أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم الراوى - ملخص قصة مسلسل عمر أفندى















المزيد.....



ملخص قصة مسلسل عمر أفندى


محمد عبد المنعم الراوى

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2019 / 12 / 31 - 18:28
المحور: الادب والفن
    


(مسلسل اجتماعى)
يتناول حقبة زمنية من حياة المجتمع المصرى القاهرى..
منذ عام 1948 حتى عام 1957
(تنويه)
شخصيات المسلسل وما تعبر عنه من أفكار ورؤى وما يصدر عنها من مواقف وأحداث كلها من وحى خيال المؤلف وإن كانت مستوحاة من أحداث ووقائع تاريخية كان لها أكبر الأثر على المجتمع المصرى فى العصر الحديث.
المسلسل تدور أحداثه الرئيسة خلال الفترة ما بين عام 1948 وعام 1957
البداية ستكون بمشهد واحد قبل نزول التتر حين نقرأ على الشاشة
القاهرة 1921
حيث نرى سيارة ملاكى موديل العشرينيات تجوب ميدان العتبة..يجلس فى الخلف منها رجل أعمال يهودى يدعى (ساسون بيه) تبدو عليه العظمة والأناقة.
تتوجه السيارة نحو منطقة الموسكى..ثم تتوقف أمام إحدى محلات بيع السجاد..
يدخل (ساسون بيه) ويجلس مع صديقه (زكى أفندى) صاحب المحل.
ثم يومأ (زكى أفندى) بالإشارة نحو بائع يعمل لديه يتسم بالوسامة والأناقة..فيراقبانه
فى صمت وإعجاب وهو يتحدث بلباقة وذوق مع بعض الزبائن من سيدات المجتمع..
وهن أيضا يلتففن حوله ويشعرن براحة فى التعامل معه وكأنهن جئن خصيصا من أجله..
وجميعهن ينادونه باسم (عمر أفندى).
ثم ينهض (ساسون بيه) مستئذنا (الخواجة زكى) فى اصطحاب (عمر أفندى) ..
ويتوجهان معا نحو شركة (آروزدى باك) بشارع عبد العزيز..ويقفان فى مواجهتها.
فيذكر (ساسون بيه) (عمر أفندى) بأنه تم بيع شركة "أروزدى باك"
فيخبره (عمر أفندى) بأنه يعلم ذلك..
و هذا ما جعله يغادر الشركة ويعمل لدى (زكى أفندى)
ثم يبدى عمر أفندى دهشته من قرار أصحابها بالبيع
رغم أن "آروزدى" شركة كبرى تتمتع بشهرة واسعة و تحقق مكاسب هائلة!
فيرد عليه (ساسون بيه) بأنهم هم الذين قاموا بشراء الشركة و هذا ما جعله يلجأ إليه..
لأنهم يريدون تحقيق المزيد من النجاح والمكاسب المادية لتلك الشركة!
ـ أنا..وأنا ايه اللى فى إيدى أقدر أعمله؟!
أنا يا ساسون بيه طلعت ولا نزلت مجرد بياع..
صحيح أنا لى زباينى اللى بيجولى مخصوص..لكن برضو بياع..وحفضل طول عمرى بياع!
فيفاجأه (ساسون بيه) أنهم لا يريدونه فقط كبائع ماهر..بل شريكا لهم!
(هنا يضحك عمر أفندى بصوت عال)
ـ شريك!..شريك فين؟!..فى آروذدى؟!
دا انا ما أقدرش أدخل شريك فى باترينة مينى فاتورة فى الموسكى!
قوم تقولى شريك..وفى آروزدى؟!..أكيد حضرتك بتهذر يا ساسون بيه!
فيؤكد له (ساسون بيه) أنه يمتلك الكثير والكثير..ويكفيه ما عرف عنه من لباقة وحسن مظهر وقدرة على إقناع الزبائن واستقطابهم وكسب ثقتهم به..
ـ هو ده رأس مالك الحقيقى يا عمر..اللى خلانا ناخد القرار وندخلك معانا شريك..
واحنا مش محتاجين منك أكتر من كده!..ولو قلتلى دلوقت إنك موافق..
من بكرة الصبح حتلاقى القبة اللى فوق دى مكتوب عليها وبالبنط العريض:
(عمر أفندى)
ـ عمر أفندى !..مش معقول..طب و آروزدى!
ـ آروزدى خلاص حيبقى ماضى وانتهى!
(عمر أفندى يتطلع نحو القبة ويشعر بدوار غير مصدق كلام ساسون بيه)
ـ عمر أفندى!
ـ أيوه (عمر أفندى) !
وهنا ينزل تتر المسلسل
اقتراح حول تتر المسلسل
يفضل عرض بعض المشاهد والصور لبعض المعالم التى كانت تتميز بها القاهرة فى تلك الفترة..مثل: حديقة الأزبكية..الأوبرا القديمة..عمر أفندى.. سينما ريفولى..مسرح الريحانى..كازينو بديعة مصابنى..وغير ذلك من المعالم الأخرى الهامة..
ويفضل أن يكون مصاحبا للتر أغنية قديمة من أغانى سيد درويش أو عبد الوهاب.
وعلى طريقة الفلاش باك نقرأ على الشاشة..
