أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الحكّام الطغاة والفاسدون..في الأسلام















المزيد.....

الحكّام الطغاة والفاسدون..في الأسلام


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6451 - 2019 / 12 / 30 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توطئة
يمكن القول بأن طغيان الحكّام وفساد السلطة بدأ من واقعة كربلاء يوم خرج الأمام الحسين مطالبا بالأصلاح وقتل في (680م)، وان الحكّام الأمويين تفوقوا على فرعون الذي اعتمد نظاما ثيوقراطيا بوصفه الها او ابن الالهة او مبعوث العناية الالهية. ويعد الحجاج الثقفي رمز الطغيان في الدولة الأموية الذي كان يودع الأبرياء من العراقيين في السجون حتى الموت ويتوعد من يخالفه بقطع راسه.
وعلى السكة نفسها سار حكّام الدولة العباسية التي كانت بغداد عاصمتها.ويذكر الأمام الشيرازي بأن:( فرعون ونمرود وشدّاد ظلموا كثيرا،ولكن لا يبلغ ظلم هؤلاء ظلم الذين حكموا باسم الإسلام، أمثال بني أمية وبني مروان وبني العباس). وبدءا من حكم الفاسق يزيد بن معاويه وصولا لقادة احزاب الاسلام السياسي في العراق الحديث اعتمد الحكام الفاسدون اساليب الخداع والتضليل والكذب والتزييف واستخدامهم للسلطة باسم الاسلام المناقض تماما لجوهره.
ومع تعدد معاني مفردة (الطغيان) فان افضلها ما جاء في كتاب( القهر الانساني في هندسة الطاغية) للأستاذ بدر خضر بأنه (مَن أسرف في المعاصي والقهر،واتَّخِذ من القوانين ما يُتِيح له ارتكابَ الفظائع).ولدى أفلاطون قول لطيف اذ يُشبِّه الطاغية بالذِّئب؛ "لأنَّه يذوق بلسانه دمَ أهله بقتلهم وتشريدهم".
وفي معجم "أوكسفورد" الإنكليزي،يُعرَّف الفساد بأنّه انحراف في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمُحاباة،فيما تُعرِّفه منظمة الشفافية الدولية بأنه كل عمل يتضمّن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة ذاتية لنفسه أو جماعته.
الفساد في العراق..حقائق وارقام
منذ 2003 لم تعد في العراق حكومة مؤهلة لأدارة شؤون الناس،فمعظم وزراء الحكومات لا يمتلكون الخبرة ولا الشهادة ولا الكفاءة.وجرى تقسيم الوزارات حصصا!..وصارت كل وزارة مؤسسة خاصة بكتلة سياسية يرأسها وزير منها يعمل بتعليمات كتلته اكثر من تعليمات مجلس الوزراء.وصار اسناد الوظائف العليا على اساس القرابة والعشيرة والطائفة وان كان بلا مؤهل.
في ادناه مؤشرات بحقائق وارقام عن أفسد وأفشل حكومات في تاريخ العراق السياسي:
* صرح كبير المفتشين الأمريكيين في العراق للإشراف على إعادة البناء،ستيوارت بوين، بأن حجم الفساد في الحكومة العراقية يبلغ أكثر من أربعة مليارات دولار،ووصف هذا الوضع بأنه أشبه بتمرد ثان يواجهه العراق.
* قال أعضاء بلجنة النزاهة النيابية،إن مستويات الفساد المالي والإداري العالية في العراق،سببها تدخل رئيس الوزراء نوري المالكي في عملهم،ومنعه إحالة أي وزير سابق أو حالي للتحقيق في قضايا الفساد إلا بعد موافقته.

* رئيسان اسلاميان متقاعدان،يوعظان الناس بالزهد وبتطبيق الشريعة ويقولان بأن الاسلام هو الحل،هما محمود المشهداني وأياد السامرائي يتقاضى الواحد منهما 57,000,000 مليون دينار!.
* منذ عام ٢٠٠٣ وحتى عام ٢٠㿒 تسبب الفساد السياسي والمالي والاداري بسوء صرف أكثر من ترليون دولار أميركي،منها مدخولات جناها العراق قرابة ٨٠٠ مليار دولار.

• نعم،جميعنا فاسدون بمن فيهم أنا.لقد عرض عليّ أحدهم خمسة ملايين دولار لوقف التحقيق معه،أخذت المبلغ وظللنا مستمرين في مقاضاته.أغلب الأسماء الكبيرة في البلاد مسؤولة عن سرقة كل ثروة العراق تقريبا،أشخاص في قمة هرم السلطة،سيقتلونني إذا لاحقتهم./مشعان الجبوري لمراسل صحيفة الغارديان مارتن شولوف.

• مدير شركة التجهيزات الزراعية السابق (عصام جعفر عليوي) المحسوب على احدى القوى الاسلامية الشيعية المشاركة في الحكومة والبرلمان،اعترف للجنة النزاهة بأنه دفع مليار ونصف المليار دينار لنائب سابق لغرض تهريبه.

• "لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها." تصريح موثق لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي،وفي تستره هذا خيانة للذمة يدينها الدين الأسلامي.

