أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حصاد عام فلسطيني وعربي جرحه غير ملتئم















المزيد.....

حصاد عام فلسطيني وعربي جرحه غير ملتئم


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6448 - 2019 / 12 / 27 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا الجرح الفلسطيني ولا العربي التئم،فما زال النزف على أشده في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا ومصر والسودان والجزائر...ففي فلسطين ربما هو العام الأسوء...العدوان على شعبنا الفلسطيني شامل وبمشاركة مباشرة من الإدارة الأمريكية المتصهينة،حيث كان هذا العام،عام العقوبات الجماعية والتطهير العرقي بإمتياز،ولعل "مذبحة" الحجر في وادي الحمص،كانت الجريمة الأبرز لهذا العام،وكذلك هي العيسوية منذ حزيران الماضي،وهي في اشتباك مباشر مع المحتل بكل أجهزته المجندة لكسر إرادة العيسوية وتحطيم معنويات أهلها،اجهزة مدنية وامنية تنسق فيما بينها،وتستبيح العيسوية يومياً تداهم وتعتقل وتعتدي على السكان،تقمع وتنكل،تفرض الضرائب بأشكالها وتهدم المنازل وتوزع الإخطارات بالهدم،هي عقوبات جماعية تحمل في طياتها اهداف سياسية..القدس استبيحت ككل،مؤسسات تغلق وانشطة وفعاليات تمنع،ومحاولة لإقصاء أي مظهر من مظاهر السيادة والوجود العربي الفلسطيني في المدينة،فالأقصى بات هدفاً مباشراً للجمعيات التلمودية والتوراتية والإستيطان يتضاعف ويتمدد،والحال في الضفة الغربية ليس بالأفضل،فالإستطيان تضاعف منذ اوسلو اربع مرات،ومحاولات اسرائيلية لضم الأغوار وشمال البحر الميت وشرعنة الإستيطان في الضفة الغربية بدعم أمريكي مباشر،وغزة ما زالت تعاني من الحصار وبالكاد السكان يوفرون مستلزمات حياتهم الأساسية ..وفوق كل الذي ذكرت،ما زالت الساحة الفلسطينية متشظية ومنقسمة على ذاتها،وليس فقط الإنقسام يتكرس ويتشرعن،بل نحن امام حالة من الإنفصال غير المعلن .

اما في سوريا فرغم تراجع حدة العدوان العسكري المباشر عليها،ونجاحها في تحطيم الجماعات الإرهابية ودحرها،ولكن نجد بان الحرب الإقتصادية والمالية على دمشق ما زالت على أشدها من قبل قوى العدوان وفي المقدمة منها امريكا والإتحاد الأوروبي والعديد من المشيخات الخليجية العربية وجماعة الخلافة العثمانية،حيث عصابات اللصوص من ترامب وأردوغان،تسرق النفط والغاز من الحقول السورية في شمال وشرق الفرات،وترامب يقول علناً بانه سيسرق النفط السوري ويبعه،إنها بلطجة القوة في زمن التخاذل والإنهيار والتآمر العربي.

أما في لبنان والعراق،فجرى توظيف الحراكات الشعبية التي خرجت من اجل محاسبة النظام السياسي الفاسد والناهب والمهدر للمال العام ،وهذين النظامين يمثلان طبقة سياسية فاسدة تتحكم في كل مفاصل الدولة والإقتصاد والمجتمع على مدار عشرات السنوات، لا هم لها سوى النهب وشرعنة الفساد،هذه الحراكات الشعبية،جرى استغلالها من قبل قوى محلية وعربية وإقليمية ودولية،من اجل تحقيق اهداف سياسية ليس لها علاقة بمطالب الحراكات الشعبية،فأمريكا ومحورها مارسوا ضغوط اقتصادية ومالية على لبنان،من اجل دفع لبنان للموافقة على ترسيم حدوده البرية والبحرية،بما يمكن اسرائيل من السيطرة على ثروات لبنان النفطية والغازية في بلوك 9،وحتى تدويل حدوده البرية والبحرية والجوية مقابل التمويل،وكذلك العمل على اضعاف ح ز ب الله ومحور المقاومة اللبنانية،بممارسة كل أشكال التحريض على ح ز ب الله وسلاح المقاومة،وكذلك السعي لدفع لبنان نحو الفوضى والإحتراب الطائفي،وفي العراق كان الهدف واضح،دفع العراق الى الإحتراب المذهبي والسعي لإضعاف القوى الموالية لطهران،في العراق وعلى رأسها الحشد الشعبي،وأيضاً تم قصف عدة اهداف تابعة للحشد الشعبي من قبل اسرائيل وأمريكا اكثر من مرة،وكذلك اكثر من قنصلية ايرانية اعتدي عليها وتم حرقها،ولا ننسى بأن التظاهرات الشعبية التي خرجت في ايران احتجاجاً على ارتفاع اسعار المحروقات بدولار واحد،عملت أمريكا والسعودية على توظيفها امنياً من أجل زعزعة استقرار ايران ومحاولة إسقاط النظام الإيراني من خلال الدعم العسكري والمالي لتلك الجماعات.