القاهرة 1995
حيث نرى مشهدا من بعيد لميدان العتبة وقد تغيرت ملامحه..
فقد صار مزدحما بالسيارات والباعة والناس..
وحين تقترب الصورة نرى شابا يدعى(عمر) يخرج من شركة عمر أفندى بشارع عبد العزيز متوجها نحو شارع محمد على..ثم يدخل إحدى البيوت القديمة..
ويبدو على عمر الشعور بالحزن والإحباط..
كما أن هيئتة منفرة تبدو من خلال شعره وشاربه وذقنه..ويرتدى ملابس رديئة..
(عبارة عن تيشرت مقلم وبنطلون قديم وشبشب موريتان)
يدخل الشقة فيجد والده (فؤاد) الذى يبلغ السبعين من العمر وزوجة أبيه (وداد) يجلسان فى الصالة ويشاهدان التلفزيون.فيجلس فى مواجهتهما صامتا حزينا..
ويلحظ فؤاد ما عليه عمر من حزن فيسأله عن السبب..فيخبره عمر أنه غير راض عن حياته الرتيبة وحاله الذى لا يتغير..و الوضع العام لشركة عمر أفندى الذى لا ينبأ بالخير
فى ظل تدهور أوضاع الشركة..حيث لا يوجد بضائع جديدة يمكن أن تنافس الشركات الأخرى..ومن ثم لا يوجد زبائن..
وأن كل ما يفعله هو وزملاؤه تناول الفطور وشرب الشاى..وتبادل حكايات ونكات قديمة عفى عليها الزمن مثل تلك البضائع المعروضة فى الشركة.
وهنا يبدى فؤاد شعوره بالحزن والأسى على ما آلت إليه شركة عمر أفندى بعدما كانت تتسم بالأصالة والعراقة والرقى..وغير ذلك؟!
ثم ينظر لعمر باشمئزاز ويعبر له عن استيائه من سوء مظهره الذى لفت إليه نظره مرارا..
ـ وبعدين كم مرة نبهتك إنك تاخد بالك من منظرك ده اللى ما يشجعش أى زبون يدخل الشركة..وحتى لو دخل استحالة حيفكر يشترى ولو إبرة خياطة من بياع زيك منظره بالشكل البشع ده..
وانت كمان لا يمكن حتقدر تقنعه طول ما كلامك كله إحباط وإحساس باليأس والفشل!
هنا ينتفض عمر غاضبا ليؤكد لوالده أنه ليس فاشلا..
وأنه ضحية لمنظومة تعمدت إفشال الشركة وكل العاملين فيها..
ـ والنتيجة..مفيش بضاعة..ولا زباين..ولا مرتبات..ولا حوافز..ولا مستقبل!
ثم ينهض فؤاد متعصبا ويقبض على كتف عمر ليخبره بأن جده أطلق عليه اسم (عمر) على اسم أعز وأقرب أصدقائه وهو (عمر أفندى) لأنه كان يتمنى أن يراه مثله..
فيضحك عمر ساخرا : ـ يا بابا أنا فين وعمر أفندى فين!
فيؤكد له والده أن (عمر أفندى) كان مجرد بائع مثله..لكنه استطاع بحسن مظهره ولباقته أن يؤسس لتلك الشركة التى أصبحت إمبراطورية اقتصادية اسمها "عمر أفندى"!
وأن والده وجميع الموظفين والبائعين كانوا يقتدون به فى مظهره ولباقته بصرف النظر عن الراتب أو الحوافز..أو أى شئ آخر!
ثم يتوجه فؤاد نحو غرفة أبيه المغلقة منذ سنوات..ويخرج منها وهو يحمل شماعة
يتدلى منها بدلة بداخلها قميص وكرافت..ويمسك بيده الأخرى طربوشا أحمر ..
وظل يلوح بهما فى وجه عمر..وهو يسأله : ـ عارف إيه دى ؟!
فيضحك عمر ويجيبه ساخرا : ـ أكيد دى بدلة الملك فاروق!
ـ انت بتتريق!..دى يا أفندى بدلة جدك اللى كان بيروح بيها شغله فى عمر أفندى!
ثم يناوله فؤاد صورة ويدعوه لتأملها جيدا..
ويخبره أن ما يراه فى تلك الصورة جده مظهر أفندى وعمر أفندى والعمال والموظفين
داخل الشركة وهم يرتدون نفس الزى الذى بيده!
كما يلحظ عمر فى الصورة أيضا العديد من رجال وسيدات المجتمع الراقى..
والجميع يملأ ساحة الشركة..وقد بدا عليهم الانشغال بحالة البيع والشراء!.
لكن أكثر ما أثار اندهاش عمر وحزنه معا أن ما يراه فى الصورة
هو نفس المكان الذى يعمل به الآن..(شركة عمر أفندى بشارع عبد العزيز)!
لكن البائعين غير البائعين والزبائن غير الزبائن..فتتساقط الدموع من عينيه
ويتمنى لو أنه عاش فى ذلك الزمن الجميل..ثم يقلب الصورة..فنقرأ على ظهرها:
القاهرة 1948
حيث نرى مشهدا من بعيد لميدان العتبة قديما..
وحين تقترب الصورة شيئا فشيئا نرى مظهر أفندى يجلس على مقهى (متاتيا) بميدان العتبة مع أصدقائه عمر أفندى ويعقوب وبطرس أفندى وهم يتبادلون حوارات ضاحكة..
وفجأة يسود الجميع حالة من الصمت والوجوم حين يعلو صوت الراديو بالنبأ الهام :
( إعلان بن جوريون عن قيام دولة إسرائيل)
من هنا تبدأ أحداث المسلسل التى نحاول أن نصور ونعبر من خلالها عما حدث للمجتمع المصرى ونسيجه المترابط من انقسام وتحولات خطيرة عقب الإعلان عن قيام الدولة الإسرائلية الوليدة؟!
وأهم وأخطر ما حدث هو انقسام اليهود فى مصر على أنفسهم إلى فئتين أساسيتين:
الفئة الأولى: مؤيدة ومدعمة لتلك الدولة التى ستصبح بالنسبة لها الوطن الذى طالما حلمت به!
الفئة الثانية: معارضة ورافضة لتلك الدولة ,, ومتمسكة بالبقاء فى مصر على اعتبار أنها يهودية مصرية وليست صهيونية مغتصبة.
وقد مثلنا لكل من الفئتين بالأختين جارسيا وسالى قاصين..وهما ممثلتان مغمورتان (حقيقيتان) شاركا فى بعض الأفلام المصرية القديمة.
فنجد جارسيا أسرعت بالرحيل إلى إسرائيل بمجرد إعلان قيام الدولة..
بينما أختها سالى ترفض الرحيل وتتمسك بوطنها مصر..
بل وتعلن إسلامها ويصبح اسمها صالحة..وقد علقت على ذلك فى حوار لها :
"أنا متبرئة من أختى..فتراب مصر أفضل عندى من كل بقاع العالم"
ومن خلال شخصية مراد ابن يعقوب الطالب بجامعة القاهرة سوف نعبر عن الفئة الثانية أيضا ..حيث نجد مراد عقب إعلان بن جوريون عن قيام الدولة الصهيونية يشارك طلاب جامعة القاهرة فى التعبير عن مواقفهم الوطنية ورفضهم لتلك الدولة المغتصبة للأرض العربية من خلال مظاهرات حاشدة رفعوا خلالها اللافتات المنددة بالملك والإنجليز..
لكن مراد يعود إلى بيته جريحا عقب المصادمات التى حدثت بين الطلاب والبوليس
حين أرادوا اقتحام قصر عابدين.
ويتم القبض على مراد مرارا..ويصبح مشتبها به لدى السلطات..
حتى صار له ولأسرته سجل بالاسم والعنوان والديانة لدى البوليس..
مما دفع بيعقوب إلى التفكير فى الرحيل عن مصر..بعدما أصبح ممزقا بين رغبته فى التمسك بالبقاء فى مصر وبين الرحيل والنجاة بابنه مراد وزوجته..
لكنه فشل فى أن يقنع ابنته نظيرة فى الرحيل معهم.
وذلك لأن نظيره كانت لها طموحات ترى أنها لن تحقق إلا بالبقاء فى مصر.
حيث كانت نظيرة تعمل بالتفصيل لدى مدام مارى التى تقوم بتصميم وتفصيل فساتين الاستعراضات لفرقة بديعة مصابنى..وذات مرة كانت نظيرة تقوم بتوصيل مجموعة من الفساتين لمدام بديعة..
فرأت الفرقة تقوم بعمل بروفة لأحد الاستعراضات..
فتلمحها مدام بديعة وهى ترقص مع الفرقة من بعيد على استحياء..
فتدعوها مدام بديعة وتسألها عن اسمها وعن رغبتها فى الانضمام لفرقتها..
فتعبر نظيرة عن سعادتها وتخبرها بأنها تحلم بالعمل معها والالتحاق بفرقتها..
فترحب بها مدام بديعة وتطلق عليها (ريتا) بدلا من (نظيرة).
وهذا ما دفع بريتا أن ترفض فكرة الرحيل مع أسرتها..
لكن يعقوب مع عدم قدرته على رؤية زوجته زهرة وهى ترتجف خوفا على ابنهما مراد اضطر أن يتخذ قراره النهائى بالرحيل عن مصر!
فقرر أن يبيع البيت لأخيه (إبرام)..
على اعتبار أنه أولى بالبيت الذى ولدا وعاشا فيه معا منذ زمن بعيد!
ولكنه يتفاجأ بأنه غادر مسكنه بحارة اليهود..كما ترك عمله بالموسكى..
ولا يعلم عنه أحد شيئا..
لكنه استطاع بعد جهد أن يتوصل لعنوان شقته الجديدة بحى الضاهر بعدما تحسنت أوضاعه المادية وحقق بعض طموحاته..لكنه يتفاجأ ب(إبرام) يقابله مقابلة فاترة..
بل ويتعصب عليه حين ناداه باسم (إبرام) لأنه الآن صار معروفا بين أهل الحى الجديد باسم (إبراهيم سعيد القناوى).. وأنه مسلم..
و يعبر يعقوب عن دهشته بما طرأ على إبرام..وعدم اقتناعه بتنكره لاسمه وديانته..
ولكنه لم يعبأ بذلك كثيرا وأخبره بعزمه على الرحيل عن مصر بأسرته..