• حاول رئيس الوزراء حيدر العبادي وبتشجيع من المرجعية ضرب الفساد بيد من حديد وما فعل،ما اضطر المرجعية الى أن تعلن بأن( أصواتنا قد بحّت،ولم يستمع إلينا أحد).
* صرح رئيس الوزراء حيدر العبادي في البصرة بتاريخ (22 شباط 2018)،بأنه تم صرف سبعة ترليونات دينار على مشاريع لم ينجز منها شيئا.
* ووفقا لتقرير منظمة الشفافية الدولية (شباط 2018) فأنه تم سرقة مئة مليار دولار( الترليون يساوي واحد وامامه 12 صفرا،والمليار يساوي واحد وامامه تسعة اصفار).

دجل قيادات احزاب الأسلام السياسي

تدّعي قيادات أحزاب الأسلام السياسي(الشيعي والسّني) انها تهتدي بتعاليم الدين الاسلامي في السياسة،فيما اثبتوا عبر 16 سنة من الحكم بأنهم مارسوا الدجل(المبالغة في الكذب والتمويه)..لأن الأسلام يدين الفساد بكل أشكاله ومضامينه،وتنهى عنه آيات صريحة في القرآن،من بينها: "وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ- سورة القصص"، "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ- سورة البقرة". ولم يثبت احد منهم انه اهتدى بما جاء في القرآن الكريم من تحذير للحاكم الفاسد والظالم لرعيته، ففي سورة القلم قال تعالى:{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}،وفي سورة الشعراء:{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.

ولأن حكومات ما بعد التغيير كانت بهوية شيعية،وبين قادتها من يدّعون انهم احفاد الأمام علي وأخلص شيعته،فأنهم لم يقتدوا به في وصيته لمالك الأشتر(لا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم اكلهم).ولا تنبيهه له بان الذين جاءوا الى السلطة من داخل الشعب كانوا قبل ذلك يثيرون النقد ضد سيئات الحاكم السابق،فيدعوهم الى ان لا ينسوا مواقعهم النقدية السابقة فيصغوا الى النقد الآتي من القاعدة الشعبية..وتلك اثمن نصيحة لم يأخذ بها من جاء بهم (الشعب) الى السلطة بعد التغيير.فضلا عن نصيحة اخرى بقوله(ثم اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك)،فيما حكّام احزاب الاسلام السياسي اختاروا من يكون رهن طاعتهم واستبعدوا افضل الكفاءات وانضج الخبرات،وعملوا بالضد من نصيحته:(وانصف الله وانصف الناس من نفسك ومن خاصة اهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك).ونصيحة اخرى بقوله (الأصغاء للعامة من الناس) فيما المتظاهرون يطالبون بالاصلاح ويصرخون من ثمان سنين وهم عنهم ساهون.ونصيحة اخطر بقوله(اياك والدماء وسفكها بغير حلها) فيما هم سفكوا الدماء وتعاملوا مع المتظاهرين كما لو أنهم قوم غزاة فقتلوا المئات واكثر من عشرين الفا بين معوق وجريح.

نهاية الطغاة والفاسدين

يحدثنا التاريخ بانه لا يمر عصرٌ من العصور الا وتكون نهاية الطغاة، مخزية ومهينة.
وما انفرد به حكّام الاسلام السياسي في العراق أن الشعب أخزاهم وهم في الحكم، واحرق مقرات أحزابهم،وفضحهم بأهازيج مخجلة:(باسم الدين باكونه الحراميه،الله واكبر ياعلي الأحزاب باكونه، الخير العدنه مكوم والأحزاب تفرهد بيه..وصولا لأهزوجة أهل الناصرية:ما نريد قائد جعفري تاليها يطلع س..)

وكما لم يبق من الحكام الطغاة والفاسدين سوى الخزي والذكر الكريه ولعنات الشعوب فان قادة أحزاب الأسلام السياسي سيلقون نفس المصير..وان كان أكثرهم يعتقدون أن لديهم من المال المنهوب والأتباع والمكر ما يجعلهم في الحكم يبقون!
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة اللغة العربية في اهلها.لمناسبة يومها الذي مر حزينا!
- (30 حزيران 2016) و( 1 اكتوبر 2019)..قصة وطن
- عفيفة اسكندر.لمناسبة احتفال غوغل بالذكرى ىالثامنة والتسعين ل ...
- تظاهرات الشباب.دراسة تحليلية من منظور علم النفس والاجتماع ال ...
- تظاهرات تشرين- تحليل سيكوبولتك لما حدث وسيحدث (1-2)
- المثقف العراقي وتظاهرات تشرين (*)
- شيوخ العشائر..من الأنجليز الى الطائفيين
- الأمم المتحدة وتظاهرات تشرين / اكتوبر في العراق- لقاء في وثي ...
- أربعة حلول تنهي التظاهرات وتستعيد الوطن
- الحاكم الأسلامي حين يتحول الى مستبد (2-2) - تحليل سيكولوجي
- الشخصية العراقية وتظاهرات تشرين (في أول تحليل سيكولوجي)
- الحاكم الأسلامي.. حين يتحول الى طاغية (1 - 2)
- تظاهرات تشرين/اكتوبر- الطريق للخلاص من حكم الفاسدين
- بيان للرأي العام العراقي والعالمي.
- تظاهرات الشباب - العقد النفسية في العقل السياسي العراقي (الح ...
- تظاهرات الشباب.دراسة تحليلية من منظور علم النفس والاجتماع ال ...
- نقابة المحامين العراقيين
- تظاهرات الشباب.دراسة تحليلية من منظور علم النفس والاجتماع ال ...
- السيد رئيس الجمهورية المحترم
- الحزب الشيوعي العراقي وفجوة الأجيال (1-2)


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الحكّام الطغاة والفاسدون..في الأسلام