أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - معاد الجحري - حزب طبقي عمالي، لماذا؟















المزيد.....

حزب طبقي عمالي، لماذا؟


معاد الجحري
عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي. المغرب


الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2019 / 12 / 31 - 02:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


استخلص البلاشفة الدرس الأساسي من كمونة باريس الخالدة وقرروا اقتحام السماء ونجحوا في ذلك بفضل حزب الطبقة العاملة. وعلى منوالهم سارت ونجحت تجارب ثورية عديدة في الصين وكوبا والفيتنام وغيرها. صحيح أن هذه التجارب فشلت في انجاز مهام الثورة الاشتراكية ولكنها حققت مهام التحرر الوطني وتحولت روسيا وخاصة الصين إلى قوى اقتصادية هائلة جدا ونجحت كوبا رغم الحصار وكذلك الفيتنام في تحسين مؤشرات التقدم الاجتماعي بفارق شاسع مع البلدان المماثلة كالمغرب. لا تتقدم حركة التاريخ بشكل خطي بل تعرف فترات من المد وأخرى من التراجع والانكسار وليس هناك مساء كبير ولكن القضاء على الرأسمالية وما تنتج من مآسي وكوارث ومخاطر حقيقية على الإنسانية والطبيعة خطوة تاريخية حاسمة للسير قدما نحو الاشتراكية وبناء مجمع خال من الاستغلال والاستلاب: المجتمع الشيوعي.

نتحدث هنا عن حزب طبقي بمعنى الحزب المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين على مستوى بنيته الاجتماعية مسلح بإيديولوجيته الماركسية في خدمة مشروع الطبقة العاملة الاشتراكي عكس الدعوات الشعبوية لمنظري وأنصار ما يسمى ما بعد الماركسية والماركسية غير التسلطية لبناء “حزب الناس” أو “حزب الشعب” أو حزب-حركة عبارة عن ملتقى هلامي للحركات الاجتماعية كإجابة عن التقاطب الحاد الذي ترتب عن النيوليبرالية.

نرفض هذه الدعوات الصادرة عن منظرين قطعوا مع الجوهر الثوري للماركسية ورؤيتها المادية للعالم يستعيضون عن الاشتراكية بالديمقراطية، لأنها دعوات بدل العمل على تقويض أسس النظام الرأسمالي تسجن نفسها بالاقتصار على محاولات إيجاد حلول لليبرالية المتوحشة واللحاق ببلدان المركز الرأسمالي والعودة لدولة الرفاه ونعتقد بأنه مجرد وهم طوته حركة التاريخ.

وفي الحقيقة فان هذه الدعوات وهذا المنظور هو جواب برجوازي صغير عن الأزمة، أزمة النظام الرأسمالي المتهالك. لقد رأينا كيف استسلمت سيريزا في اليونان لشروط الترويكا (البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي واللجنة الأوروبية) بدل طرح الخروج من الاتحاد الأوروبي ومنطقة الأورو تحديدا وإصدار عملة خاصة ببلد غرق في الديون ولازال. ولازالت أغلب قوى اليسار الشعبوية والتحريفية معا تائهة فيما يتعلق بموضوع العلاقة بالاتحاد الأوروبي فاسحة المجال أمام اليمين المتطرف. نعتبر أن مصلحة الطبقة العاملة تكمن في مغادرة الاتحاد الأوروبي بل تفجيره وبهذا الموقف تلتقي مع الطبقات العاملة في باقي بلدان المعمور وشعوبها المضطهدة وتفتح آفاقا رحبة أمام بناء الأممية الماركسية المناهضة للرأسمالية والامبريالية.

لقد تتبعنا ولازلنا نتابع التجارب الشعبوية التقدمية في أمريكا اللاتينية التي وصلت للسلطة عن طريق الانتخابات وكيف أنها اقتصرت على استخراج الثروات الباطنية وتوزيع الريع والحد من الفقر والقيام بإصلاحات جزئية بدل استغلال موقعها في السلطة للقيام بإصلاح زراعي جدري وواسع وتأميم القطاعات والمنشآت الاستراتيجية وفرض رقابة متقدمة على وسائل الإنتاج وأشركتها تفكيك التعبيرات السياسية للبرجوازية العميلة وتطهير صفوف الجيش والأمن. إن توقيف الثورة في منتصف الطريق هو ما سهل الهجوم المضاد للقوى الرجعية المسنودة من طرف الامبريالية وخاصة الامبريالية الأمريكية بل إن الفئات الوسطى نفسها التي ساندت تلك القوى في فترات الصعود والمد تنكرت لها مساهمة في تلك الثورات المضادة.

من كل هذا نود التأكيد أهمية الماركسية وعلى الدور الحاسم للطبقة العاملة في الثورة الاشتراكية التي تفرض نفسها في البلدان المتقدمة وفي قيادة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية على طريق الاشتراكية في البلدان التابعة. غير أن أصحابنا ينكرون أو يقفزون هذا الدور تحت مبررات مختلفة البعض منها أقرب إلى الشعوذة، لعل أبرزها الادعاء بأن الطبقة العاملة تتجه نحو الانقراض مستندين في ذلك إلى كون الطبقة العاملة غير مرئية والى انفجار قطاع الخدمات أو أنها غي متجانسة وليست دائمة النضال وغيرها من التبريرات.

