات التي تربط الرجل بهشام العلوي ، الذي سيرفض أي نقاش يتعلق بالدعوة الى حمل السلاح ضد النظام ، لأنه سيعتبر هكذا دعوة عملا إرهابيا ، يستخدم العنف المسلح ، ولا يستخدم الآليات الديمقراطية في الوصول الى الحكم .
كما ان هكذا دعوة منفردة ، تثير التساؤل عن حقيقة الحزب الجمهوري ، وحقيقة الأشخاص المنتمين الى الحزب ، لان السؤال . هل استشار القبطان مصطفى اديب اشخاص الحزب / قيادة الحزب ، إن كان هناك حزب ، وكان به اشخاص ، ام ان الدعوة الى المقاومة بشقيها السياسي والمسلح ، هي دعوة منفردة اقتنع بها مصطفى اديب بمفرده ، بعد انتكاسات قد تكون مست مثلا ، " الائتلاف المغربي للتنديد بالدكتاتورية بالمغرب " الذي كان مخترقا من قبل عصابات البوليس .
وبالمناسبة أتساءل . هل الاضراب عن الطعام الذي اعلنه السيد مصطفى اديب امام قصر الإليزيه بباريس ، كان قرارا منفردا ، ام انه قبل خوضه الاضراب ، استشار مع قيادة " الائتلاف للتنديد بالدكتاتورية بالمغرب " ، وخاصة وان مصطفى اديب من خلال ذاك الاضراب الذي دعوته مرارا الى فكه ، يكون قد سقط في فخ البوليس المغربي ، الذي ينسق مع البوليس الفرنسي ، لان الغاية من عدم مبالات البوليس الفرنسي ، ولا الدولة الفرنسية بالحالة الصحية التي أصبحت بعد الاضراب ، كانت هي ترك مصطفى ينتحر لوحده ، وعين طيب خاطره .. فيتخلص منه الجميع فرنسيس ، ومغاربة ..
فهل الدعوة الى الانتقال الى المقاومة ، خاصة في شقها الشبة العسكري ، هي شبيهة بالخطأ عن اعلان الاضراب عن الطعام من جانب واحد ؟

ما صدر عن القبطان مصطفى اديب ليس بالعادي ، بل هو في ظل الظروف الحالية ، يشكل استثناء عن القاعدة العامة ، التي تحكم مختلف أنشطة الجماعات التي تشتغل بالسياسة في المغرب .
ان الرفع من وثيرة المجابهة من درجة المعارضة ، التي اعتبرها متجاوزة ، ولا تتناسب مع الوضع المغربي الذي يخضع لنظام سليل الحماية Issue du protectorat ، الى درجة المقاومة التي بررها بكون المغرب لا يزال مستعمرا من فرنسا ، من خلال تنصيبها لنظام يرعى ويخدم مصالحها ، وبكون المغرب لا يزال خاضعا لاتفاقية الحماية التي ستنتهي حتى سنة 2055 ، مما يستوجب تطوير النضال الى درجة المقاومة ، هو قفزة نوعية تعدت الطفرة في تحديد من هو العدو ؟ ما هي مصالحه ؟ من هي طبقاته الاجتماعية ؟ ، ثم ماهي آليات الابتكار لمقاومة تبقى جنينية لعدة اعتبارات سنتطرق اليها لاحقا .
ان ما سيثير استغراب من يشتغل بالسياسة ، وبالشأن العام ، هو عدم تحديد سقف معين لآليات المقاومة ، خاصة وان هناك دعوة لحمل السلاح ، كآلية تبقى مطروحة الى جانب الآلية السياسية .
قبل ان نناقش جوهر الدعوة الى المقاومة ، بمفهومها الشامل الذي يضم استعمال السلاح ، اود ان اشير ، وان اطرح السؤال ، عن الجهة ، او الجهات التي يخاطبها القبطان مصطفى اديب بدعوته للمقاومة .
