أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل انتهى مشروع(اسرائيل الكبرى)؟














المزيد.....

هل انتهى مشروع(اسرائيل الكبرى)؟


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلن فلاديمير جابوتنسكي، الاب الروحي لمناحيم بيغن، في المؤتمر الصهيوني السادس عشر المنعقد بزيوريخ عام 1929، ان فلسطين هي "مساحة من الارض ميزتها الجغرافية الاساسية هي ان نهر الاردن لا يجري على حدودها، بل في وسطها"، وهو اعلان لم يكن بعيدا عنه "المعتدل" مناحيم وايزمن لما اجاب في جلسة للمنظمة الصهيونية العالمية عقدت في ايلول 1921، على معارضة خصومه الصهيونيين اليمينيين لاقامة امارة شرق الاردن، بالعبارة التالية: "يمكننا الاجابة عن السؤال بطريقة افضل، يا سيد دي ليمي، لو ان الضفة الغربية للأردن امتلأت لدرجة تدفع بنا دفعا صوب شرق الاردن".
لم يكن ذلك مقتصرا عند جناحي الحركة الصهيونية بالعشرينات، العمالي والتحريفي، على معارضة التحديد البريطاني لحدود فلسطين الشرقية، ولو ان الاولين دخلوا في قبول مرحلي لها فيما عارضها الاخيرون، وانما كان ذلك شاملا ايضا لحدودها الشمالية، كما رسمت بين باريس ولندن في عام 1923، في السياق ذاته، ما زالت اسرائيل، منذ قبولها عضوا في الامم المتحدة بعد قليل من قيامها، هي الدولة العضو الوحيدة التي لم تقدم خريطة لحدودها الى المنظمة الدولية، وقد اعلن بن غوريون، عام 1952، بأن اسرائيل هي "دولة لم تأت مطابقة لأرضها او شعبها... انها قامت فوق جزء من ارض اسرائيل فقط، وقد اعتبر الكثير من اليمينيين الاسرائيليين ان دعوة الجنرال شارون، في اثناء احداث ايلول 1970، لترك الفلسطينيين يقيمون دولتهم في شرق الاردن، قد اتت تعبيرا عن "ميوله العمالية"، وقد نازع الكثير من الليكوديين ناتنياهو، في عام 1996، لما اعترف باتفاقية وادي عربة، فيما ظل حزب الليكود يحتفظ في برنامجه بخريطة تعود الى دعاوي جابوتنسكي.
في هذا الاطار، يلاحظ بأن انتهاء الحرب الباردة، التي لعبت فيها اسرائيل دوراً وظيفيا كبيرا عند الولايات المتحدة عبر حربي 1967 و1982، قد ترافق مع منع الاميركان لاسرائيل من المشاركة في حرب 1991 التي رسمت الخريطة السياسية اللاحقة للمنطقة، ثم تطور ذلك الى اجبارها على المشاركة في مؤتمر مدريد، الذي افضى بطريقة "ما" الى اتفاقية اوسلو التي عنت تخليا اسرائيليا "ما" عن كامل القطاع، وعن مساحات غير محددة من الضفة، والى اتفاقية وادي عربة التي حددت حدود اسرائيل مع المملكة الاردنية، فيما كادت ان تصل تل ابيب الي تحديد حدودها مع سوريا في مفاوضات الربع الاول من عام 2000، وصولا الى موافقة اسرائيل على الخط الأزرق الذي رسمه تيري رود لارسن لحدودها مع لبنان في حزيران 2000.
