أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الناصري - كلمة : مذبحة مدينة حديثة من منظور وطني وقانوني وإنساني














المزيد.....

كلمة : مذبحة مدينة حديثة من منظور وطني وقانوني وإنساني


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 09:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حديثة مدينة عراقية ( مارقة ) من وجهة نظر جيش ( التحرير ) الأمريكي يجب أن تدمر ، وهي واحدة من المدن ( الساخنة ) الموضوعة على قائمة جيش الاحتلال الطويلة ، والمجزرة الجديدة واحدة من سلسلة المجازر ضد المدن العراقية في الفلوجة والنجف ومدينة الثورة والبصرة وتلعفر وغيرها ، وهي من جرائم الإبادة الجماعية ضد الإنسانية بالمعنى القانوني والحرفي ، وتعكس روح ومباديء وسلوك المدرسة العسكرية الإستعمارية وعقيدتها على مر التاريخ وفي كل التجارب القديمة والحديثة ، وليس حالة فردية عارضة كما سيدعي البعض ، وهذا السلوك الجبان والمقرر سلفاً مارسته كل الجيوش الإستعمارية البرتغالية والهولندية والإسبانية والبريطانية والفرنسية والأمريكية ، وفي تجربة فيتنام وخاصة مجزرة ( مي لاي ) التي لاتزال حاضرة في الذاكرة المعاصرة ، وربما لم تكشف كل ملفاتها بعد .
الجرائم الجديدة ضد شعبنا العراقي ، هي إستمرار للجرائم السابقة التي مارستها الفاشية في عمليات الأنفال سيئة الصيت وفي حلبجة ومدن الجنوب والفرات الأوسط ، بإعتبارها جرائم ضد الإنسانية ، والجرائم الأولى لاتبرر ولا تبيح الجرائم الجديدة ، والجرائم الجديدة لاتجّب القديمة بل تنضاف لها ، ولا مجال للمقارنة بين الجرائم ، فلا توجد جرائم (عادلة ) وضرورية وأخرى غير عادلة ، حتى لو قام بها جيش ( محرر ) حسب هذا الزعم السيء والمريض ، والذي يدعو ويبرر الأعمال العدوانية الإجرامية منذ الحرب الى الآن ، ويصفها بالضرورات العسكرية والعملياتية ، وغيرها من الخزعبلات المخجلة ، وهذه الإعمال تزيد من مأزق الإحتلال القانوني والأخلاقي ، وتسقط عنه بقية إدعاءاته ( التحريرية والديمقراطية و... ) الى جانب كل حزمة الأكاذيب والتلفيق والشروحات التي سبقت ورافقت الغزو لبلادنا ، وتكشف وجة المحتل القبيح والوحشي للقاصي والداني .
إن من يسكت عن الجرائم الجديدة ، يتساوى ويتماهى مع من سكت عن الجرائم الفاشية السابقة ، ولا يوجد تبرير قانوني أو وطني ، دع عنك الموقف الأخلاقي والإنساني الطبيعي من هذه الأعمال المشينة أوتبريراتها اللعينة والسقيمة ، أو التشفي بدوافع طائفية أو مناطقية ضيقة .
سيدعي البعض من الملقنيين ، إن الجهات الأمريكية هي التي كشفت هذه الجريمة ، كما كشفت من قبل الإنتهاكات البشعة في سجن ( أبو غريب ) ، ولكن هل يقلل هذا الاعتراف من حجم الجرائم أونوعيتها بمجرد الإعتراف بها ؟؟ وقد خرج علينا واحد أسمه الزوبعي ليقول لقناة العربية ، علينا نسيان الماضي في مدينة حديثة أوفي سجن ( أبوغريب ) ، لأننا نتوجه لبناء العراق الجديد !! وقد ردت على هذا الكلام العجيب والغريب ، المذيعة الذكية وسألته ، متى أصبحت هذه الجرائم ماضياً ؟؟ وكيف يتم نسيان الماضي ، والتحقيق بالجريمة لم يبدأ بعد ؟؟ طبعاَ لاأحد يتوقع غير هذا الموقف المتخاذل من خدام الآحتلال ، ولا أحد منهم يجرؤ أو يريد أن يتخذ موقفاً آخراً .
إذا كانت ظروف ومصادفات معينة هي التي ساعدت على كشف هذه الجريمة ، فإن جرائم كثيرة ينفذها جيش الاحتلال وفرق الموت والجماعات الارهابية ، يجري طمرها والتستر عليها ، بعيداً عن الكاميرات والصحافة والشهود ، أو تسجل ضد مجهول ، رغم آثارها الكاملة في مسرح الجريمة . إن طريقة وأسلوب قتل هذا العدد الكبير من المواطنين المدنيين العزل يشير الى العقل الانتقامي الوحشي ، فقد جرى قتل الجميع بدم بارد ، بمن فيهم المسن عبد الحميد حسن علي ( 76 ) المقعد على كرسي متحرك وزوجته ، وكانت الحصيلة سبعة قتلى من هذه العائلة ظمنهم طفل في الرابعة من عمرة ، ثم ( انتقل المارينز الى منزل مجاور يعيش فيه زوجان واولادهما السبعة ، وسرعان ما اطلقوا النار عليهم ورموا قنابل يدوية في المطبخ والحمام.
ونقلت الصحافة الاميركية عن جيران لهذه العائلة قولهم انهم سمعوا صراخا اليما، ووحدها فتاة في الثالثة عشرة نجت من المذبحة بعدما ادعت انها ميتة وقد غطت وجهها دماء والدتها، علما ان بين الضحايا الثماني طفلة في عامها الاول وولد في الثامنة.
ثم اكمل المارينز طريقهم نحو بيت ثالث يقيم فيه اربعة اشقاء فقتلوهم جميعا.
وقال مسؤولون في مشاة البحرية لاحقا ان احد هؤلاء كان مسلحا لكنهم لم يوضحوا اذا كان استخدم سلاحه.
وفي منزل رابع ، عثرت وحدة من المارينز على شبان فاخرجتهم واعتقلتهم من دون سفك دماء. لكن المذبحة لم تنته عند هذا الحد ، اذ وصلت سيارة اجرة الى المكان فيها اربعة ركاب وما ان شاهد السائق الية اميركية مدمرة وجنودا متوترين حتى حاول العودة سريعا، لكن المارينز اطلقوا النار فاردوا السائق والطلاب الاربعة داخل السيارة ) . ماذا يقول كتاب الاحتلال عن هذه الجرائم ( الديمقراطية ) المتلاحقة ؟؟ هل هي حالات فردية محدودة مثلاً ؟؟ أم هي حالة إضطرارية يفرضها الطرف الآخر ، وهي بذلك حق طبيعي للجنود لحماية أنفسهم ؟؟ أم أي كلام رخيص آخر ، أم يجر الصمت ( الرهيب ) ؟؟
شعبنا سيسجل كل هذه الجرائم البشعة ، وسوف يلاحق الادارة الأمريكية الحربية عليها ، وسيتزايد الرفض الوطني والشعبي للاحتلال وأساليبه القذرة ، ولدينا قناعة إن هذه الإعمال لم ولن تتوقف مادام الاحتلال موجود وقائم على أرضنا الوطنية . وعلينا النظر الى هذه الأعمال والإرتكابات البشعة من منظور وطني وقانوني وإنساني ، يربطها ربطاً موضوعياً بالمشكلة الرئيسية ، مشكلة الاحتلال .