فإذا كان يقصد بذلك الشعب ، فالدعوى ستبقى عبارة عن صيحة واد ، لان الشعب الذي يجهل وجود شيء ، يسمى بالمعارضة الراديكالية السياسية ، يصعب عليه فهم ، وتفهم الدعوة الى المقاومة في شقها الشبه عسكري ، اللهم إذا أضاع النظام الصحراء ، وبدأت الدولة في التحلل والانحلال ، هنا يمكن هضم حصول بعض المناوشات العسكرية من قبل بعض الناس الغير المنظمين ، إذا تمكنوا من الاستيلاء على سلاح بعض الوحدات من الجيش ، والدرك ، والشرطة التي تكون قد صُدمت من خسارة الصحراء .
اما إذا كان الدعوة موجهة الى من جرب المقاومة المسلحة في الماضي ، واخص بالذكر منهم جماعة 16 يوليوز 1963 ، وجماعة حركة 3 مارس 1973 الاتحادية ، وحتى مشاركة عناصر الحركة في الانقلاب العسكري للجيش في سنة 1972 مع الجنرال محمد افقير ، فأكيد انهم لا ، ولن يستسيغوا الدعوة الى حمل السلاح ، لانهم اندمجوا ضمن مؤسسات الدولة ، واصبحوا من المُطبّلين اليها ، وهم اول من سيرفض مثل هذه الدعوة ، لانهم سيعتبرونها طفولة يسارية ، او يمينية ، او اسلاموية غير مسؤولة ، ومن ثم سيكونون اول من سيخبر البوليس بالدعوة الى حمل السلاح في وجه الدولة ، لان التبرير الذي سيخفون به عمالتهم ، هو تفادي الحرب الاهلية الموصلة الى الفتنة ..
اما فلول اليسار المتطرف ، وبعض الجماعات الماركسية ، كالأمميون الثوريون ، وجماعة 30 غشت ، والبديل الجذري ، وتيار المناضلة ، ورابطة العمل الشيوعي ، والنهج الديمقراطي القاعدي / البرنامج المرحلي ، والكراسيون ... وحتى النهج الديمقراطي .. فهؤلاء سيعتبرون الدعوة الى حمل السلاح في وجه الدولة ، بمثابة دعوة انقلاب فوقي ، وبمثابة بلانكية ، تعيد نفسها بشكل كاريكاتوري ، ومهزلي ، كما سيعتبرونها نوعا من الانتحار ، لان الثورة بالنسبة لهم ، يجب ان يقوم بها العمال ، والفلاحون ، والطلبة على طريقة الثورات التي حصلت بروسيا وبالصين .. ( الثورة الوطنية الديمقراطية ) ..
وهنا نشير ان صقور الاختيار الثوري عندما قرروا الدخول من الجزائر الى المغرب ، لخوض حرب المقاومة ، وليس حرب التحرير الشعبية ، تم اعتقالهم دون اطلاق ولو رصاصة واحدة ، في حين ان حركة " لنخدم الشعب " الماوية التي انفصلت عن منظمة 23 مارس الماركسية ، رفعت في حينه الدعوة لصعود الثوار الى الجبال لخوض حرب الشعب الطويلة ، لكن ما حصل ان الدعوة بقيت صيحة في واد ، بل تم ادانتها من قبل منظمة الى الامام ، ومنظمة 23 مارس عندما اعتبراها دعوة بلانكية .
فكيف يمكن فهم الدعوة الى حمل السلاح ، والصعود الى الجبال ، العارية من الأشجار، بفعل نهب القرويين الجبليين للغابة ، وطائرات الميراج مستعدة لحرق كل الجبال ، وليس فقط الجبال التي كان سيتواجد بها الثوار ؟
وبالنسبة للجماعات الاسلاموية / جماعات الإسلام السياسي ، فباستثناء بعض جماعات التكفير ، والداعيشية التي قد ترحب بالفكرة ، الاّ انها لن تصفق لها ، لكون الداعي لها القبطان مصطفى اديب لا ينتمي اليها ، وانه ينتمي الى مدرسة تكرهها هذه الجماعات التي تنشد الفاشية .