عنى ذلك كله، بشكل "ما"، تناقصاً في وزن اسرائيل عند واشنطن في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، ويبدو ان العمالي رابين قد ادرك ذلك، عند توليه رئاسة الوزارة الاسرائيلية عام 1992، لذلك حاول التكيف مع الاستراتيجية الاميركية في عملية التسوية ليقايض "التنازلات" في الاراضي مقابل دور اقليمي رئيسي تكون فيه اسرائيل (كبرى) في الدور بعد ان "تخلت" عن ذلك على صعيد الاراضي، فيما دخل كلينتون مع ناتنياهو في صدامات عديدة نتيجة ادارة الظهر لسياسة رابين، بينما رأينا كيف كان انسجام شارون الكبير مع ادارة بوش الجديدة حصيلة لتخلي البيت الابيض عن عملية التسوية لصالح اعادة صياغة المنطقة" عبر البوابة العراقية، وما ذلك من تفرغ اسرائيلي لخلق توازنات جديدة مع الفلسطينيين من خلال وقائع رسمت على ارض الضفة الغربية عبر الجدار العازل، بالتزامن مع "تحرر" اسرائيل من "عبء" غزة، يراد منها قضم القدس كلها و58% من اراضي الضفة مع ترك الباقي للفلسطينيين في اطار معازل، شبيهة بالتي كانت للسود في جنوب افريقيا ايام الحكم العنصري، ليقيموا دولتهم عليها.
تأتي (خطة الانطواء)، التي قدمها ايهود اولمرت اثناء حملته الانتخابية الاخيرة، في اطار ذلك، ليراد منها، كما اعلن، رسم حدود اسرائيل في عام 2010 عبر اجراءات اسرائيلية انفرادية، انطلاقا من رؤية، جمعت بين حزب العمل مع وسط و"يسار" الليكود في حزب (كاديما) الجديد، بأن الاجواء الدولية ـ الاقليمية، الناتجة عن ما يجري في بلاد الرافدين، تسمح لاسرائيل بأخذ حريتها بين نهر الاردن و"الخط الأخضر".
ربما، في هذا ايضا، يأتي التصلب الاسرائيلي الجديد حيال مرتفعات الجولان في الفترة التي اعقبت سقوط باراك في انتخابات 2001، والذي يخالف "المرونة" التي ابداها العماليان رابين وباراك وأيضا الليكودي ناتنياهو، بين عامي 1996 و1999، الذي كان يرى بأن تسوية في الجولان تسمح لخلق توازنات افضل ضد الفلسطينيين.
ماذا يعني ذلك علي صعيد الصراع العربي الاسرائيلي الذي انبني، منذ وعد بلفور عام 1917، على خرائط وضعها هرتزل ووايزمن وبن غوريون وجابوتنسكي ليس فقط على صعيد المشهد السياسي الراهن، وانما بمعنى ما يخص الدعاوى الايديولوجية ـ السياسية للمشروع الصهيوني الذي وضع هو خرائطه، قبل قرن من الزمن؟.. ام ان ذلك هو مجرد خطة مرحلية في اطار السعي الى مشروع (اسرائيل الكبرى) نفسه؟



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الديموقراطية والليبرالية
- التيارات السياسية العربية:تغير وتطور الاصطفافات
- هل الديكتاتورية لاصق اجتماعي في المجتمعات اللامندمجة؟-
- من فلسطنة الصراع إلى تد يينه
- اعلان دمشق-:هل هذا توضيح أم خط جديد؟-
- حياد التقنية
- بين الأنظمة والقطب الواحد:تعثر الخط الوطني الديموقراطي
- النص السياسي
- التفسير الثقافي للاسلام
- هل من مصلحة للعرب في أن تصبح ايران دولة نووية ؟ -
- ديموقراطية المكونات أم تلك القائمة على مبدأ المواطنة ؟
- الإنعطاف الأميركي الكبير
- أزمة الوسط السياسي السوري المعارض
- --صدام حضارات-في باريس؟....-
- انبعاث الليبرالية السورية
- -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-
- -الليبرالية والوطنية-
- انزياحات داخل المعارضة السورية
- النزعة الثأرية في السياسة-
- ثنائية فتح-حماس


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل انتهى مشروع(اسرائيل الكبرى)؟