أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عزل ترامب














المزيد.....

عزل ترامب


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 21 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تشهد امريكا لحالة الاستقطاب التي تعيشها في ظل حكم رجل الأعمال والملياردير بالوراثة دونالد ترامب مثيلا في تاريخها، اللهم الا ابان الحرب الأهلية الأمريكية التي عايشتها البلاد ما بين عامي 1861 و 1865 حين حاولت الولايات الجنوبية الانفصال ما اشعل فتيل الحرب.
وما بين محافظين متعصبين يؤمنون بتفوق العرق الأبيض، وبين ليبراليين يؤمنون بالتعدد والمساواة بين البشر، يصبح لترامب اما مؤيدين مخلصين مهما فعل، أو معارضين بشدة لسياساته الاقصائية الانعزالية التي تحترف بناء الجدر والغاء المعاهدات.
الا أن ما يميز الولايات المتحدة الأمريكية كونها دولة مؤسسات، ويعني ذلك أنه من الممكن دائما تدارك الخطأ وعلاجه والوقوف في وجهه من قبل المؤسسات المستقلة، والتي تتمتع بالسلطة والسطوة بدعم شعبي مثل الكونجرس الذي قرر الشعب بعد انتخاب ترامب أن يكون الأغلبية فيه ديمقراطية لضبط موازين القوة في البلاد.
ولذلك أيضا يصبح من الطبيعي أن يقف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوته وجبروته أمام ممثلي الشعب للمسائلة عن أفعاله التي تهدد الديمقراطية وتهدد القيم الأمريكية القائمة على التنوع وقبول الأخر واتاحة الفرصة للموهوب والمؤهل للتقدم والترقي من كل جنس وجنسية ومعتقد.
الرئيس الأمريكي في قفص الاتهام لأنه حاول التأثير على رئيس اوكرانيا لاعادة فتح التحقيقات في قضية تمس بمرشح منافس محتمل في الانتخابات القادمة ليهز موقفه خلال الانتخابات، وهو ما اعتبره الكونجرس تدخلا غير مقبولا من رئيس الدولة!
دولة البزرميط
أما في دولة البزرميط فيمكن للرئيس أن يحبس منافسيه في الانتخابات وحتى ولو كان أحدهم قائده العسكري، ويغير نصوص دستورية محصنة تخص مدد الرئاسة، ويأمر اتباعه اصحاب الشركات والمتاجر وحتى أكشاك السجائر ليقوموا بتعليق لافتات التأييد والحب والا ...
في دولة البزرميط يمكن للرئيس أن يبني 90 قصر ويمتلك أكبر اسطول طائرات رئاسية في بلد وصفه هو نفسه بالفقير قوي .. على الرغم من أن 80% من قرى هذا البلد لم تعرف بعد الصرف الصحي!
في دولة البزرميط لا صوت يعلو على صوت الرئيس، بل أنه يقول بكل فخر أنه ليس لدينا مؤسسات بالمعنى المتعارف عليه، فالكل يعمل سكرتارية لطويل العمروالبلد كلها ملك يمينه باعلامها باراضيها بآثارها بمصانعها.
في دولة البزرميط يجرؤ الوزير على السخرية من مواطن لأنه طلب زيت طعام نظيف له ولأولاده، ولا يمكن لوزيرة القراءة بشكل سليم من ورقة مكتوبة.
في دولة البزرميط لا يوجد برلمان يعبر عن الشعب فهو برلمان صوري وظيفته الموافقة على أي فرمان صادر من طويل العمر واعضائه يحملون على اقفيتهم توقيع أمن الدولة ظاهرا لا يحاولون اخفائه.
في دولة البزرميط لا يجرؤ اعلامي واحد على قول كلمة خارج النص الذي يلقنه اياه أشرف بيه ولا توجد صحيفة أو قناة مستقلة ولا يوجد مكان لأي موهوب أو دارس فالأماكن كلها محجوزة لمن ينال ختم الأجهزة ألأمنية ولو كان يمشي على أربع ويتم التحكم فيه بواسطة "بردعة ولجام" .
في دولة البزرميط لا يملك المواطن المسكين مثلي سوى البكاء أمام جلسات الكونجرس والحلم بأن يكون لدينا في يوم من الأيام نانسي بيلوسي، أو محافظ حتى وليس رئيس دولة يتم محاكمته على فساده محاكمة شفافة وحقيقية.
في دولة البزرميط يموت الناس قهرا وينتحرون شنقا وحرقا وأمام القطارات ومن فوق البرج ولا يهتز لأحد جفن.
فالكل في دولة البزرميط ميت.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن الصوفيا
- في دعم الحراكين اللبناني والعراقي
- شعب بدون كتالوج
- ثورة لا تحكم .. تكسر
- تعديلات لم يخلق مثلها في البلاد
- لا تثريب عليكم
- عصر ما بعد التعديلات الدستورية
- بين براثن العسكر
- الاخواني والمجنون
- ندوات تثقيفية
- مخربون
- اتركوا خلفكم كل أمل في النجاة
- ثمن المبادئ
- ليس دفاعا عن القتلة
- نحو المزيد من الفشل
- تنمر أنظمة
- الاحتفاء بالتنمية حرقا وشنقا وتحت عجلات المترو
- وطنك متباع .. سرك متذاع
- قاعدة لا يعمل بها
- للبيع: دستور لم يستخدم من قبل


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - عزل ترامب