أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - خالد حسن يوسف - في الصومال رجال المال عامل هدم














المزيد.....

في الصومال رجال المال عامل هدم


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 00:35
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


# في الصومال رجال المال عامل هدم.

بلادي جميلة ولكنها ملك للصوص، وتتطلب الضرورة أن يمثلك الشرفاء هذا الجمال، فمثلا عند النظر إلى قطاع الإنشاءات والمقاولات في البلاد رغم أنه لا يزال في مرحلته الأولى كما ونوعا، فإن المباني التي يمكن أن يشار إليها بالبنان، تعود ملكيتها لشخصيات فاسدة تربحت من موارد الدولة الصومالية المنهارة وإقتصاد الفساد الموازي في ظل غياب الدولة.

رجال الأعمال في الصومال بدأوا منذ حقبة الإستعمار كتجار تجزئة عصاميين في تجارة المواد الغذائية بالمدن، وهناك البعض ممن كانوا يحملون بضائعهم في رحلة سفر ما بين المدن والريف، والجدير بالإشارة أن مواطنيهم ساهموا في إعلاء شانهم، فالكثير منهم لم يكونوا يمثلكون بعد رأسمال، وظلوا يصدرون مواشي البدو من خلال الإقتراض وإعادة رأس المال بهيئة إحتياجات غذائية لسكان، فعمليا كانوا في ظل سمسرة فرضها واقع تواضع قدرتهم المادية.

فنقلت أكياس الغذاء نحو الريف وحملت الجلود في إتجاه المدن، ومع الإستقلال تشكلت برجوازية وطنية محدودة، وبدأ أكثرهم راسمالا يتورط في خوض السياسة وتمويل أحزاب القبائل، بعد أن إنتفخت بطونهم وحققوا فائض رأسمال أرادوا من خلاله المزيد من خلال شراء الذمم.

وفي سنوات الأولى من عمر الدولة إنخرط الغالبية في تجارة المواشي واستيراد حاجات المواطنيين، وهكذا أصبح فئة الرعاة في الريف الدعامة التي تسند كل من أتجه نحو حرفة الأعمال، فالجزء الأكبر مما كان يتم إستيراده كان ينتهي عند تلبية حاجات بدو الأرياف والقرى والجزء الأخر تعاطى مع سكان المدن.

ومع قدوم العسكر تم دعم رجال الأعمال وبدأ الدعم الجهوي، وبذلك تم إستثناء رجال الأعمال الإسحاق عبر تسهيلات خاصة انطلاقا من حسابات سياسية، فمنحوا قروض التمويل الحكومي لأجل الاستيراد، ذلك مثل مفارقة من قبل سلطات مارست الشمولية من خلال ثوب إشتراكي مزعوم.

وخلال تقارب الصومال مع الولايات المتحدة تم إنشاء برنامج تم دعمه من قبل واشنطن والبنك الدولي، وبذلك منحت القروض والعملة الصعبة للمستوردين والذين لم يكونوا جميعا ممن انخرطوا في تلك التجارة التقليدية للبلاد، حيث كان يتم توزيع مبلغ ٥ مليون دولار شهريا لأجل الاستيراد على أصحاب المال والأعمال.

إلا أن البعض منهم كان يتحايل على الحكومة ويبيع الدولار مجددا في سوق الصرافة الغير خاضع للبنوك الرسمية، وبفعل ذلك كانوا يحققون رأسمال من رصيد المجتمع دون أن يبدلوا أدنى مجهود اقتصادي، فاراكموا الأرباح والدخل، ولم يتم التضييق عليهم، إذ تشابكت مصالحهم حينها مع رجال السلطة.

وتلك كانت صورة من إشكاليات التعثر الاقتصادي في الصومال، حيث اتجه الجميع نحو السمسرة وبيع العملة في الأسواق، عبر إعتماد الفوائد والاحتكار، لقد شكلت تلك الممارسة مدخلا نحو افقار المواطنيين، الذين نهبت ثروتهم الوطنية تحت زعم مساعدتهم وتلبية حاجاتهم.

فالمواطنيين كانوا يحصلون على العملة الوطنية والتي كانت تفقد بريقها باستمرار من جراء بيعهم مواشيهم ومحاصيلهم الزراعية، بينما إنتقلت عملة الدولار إلى أيادي الفاسدين، وهكذا تم افقار الشعب، ووزعت عليه أوراق ملونة ليس لها رصيد مالي، مقرونة بذاكرة تم تجاوزها مضمونا وواقعا.