إذن لمن سيوجه السيد مصطفى اديب دعوة حمل السلاح في وجه الدولة ؟
هل للشعب الذي اخذت منه سياسات الدولة ؟
هل للحركات سليلة اليسار الماركسي السبعيني ؟
هل للحركات الاسلاموية / الإسلام السياسي ؟
هل الدعوة موجهة الى الضباط ، والى ضباط الصف ، والجنود الوطنيين الاحرار ، إن كان هناك حقا ضباط ، وضباط صف ، وجنود وطنيين احرار ؟
فلمن تم توجيه دعوة حمل السلاح ؟
لكن الذي يجهله القبطان مصطفى اديب ، ان الدعوة العلنية ، وأكرر العلنية ، قد تكون دعوى ضده ، لا لصالحه ، لأنه سيتم تكييفها بالدعوة الى الإرهاب ، ويستوي هنا الإرهاب الأحمر ، وإرهاب الإسلام السياسي ، وإرهاب التكفيريين ، وإرهاب الانفصاليين الريفيين ، والصحراويين . وفي وضع كهذا ، سيصبح راس القبطان مصطفى اديب مطلوبا من قبل النظام دوليا ..
ان مثل هذه الدعوة لحمل السلاح يجب ان تبقى سرية ، وفي طي الكتمان ، لان جهوريتها لا تكون ، الاّ عند مباشرة الحرب الاهلية ، او عند قيام ثورة شعبية عارمة ، ويصبح النظام يعيش اخر ساعات وجوده ، بخلق مقاومة / لمقاومة جيوب مقاومة النظام .
وبالرجوع الى تاريخ المقاومة المغربية ضد النظام المغربي ، لم يسبق لأية منظمة ، او حركة ، ان دعت جهرا الى المقاومة بحمل السلاج في وجه الدولة ، بل كان التخطيط في مثل هذا النوع من النضالات الثورية ، يثم بالكتمان ، وفي السرية المطلقة ، لان الأمور كانت جد خطيرة ، وكانت تتعلق بقلب نظام فيودالي ، كمبرادوري ، اوليغارشي ، بتريمونيالي ، بتريركي ابوي ، اثوقراطي ، ثيوقراطي ، قروسطوي ، فريد من نوعه في العالم .
ورغم ظروف السرية التي كانت تطبع كل المقاومات المسلحة ، فإنها فشلت في اطلاق رصاصة واحدة ، ليس بسبب انعدام التخطيط ، بل بسبب الخيانات من قلب التنظيم ، لا من خارجه .
وبالرجوع الى التاريخ في ما يخص المقاومة المسلحة ، فانه باستثناء السيد مصطفى اديب كضابط بالجيش ، وباستثناء الضابط الملازم احمد رامي اللاجئ بالسويد ، لم يسبق لأحد ان دعا جهرا ، وعلانية بالدعوة الى حمل السلاح كشكل من اشكال المقاومة المدينية .
والسؤال هنا ، اليس اجدر عوض الدعوة الى المقاومة المدينية ، وهي تكون سريعة الاختراق ، الدعوة الى حرب الشعب الطويلة الأمد ، وهذا النوع من الحرب لا يتقنه غير البرابرة سكان الجبال ، أي خلق جيش تحرير حقيقي .
والسؤال هل من السهولة تجميع البرابرة في حركة واحدة ، وموحدة ، والدفع بهم كجيش تحرير ، لإسقاط النظام ؟
ان من يفكر بهذا المستوى يكون بمن يتوهم ، او يتخيل ، او انه قادم على الانتحار ، لأنه بمجرد ذكر كلمة جيش تحرير ، والدعوة للتحرك ، وقبل التفكير في التحرك ، اكيد سيكون الدرك لك بالمرصاد .
