أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاضل الخطيب - أصوات... صامتة















المزيد.....

أصوات... صامتة


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أصوات... صامتة!
بعد "ثورة" البعث العربي الإشتراكي في سوريا (8/3/1963), والانتشار السريع للحزب "القائد" في كل بقاع الوطن السوري, دخلت الناس أفواجاً في صفوف الحزب, ولم تكن استثناءً من هذا قرى المقرن الشرقي التابعة لمحافظة السويداء.
وكان من بين البعثيين الجدد شاهين, وهو فلاح شاب لا يعرف القراءة ولا الكتابة, لكنه آمن بأفكار الحزب وصار رفيقاً يحضر الاجتماعات الحزبية بشكل منتظم.
كان شاهين يستمع ويتأمل الوفود الحزبية اليومية القادمة من المدينة, ومرت السنوات على التزام شاهين الطيب القلب والذي يعرف أصول الزراعة والفلاحة وكل صنعة.
وفي إحدى الاجتماعات وبعد سكوت سنوات طلب الكلام وقال: رفاق أنا عضو في الحزب منذ سنوات وأحضر كل اللقاءات وما صدرت مني ثلاث كلمات, اسمحوا لي الآن أن أقول رأييّ, وقبل أن يتابع حديثه قال المسؤول الضيف: رفيق أنت عضو حزبي من سنوات ولم تتكلم ولا كلمة واحدة فلا حاجة الآن كي تتكلم!
وقد يستمحيني عذراً السيد شاهين إن تكلمت باسمه بعد أكثر من أربعين سنة من سكوته, لأن شاهين صورة عن الملايين التي تربّت في حزب الصامتين!
*******************
رسالة إلى أضعف وأفقر تنظيم حزبي في سوريا والذي يضم حوالي مليوني نفر (كائن حي),
الحزب الذي قوّضه حافظ الأسد وحوّله إلى أصفار أكثرها على اليسار!
من حق أي واحد منكم الإيمان بالأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة, ومن حقكم النضال من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية.
من حقكم تقديس نبيكم الأسد الأول والثاني .. والرابع عشر. ومن حقكم الولاء والثغاء ...
كل ذلك حق لكم, لكنه لا حق لكم السكوت على الفساد الذي قلّ مثيله في العالم, لا حق لكم السكوت على قمع الرأي الآخر, لا حق لكم السكوت على قمع السلطة وأجهزتها الأمنية, لا حق لكم السكوت على غياب القانون وتطبيقه على الجميع,
حتى قانونكم لا ُيطبّق, لا حق لكم السكوت على مهزلة ما يسمى مجلس الشعب, لا حق لكم السكوت على الخيانات التي ُترتكب باسم حزبكم, لا حق لكم السكوت على إفقار الشعب ونهبه وإفقار ونهب غالبيتكم,
لا حق لكم الخروج من دائرة الزمن, لا حق لكم السكوت على اغتصاب الوطن!

أكثر من خمسة وثلاثين سنة وأنتم معتقلون في رأس الأسد,
منذ اغتصب حافظ الأسد السلطة اغتصبكم فرداً فرداً.
سنوات طويلة وأنتم تدفنون رؤوسكم في التراب, وتباركون وتبايعون أكبر عرّاب!

إنني على قناعة أنه يوجد الكثير بين البعثيين الصامتين الذين يدركون ما يجري في سوريا!
لكنني لست على قناعة أنه يوجد بينكم من يملك الجرأة ويعلن تضامنه مع المعتقلين السياسيين, يعلن رأيه صراحة بضرورة التغيير الديمقراطي السلمي!

ما كنت يوماً بعثياً, ولا أعتقد أنني سأصبح يوماً قريباً من هذا الحزب, لكني أعتقد أنه يوجد متعاطفين للأفكار التي طرحها البعث داخل المجتمع السوري. وهذا أمر طبيعي, لكن الطبيعي أيضاً وأعتقد أن الكثير ينتظر موقف شجاع من داخل تنظيم البعث ليعطي رأيه بما يجري في الوطن!

على الحريصين على البعث التحرك لإنقاذ حزبهم وسمعته وتسجيل وقفة تاريخية من خلال إدانتهم للقمع ولأجهزة الأمن والنظام الذي حوّل حزب البعث إلى أسلاك للمزرعة, وصار الحزب ملك الأسد كما هي سوريا!

على البعثيين العودة إلى سياسة البعث كحزب ـ وأنا هنا لا أبكي البعث ولا أشفق وأترحم على مستقبله وحاضره المقبورـ لكني أقول هذا من منطلق أنكم جزء من هذا الوطن, ولتكن شجاعتكم فوق الجبن!

وعلى كل حال أعتقد أنه سيضطر البعث بالمستقبل ـ إن بقي حزباً ـ سيضطر ويجب عليه تغيير الكثير من مفاهيمه وشعاراته وقيمه وممارساته كي تتلاءم مع موازين العصر وقيمه وأساليب عمله!

