أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - - مهيدو - أو رحلة البحث عن الماء ب - البيدو -














المزيد.....

- مهيدو - أو رحلة البحث عن الماء ب - البيدو -


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


في حديث عابر عن الماء الذي يجري جانب القرية ( أولاد حضرية / جماعة سانية بالركيك / قيادة الغنادرة ) عبر ساقية / قناة واسعة تخترق قرى عدة من دكالة لتصل الى محطة الضخ التي توزعه على حقول الشمندر السكري المترامية . قالت
( خرجت النسوة يزغردن فرحات عند تدشين المجرى المائي فقاطعهن رجل حكيم لا تفرحن كثيرا فقد يأتي عليكن يوم تتحول زغاريدكن الملعلعة الى ولولات حزينة ) وفي حديث آخر مع معلم من أهل البلد أكد لي أن ( معلما أرسل تلميذين أخوين ليمتحا الماء من الساقية وفي محاولة سيزيفية لملإ الدلوين جرفهما التيار وفارقا الحياة . رمى المعلم محفظتيهما وسط حقول القمح وسجلاهما غائبين كأنهما لم يأتيا المدرسة قط بنية التستر على الجرم المصيبة . لكن الأب كان أكثر صبرا وإيمانا بالقضاء والقدر وجاءه وهو يبكي وخاطبه بالقول :
( أعلم أنك ارسلتهما الى الساقية ولم تكن تظن أنهما سيقضيان غرقا ..كنت أطمع أن تعزيني في فقدان فلذتي كبدي .. عزائي وعزاؤك واحد )
سامحه الرجل عن فعل مقدر وغير مقصود كان سيقضي على مستقبله . هكذا بدأت علاقتي بالماء بدكالة وبقي البحث عنه وشما محفورا في الذاكرة بنصل خنجر حام وهاجسا يقض مضجعي في ثنائية الحياة والموت ...الزغاريد والبكاء ...الفرح و الفاجعة .
الماء ضرورة ملحة وكل شيء حي من الماء . كلفت بعض التلاميذ الكبار بإحضار الماء من الساقية بعد انتهاء زمن الدرس وتكلفت بإعداد الشاي لهم الى أن قدر لأحدهم أن يجرح في رجله بشظية من زجاج قنينة رماها أحدهم الى الماء . حضرت أمه الى منزلي وهي ترغي وتزبد كالجمل الهائج . اعتذرت لها عن مصاب ولدها وتحملت غضبها وعدم تأدبها في حضرة معلم لأنها أم أفجعها حال الولد وتألمت لألمها . بعد كأس شاي وقد عاد اليها هدوؤها قبلت اعتذاري وأعذاري ودلتني على يافع يقوم بالمهمة مقابل أجر زهيد .
مهيدو يافع قميء معقوف أصابع كلتا يديه . يتيم يعيش في حطة / عشة من قصب وطين مع أبيه وأخته . مهدي إسمه الحقيقي . ثرثار وفضولي لكن نفعه يرغمني على تحمله فمن يقبل خدمتي سواه . داوم مهيدو على إحضار الماء من القناة على نقالة ( برويطة ) يضع عليها دلوا أسود كبير من مطاط تكفينا حمولته يومين أو اكثر . كل أسبوع أنفحه مبلغا من المال دون محاسبة وأجزل له العطاء في المناسبات ...
كم عانيت عند وفرة التساقطات وحبس الماء عن الساقية حيث يصبح غورا صعب المنال ....
بعد أيام من الحادث دعتنا أم الولد المصاب الى بيتها لتناول وجبة الغذاء ورحبت بنا ترحيبا يلامس شغاف القلب . واكتشفت طيبة الأهالي بدكالة . ومن حينها نشأت صداقة بينا وبين أهل الدار .



#علي_أحماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الى مازاغان / الجديدة
- أساتذة بصموا مساري الدراسي
- ضرب على الدف في عرس بقرية ملاحة / كير الأسفل – صيف 1993
- من أوراق معلم بالأرياف المغربية
- السحور...دقات الطبل والوجل من - بغلة القبور - / فصل من ذكريا ...
- من أوراق معلم / 1987 | السلسلة والخاتم
- وداعا صديقنا ( ميمون ألهموس ) من أشاوس أيت مرغاد
- في حضرة عرافة
- طقس الشاي وقدسيته
- الحل بين عناد رحل أيت مرغاد وتأويل النادل لسداد ثمن البراد
- تسبيح وحصى ..أمداح وقرآن يتلى
- من ذكريات التتلمذة / قصعة الكسكس
- من ذكريات التتلمذة بمدرسة تاشويت / التلاميذ وقصعة الطعام
- هوامش على هامش الحكم على زعماء حراك أحراش الريف
- جرادة....أنشودة الرغيف الأسود
- من ذكرى أبي عشق الراديو/ المذياع
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي / أريج القهوة ولواعج العذرية
- من ذكرى أبي / ديك - تاحمدجوت -
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي ( المغرب )
- الخطوة الأولى نحو المدرسة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - - مهيدو - أو رحلة البحث عن الماء ب - البيدو -