أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - الثروة الوطنية بين الحيازة الغير مشروعة وآفة الفساد الاداري















المزيد.....

الثروة الوطنية بين الحيازة الغير مشروعة وآفة الفساد الاداري


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف اثنان في كون النظام البائد ،قد تصرف بأموال العراق تصرفات أدت إلى إفقاره وانعكس ذلك على معظم أبناء الشعب بصورة تجاوزت حدود المعقول قياسا الى الثروات الهائلة التي امتازت بها ارض السواد منذ العصور القديمة حتى اكتشاف النفط فيه ،والذي تحول الى وبال عليه بدل ان يكون مصدرا لرفاهه وازدهاره ،بداءا بسيطرة الشركات الاجنبية ومرورا بالتأميم وما رافقه من سقم التقشف الذي اهداه (البكر) للشعب حيث كرس الجوع والحرمان من انقلابه الاسود عام1968 ،لاسيما وان جوهر سياسة ذلك النظام هو تجويع الشعب تحت يافطة استخدام النفط كسلاح في معارك كان الخاسر الاكبر فيها هو الشعب العربي وانحسار قضاياه المصيرية الى الهاوية شيئا فشيئا ،وما ان استولى صدام على السلطة حتى فتح فاه الخراب ليبتلع كل الخير في مشاريع (كرتونية) سرعان ما انهارت واستحالت الى ركام ،وليوهم الشعب ب (منجزات) كانت مجرد دعاية له لكي ترفع صوره واسماءه عليها ظنا منه بالخلود،وما كانت ألا عبارة عن أدوات محدودة النفع والعمر ،حتى المشاريع الخدمية التي انجزت والتي لم تتعدى مدة حكمه ،حيث كان بناءه تكتيكيا يشي بشكه الكبير في بقاء امد ظلمه وانه لابد من نهايته،فلا غرو ان يكون زمن نظامه وافكاره بمثل عمر مجاري مدينة (الثورة) التي استحالت الى شبه العدم هذه الايام ،ولان دكتاتوريته شملت كل مفاصل الحياة والدولة على وجه التحديد ،اذ ان كل شيء يجري بامره وتلك لازمة ثابتة لقراراته حتى ولو كانت سخيفة ،وقد اكتشف مرة عام 1992 بعد ان شاعت (ازمة البصل) بان سياسته الزراعية كانت فاشلة أي بعد مضي أربعة وعشرين عاما من استلام حزب البعث السلطة !! وتلك اكبر جريمة يجب ان يحاكم عليها النظام البائد .. ناهيك عن الثروات الخيالية التي أحرقت في المعارك الطاحنة وتجهيزات الجيوش المتعددة الأسماء ،وما دفن من موارد ومؤن وتحصينات وما سلب جرائها أوترك ذليلا في سوح تلك المعارك او في الساحات والشوارع ليظهر حجم الظلم الذي ارتكب بحق المال العام ،ليظهر في قفص محكمة الجنايات العليا متبجحا بالخدمات التي قدمها للشعب وادعائه اعمار المدن ومنها مدينة الدجيل!!
مردودات النفط التي تكفي مؤونة العالم باسره والتي اصبحت مصدرا يهدد الموازين الاقتصادية العالمية ، وزيادة في الخراب وتماشيا مع مصلحته في البقاء على سدة الحكم، كان لابد له من احراق ذلك الفائض بدلا من ان ينعكس على واقع الفرد العراقي بصورة عامة وكأن مصلحة القوى العظمى ان يضل هذا الفرد فقيرا محروما من كل مزايا الحضارة ومظاهرها ومباهجها !فأسس هيئة التصنيع العسكري التي كان يديرها المقبور حسين كامل بكل ما عرف عنه من جهل فاحش وبطش وحشي ،ولتنتهي تلك الماكنة العملاقة التي لو استمرت بالعمل باخلاص ووطنية لحولت العراق الى مصاف الدول الصناعية المتطورة ولكن هيهات ،فقد استحالت الى مجرد نفايات وأنقاض بعد ان سلبت ونهبت ليقبع بعض أجزاءها ومعداتها المتطورة جدا في محلات بيع الخردة في باب الشيخ والشيخ عمر وتلك حال الدنيا !
لاشك ان ثروات العراق قد تحولت الى البنوك الاجنبية تحت اسماء وهمية ،ولاشك ايضا انها استثمرت في مؤسسات صناعية خطيرة في العديد من الدول وان اسهما مهمة في كبريات الشركات العالمية هي ملك العائلة (الحاكمة)أو اتباعها ولقطائها ،ولعل ابسط مواطن عراقي كان يعلم كيف تحولت أسرة صدام وأقرباءه الى تجار دواجن وماشئة وعقارات ،وقد اعتادوا على اغتصاب اهم العقارات والممتلكات العامة والخاصة ليستثمروها لانفسهم ،وتحول الامر الى المتاجرة بالآثار العراقية وتهريبها كغيرها من الثروات الطبيعية ،وكل ذلك لجيوبهم وملذاتهم وإدامة حكمهم الذي عضوا عليه بالنواجذ حتى اغرقوا الشعب ببحار الدماء وتركوه جلدا على عظم كما يقول المثل الدارج ،فما مصير تلك الثروات وهي بكل تأكيد