خوفا على ابنه مراد الذى تم إلقاء القبض عليه مرارا وصار له سجل بالاسم والديانة والعنوان لدى البوليس..
ثم يعرض يعقوب البيت على إبرام ..إلا أن إبرام يسخر مما يعرضه عليه يعقوب..
لأنه كيف سيشترى بيتا صار معروفا بل ومشبوها لدى السلطات!
ويحاول (يعقوب) إقناعه بأهمية البيت وموقعه ويكفى أنه يحمل ذكريات أبيهم وأمهم وطفولتهما معا..فيتظاهر (إبرام) بتأثره وتعاطفه مع (يعقوب) فيعرض سعرا زهيدا لشراء البيت معللا ذلك بأنه سيغلقه..لكنه سيضطر لشرائه فقط من أجل أخيه (يعقوب) وأبنائه والاحتفاظ بتلك الذكريات الجميلة!..
وبالطبع يرفض (يعقوب) عرض(إبرام) الرخيص الذى لم يقدر أى معنى للأخوة!
وبعد تفكير يقرر يعقوب تسليم حجة البيت لصديقه وجاره (مظهر أفندى) على سبيل الأمانة..كما يسلمه ور قة أخرى بالتنازل له عن البيت
ليصبح ملكا له فى حال عدم عودته من جديد.
ويرحل يعقوب بأسرته عن مصر دون ابنته نظيرة (ريتا) التى فضلت البقاء وعدم الرحيل بعد وداع حزين من أسرة مظهر أفندى وأسرة بطرس أفندى له ولزوجته زهرة وابنه مراد.
ومن خلال شخصية الأب (مظهر أفندى) وشخصية الابن (فؤاد)
سوف نلمح اختلافا كبيرا بين الشخصيتين ..
وهو فى الواقع اختلاف بين زمن وزمن أو اختلاف بين عصر وعصر..
حيث إن (مظهر أفندى) ينتمى لعصر الملكية..
ويتعصب له لدرجة أن أطلق على ابنه اسم (فؤاد)..
وكان مؤيدا للملك فاروق..يتابع أخباره ويتفاعل مع كل حدث يسمع به..
فنراه يحزن حين يتم الطلاق بين الملك فاروق والملكة فريدة..
ويفرح حين يتزوج الملك فاروق من الملكة ناريمان..
ويقيم احتفالا فى بيته حين تنجب الملكة ناريمان ولى العهد الأمير أحمد فؤاد..
كما أن (مظهر أفندى) يعشق كل ما هو قديم من الفن و معالم القاهرة..
لذلك سيشعر بالحسرة عند حدوث حريق القاهرة فى 26 من يناير 1952
ثم يتم الإعلان عن قيام ثورة يوليو 1952 ..ويغادر الملك فاروق مصر مجبرا..
فيمكث (مظهر أفندى) فى بيته الذى تركه له يعقوب بشارع محمد على منطويا على نفسه..متجرعا غصص الألم والحسرة على زمنٍ جميل مضى وولى..
لكنه لا يزال يتعلق بالأمل ويحلم بعودة الملك من جديد.
ويظل يحرص على أناقته ومظهره.. حيث يخرج من بيته مرتديا البدلة والكرافتة والطربوش ويمسك بيده عصاة أو عكازا ويبرم شاربه كما كان يفعل الملك والأمراء فى تلك الحقبة..
ويفضل أن يجلس منفردا فى البلكون ليستمع للمطربين القدماء عبر الجرامافون..
أو يمارس هوايته فى العزف على العود الذى صنعه ابنه (فؤاد) خصيصا له فى ورشته أسفل المنزل..أو يتجول وسط القاهرة ليتأمل معالمها ويعيش على ذكريات الماضى القديم!
أو يجلس على مقهى متاتيا المفضل عنده بميدان العتبة مع بعض أصدقائه المقربين وقد كان أقربهم إلى نفسه عمر أفندى وبطرس أفندى.
أما ابنه فؤاد فقد كان ينتمى لعصر ما بعد الملكية..لذلك نراه على النقيض من والده..
حيث كان مؤيدا لثورة يوليو ومعجبا بالضباط الأحرار..وكل ما يصدر عنهم من مواقف وقرارات تدعم مبادئ الاشتراكية والقومية العربية..وغير ذلك مما ألهب نفوس المصريين وجعلهم يتعلقون بمبادئ الحرية والكرامة الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية..
وخلال تلك الأحداث والتحولات التاريخية نلمح جانبا وجدانيا وعاطفيا من خلال العلاقة التى جمعت بين فؤاد و وداد من ناحية وبين فؤاد ونظيرة ابنة يعقوب من ناحية أخرى..
حيث كان يعمل فؤاد مع يعقوب بورشته الخاصة بتصنيع وبيع الآلات الموسيقية..وقد استطاع احتراف تلك المهنة..بل وأجاد العزف على آلة العود والغناء..
وحين يلفت فؤاد بغنائه وعزفه الجميل نظر ريتا تعرض عليه أن يعمل معها فى فرقة بديعة..لكنه يرفض لتمسكه بالعمل فى ورشة أبيها يعقوب.
و يظل يعبر لها من حين لآخر عن مدى إعجابه وحبه لها بالعزف والغناء..رغم أنها لم تكن تبادله تلك المشاعر وذلك لتعلقها ب(أندرو) أحد العازفين بفرقة بديعة.