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة : بلير والنفاق السياسي بين المزرعة الخضراء والبيت الأبي ...
- عن الحرب والحب . أو كيف نرتق الجرح ؟؟
- رسائل واستغاثات من الوطن ، وقضية أخرى .
- حكمت السبتي : صوت مغسول بالماء وممزوج بالحنين والطقوس الجنوب ...
- كلمة : هل سقط الاحتلال ؟؟
- تنوية وتصحيح وإعتذار - عن الشهيد منتصر
- كلمة : الاتجاه الرئيسي للوضع السياسي في بلادنا وتعمق مأزق ال ...
- بشتآشان : مكان خالد في الذاكرة الوطنية
- حال المدن العربية البائسة كإنعكاس للوضع العربي المتردي
- تهنئة وتحية وسلام الى محسن الخفاجي
- رسالة جوابية الى الأخ والصديق حسقيل قوجمان .. الستالينية باع ...
- دفاعاً عن حياة وحرية الدكتور أحمد الموسوي
- في ذكرى تأسيس الحركة الشيوعية العراقية .. بعض التجارب والدرو ...
- خففوا ولا تحضروا ، لعنة الشعوب والحياة والتاريخ عليكم .
- ما تحت الرماد أشد إشتعالاً !!
- .منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت
- كلمة : أهمية كشف ملفات وإتصالات وعلاقات الجميع
- عزة تحترق ......... بغداد تحترق .
- رسالة من بعيد الى شهيد جميل آخر
- كلمة : الأربعاء الدامي ، ما قيمة الكلمات والحبر أمام الدم ال ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الناصري - كلمة : مذبحة مدينة حديثة من منظور وطني وقانوني وإنساني