أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي البدري - نادي الأحزاب العراقية المغلق














المزيد.....

نادي الأحزاب العراقية المغلق


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 22 - 00:16
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ تقديم رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، لإستقالة حكومته، دخلت أحزاب السلطة، التي كانت تشكل تلك الوزارة، في نفق إختيار بديل له، رغم رفض المنتفضين لأي مرشح يأتي من نادي هذه الأحزاب المغلق، لأنه يرفض هذه الأحزاب ذاتها وهي المستهدف الأول من قبل المتظاهرين.
المنتفضون، ومنذ اليوم الأول لإنتفاضتهم، أعلنوا، وبصريح العبارة، عن مطلبهم في حكومة إنقاذ وطني (تكنوقراط)، من خارج نادي الأحزاب، الذي يغلقوه على أنفسهم، وتكون مهمتها وضع دستور وقانون إنتخابات جديدين، إضافة إلى مفوضية إنتخابات مستقلة وتخضع لمراقبة دولية، مع مطلبهم الأهم والرئيسي والصريح، بحل الأحزاب السياسية جميعها، (وإغلاق ناديها الليلي) وتقديم قياداتها وعناصرها الحكومية للقضاء.
ولأن هذه المطالب، وكما هو واضح، تعني تصفية الطبقة السياسية الحاكمة ، تصفية نهائية، وعلى خلاف ما تريد وبالضد من مصالح إيران في العراق، إختار الإثنان، الطبقة السياسية وإيران، إدخال أنفسهم والعراق في نفق المماطلات والتسويف، من أجل كسب الوقت الذي يتيح للجهتين تصفية التظاهرات وشبابها بكل الوسائل التي يمتلكون، والتي كان أولها قنابل الغاز، وأوسطها الرصاص الحي، وآخرها سكاكين الغدر في الظهر.
ومن خلال ردود أفعال أحزاب السلطة ومليشياتها، وبتوجيه من قاسم سليماني، مسؤول فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، نلاحظ أن هذه الأطراف، وبعد أن تسرب اليأس إليها من عودة المتظاهرين عن مطالبهم، تركز جهودها الأخيرة على سياسة الأرض المحروقة وجر المتظاهرين إلى مواجهة عنيفة، لا يمتلكون أدواتها، لأنهم لم ينخدعوا بإصلاحات الحكومة والأحزاب الترقيعية، وهذا ما عمدت إليه الطبقة السياسية بأشكال تحرشاتها وتحرشات مليشياتها بالمتظاهرين، والتي طورتها إلى الشكل الأخير من مجازرها الوحشية في الناصرية والنجف، وكذلك مجزرة ساحة الخلاني الأخيرة وسط بغداد، والتي، ورغم وحشيتها، لم تفلح بإخراج المتظاهرين عن سلميتهم ولا بجرهم إلى مربع المواجهة المسلحة.
ومن خلال الحلول الترقيعية التي أعلنتها الطبقة السياسية، كوضع قانون جديد للإنتخابات وتشكيل مفوضية جديدة لهذه الإنتخابات، بيدها هي، لا بيد حكومة الإنقاذ الوطني التي يطالب بها المتظاهرون، يتضح لنا أن هذه الطبقة ليس فقط لا تفكر بترك السلطة، كما يطالب شباب الإنتفاضة، بل هي ليست حتى على إستعداد لإجراء أي إصلاح حقيقي في رؤيتها وسياساتها تجاه الشعب، وتفضل بالمقابل الإستمرار على صم آذانها والعيش في عزلتها، في ناديها المحصن، وعلى الشعب ومتظاهريه الرضوخ والإذعان، وإلا إقتصت منهم بالمزيد من المجازر وأعمال الخطف والإعتقال.
الطبقة السياسية العراقية ترى أنها تحكم بالحق الإلهي، لأنها مرضي عنها من قبل الولي الفقيه الإيراني ومن قبل وكيله في حوزة النجف، علي السستاني، وعليه فإنها لا ترى في المنتفضين سوى مجموعة من الغوغاء المغرر بهم والخارجين على القانون الذين لابد من ردعهم بكل الوسائل، لأنهم باتوا يشكلون خطراً حقيقياً على إمتيازاتهم والبحبوحة التي يعيشون فيها، ولهذا لجأت مؤخراً إلى العزف على موال خطر الفوضى الذي سينتجه إضعاف الحكومة، وبالتزامن مع أعمال العنف التي مارستها مليشيات الأحزاب ضد المتظاهرين، في محاولة لجرهم لرد فعل عنيف من اجل القضاء عليهم بأسلحتها الفتاكة، تحت دعوى السيطرة على الفوضى وإعادة النظام.
حالة اليأس التي تعيشها الطبقة السياسية جعلتها تفكر بالخيار الوحيد الذي تجيده وتفهمه، دفاعاً عن مصالحها وإمتيازاتها، وهو جر العراق إلى مربع العنف، الذي تجيده وتجيد الحسم فيه مليشياتها المتعطشة للدم، كما أثبتت مداهماتها الأخيرة لساحات الإعتصام في ساحة التحرير وجسر السنك وساحة الخلاني، وما خلفته كواتم وسكاكين غدرها من ضحايا بين صفوف المتظاهرين العزل، هذ الخيار الذي يصر الشباب المنتفض والسلمي، على رفضه بوعي تام ومذهل، وهو ما يستفز الحكومة ومليشياتها، ويشعرها بالخذلان وضياع خيط السيطرة من يدها، وهذا ما يجرها للتخبط والمزيد منه بدل المعالجة العقلانية، لأنها لا ترى غير مصالحها وإمتيازات مواقعها في مراكز السلطة.
الغريب ان الحكومة العراقية وأحزابها مصرتان على رؤية مشكلة الحراك الشعبي، عبر ثقب مفتاح باب ناديها المغلق، وإنه لا يعدو أن يكون أكثر من ضجة عابرة ستخمدها أسلحة مليشياتها، بينما تنهمك هي في برجها العاجي للتوافق على إسم رئيس الوزراء الذي يخلف عبدالمهدي، بنفس آلية المماطلات والجر والعر التي سبقت توافقها على عادل عبدالمهدي ذاته، في تشكيله لحكومته التي أجبرت على الإستقالة قبل عشرين يوما، وكأنها فعلاً تصر على تجاهل ما يحدث خارج جدران ناديها، رغم انها لم تجد إلى الآن من يمنع ضوضاء صراخه عنها.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برهم صالح على الكرسي الهزاز
- مسؤولية أمريكا تجاه العراق وتظاهراته
- وقاحة سياسية
- عنق الزجاجة العراقية ما بعد عبد المهدي
- أحزاب السلطة وسقوط الغطاء الطائفي
- هكذا تزاحمنا وأرقنا... وتعبنا وقوفاً، على شفتي الكلام
- هل تشبه الحياة خورياً؟
- إرهاب الدولة وسياسة تعطيل الخيارات
- تخمين عبر زجاجة دافئة
- بنطال حزن قصير الأكمام
- تهمة رسمية جداً
- تطويع السينما لأغراض شخصية جداً
- في سبيل مشروع نقدي عربي.. القواعد والمنطلقات الثقافية وإ ...
- معركة خاسرة لأسباب موضوعية
- لأنه لا يؤمن بالمكان، الغجري لا يسقط مثلي
- طقوس رحيمة
- شياء... قد تبدو إلى جانب وجهكِ
- أبراج متخيلة فقط
- أنثى وشتاءات باردة
- على حافة مملكة الرب.. حسناً.. فلنقرر البديل


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي البدري - نادي الأحزاب العراقية المغلق