أموال العراق مصدرا وغلالا وفوائد ،لاننا نعرف أن صدام وعشيرته الاقربين كانوا اشد فقرا من الآخرين ، ولان مابني على غش فهو غش مثله ،او ما بني على باطل فهو باطل فان من حق المواطن العراقي ان يطالب الحكومة الدائمة بالتحري عن تلك الأموال والثروات وتطبيق أحكام القانون بحق الحائزين والمستفيدين كونها حيازة أموال مسروقة او متحصلة من جرائم كالسرقة والاختلاس والاستغلال الغير مشروع للسلطة والمال العام والاغتصاب لمال الغير دون وجه حق ،والتي لابد ان تنتج عنها أموالا ضخمة استثمرت لاحقا في تجييش جيوش الغدر والإرهاب ودعم الخراب المستشري لإدامة معركة النظام البائد ضد الشعب وقواه المنتخبة ،من ذلك توفير السلاح والعتاد والمواد الناسفة ،والدعم المعنوي بغية جذب الزمر التخريبية من الخارج وشراء الذمم العربية المريضة وابتلاع المؤسسات الإعلامية الكبيرة كبعض الفضائيات التي اشيع الخبر عن بيعها حصة الاسد فيها الى (بنات صدام) على مشهد ومسمع العالم باسره، فكيف ارتضت هذه الفضائية الصفقة تلك وهي تعلم علم اليقين مصد تلك الاموال ،والقانون الذي يحكمها فضلا عن أمها التي اعلنت نفسها خصما لدودا للحكومة العراقية والشعب المظلوم .فقانون العقوبات العراقي النافذ مازال يحكم تلك الجرائم تحت عنوان (جريمة إخفاء أشياء متحصلة من جريمة ) تضمنتها الماد 460،461، 462 .ونص المادة 460 يقول (مع عدم الاخلال باية عقوبة اشد يقررها القانون يعاقب بالسجن مدة لاتزيد على سبع سنوات من حاز او اخفى او استعمل اشياء متحصلة من جنايةاوتصرف فيها على أي وجه مع علمه بذلك)
الجدير باذكر ان القرار 103 في 1-8-1994 قد شدد العقوبة الى السجن المؤبد مع منع اطلاق سراح المتهم بهذه الجريمة لحين حسم الدعوى ،كما ان هذه المادة قد عاقبت بالحبس ما اذا تحصلت تلك الاشياء عن جنحة على ان لاتزيد العقوبة عن الحد الاقصى المقرر لعقوبة الجنحة ،كل ذلك دون ان يكون الحائز او المخفي او المستعمل او المتصرف قد اسهم بارتكاب الجريمة التي حصلت منها الاشياء ...
اما المادة 461 من قانون العقوبات فقد نصت على ما يلي :( من حصل على شيء متحصل من جناية اوجنحة وكان ذلك في ظروف تحمله على الاعتقاد بعدم مشروعية مصدره يعاقب بالحبس مدة لاتزيد على سنة (اوبالغرام) او باحدى هاتين العقوبتين ) . ومعيار هذه المادة هو الاعتقاد بعدم مشروعية المصدر . اما المادة 462 ق ع فقد اشارت الى اعفاء مرتكب الجريمة من العقاب اذا بادر الى اخبار السلطات العامة عن مرتكب الجريمة التي حصلت منها تلك الاشياء .اما اذا حدث الاخبار بعد قيام السلطات المختصة بالتحقيق فلا يعفي ذلك من العقاب بل يعد مخففا .
جرائم كثيرة انكشفت ،واهم مصادرها الاموال العراقية المسروقة ،منها شراء 50% من قناة فضائية عرفت بعدائها الصريح لحركة الشعب العراقي قبل وبعد سقوط النظام البائد وهي لاتحتاج لتعريف بعد ان عوقبت اكثر من مرة من قبل الحكومة العراقية الموقتة ،لذا فان من حق الشعب على حكومته المطالبة باقامة الدعوى ضد هذه الفضائية وحجزها مقابل الاموال المسروقة التي تملكت بموجبها تلك النسبة من اصل ملكية القناة الفضائية تلك ،وهذا الامر يقتضي قيام هيئة الادعاء العام به كونه النائب القانوني عن الشعب ..فمتى يحدث ذلك ؟! المؤلم حقا هو استمرار هذه الجرائم على اشدها في الوقت الحاضر اثر تفشي ظاهرة الفساد الاداري والتي فاقت الجرائم الارهابية بل صارت قاعدة له،من ذلك واقع عمل المؤسسات الخدمية في الدولة ،وحصر مشكلة المشتقات النفطية وادارتها وما يحيط بها من كارثة ،تضع المرء وجها لوجه امام اخطر محرك لكل الازمات ،في الوقت الذي ينبغي ان يباح للمواطن جزءا من ارباحها كما كان يمني النفس اسوة باقرانه من شعوب الخليج وغيرها من دول البترول،ليصبح ويمسي وهو منذهل بين توفير وسيلة لطهي طعامه الرخيص ،وبين لهاثه على لترات من وقود لمولدته الكهربائية الصغيرة عله يحضى بشيء من النور وبعض ما جادت به الحضارة التي يبدو انها قد اقتحمته من غير استئذان،والسؤال لماذا تبقى اموالنا سائبة لكي يطمع بها القريب والبعيد والكريم والدنيء؟!!



