أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دهام العزاوي - أردوغان والتدخل في ليبيا عثمنة جديدة ام هروب من ازمات داخلية















المزيد.....

أردوغان والتدخل في ليبيا عثمنة جديدة ام هروب من ازمات داخلية


دهام العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 22:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعجيل الرئيس التركي رجب اردوغان بالتدخل العسكري في ليبيا والعمل في الايام المقبلة لاصدار قرار من البرلمان التركي لنشر قوات عسكرية وتقديم دعم لوجستي لحكومة الوفاق الوطني بزعامة فايزالسراج لم يأت من دوافع اخوية او اسلامية او تاريخية ، انما لاسباب ودوافع ومصالح بعضها داخلي والاخر خارجي ، اهمها ان حكومة اردوغان تواجه معارضة داخلية تتقوى يوما بعد اخر لنهجه السلطوي في ادارة الحكم في تركيا حيث ان رفيق دربه والمقرب منه احمد داود اوغلو قد انشق عنه واسس حزب المستقبل منتقدا ادارة اردوغان للسلطة بطريقة ابوية وفي مقدمة الانتقادات هو التدخل التركي الفاشل او سميها الورطة التركية في سوريا والتي لم تحقق نتائجها الى اليوم بل ان ازمة النازحين السوريين زادت باضعاف مضاعفة بهجوم قوات النظام السوري والقوات الروسية على محافظة ادلب ونزوح ما يزيد عن ربع مليون سوري مدني الى الحدود التركية ، ولهذا فان التدخل التركي في ليبيا وارسال قوات الى هناك سوف يزيد من تشتت الجهود التركية ومضاعفة حجم الانفاق على الجيش التركي في ظل هبوط حاد في سعر الليرة وضغوط اقتصادية امريكية على الحكومة التركية . يريد الرئيس التركي بارساله قوات عسكرية الى ليبيا معالجة الازمة الداخلية المتفاقمة بحدث خارجي يشغل اهتمامات الراي العام التركي ويبعده عما يعانيه من ازمات اخذ المواطن التركي يلمسها عمليا في حياته اليومية .
التدخل التركي في ليبيا يأتي في اطار تنافس تركي للاستحواذ على ساحة جديدة للتنافس الاقليمي والدولي في البحر المتوسط والحصول على موطئ قدم قبالة السواحل الليبية في البحر المتوسط لاستخراج الغاز كما فعلت البواخر التركية قبالة السواحل القبرصية ، فتركيا بحاجه الى سد العجز الذي تواجهه في موضوع النفط والغاز والذي ييكلفها اكثر من 50 مليار دولار سنويا وليبيا يمكن ان توفر لها احياجاتها من ذلك وهذا ما تم تضمينه في اتفاقية التعاون الامني واتفاقية التعاون البحري التي وقعها اردوغان والسراج قبل مدة في انقرة ، وهو ما سيفتح بابا للصراع مع الدول الاقليمية والدولية التي لها كذلك مصالح ونفوذ في ليبيا وخاصة فرنسا وايطاليا ومصر والسعودية والامارات التي تدعم خصم السراج المشير خليفة حفتر الذي بات يسيطر على 90% من الاراضي الليبية وبمعيته كبار ضباط الجيش الليبي السابق وزعماء القبائل القوية في شرق ليبيا من العبيدات وقبيلة البراعصة التي تنتمي لها زوجة القذافي وفي غرب ليبيا حيث تتواجد قبيلة ورفلة الكبيرة وقبائل ترهونة القريبة من طرابلس وقبيلة ورشفانة التي تحيط بطرابلس واغلب ابناءها كانوا في حمايات القذافي وكذلك قبائل التبو في الكفرة جنوب ليبيا وهذه القبائل معارضة وبقوة للحكومة الحالية وستقاوم اي تدخل اجنبي لصالحها وربما يجد اردوغان نفسه في ورطة تشابه ورطة الطليان في ليبيا.
يريد اردوغان بدعمه لحكومة الوفاق ان يضع له تواجدا عسكريا في ليبيا ومن ثم نفوذ سياسي واقتصادي يعيد الدور العثماني في المغرب العربي مستندا الى الارث التاريخي للدولة العثمانية ولاسيما ان الشعب الليبي ومعه شعوب المغرب في الجزائر والمغرب وموريتانيا لازالوا الى اليوم يعتزون بالتراث العثماني ويعتبرون ان رحيله كان خسارة للمنطقة التي تقاذفتها لاحقا القوى الاستعمارية الكافرة !! . ومع ذلك فاغلب تلك الشعوب تريد علاقات متوازنة مع تركيا تقوم على احترام ارادتها واستقلالها وستقاوم اي عودة عثمانية مسلحة للمنطقة .
الدخول العسكري التركي يسعى من خلاله اردوغان الى تقوية الوضع التفاوضي لحكومة السراج قبيل مؤتمر برلين الذي سيعقد مطلع 2020 ، والذي سيجمع اطراف النزاع في ليبيا للوصول الى تسوية مرضية تنهي النزاع الدائر هناك منذ سنوات ولاسيما ان قوات الفريق خليفة حفتر هي الان على بعد اربع كليومترات عن قلب العاصمة طرابلس وبالتالي فان ارسال قوات تركية وتعزيزات عسكرية لدعم دفاعات حكومة السراج سيزيد من قدرتها على الصمود ويحسن وضعها التفاوضي في برلين .