ان هذا يفكرنا بمحاولات منظمة الى الامام الالتجاء ، والالتحاق بالبادية ، والجبال ، والتسلل وسط الفلاحين ، والقرويين كحصّادة ( الحصاد ) ، لكن بمجرد ان فتحوا النقاش مع الفلاحين حتى اخبروا بهم الدرك ... كما لا ننسى كيف تم تجنيد القرويين للبحث عن الضباط ، وضباط الصف ، والجنود الذين فروا من المعتقل " النقطة الثابتة رقم 3 " في يوينيو 1975 ، وساهموا في إعادة القاء القبض عليهم ، فتعرضوا الى القتل بدم بارد في نفس المعتقل من قبل الجنرال احمد الدليمي / حسني بنسليمان / مولاهم حفيظ العلوي / ادريس البصري / العميد بنمنصور / مولاهم علي العلوي ....الخ .
فهل دعوة القبطان مصطفى اديب لحمل السلاح ، كآلية من آليات المقاومة المسلحة ، تتلاقى مع دعوة الملازم اللاجئ بالسويد احمد رامي ، حين لم يدع الى المقاومة المسلحة ، بل دعا الى الإرهاب حين قال " عندما تسود الخيانة ، ويعم الفساد ، ثم تكم الافواه ، لا يبقى الا ما فعله خالد الاسلامبولي ورفاقه " .
فهل السيد مصطفى اديب مع الدعوة لاختصار الحرب الاهلية ، باستعمال السلاح لاغتيال محمد السادس على طريقة اغتيال محمد انوار السادات على يد خالد الاسلامبولي ؟
واذا كان تبرير القبطان مصطفى اديب للدعوة لحمل السلاح ضد نظام محمد السادس ، مرده الى ان فرنسا لا تزال تحكمنا ، من خلال عقد الحماية ، وهو ما يبرر استخدام السلاح لطرد أعوان فرنسا ، أي محمد السادس ، ونظامه ، فالسؤال هنا : من دخل اول الامر الى المغرب ؟ هل العلويون الذي دخلوا المغرب منذ ثلاث مائة وخمسين ( سنة 350 ) ، ام الفرنسيون الذين ادخلهم العلويون لحمايتهم من ثورات القبائل البربرية في سنة 1912 ؟
إن من بين المقاصد التي جهلها مصطفى اديب في دعوته الى تجاوز المعارضة ، والانتقال الى مرحلة المقاومة خاصة المسلحة ، محاولة تحججه بميثاق الأمم المتحدة ، الذي يشرع المقاومة المسلحة للشعوب المستعمرة ، أي الشعوب التي تكون محتلة من قبل مستعمر اجنبي ، هنا هل فرنسا تتواجد بالمغرب عسكريا كدولة احتلال ، ام انها تسيطر على المغرب من خلال الشركات الكبرى ، ومن خلال الاقتصاد ؟ وهنا كذلك ، هل النظام الملكي نظام فرنسي ، ام انه نظام مغربي ترعاه وتضمن حمايته فرنسا ؟
اعتقد ان الجواب يبطل الدعوة لحمل السلاح ، لصالح المعارضة التي قد تكون استراتيجيتها ، هي قلب النظام بواسطة العنف الثوري ، الذي ينتهي في آخر المطاف باستعمال السلاح عندما يقترب النظام من السقوط ، فيكابر للبقاء ، أي استعمال السلاح للقضاء على جيوب مقاومة النظام .