لكن مظهر أفندى ظل يشجع ابنه فؤاد على الزواج مر ة أخرى بعد فشل وداد فى الإنجاب مرتين..مرة عقب هزيمة 48..ومرة فى يناير 52 عقب حريق القاهرة
وهنا يجدها فؤاد فرصة ليعرض على ريتا رغبته فى الزواج منها..لكنها تصدمه بأنها على علاقة بصديقها أندرو ..وأن ما يعيق زواجهما هو إصرار أندرو على أن يتم زواجهما بعد رحيلهما معا عن مصر..أما هى فلا ترغب فى الرحيل..والواقع أن ريتا لا تعلم بخداع أندرو لها وأنه عضو بارز فى شبكة جوشين الصهيونية التى تتولى تهريب اليهود وأموالهم من مصر!
ويشعر فؤاد بالتمزق والمعاناة النفسية بين تعاطفه مع زوجته (وداد) التى فشلت مرارا فى الإنجاب وبين (ريتا) التى ما زال قلبه متعلقا بها ويرغب فى الزواج منها.
وترحل ماريكا صديقة ريتا المقربة والكثيرات من فتيات الفرقة..بعدما سبقتهم مدام بديعة بالرحيل إلى لبنان..وتشعر ريتا بخداع أندرو لها ومماطلته فى الزواج منها ..
مما جعلها توافق على زواجها من فؤاد بعدما وافق على شرطها بعدم منعها من العمل
بملهى عمها إبرام.
لكن وداد ترفض البقاء والعيش فى بيت واحد يجمعها بتلك الفتاة اليهودية
التى اغتصبت زوجها..فتقرر السفر لبلدتها فى آقاصى الصعيد بصحبة خالتها خديجة
(أم فؤاد) التى تعاطفت معها وكانت ترفض أيضا فكرة زواج ابنها فؤاد
من تلك الفتاة اليهودية حتى وإن كانت مصرية بنت مصرية!
وفى عام 1955 يتم الكشف عن شبكة (جوشين) التى عرفت ب( فضيحة (لافون) التى تتولى تهريب الأموال واليهود من مصر.. وتضطرب العلاقة بين النظام فى مصر وبين الكثير من اليهود..ويقوم وزير الداخلية زكريا محى الدين بمطاردة المشتبه فيهم والقبض عليهم..
أثناء ذلك تنجب ريتا لفؤاد توأما متمائلا ..فتطلق ريتا على أحدهما اسم يوسف..
بينما يطلق مظهر أفندى على الآخر اسم عمر ..وكان يحب أن يناديه ب عمر أفندى.
ثم تحدث خلافات عديدة بين فؤاد و ريتا نتيجة إهمالها لولديهما وإصرارها على العمل بملهى عمها إبرام ..خاصة بعدما علم بأن أندرو حبيبها القديم دائم الترددعلى الملهى.
وتتوالى الهجرات الجماعية لليهود نتيجة المخاوف التى تملكتهم.
ويبدأ إبرام وأندرو وكارمن فى الاستعداد للهروب من مصر ويقنعون ريتا بأهمية الرحيل والهروب معهم لأنها أصبحت من المشتبه بهم بحكم عملها معهم فى الملهى..
وأن تلك فرصة للنجاة بنفسها ربما لن تواتيها مرة أخرى ومن ثم تندم عليها..
ويسيطر الخوف على ريتا خاصة بعدما بدأ فؤاد يتهمها بالعمالة والخيانة وقد نمى ذلك الشعور لديه إصرارها على العمل بالملهى وعلاقتها المشبهوة بإبرام وأندرو وكارمن.
وتحاول ريتا أن تؤكد لفؤاد أنها ليست خائنة وأنها تحب مصر
وأنها تعلقت به وبولديها يوسف وعمر..
لكن فؤاد يصر على أنها إذا أرادت أن تبرأ نفسها وتثبت أنها زوجة وفيه له ولوطنها مصر فعليها أن تترك العمل فى الملهى وأن تعلن إسلامها وتعود لاسمها القديم (نظيرة).
فترفض ريتا التخلى عن اسمها وعقيدتها..و ترى أن فؤاد والجميع يدفعونها دفعا للرحيل دون إرادتها فتتخذ قرارها النهائى وهى كارهة..فتحزم حقيبتها وتتسلل ليلا ..فتقبل طفليها..وتقوم بحمل واحتضان أحدهما واصطحابه معها وتترك الآخر لفؤاد..
كما تترك ورقة تعتذر له فيها وتؤكد له بأنها بالفعل أحبته..وأنها كانت تتمنى البقاء وعدم الرحيل إلى تلك البلاد الغريبة ..ورغم ذلك سوف تعيش على أمل اللقاء من جديد!
وتكون صدمة لفؤاد..ويتعجب من ريتا الزوجة والأم التى غدرت به ورحلت وهان عليها أن تفرق بين الأخوين!..وبات ناقما على كل ما يقع من أحداث سياسية أو اجتماعية يراها كانت سببا فى انقلاب حياته ورحيل ريتا عنه.