على البعثيين الصادقين العمل مع كل الشرفاء في الوطن لتخليص الوطن من الأسرة الحاكمة وكل ملحقاتها,
على البعثيين الشرفاء الانخراط مع القوى الوطنية السورية من أجل غد سوريا التي يجب أن تتسع لكل السوريين!
البعثيين الصادقين يستطيعون اليوم إنقاذ جزء من حزبهم, وسيكون لهم الفرصة للعمل الديمقراطي أسوة بكافة التنظيمات, لكنهم قد لا يستطيعون غداً!!

البعث يحتضر والبعثيين أنفسهم حفاري قبر البعث, فهل من باعث لبعض البعث!!

******************
أصوات أخرى لم تسمع وسماعها لقائليها يجلب النفع!
المذاهب والطوائف الدينية في سوريا حقيقة موجودة, ورغم أن النظام حاول ويحاول منع الحديث عنها بحجة الوحدة الوطنية, إلاّ أنني أريد ملامسة هذا الموضوع, لأن الوحدة الوطنية لا يتناقض مع وجود التنوع الديني الطائفي ولا يضعفها, وكنت قد أشرت أكثر من مرة إلى هذا الموضوع وبشكل عابر.
ما أريد قوله وخاصة عن الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس, والتي قد تكون مظلومة أكثر مما منتفعة من هذا الوضع.
الكل يدرك أن عدد غير قليل من المعتقلين حالياً, والذين اعتقلوا سابقاً بسبب مواقفهم السياسية هم من أبناء الطائفة العلوية, وهم الذين وقفوا وأدركوا خطورة اللعبة التي بدأ فيها حافظ الأسد, ورغم وجود نسبة لا بأس بها من المتنفذين في الحكم من هذه الطائفة, لكن الغالبية منهم مضطهدين كباقي فئات الشعب السوري.
وقد يكون فاتح جاموس وآلاف الشيوعيين الذين اعتقلتهم أجهزة أمن الأسرة الحاكمة هم غالبيتهم من منطقة الساحل ومن أصول علوية!
وعارف دليلة ونزار نيوف .... وغيرهم رموز وأمثلة للشجاعة, أمثلة لرفض سياسة النظام الحاكم!
ولي أصدقاء علويين أعتز بصداقتهم وصدقهم ومواقفهم الواضحة من النظام.

وأريد أن أقول كمواطن سوري فقط ولا أنتمي للطائفة العلوية التي أحترمها كما أحترم باقي الطوائف والقوميات التي تعيش معنا ونعيش معها, لأن الجميع بلا استثناء هم الشعب والوطن, وهذا التنوع هو قوة للجميع وللوطن!
أقول للمثقفين أو لرجال الدين المنحدرين من أصول علوية ـ وهنا لا أقصد الإيمان الديني ـ وأعتذر منهم على فضولي هذا, أقول قد يكون من المفيد أن يعبّروا بشكل مستقل حول هذا الموضوع من خلال نشاط ما أو توقيع وثيقة أو أي شكل يرونه مناسباً. أقول ذلك ليس لإقناع المثقفين الوطنيين السوريين الذين أعتقد أن غالبيتهم لا تنظر على أساس المذهب الطائفي أو القومي لتقييم أي فرد كان!
لكن مثل تلك الخطوة أو المبادرة قد توضّح للبعض الذي يخلط بين الأسرة الحاكمة وبين الطائفة العلوية المحترمة!
ويدرك الكثير أن الأسرة الحاكمة ليست وريثة لمواقف ونضالات صالح العلي والمناضلين الآخرين الذين ساهموا في صنع الجلاء!
************
وليس صحيحاً ما يقال "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"
كسطوع الشمس واضحاً السبب, كلام الربيع الدمشقي من ذهب!
المسؤولية ليست فقط عن الأعمال التي نقوم فيها, بل عن الأعمال التي لم نقوم فيها!!

تحية لنشطاء طرطوس وحمص واللاذقية والسويداء... الذين يقفون إلى جانب بيان بيروت/دمشق ويرفعون الصوت للإفراج عن المعتقلين السياسيين!

أحييكم وأشدّ على أياديكم!
وأبوس الأمل الواعد في مآقيكم!
وستهدم سجون القمع تحت نعالكم!
أحييكم وأشدّ على أياديكم!

بودابست, 27 / 5 / 2006. د. فاضل الخطيب



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الوطنية السورية, تبعثر أم تعثّر
- الأسد الورقي
- ربيع المعتقلات السوري
- السياسة في سورية
- لقاء بودابست, خطوة للأمام أم مراوحة في المكان
- العمال, أمس اليوم غداً
- الانتخابات البرلمانية الهنغارية
- محبة الأسدان وعَرَق الريّان!
- التاريخ يصنع مرة, ويكتب أكثر من مرة
- الأوكسيجين السوري
- الراية والنجوم
- ديالكتيك المذكر والمؤنث بين الثور والثورة!
- نوروز, عيد الكرد, عيد الربيع, نوروز عيد الجميع!
- الشيخ حسن نصر الله: ثورية غيفارا أو ملالي عاشورا!
- تحية إلى حبات البذار أمام القصر العدلي
- وزيرة سورية ضد تحرر النساء
- إله الزمان, اترك النسوان
- فحولة فتاة من بلدي
- يا نساء بلادي اتحدوا
- إله العراقيين يأكل أبناءه


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاضل الخطيب - أصوات... صامتة