لكن ان القول بهذا التشريع الاممي ، الذي يدعو الى المقاومة ، هو استثناء وليس بقاعدة عامة ، لان ما يسمى بالأمم المتحدة ، هي من اضرت بالمقاومة المسلحة الفلسطينية التي تحولت الى مجرد معارضة سياسية ، وهي نفسها من قضت على الكفاح المسلح الذي خاضته جبهة البوليساريو ، ولتتحول منذ سنة 1991 الى مجرد معارضة سياسية ، وهي ، أي الأمم المتحدة ، هي من قتل سنكارا ، وبتريس لومبا ، وتغاضت عن سجن مانديلا لما يفوق سبعة عشر سنة ، وهي من تتكالب على الشعوب ، وتميل الى الأنظمة ، والى الدول الاستعمارية ، بل ان الأمم المتحدة تغاضت النظر ، ولم تحرك ساكنا ، وكأن شيئا لم يقع عند قلب فاشيست الجيش ، النظام الوطني للرئيس سلفادور ألندي بالشيلي ....
ان التحجج بميثاق الأمم المتحدة ، لتبرير المقاومة المسلحة بالمغرب ، هو عين الخطأ ، بسبب التناقض بين ما ينص عليه الميثاق الاممي كفلسفة للديماغوجية ، وبين الواقع الذي ينطق به التراب المغربي .
فإذا كانت الغاية من شرعنة المقاومة المسلحة للشعوب ، تبقى من المبادئ العامة ، والاخلاقيات ، فان الأمم المتحدة هي اول من عارض ، ورفض العديد من النضالات المسلحة للشعوب ، بل ذهبت الى نعتها بالإرهاب ، وبالتطرف ، بل وقد ادانتها في العديد من الحالات ، ولنا هنا ان نذكر بموقف الأمم المتحدة من المقاومات المسلحة ، للعديد من المنظمات الوطنية الثورية ، كجبهة فرباندو مارتي للتحرير الوطني ، الطريق المضيء ، توباماروس ، الالوية الحمراء الايطالية، العمل المباشر الفرنسية ، الخلايا الثورية البلجيكية ، الجيش الأحمر الياباني ، حركة 17 مايو اليونانية ، الجبهة الكورسيكية للتحرير الوطني ، الجيش الثوري الباسكي ، وبما فيه حتى السياسي لهنري باتاسون .... لخ .
ان التحجج بالميثاق الأممي لتبرير المقاومة المسلحة ، يتعارض مع التربة المغربية التي ترفض هذا النوع من العمل السياسي ، لأنه يتنافى ولا يستجيب للتطورات التي تحكم الفاعلين السياسيين الجذريين ، وتتعارض بالمطلق مع التركيبة الذهنية للشعب المغربي ، الذي سيعتبر الدعوة للمقاومة المسلحة ، خطرا على وحدة اللحمة المغربية ، لان المقاومة المسلحة لا تكون الاّ عند وجود محتل اجنبي يستعمر دولة ويستعمر شعبا .
وهنا يمكن ن نطرح السؤال : لماذا فشلت كل محاولات استعمال السلاح ضد الدولة بالمغرب ، ولماذا فشلت كل دعوات العنف الثوري الشعبي الجماهيري ؟
ولماذا كان المغاربة هم من كان يسرع لتبليغ البوليس ، والدرك ، والسلطة ، بكل محاولات ادخال السلاح ، او بواقعة وجود السلاح ، ويخبر بالأشخاص المسؤولين عن ترويج السلاح ، لإشعال حرب المقاومة المسلحة ، او الإعلان عن حرب الشعب الطويلة الأمد ؟
وإذا كان من المفروض ان الدعوة لحمل السلاح في وجه الدولة ، يعني منظمة ، او تنظيم ، او جماعة ، وبغض النظر عن مرجعيتها الأيديولوجية ، فدعوة السيد مصطفى اديب ، يجب من المفروض ان تخاطب مرجعية أيديولوجية ، والاّ ستكون الدعوة نشازا ، وصيحة في واد ، لان إرماء دعوة بهذا الشكل ، ليس من الامر السهل ، وستترتب عنها نتائج قد تكون مأساوية ، هذا إذا افترضنا جدلا ان البعض من الافراد ، وليس الشعب ، قد يكون التقط الدعوة بحسن نية .
