أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - حول التربية الجنسية في المؤسسات التعليمية التونسية؟














المزيد.....

حول التربية الجنسية في المؤسسات التعليمية التونسية؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 06:15
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مقدمة:
لم أقرأ بعدُ برنامج المادة التربوية الجديدة المُدرجة هذه السنة في التعليم الابتدائي، المستقلة والمسمّاة رسميًّا "تربية جنسية"، ولم أطّلع أيضًا على فلسفة مصمِّمِي برنامجها، ولكنني أشك في أهلية مَن سيدرّسها من المعلّمين. هي مادة-تَقاطُع اختصاصات متعددة (Une discipline-carrefour): بيولوجيا، طب-وقاية، علم اجتماع، أنتروبولوجيا، علم نفس الطفل، قانون، فقه، إلخ. لذلك لن أبدِي فيها رأيًا حتى أعرف عنها أكثر، وسأكتفي بعرض تجربتي البيداغوجية المتواضعة في هذا المجال كأستاذ سابق في علوم الحياة والأرض طيلة 38 سنة (1974-2012).

تجربتي في تدريس ما بدا لي أنا أنه "تربية جنسية علمية بحتة" في ذلك العصر (1974، أستاذ إعدادي وعمري 22 سنة)، تدريسها ليس كمادة تربوية مستقلة، بل كمِحورٍ مُهِمٍّ (Un chapitre important des SVT) من محاور اختصاصي (سأحكي عن نفسي فقط ولا أتحمل أخطاء بعض زملائي، هذا إذا وقعوا في أخطاءٍ بيداغوجية خلال تدريسهم لهذا المحور):
- درّستُها لتلامذة الثالثة إعدادي منذ 1974 (التاسعة أساسي حديثًا بالعربية، والثالثة ثانوي سابقًا بالفرنسية، أي في فترة المراهقة، سن 15). سنة 1974 هي أول سنة لي في التعليم.. نعم درّستُها في الجمهورية التونسية منذ 1974.
- ماذا كنتُ أدرّس بالضبط؟ كنتُ أدرّس: 1. تركيبة الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي ووظائف أعضائه بالتفصيل والاستعانة بقالب بلاستيك مجسّم لكل الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية، مجسّمٌ قابلٌ للتفكيك والتركيب من قِبل التلامذة في حصص الأشغال التطبيقية. 2. الأمراض والإصابات المنقولة جنسيًّا (MST & IST)، مثل السيدا والتهاب الكبد "نوع ب"، وكيفية الوقاية منها. 3. وسائل منع الحمل (كنتُ أطلب من تلامذتي جلبَها من أقرب مركز للتنظيم العائلي).
- كان هذا المحور يشدّ التلامذة شدًّا، وكنتُ أدرّسه بكل مِهَنِيةٍ وجديةٍ وصرامةٍ علميةٍ، وكنتُ أقول لتلامذتي: "لا حياءَ في العلم كما لا حياءَ في الدين". من حسن حظي المِهَنِي أن تدريسَ هذا المحور بالذات لم يتسبب لي في أي مشكلة خلال مسيرتي المهنية التي دامت 38 سنة بالتمام والكمال، لا مع التلامذة ولا مع أولياء أمورهم ولا مع الإدارة، وكنتُ أرى في تدريسه مصلحة كبيرة وفائدة مباشرة للتلميذ كفرد وللمجتمع كعلاقات سليمة بين الأفراد، وأرى أيضًا في تدريسِ هذا المحور الجذّاب لاهتمام التلامذة، كل التلامذة دون تصنيفٍ سخيفٍ، أرى فيه تَجْسِيرًا بين العلم والحياة، فالعلم -هنا- خرج من دائرته الضيقة، المخابر والجامعات، خرج إلى أفقٍ أرحبَ بكثيرٍ، ألا وهو أفقُ الحياة. صادَفَ مرة أن كانت ابنتي الكبرى من تلامذتي وقدّمتُ الدرسَ كما عهدتُ تقديمَه في الأقسام الأخرى دون زِيادةٍ أو نُقصانٍ، وإيمانًا مني بأهمية التربية الجنسية ولتعميم الفائدة درّسته -وعن وعي- لولدَيَّ الآخرَين في المنزل، ولدَيَّ اللذيْن لم يسعفهما الحظ بالتتلمذ على أبيهم في السنة تاسعة أساسي.
- في برنامج هذا المحور، لا توجد أي إشارة لتناول موضوع التحرّش الجنسي ولا الوقاية منه، وأنا، تمسّكًا ديونتولوجيًا مني بأخلاق المهنة، لم أتناوله في حصصي، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ. لذالك أقترح إدراجَه لاحقًا، في نطاق الإصلاح التربوي المرتقَب، في محور اختصاصنا بعد تكوين أساتذة العلوم في هذا المجال تكوينًا علميًّا معمقًا على أيدي أطباء نفسانيين وأساتذة جامعيين مختصين وليس على أيدي متفقدين غير متكوّنين أكاديميًّا في هذا المجال.

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À--- un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 1 جانفي 2020.

عام 2020، إن شاء الله، وشاء معه البشر، يكون عامًا سعيدًا على الإنسانية جمعاء. آمين



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقولات في علم -تخلّق المُخ البشري- (L’épigenèse cérébrale)
- مقولات ديداكتيكية في الإصلاح المرتقَب للنظام التربوي التونسي ...
- وصفةٌ مجرّبةٌ للسعادة اللامادية قد يستفيد منها المتقاعدون من ...
- يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعًا)، قد ...
- جل يساريينا الماركسيين التونسيين، مثقفون بورجوازيون صغار، أع ...
- منذ نصف قرن وتونس تَشْهَدُ -جريمةً- في حقِّ الدولةِ الصلبةِ ...
- ترجمة لبعض المفاهيم الإسلامية التي صادفتها في قراءاتي بالفرن ...
- فلسفة الأخلاق؟
- المجتمع الجمني بين الأمس واليوم (1952-2019)؟
- مَن هي الفئات الاجتماعية التي انخرطت كليًا في النمط المعَوْل ...
- لا أتفق مع القوميين المتحزبين المتعصبين في المواقف التالية؟
- ما وراء التحرر الجنسي في مجتمعاتنا الحديثة السائلة؟
- الجهادُ ضدَّ النفسِ، شعاري في الحياة؟
- من كوارث المجتمع الرأسمالي السائل (La société liquide)؟
- الأحزاب الصلبة والنصف-صلبة والسائلة في تونس؟
- وصفة ماكرونية ماكيافيلية للقضاء على الانتفاضات الشعبية: انتف ...
- -البيداغوجيا النبوية-: رسولُنا وَضَعَ ثقتَه فِينا، فلْنكنْ ع ...
- إيريك زمّور، عدو خمسة ملايين مسلم فرنسي. مَن هو؟
- خَمسُ خِصالٍ لأبي بكر الصدّيق، خَمسٌ ميزته عن باقي الخلفاء ا ...
- عن أي خبراء وبرامج تتحدثون أيها الحكام الذين ليس بإرادتكم تح ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - حول التربية الجنسية في المؤسسات التعليمية التونسية؟