ويستقل إبرام وأندرو وكارمن وريتا التى تحتضن ابنها يوسف إحدى المراكب المتجهة إلى فرنسا..وتظل ريتا وهى على ظهر المركب تتأمل مصر وتودعها بعيون دامعة وتجول بخاطرها مشاهد ومواقف عديدة جمعتها بفرقة بديعة وفؤاد وابنها الطفل الرضيع عمر!
وحين ترسو المركب على الشاطئ فى فرنسا..يستقر الجميع فى خيمة مجاورة للعديد من المخيمات الأخرى لليهود الذين سبقوهم فى الخروج من مصر..
ونرى ريتا و المقيمين فى تلك المخيمات يشعرون بمعاناة شديدة تتمثل فى البرد القارس..
ونقص الطعام..وعدم النظافة والقدرة على الاستحمام..نتيجة تأخر المركب التى ستقلهم إلى إسرائيل..وكأن هذا التأخير كان متعمدا لمحاولة دفع الجميع للرحيل إلى الوطن الجديد..
وبالفعل بمجرد أن تلوح المركب فى الأفق وترسو على الشاطئ يتسابق معظم
من فى المخيمات للصعود على المركب..وكان من هؤلاء إبرام وأندرو وكارمن..
أما البعض الآخر فقد رفض الصعود وكان من بين هؤلاء ريتا التى فشلت معها
كل محاولات عمها إبرام ومارك للذهاب معهم..
وأخبرتهم أنها قررت البقاء والعيش فى فرنسا على أمل عودتها إلى مصر من جديد!
ونعود إلى مصر حيث نجد الأمور قد وصلت إلى ذروتها بوقوع العدوان الثلاثى عام 1956
وعلى أثر ذلك تصدر بعض قرارات التأميم للعديد من الشركات والمؤسسات الكبرى اليهودية والفرنسية والإنجليزية..ومن بينها شركة (عمر أفندى).
فيرحل الكثير من اليهود عن مصر..كما يرحل (عمر أفندى) الصديق الحميم لمظهر أفندى.
و تتراكم الأزمات النفسية والصحية على (مظهر أفندى) حين يشعر بالمزيد من الفقد والوحدة القاتلة..بعدما هربت ريتا بحفيده عمر..ورحل صديقه الحمبم (عمر أفندى)..
فيموت مظهر أفندى متحسرا على ضياع الأمل فى أن يعود الملك وذلك الزمن الجميل!
وقد كان آخر ما احتفظ به من عمله بشركة عمر أفندى
ذلك الكفن الذى ظل يحتفظ به فى منزله انتظارا للحظة رحيله!
وينطوى فؤاد على نفسه حزنا على وفاة أبيه وخيانة ريتا له ورحيلها بولده..
حينئذ يتذكر وداد تلك الزوجة التى كانت مخلصة وعاشقة له..
وأنه قد ظلمها حين غدر بها ودفعها للرحيل إلى بلدتها بالصعيد..
فيشعر بالندم ويقرر السفر ليعتذر لها عما ارتكبه فى حقها..ويحاول إعادتها من جديد..
فتكون المفاجأة حين يراها وهى تقوم على احتضان طفل وتقوم بإرضاعه..
فيعتقد أنها تزوجت وأنجبت ذلك الطفل الوليد!..
لكنها تفاجئه بأن ذلك الطفل هو ابنه..
حيث اكتشفت حملها عقب تركها له وسفرها إلى بلدتها بآقاصى الصعيد..
وقد تمت ولادة الطفل تلك المرة على خير ما يرام!
فيشعر فؤاد بسعادة غامرة ويظل يقبل الطفل ويأخذ بيد وداد ويقبلها طالبا منها
الصفح والغفران عما ارتكبه فى حقها وحق طفلهما الذى انتظراه منذ زمن بعيد!
وحين يخبرها بأنه سيطلق عليه اسم جمال حبا فى الرئيس عبد الناصر..يسمع صوت امرأة تطرق الباب وتنادى على وداد باسم يا (أم جمال)..حينئذ ينتفض فؤاد من دهشته
و يضحك فتخبره وداد أنها بالفعل أطلقت على ابنهما اسم جمال!
ثم يخبرها فؤاد بما وقع من ريتا وأنها أخذت معها أحد ولديها وهو يوسف وتركت له عمر.
هنا تتعاطف وداد مع فؤاد والطفل الرضيع عمر فتقرر العودة معه إلى القاهرة
لتقوم على احتضان الطفلين عمر وجمال وإرضاعهما وتربيتهما معا
ثم ننتقل بالمشاهد الأخيرة من المسلسل حين يتم إلإعلان عن نبأ وفاة
الرئيس جمال عبد الناصر فى 28 من سبتمبر عام 1970..وتعم الأحزان مصر كلها..
ثم يستشهد جمال بن فؤاد و وداد أثناء حرب أكتوبر عام 1973
فيصاب فؤاد ووداد بحالة شديدة من الحزن والفقد..
ويشعر فؤاد بعدم قدرته على العمل وحده بالورشة بعد أن فقد ابنه جمال..
فيقرر عمر مساعدة والده ويعمل معه بالورشة بجانب عمله بشركة عمر أفندى.
ثم نفرأ على الشاشة..
القاهرة عام 2000
حينئذ تحضر ريتا فجأة إلى مصر بصحبة ابنها وقد بدا من مظهره وأناقته
أنه أصبح ثريا ومن رجال الأعمال..وتقف ريتا أمام الورشة بشارع محمد على
فتجد فؤاد رجلا عجوزا ما زال يقوم على صناعة الآلات الموسيقية..