وإلى جانب تلك الممارسات، فإن من منحوا القروض بضمان أملاكهم، لم يكونوا يسددون المستحقات البنوك عليهم، ولاسيما أموال بنك التجارة والاذخار الصومالي، بل أن بعضهم قام بتمويل المعارضة السياسية من تلك القروض، وأنهارت الدولة الصومالية وهؤلاء لا زالوا مدينين لها ماليا.

وخلال الحرب الأهلية وفي ظل سقوط الصومال أستمر البعض منهم في سياق افقار المواطنيين، وتنصلوا من دفع الضرائب، وصدروا واستوردوا ما أرادوا دون أدنى قيود أو رقابة عليهم، لدرجة المتاجرة بالمواد الغذائية والأدوية التي فقدت صلاحيتها، وتسببوا في معاناة الكثيريين، وطبعوا أوراق فاقدة القيمة، ولدرجة أن القائمين على بعض كانتونات التجزئة جلبوا من الخارج ماكينات طباعة لنسخ شلنات كانتوناتهم ووضعوها في بيوتهم.

وبالنظر إلى البعض ممن يتصدرون مشهد عالم الأعمال في البلاد، يتجلى أنهم من ضمن تلك المجاميع التي نالت تلك القروض التي لم يتم إعادتها بعد إلى الدولة، وهكذا أزدادوا غنى من خلال تحالفهم مع أباطرة الكانتونات، وعلاقاتهم التي يشوبها الفساد مع المسؤولين في الحكومات الصومالية.

فالبلاد لم تعهد يوما واقع الشفافية، فالقروض والمناقصات منحت انطلاقا من الحظوة والمحسوبية، وبمعزل عن الاستحقاق أو توزيعها عبر السبل المنهجية، وهو ما قاد إلى تكريس واقع طبقي وفوارق إجتماعية لم يعهدها الصوماليين في تاريخهم.

وسمة الراسمالية الصومالية الفاسدة أنها لا تتعاطى مع الإقتصاد المنتج، رغم أن البلد يمتاز بالموارد الزراعية،الحيوانية بفرعيها السمكي والماشية ومشتقات اللبان والمشروبات الغذائية، لدى من النذرة وجود مصنع أو معمل إنتاجي، والمفارقة وجود مصنعان لمشروبات شركة كوكا كولا في مدينتي مقديشو وهرجيسا، في حين لا تمثل المشروبات الغازية من حاجات المجتمع الأساسية.

كما أن الطفيلية اقتحمت قطاع التعليم ولاسيما العالي، إذ إفتتحت جامعات تجارية يصل عددها ٥٠ جامعة، ويتركز نصفها في مدينتي مقديشو وهرجيسا، بينما تتوزع البقية في أنحاء الصومال، فبعد أن نهبوا قوت المواطنيين اتجهوا لمصادرة مستقبل الطلاب والتعليم، ويمثل الأمناء في تلك الجامعات الهزيلة عادتا شخصيات ذات نفوذ، وبدلا من توحيد تلك الجامعات الخاصة ومناهجها في مؤسسات تعليمية يعول عليها، يحرص مالكيها على استقلاليتها كل منها بدافع الاحتكار، لكي يجنوا الأرباح وفق رغباتهم.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع على الدين والمجتمع لأجل السياسة
- حركة تحرر صومالية تمارس التقية والتضليل
- خصوم في حضيرة الايجاد
- تهديدات بقايا مؤتمر الهويي الموحد
- إنتحار حركة تحرر صومالية
- مهمشين متنازع عليهم في الصومال
- الغيرة من المناضلين
- العلم الإثيوبي تعرفه جمال العفر!
- ضغوط على الصومال لتسوية مع كينيا
- مثقفين يطالبون الصومال بالتبعية لسعودية!
- من أكاذيب الصراع العفري الصومالي!
- أبيي أحمد وازدواجية نوبل للسلام!
- يصارعون تركيا على أمنها القومي
- سياج البيت لا يسع المرأة
- الصومال والضغوط الخارجية بشأن نزاعه مع كينيا
- على العيسى القبول بقواعد اللعبة
- فاسدة الصومال عبئ على حقوق الانسان
- التغيير في السودان معادلة إثيوبية
- الصومال وإعادة إنتاج قوى الحرب الأهلية
- الكونفيدرالية في الصومال مشروع انفصال


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - خالد حسن يوسف - في الصومال رجال المال عامل هدم