ان الدعوة الى المقاومة المسلحة ، تقتضي وجود أسلحة ، وذخيرة ، وقواعد شبه عسكرية متقدمة ، وقواعد ثابتة ، وقواعد متحركة ، وانْ يكون هناك فيالق ، وكتائب ، وكومندوهات قد خضع للتدريبات العسكرية ، وان يكون هناك تخطيط لتحديد بنك الأهداف التي سيشملها الهجوم ، وان يكون هناك تحضير للمستشفيات المتنقلة ، والثابتة لمعالجة المصابين من أصحاب السلاح ..... فهل هذا يعني ان السيد مصطفى اديب قد ادرك كل هذه الأرضية ، ولم يبق له غير توجيه دعوة المقاومة المسلحة ... ؟ .
وإذا لم يكن الاستعداد والتحضير للمقاومة المسلحة ، قد تمكّن من كل هذه الآليات ، والاستراتجيات ، فان دعوة القبطان مصطفى اديب تعتبر كأنها لم تحصل ابدا ، اللهم كعسكري سابق ، قد يكون يشارك الملازم احمد رامي دعوته ، الى الاغتيال المباشر لمحمد السادس على طريقة اغتيال انوار السادات من قبل الاسلامبولي ؟
ومرة أخرى فان دعوة السيد مصطفى اديب الانتقال الى المقاومة المسلحة ، تفند ، وتبطل ، وتكذب اية علاقة له بهشام بن عبدالله العلوي ، الذي سيرفض ، وتحت جميع الاعتبارات ، اللجوء الى العنف في شقيه السياسي / الثورة لقلب النظام ، والمسلح لقلب النظام كذلك ..
ان اقوى سلاح للمقاومة ، عوض الدعوة الى العنف ، يبقى هو التوعية ، هو استعمال الاعلام الذي يزور في كل ثانية البيوت بدون إذن ، هو الأقلام الملتزمة الغير خائنة ، هو الاعلام السمعي والبصري ..
فعندما يتجدر وعي الشعب ، ستتجدر المقاومة النضالية السلمية ، وستتوسع القاعدة المعارضة ، وغاندي عندما حرر الهند ، فهو لم يحررها بالسلاح ، ولا مارس العنف الثوري المادي ، بل حررها باقتناع الشعب الذي آمن بقضيته ، وعندما يبلغ الإيمان درجاته القصوى وسط الشعب ، فلا كلمة تعلو آنذاك فوق كلمة الشعب ..
سنة سعيدة للجميع ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتقاد الملك // Le critique du Roi
- القادم أخطر و أصعب .
- الإنتفاضة الشعبية
- نفس المحاربين // Les mêmes gladiateurs // Le polisario
- المغرب يتسول // Le Maroc se mendicité
- الوضع القانوني لتفاريتي // La situation juridique du Tifarit ...
- الجزائر تطرد المغاربة // LAlgérie extrade les Marocains
- صفقة القرن
- تفاريتي // Tifariti
- الرئيس الجزائري تبون
- تحليل الانتخابات الرئاسية الجزائرية // Analyse des élections ...
- تحليل // Analyse --- الاغتيال السياسي في المغرب // Lassassin ...
- اليسار الملكي // La gauche royale
- فشل زيارة مايك بومبيو الى المغرب // L’échec de la visite de ...
- أية جمهورية // Quelle république
- ثلاثة وستين مرت ، الى متى ؟ Soixante - trois années , jusqua ...
- المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو // Le quinzième congres ...
- تحليل / Analyse // الملك يسود ولا يحكم / Le Roi règne mais n ...
- رايات الاستعمار ترفرف فوق العواصم العربية / Les drapeaux col ...
- الولايات المتحدة الامريكية / اسرائيل // Les Etats nis d’Amér ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - مقاومة / معارضة // Résistance / opposition