وبجواره ابنهما الآخر الذى كان تحت رعايته وقد بدت عليهما كل مظاهر الفقر والضعف..
وتكون المفاجأة حين تعرفهما ريتا بنفسها..حينئذ يتبادل فؤاد وريتا حوارا
يملؤه العتاب والشجن..ويدور بخلد كل منهما مشاهد من ذكريات الماضى البعيد.
ولأن الأخوين كانا تؤأما متماثلا اعتقد فؤاد أن ابنه الذى عاد بصحبة ريتا هو يوسف..
فتكون المفاجأة حين تخبره أن ذلك هو ابنه عمر..وأن الذى تركته بصحبته يوسف!
لكن فؤاد لا يريد تصديق ريتا ويصر على أن الذى معه هو عمر.
وهنا يتأمل ريتا وفؤاد كلا العمرين..ويتعجبان من الفرق الكبير بين مظهر وحال كل منهما..
فعمر الذى كان بصحبة ريتا رجلا أنيقا تبدو عليه مظاهر الأبهة والعظمة والفخامة
بعدما صار من رجال الأعمال المرموقين !
بينما عمر (يوسف) الذى ظل بصحبة فؤاد بدت عليه كل مظهار البؤس والفقر والشقاء!
وكانت مفاجأة لوداد حين رأت عمر بن ريتا..وتعجبت من مدى التشابه بينه
وبين عمر (يوسف) الذى احتضنته واعتبرته ابنا لها عقب رحيل ريتا عن مصر.
ويعبر عمر (رجل الأعمال) عن استيائه ورفضه لما آل إليه والده وأخوه عمر (يوسف)..
فيقترح عليهما أن يتركا تلك المهنة التى عفا عليها الزمن وكانت سببا فى فقرهم
وما آل إليه حالهم!..وأن يهدم البيت ويقيم فوق تلك الأرض التى تقع بالقرب من ميدان العتبة برجا ضخما به محلات لبيع أجهزة المحمول..ومعرضا للموبيليا..
وشركة كبرى لبيع الأجهزة الكهربائية وغير ذلك!
لكن فؤاد يستنكر ما يقترحه عمر بن ريتا ..ويذكر ريتا بأن هذا البيت
قد شهد مولدهما وحياتهما وأنه ظل محافظا عليه بعد وفاة والده ورحيل والدها يعقوب..
وأنه لم يفكر يوما فى بيع البيت ولا هدمه..وأنه لن يتخلى عن الورشة ولا مهنته
التى أخذها عن أبيها يعقوب وسيظل محتفظا بها وبالبيت ما دام على قيد الحياة.
وحين ترى ريتا مدى تمسك فؤاد بالبيت والورشة وحالة الفقر التى ارتضاها لنفسه
تتوجه نحو عمر (يوسف) وتناديه باسم جوزيف وتعرض عليه الرحيل معها ومع أخيه
وأن يترك مصر وحالة الفقر التى يعيش فيها!..
لأن هناك الحياة الحقيقية والمستقبل الذى يتطلع إليه كل شاب..
وأنها ستمنحه المال الذى سيبدأ به حياته ليصبح من رجال الأعمال مثل أخيه عمر.
هنا يشعر عمر (يوسف) بدوار ويظل ينظر لأبيه تارة ووداد زوجة أبيه تارة خرى..
وبمجرد أن شعرت ريتا بأن عمر (يوسف) بدأ يفكر فى الأمر اقتربت منه
وحاولت جذبه واحتضانه لتزيد من تأثيرها عليه..
حينئذ تنفعل وداد وتنطلق صارخة نحو عمر(يوسف) وتحوط عليه وتحتضنه
وتؤكد لريتا أنها لن تتخلى عن عمر(يوسف) لأنها أمه الحقيقية
التى احتضنته وأرضعته وربته وهو أيضا لن يتخلى عنها ولو بكنوز الدنيا كلها..
وظلت تهاجم ريتا وتتهمها بأنها ليست أما لعمر بل امرأة غريبة هربت وتخلت عن بلدها وزجها وابنها..والآن لم يعد هذا البيت بيتها..ولا فؤاد زوجها..ولا عمر(يوسف) ابنها..
وأن عليها الآن أن ترحل بذلك المسخ إلى حيث أتت (تقصد عمر رجل الأعمال بن ريتا)..
لأن هذا المكان لن يسعهما معا كما لم يسعهما فى الماضى.
وهنا ينصح فؤاد ريتا بالرحيل الذى لم يكن يتمناه لها من قبل..
لأن عمر الذى أتت به رغم أنه ابنه إلا أنه يشعر بأنه شخص غريب لا يعرفه..
أما عمر(يوسف) رغم أنه ابنها إلا أنه سيشعر معها بالغربة فى أى مكان تذهب إليه..
ويحتضن فؤاد وداد وعمر (يوسف) وهو يؤكد لريتا أن عمر (يوسف) لن يتخلى عن أبيه
ولا عن أمه (وداد)..ولا عن الورشة أو البيت الذى ولد وتربى فيه بين أحضان أمه وأبيه..