التدخل التركي يلاقي احتجاج من كل الاطراف الداخلية والاقليمية والدولية ، فحكومات المغرب العربي رفضت الزيارة الاخيرة لاردوغان الى تونس ومحاولته تشكيل جبهة مؤيدة له للتدخل في الشأن الليبي واعتبرت الخطوة التركية محاولة لجر شعوب المنطقة الى عدم الاستقرار حيث اعلنت تونس والجزائر انها تقف بحياد ازاء الازمة الليبية وان اي تدخل في الشأن الليبي سيزيد الصراع اشتعالا ، وتبقى الكلمة الفصل للشعب الليبي ذاته الذي يستفز حاله حال الشعوب الاخرى ضد اي تدخل في شأنه الداخلي ومن اي طرف كان ولأي سبب معلن ، فتاريخ هذا الشعب الثائر معروف ضد الاحتلال الاجنبي فقد قاوم الليبيون الاحتلال الايطالي وقدموا عشرات الاف الشهداء وخرج منهم المجاهدون وفي مقدمتهم المجاهد رمضان السويحلي من مدينة مصراته والذي قاد معركة القرضابية وهزم الايطاليين فيها والمجاهد عبدالنبي بلخير من قبيلة ورفلة من بني وليد وكذلك الشهيد المجاهد عمر المختار والذي قال قولته المعروفة للقائد الايطالي غراسياني وهو في الاسر ( نحن لانستسلم ... ننتصر او نموت ) ، لازال الليبيون يعتزون بتراثهم المجيد في مقارعة الاستعمار الايطالي الذي قتل وهجر نصف الشعب الليبي ولكن سنة الله قضت بانتصار ارادة الشعب الليبي ، ولهذا فعلى اردوغان ان يحسب حساب هذا الماضي للشعب الليبي التواق للحرية والسيادة والوطنية التي فقدها مع سلطة الاحزاب الاسلامية التي لم تجلب الى ليبيا سوى الخراب وعدم الاستقرار واشاعت كل اشكال السرقة والقتل ونهب المال العام .
واليوم فان الكثير من دول الغرب وفي مقدمتها ايطاليا وفرنسا اخذت تعيد حساباتها من الواقع الليبي بعد موجات اللاجئين الافارقة من السواحل الليبية وعمليات التهريب والاختراق للامن الاوربي حيث تسعى تلك الدول الى تمكين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر لاعادة هيبة ومكانة الدولة الليبية وطرد المليشيات التي عبثت بامن ليبيا واستقرار الشعب الليبي .
ان التدخل التركي في الازمة الليبية قد لايملك ذلك التأثير على مجريات الاحداث المتسارعة في ليبيا والتي تشير الى تقدم الجيش الوطني بقيادة حفتر الى العاصمة طرابلس واحكامه السيطره على مداخليها تمهيدا لاسقاط حكم المليشيات علما ان اندفاع قوات حفتر للسيطرة على طرابلس عسكريا اخذت تحظى بتأييد سياسي شعبي ليبي ومن اطراف دولية مهمة وفاعلة في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا ومصر والسعودية بهدف استعادة الاستقرار الى ليبيا واعادة دورها الحيوي في شمال افريقيا والمنطقة العربية ، ولهذا فحتى لو حصل التدخل التركي فلن يغير من معادلة الصراع التي تسير لصالح قوات الشرعية خصوصا ان قوات حفتر مدعومة وكما اسلفنا من اغلب القبائل الليبية القوية وزعمائها وفعالياتها المدنية التي ادركت منذ سقوط القذافي اكذوبة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة التي جلبها سياسيو الخارج والذين انشغلوا بمصالحهم الشخصية والقبلية على حساب مصالح الشعب الليبي في الاستقرار والتنمية . لقد قدم الرئيس اردوغان وحزب العدالة والتنمية نموذجا متميزا للحكم وباتت تركيا في غضون عقدين نموذجا يحتذى به في العالم العربي والاسلامي في التنمية والحداثة والتقدم العلمي والاقتصادي والصناعي ، واكتسب اردوغان شعبية عظيمة في قلوب الجماهير العربية والمسلمة لوقوفه الى جانب القضايا الاسلامية ونصرة المظلومين ونموذجه التميز في الحكم وتطبيق القانون ولكن انحراف السلطة في تركيا عن مسارها وتوظيف اردوغان لقوة تركيا التنموية والاقتصادية نحو التدخلات السياسية والعسكرية في شؤون دول المنطقة دفعت الكثيرين للتشكيك في سلمية وشفافية الدور التركي وتحوله الى قوة تدخلية تشابه التدخلات الروسية والامريكية المستمرة في شؤون المنطقة ولو بدرجة اقل ، واذا ما استمر غرور السلطة عند اردوغان فأننا لانشكك بعد سنوات في اضمحلال النموذج التركي للحداثة وتحول تركيا الى دولة تعصف بها المشكلات الداخلية وربما الى تفككها وهذا ما يتطلب من القوى الديمقراطية المعارضة والنزيهة في تركيا الى ضبط حركة السلطة المنفلتة لاردوغان والحفاظ على سلمية ونعومة نموذج الحداثة والتنمية المتصاعد في تركيا .



#دهام_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة وسؤال الهوية
- الخطاب الديني والمسؤولية الوطنية
- الفلوجة تستغيث فهل من مجيب ؟
- الحماية الاجتماعية في العراق : الفقراء اخر المستفيدين
- المبادرة الوطنية للمشاريع الانمائية في المناطق المحررة
- ما كثر المتسولين وقلة المتعففين
- السلم المجتمعي .. الضرورة الغائبة في العراق
- ما احوجنا الى كايزن عراقي
- الديمقراطية الاثنية في ظل العولمة


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دهام العزاوي - أردوغان والتدخل في ليبيا عثمنة جديدة ام هروب من ازمات داخلية