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق بلا معادلات ظالمة
- العراق بين الحدث الدموي اليومي ومن وراءه
- معادلات مترهلة في زمن عراقي صعب
- الدستور العراقي الدائم وضمانات البقاء !!
- لائحة على هامش محاكمة الطاغية
- استراتيجية الاحتلال او الانسحاب..رؤية من الداخل
- الحكومة الدائمية بين الممكن والتحفز لعبور المستحيل
- استهداف محاكم مدينة الصدر هل يحرك سكون القضاء
- صديق عدوّي.. عدوّي!!
- معالجة الإرهاب حقائق واستحقاقات
- شابندر التجار وحسابات الواقع العراقي المختلفة
- رسالة الزرقاوي فضيحة لاعداء الشعب العراقي
- أفراحنا المؤجلة هل ابتدأت حقا؟!!
- عندما يستخف المجرمون بالقضاء الوقور
- التحالفات السياسية بين التكتيك والاستراتيج
- مرثية لشاعر غريب لم يمت - الى الشاعر كمال سبتي
- دكتاتورية مع سبق الاصرار وعجائب قفص الاتهام!!
- عقيدة الخراب في فكر صدام وايتامه
- فقراء العراق ..خطوات نحو الحكم المستحيل
- مؤتمر السقوط الايديلوجي للبعث


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - الثروة الوطنية بين الحيازة الغير مشروعة وآفة الفساد الاداري