ثم يحاول فؤاد أن يثبت لريتا أنه سيكون عادلا ومنصفا معها..وأنه لن يقبل أن يظلمها ويجور على حقها فى ابنها كما ارتضت هى فى الماضى أن تظلمه وتجور على حقه فى ابنه
بأنه سيترك لعمر (يوسف) حرية الاختيار بين البقاء معه أو الرحيل معها.
وبعد لحظات من التأمل والتفكير والترقب يحتضن عمر (يوسف) أباه فؤاد
ويأخذ بيد وداد ويقبلها ويحتضنها..وبخاطب أمه ريتا بقوله يا مدام وأخيه عمر بعمر بيه..
ويعتذر عن السفر معهما..أو بمعنى أدق الهروب معهما..
لأنه لن يستطيع أن يتخلى عن أبيه وأمه ووطنه والبيت والورشة.
حينئذ يؤكد فؤاد لريتا بأن هذا ليس جوزيف كما تصر أن تناديه..بل هو عمر أفندى
كما أطلق عليه جده..وأنها حين هربت من مصر هربت بيوسف وليس عمر!
فيعود فؤاد وينصحها بالرحيل الذى اختارته بإرادتها ولم يجبرها عليه أحد..
كما اختار عمر(يوسف) أيضا وبإرادته البقاء وعدم الرحيل!
وهنا تدافع ريتا عن نفسها بقوة لتؤكد لفؤاد أنها كانت مجبرة على الخروج من مصر..
ولم ترحل بإرادتها كما يدعى..ولو كانت مخيرة لاختارت البقاء وعدم الرحيل..
وهنا تقف ريتا فى مواجهة عمر (يوسف) وتستمر فى الدفاع عن نفسها وهى تبكى
وتؤكد أنها تركت دون إرادتها أعز ما تملك وهو ابنها الذى لا تعرف اسمه إلى الآن..
هل هو يوسف أم عمر؟!
ابنها الذى يناديها الآن ب يا مدام..
ثم تعود لمواجهة فؤاد لتذكره بأنها مصرية من أب وأم مصريين..
وأنها ولدت فى هذا البيت كما ولد..وعاشت فيه كما عاش..وأنها ما زالت تحمل فى قلبها وعقلها ذكريات لن يستطيع أحد أن ينتزعها منها ولا يجبرها على التخلى عنها!
ثم تفاجأ ريتا الجميع وتخرج من حقيبتها حجة البيت والتنازل الذى كان أبوها يعقوب
قد تركه لمظهر أفندى قبل رحيله..حيث عثرت عليهما فى دولابه
وأخذتهما قبل رحيلها عن مصر..وظلت تلوح بهما لفؤاد و وداد
وتؤكد لهما أن تلك الأوراق تثبت ملكية البيت لأبيها يعقوب..
ومن ثم ملكيتها الآن له وأحقيتها فيه..وأنها لن تتركهم يهنأوا به..
فإما أن تبيعه أو تهدمه على رؤسهم جميعا!
النهاية
وهنا نلحظ أن وداد يمكن أن نعتبرها رمزا لمصر للأسباب الآتية:
ـ هى سيدة صعيدية تتصف بالطيبة والنقاء والوفاء لزوجها فؤاد.
ـ وداد تسقط حملها مرتين ..مرة عقب هزيمة 48..ومرة فى يناير 52 عقب حريق القاهرة..
وكأن وداد كلما شعرت بالحزن على ما يصيب مصر من نكبات تلفظ أحشاؤها
ذلك الحمل المشئوم عقب كل هزيمة!
ـ وداد ترفض بإصرار أن يشاركها فى زوجها امرأة أخرى..
خاصة تلك الفتاة اليهودية التى تدعى ريتا..وتأبى أن تعيش معها فى بيت واحد.
ـ وداد تلك المرأة الصعيدية حين أنجبت أطلقت على ابنها اسم جمال..وفى ذلك إشارة واضحة للعلاقة الحميمة التى تربط وداد بابن مصر الرئيس جمال عبد الناصر.
ـ وداد حين تقرر العودة مع فؤاد بعدما غدرت به ريتا ورحلت عنه تقوم على احتضان
ورعاية وإرضاع الطفلين معا ابنها جمال وعمر ابن فؤاد وريتا تلك الفتاة اليهودية.
قصة وسيناريو وحوار
محمد عبد المنعم كمال الدين
الاسم الفنى
01140977997



#محمد_عبد_المنعم_الراوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة: زيارة خاطفة !
- هى على حق !
- ماما ماكينة صرف آلى
- الظل
- وحوى يا وحوى
- زوجتى والفأر
- الراعى وذو القرنين
- قصة قصيرة : الخاتم والبطات الثلاث
- قصة قصيرة : بائع العرقسوس
- رحيل
- قصة قصيرة : المنزل المجاور
- قصة قصيرة : تعارف
- قصة قصيرة : مرزانة
- قصة قصيرة : -الغربة مرّة-
- قصة قصيرة : -العصفور الرمادى-
- أوعى تنكزنى جوزى جاى ورايا
- كوب شاى
- محاكمة المعلم ساطور
- قصة قصيرة: -بلوتوث-
- قصة قصيرة: -كلاكيت آخر مرّة-


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم الراوى - ملخص قصة مسلسل عمر أفندى