أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - ثورة شعب..ثورة شباب..إنتفاضة الإصلاح التي لا يُرادُ لها أن تفوز..















المزيد.....

ثورة شعب..ثورة شباب..إنتفاضة الإصلاح التي لا يُرادُ لها أن تفوز..


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعادة نشر النص بعد مرور ثلاثة اشهر على تضليل إنتفاضة الأحرار والثوار في بلاد الرافدين..

جلاوزة العراق لم تتغيّر منذُ قرون طويلة كانوا يُؤتمروّن بضرب الرعية بالسياط والأنهيال جلداً على اجساد الفقراء والعمال من الناس الذين كانوا بمثابة عبيد لدى الحاكم الجائر والظالم الفاجر الحاقد.
اليوم هم نفسهم ينفذون أوامر اسيادهم في فتح النار وإطلاق الرصاص الحىّ والمباشر من بنادقهم الذليلة حتى تكاد تزغرد عندما تُصيبُ وتقتلُ "المئات وتجرح الألاف"، من الصبايا والشباب القابعون في منازلهم ينتظرون "صدقة الحاكم"، التي لا منة لَهُ أطلاقاً في توزيعها وإحتسابها كمخصصات تابعة للدولة تُصرفُ للذين لا عمل لهم وإن كانت فعلاً تلك المنح المتواضعة قد لا تسدُ رمق الشباب لليلة واحدة .ولم تكن تلك إلا خطط إحتيالية لإندماج الشباب في المجتمع.
بغداد التي يسكنها ما يقارب التسعة ملايين من السكان لقد تأثرت تحت ضغوطات المتظاهرين الذين خرجوا بالألاف الى ساحاتها وميادينها ساخطين على حكامها الفجرة من الطبقة السياسية العفنة نفسها التي تتشابه في الخطابات ولحس عقول الشباب. ولا نستثني الذين يتعممون بغطاء ابيض تارةً واسوداً تارةً اخرى؟! في وعودهم الوهمية بعد الخلاص من الأنظمة السابقة مهما كانت فعالية دورها هي نفسها تُطِلُ على البسطاء من الذين قدموا الغالي والنفيس فداءاً للعراق من اجل تحرير الشعب من انياب ومخالب ومصاصي الدماء .
بلاد الخير الرافدين اهتزت وإرتجت الارض تحت اقدام الصبايا والشباب من كافة الإعمار ومن كافة الاطياف ،كرداً من الشمال ،وشيعةً من الجنوب والوسط ،وسنةً من كامل تراب الرافدين ،ومن الأزيديين ،ومن الصابئة ،ومن السريان، ومن المسيحيين، ومن اليهود ،ومن المكونات الاخرى العريقة التي تتغنى بإنتمائها التاريخي للحضارات المتتالية والمتداولة للحكم على ارض خيّرة تُنجِبُ ابناءاً يصنعون المستقبل حيثما حلوا واينما كانوا.
عن الشباب الذي خرج مؤخراً طالباً تصحيحاً في المعيشة وطالباً النظر الى تلك الشريحة الشبابية التي وإن تخرجت من جامعاتها ومعاهدها لا تجد سوى التسكع والإنزواء نتيجة "الفساد المزرى " الذي وصل الى اعلى مستوياته في "المحاصصة والمحسوبيات" وفي تغطية علنية للطوائف والمذاهب النافذة في أحتسابها وتوظيفها العشوائى لمن لا يستحق المكان.
ماذا عن الدور السياسي للقادة في تقديم الحلول لكى تعود بغداد واخواتها الى الهدوء ولملمة الجراح بعد خمسة أيام دامية حتى اللحظة ؟ غدا التسائل عن الجهة التي تقف خلف تلك المظاهرات التي ما فتأت تدك مضاجع رئيس الوزراء العراقي "عادل عبد المهدي" الذي سارع الى تلقف مطالب الشارع بأسلوب لا يختلف عن اي ديكتاتور في اي بقعة من العالم ها هو يقول ويعد بالإصلاحات والتغيير فقط لإمتصاص غضب الشارع .
كما ان الرئيس العراقي "برهم صالح " كان قد خرج الى الشباب في تصريح شبه مهزلة من مسرحية مترابطة الحلقات وقال ان حق الناس بالتظاهر لا يعني سوى اسلوب ديموقراطي نؤمن بهِ. كما رأينا رئيس البرلمان العراقي "محمد الحلبوسي" قد أخترق المشهد محاولاً ان يتفاوض مع وفداً من المتظاهرين واعداً اياهم في التحقيق من اجل الكشف عن من وقف او يقف ضد إمال وتطلعات الأجيال الشابة المهددة في رسم مستقبلها .
من جهة اخرى كان المرجع الشيعي الأعلى "السيد على السيستاني" قد اصدر بياناً مقتضباً حول الانتقادات للحكومة مما ادى الى التعتيم على تبنى المظاهرات او الإنتظار !؟
مما ادى الى تصريح خطير من قبل السيد "مقتدى الصدر" الذي يمثل اكبر شريحة شعبية من الناس الخارجين في المظاهرات مطالباً "الحكومة التنحى" بأسرع وقت ممكن واللجوء الى صناديق الإنتخابات مجددا.
