أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثاق بيات الضيفي - كرامة العروبة... ماذا لو كانت اكذوية !!!














المزيد.....

كرامة العروبة... ماذا لو كانت اكذوية !!!


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كرامة العروبة... ماذا لو كانت اكذوبة !!!


بقلم/ الدكتور ميثاق بيات ألضيفي

"كلما تعثرت بحلم حقوقك العربية... وكلما تم أنكار كرامتك الانسانية كعربي... كلما تمكنت من محي... طموحك.. احلامك.. اهدافك... ووجودك!!!"

يمكننا الحديث عن "الكرامة العربية المدنية" في منطق التفاعلات الاجتماعية، كما يمكننا الغوص بحثا في انكار مصداقية وجود "الكرامة الإنسانية للعرب"، وفي كل مرة سيكون لحديثنا عنهما معان مختلفة أو درجات ومستويات مختلفة من المعاني، إذ كلما تعثرت بحلم حقوقك العربية المدنية وكلما تم الاعتراف بأنكار كرامتك المدنية كعربي كلما تمكنت من رسم اهدافك وامانيك واحلامك كسراب حكايات حكومات الفضيلة!! وإذا كنا نتحدث عن النظريات السياسية العربية الحديثة والخطاب السياسي العربي فهنا يتم نقل مفهوم "الكرامة" من مستوى الكرامة الشخصية إلى مستوى انتهاك كرامة المجتمعات العربية، ويبدأ هذا المفهوم في التعبير عن منطق تفاعل الشعوب وهزلية تمثيلها في المجال السياسي لأن وراء أي احتجاج شعبي ووراء أي مطالبة جماعية هو منطق "الكرامة المسلوخة والمتدهورة"!! ولأنه حين تقدم الشعوب العربية مطالب معينة فإنها بذلك تريد أولاً أن تلفت الانتباه إلى حقيقة أن كرامتها قد تعرضت للإهانة وأنها تريد ومن الصفر اعادة بناء هذه الكرامة!! لذلك سيكون من الخطأ وصف جميع الاحتجاجات والمظاهرات والنزاعات على أنها من أجل المصالح او الاهداف الحياتية والاقتصادية والسياسية.
وهنا لنا سؤال بسيط يتحدد بماهية الكرامة؟ ونحن غالبًا ما نستخدم مفهومها من دون التفكير في محتواه، ومن الغرابة لم يكن لدينا حتى وقتا للتفكير في مضمونها ومفهومها! فحينما نقول "كرامتي أولا" أو "إنه أقل من كرامتي" أو "لقد أهان كرامتي"، ولا يكون الوضوح البديهي للكلمة كافياً ولكن مفهومها الفكري واللغوي والتقليدي نظنه كبيرا على الرغم من أنه لم يتم تمثيله بشكل واضح، فيرجع ذلك حصريا إلى أن الأخلاق يتم تناولها بصور دراسية ضعيفة بشكل عام، ولذا فما هي الكرامة إذن؟ أنها مفهوم متعدد القيم للغاية ومستخدم في سياقات وتقاليد مختلفة في الأخلاق وفي النظريات السياسية والاجتماعية وفي نظريات التواصل وكل مجالات المعرفة المتطورة، ويمكننا أن نتحدث عن "الكرامة الأخلاقية العربية" كالتزام بمجموعة المعايير كالاعراف والتقاليد المستدامة والمعتمدة في المجتمع، وأيضا يمكننا أن نتحدث عن "كرامة التواصل" كمنطق للاعتراف بالمحاور وحينما يتم بناء التواصل عبر فكرة الكرامة العربية، فيمكننا الحديث عن كرامة الأخلاق المجتمعية، وعندما يقال إن شخص ما محتجز بكرامة، أي أنه في صورته التمثيلية ينطق ويفكر متمسكا بمجموعة من رموز التعبير الثقافي العربي.
الحق والكرامة والشرف والعدالة هي مفاهيم يمكن لها أن تتقاطع في محتواها بمعظم الاوضاع العربية، وعندما تتقاطع وتتداخل تنشأ حالات نزاعات كثيرة، وإن السؤال الأهم هنا هو: هل يمكن أن نقول أنه وفي عصور عربية مختلفة ظهرت بعض العبارات الملطفة التي تمكنوا من استخدامها لتحل محل كلمة "كرامة" بعبارة تكون أكثر ملائمة لعصرنا؟ وهل "الشخص العربي" شخص يتمتع بكرامة ومحترم أم لا؟ وبما أنني لست فيلسوفا لكني أبحث واكتب بالممارسات والعلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية، فلا أستطيع أن أقول إن فهم الفئة الأخلاقية للكرامة العربية تتمثل في القدرة على التمييز بين الخير والشر غير انه يمكنني استخدام ذلك المفهوم ظاهريا على وجه التحديد لأن الخير والشر هما بعضا من المفاهيم النهائية التي لا تتناسب مع بيان وشرح مضمون الكرامة العربية، فكيف اذن ندركها وكيف نؤكد وجودها او غيابها؟