إن توسع قطاع الخدمات هو بالفعل واقع لا ينكر وهو تحول حصل منذ مدة غير قصيرة، فقد كان سنة 1996 يساهم بحوالي 60 في المائة من الناتج الداخلي الخام ويشغل 60 في المائة من اليد العاملة في البلدان المصنعة مقابل 47 في المائة و 25 في المائة على التوالي في البلدان التابعة. ولكن ليس هذا دليلا كافيا ولا مقنعا بهذا الادعاء. ما حدث هو أن تشكيلة الطبقة العاملة تغيرت مع تطور الجوانب التقنية التي تفرض قدرا أكبرا من العمل الذهني وأن تمركزها أصبح أكبر من السابق في القطاع الثالث. لكن الشغيلة في مجال الخدمات الموجهة للشركات الصناعية لتعويض الأنشطة التي كانت تقوم بها هذه الشركات نفسها قبل تفويتها لشركات متخصصة في مجالات محددة مثل النظافة والحراسة والصيانة والنقل واللوجستيك والاتصال وغيرها كثير هي جزء لا يتجزأ من الطبقة العاملة لكونها تنتج فائض القيمة كم هو حال عاملات وعمال المطاعم السريعة والمساحات الكبرى ومراكز الاتصال وجزء هام من شغيلة القطاع البنكي وقطاع التأمينات وحتى شغيلة قطاع التربية والتعليم الخاص الذين يشتغلون على بيع المعرفة باعتبارها سلعة. هذا الصنف من الخدمات ضروري إذن للرفع من الإنتاجية وقد تم إخضاع عمل الأجراء هنا لنماذج العمل في القطاع الصناعي. وبفعل الهشاشة ينتقل العديد منهم من عمل لآخر، ينتقل من عامل إلى مستخدم والعكس لفترات قد تطول أو تقصر.

وعلى هذا الأساس فان نسبة العمال في فرنسا تمثل حاليا تقريبا 21 في المائة من الساكنة النشطة وتصل هذه النسبة في بلادنا إلى حوالي 40 في المائة من الساكنة النشطة (أي حوالي 5 مليون عامل(ة)). نسبة العمال وعددهم ببلادنا يفوق نسبة وعدد أفراد الفئات الوسطى التي يتهافت عليها حوالي 30 حزب سياسي.

النمو المضطرد لقطاع الخدمات لا يجب أن ينسينا أيضا العدد الهائل للمعطلين (=جيش الاحتياط).

ورغم تقلصها وانخفاض تركيزها النسبي فان دور الطبقة العاملة الصناعية يبقى مع ذلك مهما في بلورة وعي الطبقة العاملة بذاتها وفي قيادة نضال الشغيلة.

يقال أيضا أن الطبقة العاملة ليست مرئية. للدقة هي لم تعد مرئية بما يتناسب ونضالاتها وما تتعرض له من استغلال بشع وعلى أوسع نطاق أو بصفة أدق لا يراد لها أن تكون مرئية. من يتحدث اليوم في وسائل الإعلام التي تحتكرها البرجوازيات الرثة عبر العالم عن الطبقة العاملة ونضالات الملايين منها؟ هل شاهدتم يوما استجوابا مع عامل(ة) في قناة تلفزية مغربية أو أي عامل في قناة أوروبية؟ هل سمعتم كلاما لقناة الجزيرة التي كانت تعربد وتصول وتجول إبان لحظات المد الثوري بمنطقتنا عن دور الطبقة العاملة الحاسم في تونس وفي مصر في الإطاحة برأس النظام هناك؟ ما يتردد على مسامع الملايير من البشر اليوم هو حرب ضروس على الاشتراكية ودور الطبقة العاملة فيها. لم يعد مرئيا بسبب الشعبوية والتحريفية نفسها، فقد قتلت الأحزاب “الشيوعية” الروح الثورية للماركسية وأهملت العمل النقابي العمالي وأهميته البالغة وتوقفت منذ مدة طويلة عن تكوين اطر عمالية مناضلة بارزة قادرة على قيادة أحزابها التي أصبحت تحت سيطرة البرجوازية الصغيرة واستيهاماتها.

إن الطبقة العاملة ليست منسجمة بل تضم فئات متنوعة ووعيها غير متماثل ولكن ليست هذه مبررات معقولة للتنقيص من دورها التاريخي في قيادة المجتمع نحو الخلاص من قيود الامبريالية والرأسمالية وشرورها فسرعان ما وتهب موحدة في لحظات الأزمة الثورية.

وإذا أضفنا ملايين الكادحين وعلى رأسهم الفلاحون الفقراء وكادحو الأحياء الشعبية في المدن وخاصة المدن الكبرى في بلادنا فان حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين يكون حزب الأغلبية الساحقة والمطلقة للمغاربة وقد آن الأوان للتخلص من أسطورة الطبقات الوسطى والرهان عليها فقد أفلست الأحزاب المستندة إليها إفلاسا تاريخيا.

نحن الشيوعيون المغاربة، نساء ورجالا، نريد أيضا مواصلة محاولات اقتحام السماء طريقنا في ذلك بناء حزب العمال والكادحين الاشتراكي.



#معاد_الجحري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو أممية ماركسية جديدة
- في الذكرى 150 لتأسيس الأممية الأولى
- وجهة نظر حول ما يجري في العالم العربي من موجات ثورية
- البرنامج العام للنهج الديمقراطي وحركة 20 فبراير (1)


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - معاد الجحري - حزب طبقي عمالي، لماذا؟