كما ان كتلة "عمار الحكيم" قد اتخذت قرارات مشابهة مما يعني الإنضمام الى محاولات التغيير عبر الضغط على الحكومة للإستقالة.ولم يتبين الى الأن عن مشاركة الحزب الشيوعى العراقي الذي يحظى بخبرة واسعة في ترتيب وتنظيم إدارة المظاهرات .
كما ان الذي صار معروفاً لدى الجميع هو رفض الإرتماء في احضان سياسة (ايران )التي تنعكس سلباً على مجريات الحكومة العراقية المنغمسة في تنفيذ أوامر ايران والتخفيف من وطأة الضغط عليها والإيهام للشعب العراقي بإن التحالف مع ايران هو المخرج الأساسي في رسم الخطط الإقتصادية المشتركة ، خصوصاً في مسألة إنتاج النفط وتصديره عبر قنوات إيرانية عراقية مشتركة ، لا تهتم سوى بالحرب وتناسى تقديم الخدمات للشعب العراقي الذي ذاق الامرين ليس منذ عهد تاريخ إكتشاف النفط وحسب بل عند وصول كل الطغمة التي تحكم بعد تاريخ سقوط بغداد عام "2003 " والتخلص من صدام حسين صاحب نظرية التي قال عنها نائب الرئيس الأمريكى "ديك تشيني "، عندما صرح ان صدام حسين لا يُرِيدُ ان يذهب وحيداً الي القبر بل يسعى الى إصطحاب الشعب العراقي بأجملهِ.
يبدو كذلك اليوم قد لا تنطبق النظرية بإستبعادها كاملة بعد النهضة الشبابية التي تسعى الى تصحيح المسار من اجل الترتيب المرتقب للإنتفاضة العارمة في المدن العراقية خصوصاً "الشيعية منها" التي كانت تُعتبرُ مهمشة اثناء العهود المنصرمة لكنها الان عندما تتواصل روحياً مع الجمهورية الاسلامية في ايران بعد إفتضاح خططها وما تبتغاه من التلاحم المذهبي والبعد التاريخي لتنفيذ وتطبيق ولاية الفقيه.
ما حصل كذلك من تردد في رفع شعارات ضد مشروع ايران كان لَهُ اصداءً غير مُرضى عَنْهُ إيرانياً في صحيفة "كيهان الناطقة بإسم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية "، حينما ابدت سخطها من السماح لتردد بعض الشعارات ضد ايران على سبيل المثال، متهمةً السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل من يقف ومن يحثُ المتظاهرون في رفع تلك الشعارات العدائية ضد الحكومة ،
"بغداد حرة حرة ايران برا برا".
كذلك "احراق الاعلام الإيرانية في البصرة وبغداد" جائت بأطلالتها الغريبة على كافة الأطراف التي تترقب بأعين نصف مفتوحة ونصف مغمضة عن الرقيب الذي سوف يُحاسبُ الشباب المنتفض في زجهم وسيقهم كالمجرمين الى السجون الجماعية التي لا تليق قياساً بالشباب الذي يثور ناصباً امامهُ غولاً من الفساد الذي يستشرى ويجب القضاء على كل منحطٍ يتغطى بعباءات تفوح منها رائحة الإرتماء في احضان الخارج ، من اجل الإصلاح والحث على المسير نحو "عراق براق " يُنتجُ نفطاً يتنعم به قلة من القادة الجبناء وتحولهم بلمح البصر الى مليارديرات وتفقير الطبقة المسحوقة جيلاً بعد جيل،
عصام محمد جميل مروّة ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يعتذرُ الإستعمار من الصغار ..ماكرون صادقاً ام مجاملاً ...
- صِدام الحضارات وأدلجة الثقافة..تحت تأثير النظرية والتطبيق في ...
- هل الدين أفيوناً حقيقياً للشعوب يُقلِلُ من اهميةً الثورات ..
- نجيب محفوظ يعود من جديد..اليقظة والأحلام معاً..
- حقوق الطبقات المسحوقة في المجتمع وإعادة إحياء دور الإنسان كك ...
- إستعادة الثروات المنهوبة مطلب شعبي هل يتحقق ام بعيد المنال..
- رسالة الى رئيس مجلس النواب اللبناني الإستقالة سريعاً صوناً ل ...
- رِقة فيروز في اغانيها تنبعثُ كألحان روحية الى اخر المدى..
- ممنوع تصفية القضية الفلسطينية بالإغتيالات للقادة الميدانيين ...
- اعتراض مرشد ثورةً ايران على فقراء العراق ولبنان انانية غير م ...
- الحراك المدني والتظاهرات في مواجهة الطائفية السياسية قبل الف ...
- غارات إرهابية على جُحر ابو بكر البغدادي الدموى


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - ثورة شعب..ثورة شباب..إنتفاضة الإصلاح التي لا يُرادُ لها أن تفوز..