ليس لدينا في الوضع العربي العام أي دليل على احترام كرامة شخص آخر سياسيا او اجتماعيا، حتى على خلفية التحيات أو العبارات، وعندما ننتقل إلى شخص ما فنكون قد فقدنا جزئياً عنصر كبير من المفردات المرتبطة بالمعاملة المهذبة لبعضنا البعض، وكيف ستتصل بشخص في الشارع إذا كنت بحاجة إلى توضيح إلى أين أنت ذاهب أو تسأل عن الوقت؟ إن سألت فستجيبك الأغلبية الساحقة بأدب بكلمة "آسف!!" ولا يمكننا العثور على كلمة تصف الشخص المصادف عشوائياً كممثل لمجموعة ما أو مدينة ما والتي كنا نكن لها بعض الاحترام، فلذلك ما علينا إلا إن ندرك بأن مشكلة الكرامة العربية حتى مجتمعيا قد تتحول إلى مشكلة في الاعتراف والبحث عنها ورفض الآخرين لها فتعترف الحكومات العربية أو لا تعترف بمواطنيها وبعض الانظمة لا تدرك أو لا تعترف بآخرين يستحقون الاهتمام كي لا يتم ملاحظتهم ولا أحترام كرامتهم، وإذا كان الاعتراف نوع من البادرة التواصلية لتوجيه الانتباه إلى آخر وإلى مجموعة أخرى وإلى الآخرين فيمكننا عبره أن نتحدث عن كرامة الإنسان العربي المفقودة والتي عندما ننظر اليها باعتبارها عنصراً متأصلاً في الشخص الذي يؤدي أعمالاً اجتماعية فبذات الوقت سنتذكر أن الإجراءات هي دوما ما تكون في حضور شخص آخر تترجم على أنها الوعي الذاتي والسيطرة على النفس وبعض الاختيارات المستقلة للإجراءات للتعامل مع الأخلاق، غير أن الحالة معقدة للغاية فيمكنك عبرها أن تفكر في نفسك ولأنك عربي هل أنت شخص لائق أو شخصا غير لائقا وغير جدير بالثقة، وهنا يجب ان ندرك اننا لا يمكننا تعريف انفسنا كعرب كأشخاص محترمين او لا لأنه وحول حقيقة أن الكرامة العربية يتم تضمينها دائمًا في بنية التفاعل السياسي والاجتماعي المقارن بأوضاع الانظمة الحاكمة، فهنا الان هل يمكن القول إن لدى الشعوب العربية بعضا من بقايا الكرامة؟ وكيف ستحاول تلك الشعوب بالحفاظ على كرامتها؟ وماذا سيكون للكرامة من مضمون؟ وان رغبت شعوب العرب في استرجاع ومن ثم الحفاظ على كرامتها الإنسانية وهي غارقة ومقيدة في عزلتها السياسية والاجتماعية، فكيف سيتم ايضاحها وقياسها عبر نظرة ذاتية على كرامة اسمها وروحها... من داخل روحها !!!



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن... ماذا لو كان حقيقة !!!
- السير على حافة... الاستبداد !!!
- محتج انا... ومعترض !!!
- فايروس الخوف !!!
- ظاهرة العصر الجديد !!!
- اكراه وعنف وشراسة
- -ماذا تعلمتم اليوم ؟!!-
- استعباد.. استعباد.. استعباد !!!
- مظاهرات العرب... بين الوجع والجوع والمهانة !!!
- رقميا... الرئيسين الفلسطيني والفرنسي... متساويين !!!
- فئات افرادها... لا يدركون ما يفعلون !!!
- في اليوم العالمي للسلام 21 سبتمبر... حتى حواراتنا بلا سلام ! ...
- جامعات رقمية !!!
- الحقيقة الخفية... للأزمات البيئية !!!
- دروس الحروب الراهنة !!!
- اسيا الغائمة... والضحكة الصينية الناعمة !!!
- اصرخ... يا ضمير !!!
- مواطنة الروح !!!
- سيكولوجية الامن القومي !!!
- الخندقة البشرية... وتكتيكاتها الاستراتيجية !!!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثاق بيات الضيفي - كرامة العروبة... ماذا لو كانت اكذوية !!!