أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - رغم العقوبات الاميركية الغاز الروسي يشق طريقه الى اوروبا















المزيد.....

رغم العقوبات الاميركية الغاز الروسي يشق طريقه الى اوروبا


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6448 - 2019 / 12 / 27 - 10:28
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    




تخوض روسيا معركة حقيقية لمد انابيب الغاز الروسي الى اوروبا بدون المرور في الاراضي الاوكرانية. وجرى مد اول خط الى المانيا باسم "السيل الشمالي" من الاراضي الروسية عبر بحر البلطيق الى شمال المانيا. ويكفي هذا الخط حاجيات السوق الالمانية التي تعتبر من اكبر مستوردي الغاز في اوروبا. وتم تمديد هذا الخط بعد اندلاع الازمة الاوكرانية سنة 2014، وبدأ العمل التجاري في السنة الماضية. وكانت الادارة الاميركية قد عارضت بشدة تمديده وفرضت على روسيا العديد من العقوبات بهذا الخصوص. ولكن الدولة الروسية لم تتراجع وتم تمديد الخط بنجاح. وهذا ما شجع مختلف دول اوروبا الغربية لطلب استيراد الغاز الروسي من المانيا، وهذا ما دفع روسيا والمانيا للاتفاق على مد خط ثان باسم "السيل الشمالي ـ 2" يسير بمحاذاة الخط الاول، وهو انبوب مزدوج وسيمتد 1200 كلم في قاع بحر البلطيق، وستبلغ تكلفته 9،5 مليار يورو (ما يعادل 10،6 مليار دولار) وسيضخ سنويا 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، سيتم توزيعها من المانيا في شتى بلدان اوروبا الغربية والوسطى. وسيمر الخط في المياه الدولية المحاذية لروسيا، فنلندا، السويد، الدانمارك والمانيا.
وتعارض اميركا بشدة مد انابيب الغاز الروسي الى اوروبا وخاصة انبوب "السيل الشمالي ـ 2" وانبوب "السيل التركي" المرشح لان يصل الى الجزء الاوروبي من تركيا ومنها يتم التوزيع في دول اوروبا الشرقية والوسطى والجنوبية.
وتعارض اميركا بشدة مد انبوب "السيل الشمالي ـ 2" وانبوب "السيل التركي" الى اوروبا، وهي تعتبر ان توزيع الغاز الروسي في اوروبا سيزيد النفوذ الروسي في اوروبا ويجعل اوروبا تابعة بالطاقة لروسيا. وقد فرضت اميركا عقوبات اضافية شديدة ضد روسيا وضد الشركات والبواخر الاوروبية التي تشارك في مد الانابيب، ومنها الشركة العالمية ALLSEAS (ومقرها الرئيسي في سويسرا) التي تشارك في مد الانابيب في بحر البلطيق، وقد توقفت هذه الشركة مؤقتا عن العمل، لمعرفة ماذا ستعمل روسيا لمواجهة واحتواء العقوبات الاميركية. وقد ادرجت اميركا العقوبات ضد روسيا في الميزانية العسكرية الاميركية لسنة 2020 وكأنما مد انابيب الغاز هو عمل حربي. ويقول الخبراء الروس انه لا شيء سيوقف العمل في مد الانابيب. ومن المتوقع ان يبدأ العمل على المستوى التجاري في انبوب "السيل الشمالي ـ 2" و"السيل التركي" خلال سنة 2020.
وتقول وكالة Bloomberg الاميركية ان اميركا تعرف انها لن تستطيع ان توقف انبوب "السيل الشمالي ـ 2".
وقد صرح الناطق باسم الكرملين دميتريي بسكوف ان روسيا ستنجز العمل بالمشروع بالرغم من جميع العقوبات الاميركية ضد روسيا وضد الشركات المشاركة في المشروع. وانبوب الغاز بين روسيا والمانيا هو جزء رئيسي من ستراتيجية تصدير الطاقة للعملاق الحكومي الروسي شركة "غازبروم". وهو يهدف الى تزويد اوروبا بالغاز الروسي عبر بحر البلطيق. وشجب بسكوف العقوبات الاميركية واصفا اياها بأنها "خرق فظ للقانون الدولي". وعبر سناتورات ونواب اميركيون عن مخاوفهم من ان مشروع "السيل الشمالي ـ 2" سيحمل الى الخزينة الروسية مليارات الدولارات. وسيقوي نفوذ الكرملين في اوروبا في وقت يشتد فيه التوتر بين موسكو وواشنطن.
وتساهم شركة "غازبروم" الروسية بنصف تكاليف مد الانبوب الى المانيا، بينما تساهم بالنصف الاخر الشركتين الالمانيتين „Uniper” و „Wintershall”. وأكد كونسورسيوم "السيل الشمالي ـ 2" ان 90% من الاعمال قد انجز وانه سيتم اكمال العمل سنة 2020.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغيي لافروف ان اميركا تعمل المستحيل لايقاف العمل بمشروعي "السيل الشمالي ـ 2" و"السيل التركي"، ولكنها لن تصل الى اي نتيحة.
ان الاقتصاد الالماني يعاني صعوبات منذ ازمة 2008 ـ 2009. وقد فاقمت العقوبات الاميركية هذه الصعوبات. ومع ذلك فإن المانيا لم تتخل ابدا عن المشاركة في انجاز مشروع "السيل الشمالي ـ 2".