اما في ليبيا فنجد بان القتال على أشده بين جماعة حفتر المدعومة من قبل مصر والسعودية والإمارات وروسيا وفرنسا،وبين حكومة السراج في طرابلس المدعومة من قطر وتركيا والتي أرسلت قوات عسكرية وأسلحة تركية لدعم حكومة السراج التي وقعت معها اتفاقاً لترسيم حدودها البحرية،بما يمكن تركيا من الإستفادة من هذا الترسيم،في تمرير خط أنابيب الغاز الإسرائيلي اليها عبر تلك المنطقة.

الصراع يدور بن الوكلاء على خطوط النفط والغاز،ويبدو أنه سيدخل مرحلة الحرب بين الأصلاء مع إرسال تركيا لقوات واسلحة لدعم حكومة السراج،والشعب الليبي،ضحية تلك الجماعات المتناحرة على النفوذ والمصالح ،هذا الشعب الذي كان ضحية ما سمي بالربيع العربي،وإستقدام الجامعة العربية لحلف الأطلسي من أجل السيطرة على نفط ليبيا.
واليمن ما زال جرحه ينزف،ولم يتوقف العدوان السعودي عليه،وحتى اللحظة لا يوجد افق سياسي لنهاية هذا العدوان،رغم ان ما دفعته السعودية على تلك الحرب العدوانية،تجاوز 725 مليار دولار.

هذا الحصاد يؤشر بشكل واضح الى ان الجرح الفلسطيني والعربي لم يلتئم،ورغم اتضاح وافتضاح المشاريع التأمرية الأمريكية والصهيونية على الأمة العربية،ولكن البعض عربياً يصر على العناد والمكابرة والإنخراط في المشروع الأمريكي،والهرولة نحو التطبيع العربي الرسمي والشرعي والعلني مع دولة الإحتلال الصهيوني على حساب قضيتنا وحقوق شعبنا الفلسطيني،حيث ما يسمى بصفقة القرن الأمريكي،جاءت لكي تشطب قضيتنا الفلسطينية بشكل نهائي،ورغم كل هذا الإنكشاف ولكن هناك من يرى بإسرائيل الجارة العدوة العاقلة ،وحتى هذه اللفظة لم تعد موجودة في قاموس العديد من المشيخات والدول العربية، التي تسعى لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل وتوقيع معاهدة عدم اعتداء معها،كما كشف عن ذلك وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس.

هذه الدول حرفت الصراع عن أسس وقواعده من صراع عربي- اسرائيلي جوهره القضية الفلسطينية الى صراع إسلامي – إسلامي ( سني- شيعي)،حيث صورت أمريكا للمشيخات الخليجية العربية بأن عدوها الرئيسي هو ايران،وهي من تهدد امنهم واستقرارهم وعروشهم،وتخلق لها قواعد " إرهابية" في المنطقة،في مقدمتها ح ز ب الله اللبناني.
كل ذلك من اجل إخافتها وترهيبها والإستمرار في " استحلابها" مالياً،وكذلك حملها على شراء أسلحة امريكية بمئات المليارات من الدولارات،وإستقدام المزيد من القوات الأمريكية وإقامة القواعد العسكرية على أراضيها والمدفوعة الثمن.

رغم كل هذا الحصاد الفلسطيني والعربي السيء،ولكن هناك بؤر مضيئة،نلمسها في تنامي وتصاعد وزيادة قوة وقدرات قوى المقاومة ومحورها،والتي أصبح لديها ميزان ردع مع الإحتلال الصهيوني،وكذلك المشروع الأمريكي في المنطقة يتراجع ويفقد قدراته على أن يبقى المهيمن والمسيطر على المنطقة،فالتغيرات الجيواستراتيجية التي تحدث،تؤشر الى أفول المشروع الأمريكي في المنطقة،وإختناق دولة الإحتلال الصهيوني بعنصريتها .
فلسطين – القدس المحتلة

27/12/2019
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب المسيحيين ملح هذه الأرض
- القدس ...سيناريوهات اسرائيلية قادمة
- الحرب على القدس والمقدسيين تتصاعد
- هل تنفجر أوضاع المنطقة قريباً...؟؟
- هل سيوجه نتنياهو وترامب ضربة لطهران للخروج من مأزقيهما..؟؟
- هل صدر حكم بالإعدام السياسي بحق نتنياهو..؟؟
- الأسير نائل البرغوثي...أربعون عاماً من الأسر
- تصعيد اسرائيلي ضد طهران ومحورها
- العيسوية وحدها تقاوم
- لكي لا يصبح الأسير إبراهيم أبو مخ ضحية جديدة من ضحايا الإهما ...
- مئة وعامان على وعد بلفور المشؤوم ونكباتنا مستمرة
- ازمة المؤسسات المقدسية عميقة وممتدة
- الثورة اللبنانية بين الإحتواء والتوظيف الخارجيوتحقيق المطالب
- -ميكي ليفي- يكشفمخططات الإحتلال لتصفية وجود شعبنا في القدس
- لا بديل عن الحراك الشعبي لوقف العنف والجريمة في مجتمعنا الفل ...
- هبة اللبدي تعري الاحتلال
- الفساد والوطنية لايلتقيان
- القدس والداخل الفلسطيني في دائرة الإستهداف الصهيوني
- الإنتخابات الإسرائيلية للخروج من المأزق ...منْ سيخون منْ.... ...
- نتنياهو.... اليوميتقرر مصيره ...رئاسة الحكومة او السجن


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حصاد عام فلسطيني وعربي جرحه غير ملتئم