أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناهده محمد علي - ريسايكل القيادة العراقية














المزيد.....

ريسايكل القيادة العراقية


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6444 - 2019 / 12 / 22 - 09:20
المحور: المجتمع المدني
    


إن للشعب العراقي ذاكرة سمعية وبصرية عظيمة تُقيِم السياسيين ، لكن اللاعب الأساسي كان دائماً هو منطق القوة الذي منع العراقيين من أن يصرحوا بما يريدونه ، وقد كانت دائماً اللعبة السياسية ماكرة لكنها لم تنطل على العراقي البسيط رغم الإستخدام السياسي للفضائيات والسوسشيال ميديا لسحب التصفيق من أيدي الجمهور العراقي ، لكنها كما نعلم كانت دائماً مسرحيات سياسية هشة موضوعة لفترة قصيرة وهي على الأكثر قبل الإنتخابات وتُرصد لهذه المسرحية الأموال والخطابات الرنانة والوعود ورسم بعض اللوحات السريالية لعالم جميل ووردي إلى أن يمسك السياسي المحنك زمام الأمور وتتضح بعدها الصورة .
لقد إعتمد الساسة العراقيون على صبر الشعب العراقي وإمتصوا طاقة الشباب بالمواكب الحسينية والمشي على الأقدام ما بين المدن ، وكان هذا تعطيل كامل للإقتصاد العراقي وإمتصاص للطاقة البشرية ، وحيث يعود الشباب والعوائل العراقية إلى بيوتهم منهكين وبدل أن يفرغوا غضبهم على رؤوس السلطة يفوضون أمرهم إلى العتبات المقدسة لكي تحل مشاكلهم المادية والإجتماعية بمعجزات خارقة ويبقى الفرد العراقي مطأطأ راسه ومنتظراً هذه المعجزات ، وهو في هذه الحالة قد سُحبت منه الإرادة للتغيير وجُعل منه منتظراً بائساً طوال الوقت . لكن القرية الصغيرة التي هي العالم بأسره والتغيرات السريعة الحاصلة به قد رفعت الغمامة من على أعين الشباب خلال السوسشيال ميديا والصحافة الحرة ، فبدأ يرى الصورة المفزعة بشكل واضح .
لقد تنقل الساسة العراقيون ما بين كونهم رجال دين ورجال سياسة ، فساعة يخلعون العباءة وساعة يرتدونها ، وساعة يسندون الشباب والمظاهرات وفي آخر الليل يلتقطون نشطاءهم بكاتم الصوت ، يحيكون المؤامرات في الغرف المظلمة لإحباط المظاهرات ويُعدون للمرحلة القادمة أشخاصاً تلوثت أيديهم في الماضي بالفساد وظنوا أن الشعب ينسى ، فقدموا رموزاً بعثية قديمة ساهمت في قمع الشعب أو بعض الفاسدين الذين ظهروا بعد الإحتلال ، أو بعض إرستقراطيي السياسة ، وجوه هي أشبه بوجه مهرج مصبوغة بالأحمر والأخضر وكل الألوان عدا لونه الحقيقي ، ورسموا له إبتسامة مصنوعة تقربه من قلوب العراقيين ، لكن القلب العراقي لا ينسى قتلته ولا يتسع إلا للشرفاء من هؤلاء الشباب الذين إفترشوا الأرض وإلتحفوا السماء الذين هم أجدر الناس وأقدرهم على القيادة . يجب أن ينظر الساسة الى رؤساء الوزارات في العالم الذين هم من الشباب المتميز والشريف والقادر على أن يعطي الطاقة الشبابية لخدمة وطنه ، ولينظروا مثلاً إلى رئيسة الوزراء النيوزيلندية الثلاثينية ، فلم تكن هذه المرأة سوى موظفة في مكتب رئيسة الوزراء السابقة وهي تعمل عملاً رائعاً لخدمة الشعب والإقتصاد النيوزيلندي ، أو إلى رئيس الوزراء الكندي أو الرئيس الفرنسي ، كما أم هناك الكثير من الوزراء هم من الشباب الذين هم بالعشرينات وعلى هذا الأساس فإن عنصر الشباب الوطني هو الأصلح لقيادة العراق ، فهم منمن لم تتلوث أياديهم بالدم أو المال العام وقدراتهم أوسع من الساسة المخضرمين ، فهم أعلم بكل ما يحتاجه الشارع والبيت العراقي ، وهم أدرى بكل ما يحتاجه الإقتصاد العراقي ، وهم أعلم بما يحصل في المدارس والجامعات والمعامل المغلوقة والمزارع المصحرة لأنهم عاشوا البؤس العراقي ولم يترفعو عن الجماهير الكادحة بل كانوا منهم وثورتهم ومظاهراتهم هي إليهم ، ومن يهب دمه للشعب دون مقابل هو وحده الذي يُنتظر منه أن يعمل لصالح هذا الشعب بيد نقية وضمير أنقى .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوار غيروا مفهوم الدين والمواطنة لدى الفرد العراقي
- بين كلمتين ... الليل
- حينما أينعت أغصان الوطن
- طوبى للأمهات العراقيات
- نحن العراقيون والعراق نحن
- من أطلق الرصاص على علم العراق
- شاعرات في المهجر
- هل نحن على كوكب يُحتضر
- هل بُنيت الحضارة العربية على التماثل أم على التباين
- التطرف ذو الوجهين
- نحن أمة تئِد أبناءها البررة
- إغتراب
- لماذا يتناول أبناؤنا المخدرات
- هل يحتمي الرجل بالقوانين في ممارسة العنف ضد المرأة
- البصرة ثغر العراق الباسم أم الباكي
- موت وردة الأقحوان البيضاء
- العرب من تجارة النفط إلى تجارة البشر
- مشاكل أبناء المهجر
- الهبوط نحو الأسفل
- قيمة الذات العربية - بمناسبة اليوم العالمي للطفل


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناهده محمد علي - ريسايكل القيادة العراقية