ويعارض الاتحاد الاوروبي العقوبات الاميركية، ولا سيما المانيا وفرنسا.
وقد ادلى وزير الخارجية الالماني هايكو ماس بتصريح عارض فيه جميع المحاولات من قبل القوى الخارجية للتأثير على السياسة الطاقوية الالمانية. وقال "ان السياسة الطاقوية الاوروبية تتقرر في اوروبا، وليس في الولايات المتحدة الاميركية. نحن مبدئيا نرفض التهجمات والعقوبات الخارجية".
وجدير بالذكر ان مشروع "السيل الشمالي ـ 2" عارضته كل من اوكرانيا، بولونيا، دول البلطيق واميركا التي تريد ان تبيع اوروبا الغاز الصخري المسال. ولكن الغاز الطبيعي الروسي يمتاز على الغاز الاميركي، اولا بأنه ارخص بكثير، وثانيا انه اكثر ملاءمة للبيئة ومسألة الانبعاثات الضارة، وثالثا ان روسيا قادرة على تلبية كل الطلبيات في وقتها، وهذا ما لا تستطيعه اميركا نظرا لبعد المسافة بينها وبين اوروبا والكلفة العالية للنقل بالصهاريج البحرية.
ومن جهته فإن رئيس غرفة التجارة الخارجية الالمانية ـ الروسية والمدير التنفيذي لشركة الغاز والنفط OMV راينر زييلي اعلن "ان العقوبات ضد مشروع "السيل الشمالي ـ 2" هي "ضربة موجهة ضد اوروبا والشريك الاقرب المانيا". ودعا المانيا والاتحاد الاوروبي الى اتخاذ تدابير هادفة ضد هذه العقوبات، لان الامر يتعلق بالاستقلال الطاقوي لاوروبا.
ان كل المعطيات تشير انه في السنة الجديدة 2020 سيبدأ توزيع الغاز الطبيعي الروسي الرخيص في جميع انحاء اوروبا، بواسطة انبوب "السيل الشمالي ـ 2" الذي سيصل الى المانيا وانبوب "السيل التركي" الذي سيصل الى القسم الاوروبي من تركيا. وهذا يعني ان هذه السنة ستكون محطة مفصلية في تاريخ العلاقات الروسية ـ الاوروبية وفي السياسة الكبرى العالمية بمجملها.
فأولا ـ سيتحقق تكامل مذهل في العلاقات الاقتصادية الروسية ـ الاوروبية، لان الغاز الروسي سيجري في شرايين الاقتصاد الاوروبي بمجمله. مما سيكون له انعكاسه على السياسة العالمية بأسرها.
وثانيا ـ هذا يعني كسر جميع الموانع والحواجز والتابوهات امام تطوير العلاقات المالية والتجارية والاقتصادية الروسية ـ الاوروبية.
وثالثا ـ ان بيع الغاز الروسي سيدر على شركة "غازبروم" الحكومية الروسية عشرات مليارات اليوروات سنويا، مما سيمكن الدولة الروسية من تكوين صندوق سيادي مخصص لشراء منجزات التكنولوجيا الرفيعة الالمانية خصوصا والاوروبية عموما، بطرق مباشرة وغير مباشرة.
ورابعا ـ ان حصول روسيا على التكنولوجيا الرفيعة الالمانية والاوروبية، مضافا الى القاعدة العلمية ـ الصناعية المذهلة لروسيا، مضافا الى مركزية الاقتصاد الروسي بيد الدولة، سيساعد على تحقيق طفرة غير مسبوقة في الصناعة الروسية عامة، والصناعة الحربية خاصة، مما سيؤدي الى كسر مستدام (لصالح روسيا) في الميزان العسكري الروسي ـ الاميركي، نوعيا لا كميا، بكل ما لذلك من مفاعيل على الجيوستراتيجية الدولية برمتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلاد السيد المسيح وبعض ما رافقه من احداث كبرى
- حلف الناتو يحشرج قبل الموت
- كوريا الشمالية تستأنف تسلحها واميركا تبتز كوريا الجنوبية
- سقوط المشاعية البدائية بتدمير قرطاجة، وظهور المسيحية
- ضرورة تأسيس الجبهة الشعبية اللبنانية للانقاذ الوطني
- -ربيع الأميركان- في لبنان
- فتور كبير في العلاقات الاميركية ـ الالمانية
- الهندسة المالية تأخذ النظام الرأسمالي العالمي الى الاحتضار
- ترامب يصعّد الحرب التجارية ضد الاتحاد الاوروبي
- شبح البانيا الكبرى -الداعشية- يخيم على البلقان
- دونالد ترامب يجر الولايات المتحدة الى الحضيض
- حلف الناتو في ستراتيجية الهيمنة الدولية لاميركا
- التناقضات الاميركية الاوروبية في نطاق تجارة الاسلحة
- اميركا بدأت بالتراجع امام روسيا وامام الصين وايران
- المسرحية الكراكوزية المعادية للشيوعية في المؤتمر الثاني للحز ...
- ضرورة تقويض نظام الهيمنة العالمية للدولار
- السياسة العدائية لاميركا تدفع روسيا والصين الى التحالف ضدها
- ظهور المسيحية وانشقاقها من منظور اجتماعي قومي تاريخي
- العثمانو اتاتوركية الجديدة المأزومة تبحث عن دورها الضائع
- المبادرة الصينية الكبرى وتقويض الدور الاميركي


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - رغم العقوبات الاميركية الغاز الروسي يشق طريقه الى اوروبا