فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالات المطلبية .....4

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 09:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

إلى :

 كل من اعتنق فكر الطبقة العاملة وعمل على إشاعته في صفوفها

 شهداء الحركة العمالية.

 الشهيد عمر بن جلون


 من أجل بناء حزب الطبقة لعاملة

محمد الحنفي


5) وقد عملت عولمة اقتصاد السوق على إضعاف العمل النقابي، بوقوفها وراء التسريحات الجماعية، التي تتعرض لها الطبقة العاملة في جميع الدول، وخاصة، في الدول التابعة، والتي تخضع لإملاءات صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والمؤسسات المالية الدولية الأخرى، والشركات العابرة للقارات، بالإضافة إلى ما يقتضيه الانخراط في منظمة التجارة العالمية من منافسة غير متطابقة، تضر بالاقتصاد الوطني، وتلحق الضرر بالطبقة العاملة، وسائر الكادحين.

فعولمة اقتصاد السوق تعني: العجز عن المنافسة في المجالات الإنتاجية: الزراعية، والصناعية، والتجارية، كما تعني: إلغاء الحواجز الجمركية أمام السلع الأجنبية العالية الجودة، والرخيصة الثمن، وهو ما يعني: إغلاق المعامل، وتسريع العمال، وتوقف، أو تخلف الإنتاج الوطني، وهجرة الرساميل إلى خارج الوطن.

فماذا يعني ذلك بالنسبة للنقابة، والعمل النقابي ؟

إنه يعني: أن النقابة عاجزة عن إيجاد حلول للمشاكل، التي ستتخبط فيها الطبقة العاملة، سواء كانت ذات طبيعة اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو مدنية، أو سياسية، كما يعني: أن النقابة ستجد نفسها عاجزة عن إيقاف النزيف، الذي ستعرفه تنظيماتها، بسبب هجرة الطبقة العاملة، وباقي الأجراء إلى النقابات الأخرى، أو بسبب انطوائها على نفسها، ليأسها من النقابة ، والعمل النقابي، حتى وان كانا مبدئيين.

ولإيقاف التأثر بنتائج عولمة اقتصاد السوق، نرى ضرورة البحث عن آليات جديدة، لجعل النقابة، والعمل النقابي، حاضرين في الممارسة الجماهيرية اليومية في صفوف الطبقة العاملة، وباقي الأجراء.

ومن الآليات التي يمكن اعتمادها في هذا الإطار نجد :


أ- تعبئة الجماهير الشعبية الكادحة، من أجل إيجاد اقتصاد وطني متحرر، من المشاكل الناتجة عن الخضوع لإملاءات صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والمؤسسات المالية الدولية الأخرى، والشركات العابرة للقارات.

ب- تحديد مجالات المنافسة في إطار الانخراط في منظمة التجارة العالمية، حتى لا تخص إلا ما يمكن القدرة على المنافسة فيه، حتى لا تتحول التجارة العالمية إلى غول يلتهم كل شيء، ويقف وراء إنتاج الكوارث الإنسانية .

ج- الحرص على إشاعة حقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و كما هي في الميثاق الدولي المتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والميثاق الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية، والعمل على ربط الطبقة العاملة، وسائر الأجراء بالمنظمات الحقوقية المناضلة في هذا الاتجاه، سواء كانت ذات بعد محلي، أو وطني، أو قومي، أو عالمي / إنساني. بالإضافة إلى العمل على ملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، حتى تصير الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، متمتعة بالحقوق الإنسانية، وأبعادها المحلية، والوطنية، والقومية، والعالمية، وحتى يصير الوعي بتلك الحقوق حافزا على النضال النقابي، بالخصوص، باعتباره الإطار الذي يعمل على تمكين الشغيلة من انتزاع حقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، بالخصوص، والعمل على حماية تلك الحقوق.

د- الحرص على ديمقراطية النقابة، والعمل النقابي، وعلى تقدميتها، واستقلاليتها، حتى تصير جماهيرية النقابة عملا مسلما، وحتى يصير النضال النقابي قائما على أساس الوعي النقابي الصحيح، الذي يقف وراء امتلاك الوعي الطبقي الحقيقي، الذي يجب التعامل معه في أبعاده المحلية، والوطنية، والقومية، و العالمية، حتى لا يبقى منحصرا في حدود معينة، تجعله عاجزا عن الانخراط في النضال العالمي، وفي عولمة النضال النقابي، باعتباره نضالا حقوقيا، بالدرجة الأولى .

ه- الحرص على إنضاج شروط قيام وحدة نقابية: مطلبية، وبرنامجية، ومواقفية، وتنفيذية، واعتبار تلك الوحدة شرطا للانخراط في أي إطار نقابي معولم، ومقدمة لخلق شروط قيام وحدة نقابية تنظيمية: وطنية، وقومية، وعالمية، مادام الصراع الطبقي في بعده الاقتصادي، صار عالميا، ومادام الاستغلال يتم بأدوات عالمية.

و- الحرص على دعم النضالات المطلبية، على جميع المستويات: المحلية، والوطنية، والقومية، والعالمية، والتضامن المادي، والمعنوي مع المتضررين من تلك النضالات، والتخطيط المشترك لخوض النضالات المطلبية المعولمة، حتى تشعر الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، بالوحدة النضالية المطلبية، على جميع المستويات، وحتى يزداد استعدادها للنضال في جميع أبعاده، باعتباره الوسيلة المضمونة للحد من همجية الرأسمال العالمي المعولم، الذي يستهدف خوصصة المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، كما يستهدف امتصاص دماء الكادحين الى اقصى درجة ممكنة، وبالسرعة الممكنة .

ز- الحرص على الربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، على جميع المستويات: التنظيمية، والمطلبية والبرنامجية، والمواقفية، والتنفيذية، حتى يكون ذلك الربط وسيلة لجعل الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، يمتلكون وعيا طبقيا معينا، في مستواه السياسي، وحتى يكون ذلك الوعي وسيلة لترسيخ الوحدة النضالية المطلبية.

ح- الارتباط بالحركة التقدمية بصفة عامة، وبالحركة العمالية بصفة خاصة، في إطار جبهة للنضال من اجل الديموقراطية، في أبعادها الوطنية، والقومية، والعالمية، حتى لا تبقى النقابة منحصرة، وحتى لا يبقى النضال النقابي مفصولا عن النضال السياسي العام، الذي يعتبر الانخراط فيه شرطا لقوة النقابة، ووسيلة لتكريس المزيد من الضغط، لانتزاع المزيد من المكاسب، لصالح الطبقة العاملة، وسائر الكادحين على المستوى العالمي.

وبذلك تتحول مقاومة عولمة اقتصاد السوق، إلى قوة في يد الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، في إطار عولمة النضالات المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، الهادفة إلى حماية الاقتصاد الوطني، من خلال العمل على حماية استمرار المؤسسات الوطنية: الإنتاجية، والخدماتية، وحماية استمرار، وقوة الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، والحرص على أن تقوم المنافسة في مجالات الإنتاج، والخدمات، على أسس شريفة، بعيدا عن السعي إلى تكريس الهجمة الرأسمالية على قوت الكادحين على المستوى العالمي.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات